الحرب على <داعش> طويلة. هذا هو المسار الإعلامي الأهم للحملة الأميركية. ولأنها ستكون طويلة، مع العلم أن الحرب على <صدام حسين> وجحافله العسكرية استغرقت أسابيع معدودة، فإن هناك عدة أسئلة لا بد من طرحها الآن:
١- <داعش> حصلت على اعتراف العالم بها شاء من يريد إزالتها أو أبى. وبالتالي سيكون أمامها الاستسلام الكامل وهذا غير موجود في قواميس التنظيم الإرهابي أو فرصة التفاوض في حالة الهزيمة. وأي تفاوض إذا حصل هو في الحقيقة بمثابة الربح لـ<داعش>، خاصة إذا كان المتفاوضون أمثال تركيا التي رفضت الدخول في الحلف ضد <داعش>، وبالتالي حفظت دور المفاوض إن طلب منها العالم ذلك. هل سيصبح من المقبول الحوار مع <داعش> إذا أثبت التنظيم أن القضاء عليه مستحيل لأنه فكر وحالة قبل أن يكون دولة؟
٢- لم يسأل ملايين الناس الذين هم سكان الأراضي الخاضعة لسلطة <داعش> عن رأيهم ولا أحد يبدو مهتماً بمصيرهم في هذه الحرب. أليسوا كلهم رهائن عند <داعش> عملياً ويجب التفكير في سلامتهم قبل أي شيء آخر؟
٣- إذا كان الجميع بمن فيهم تركيا يعترفون بتدفق المقاتلين من كل أصقاع الأرض لمساندة <داعش>، فماذا يا ترى سيفعل أولئك الذين لم يتمكنوا من الوصول أو منعوا من ذلك، إن هزمت <داعش>؟ هل يعودون بكل بساطة إلى بلادهم وأعمالهم وكأن شيئاً لم يكن؟
٤- المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الإرهاب في العراق والشام هي أساساً بحاجة إلى مليارات الدولارات من التأهيل والإعمار والتنمية الإجتماعية، هذا قبل أن تبدأ الحرب، من الأنبار إلى الى دير الزور والرقة. كيف ستكون حالتها بعد الحرب إذاً؟ وكم ستحتاج هذه المناطق من أموال؟
٥- أين الصين من كل ما يحصل؟ وماذا ستجني من صمتها المساند للحملة الأميركية على <داعش>؟
٦- أي حدود إقليمية سترسمها هذه الحرب الغريبة العجيبة وكيف تبقى حدود لبنان كما هي؟
المهم في الحرب على <داعش> هو ما بعد الواقعة (Aftermath). ولا يمكن التنبؤ بأي شيء إلا ربما بأمر واحد فقط وهو أن حال المنطقة لن يعود كما كان أي بالكليشيهات: ما بعد <داعش> والحرب عليها لن يكون كما قبلها. ولكن ما زال هناك مجال لحفظ البلد من الفوضى الأكبر الآتية، بدءاً من حماية أرضه وحدوده سياسياً أولاً وعسكرياً ثانياً.
ما يجمع حزب الله مع المكون المسيحي في البلد، حتى الذي يضم القوات والكتائب وآخرين بعيدين كل البعد عن ورقة التفاهم الموقعة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، هو شعار الرئيس بشير الجميل والذي تبناه بعد ذلك أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. اليوم مطلوب من المكون السني في لبنان أي تيار <المستقبل> والمنشقين عنه مؤخراً في عكار وطرابلس وغيرهما من المناطق السنية وكل الأطراف السياسية السنية أن يلتزموا بشعار الـ١٠٤٥٢ كلم٢ بغض النظر عن مفهومهم لدولة لبنان المستقبل. الأرض قبل النظام في هذه المرحلة. والأرض يمكن أن تنجرف من تحتنا بسرعة كما يحصل في عرسال.