تفاصيل الخبر

هل تعيّن الحكومة الحالية الخازن سفيراً في الفاتيكان أم ترحّله التجاذبات الى ما بعد الانتخابات النيابية؟!

13/04/2018
هل تعيّن الحكومة الحالية الخازن سفيراً في الفاتيكان  أم ترحّله التجاذبات الى ما بعد الانتخابات النيابية؟!

هل تعيّن الحكومة الحالية الخازن سفيراً في الفاتيكان أم ترحّله التجاذبات الى ما بعد الانتخابات النيابية؟!

فريد-الياس-الخازن-ميشال-عونانشغلت الأوساط السياسية والديبلوماسية خلال الأسبوع الماضي بمعرفة ماذا سيحلّ بالسفارة اللبنانية في الفاتيكان بعد إحالة السفير الحالي انطونيو عينداري الى التقاعد في 9 نيسان/ أبريل الجاري، وبالتالي من هي الشخصية التي ستحل مكانه في هذا المنصب الديبلوماسي المهم الذي لم يبقَ فيه السفير عينداري سوى خمسة أشهر بعد نقله من السفارة اللبنانية في الأرجنتين الى السفارة اللبنانية في الفاتيكان.

وتقول مصادر ديبلوماسية متابعة ان هذا الملف فتح على مصراعيه بعدما تبلّغ لبنان مداورة أن الكرسي الرسولي لن يرسل سفيره المعيّن في بيروت المونسنيور <جوزف سبيتيري> الى لبنان قبل أن يتم تعيين سفير لبناني جديد لدى الكرسي الرسولي، وإلا فإن التمثيل البابوي في لبنان سيبقى على مستوى القائم بالأعمال، الأمر الذي حرّك الملف من جديد بعدما بات على المسؤولين اللبنانيين ان يحسموا خياراتهم ويكفوا عن التعاطي مع الكرسي الرسولي على نحو غير مألوف في تاريخ العلاقات اللبنانية - البابوية.

ومع عودة مسألة تعيين سفير جديد للبنان لدى الفاتيكان، كثرت التسريبات عن <تحضير> سفير من خارج الملاك يخلف السفير عينداري الذي مدّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فترة شهر إضافي لعمله الديبلوماسي في الكرسي الرسولي ريثما يتم الاتفاق على الاسم البديل الذي يُفترض أن يحظى برعاية البابا فرنسيس وفريق عمله، إضافة الى تأييد غالبية الثلثين داخل حكومة الرئيس سعد الحريري، لأن السفير يعتبر من موظفي الفئة الأولى الذين يحتاج تعيينهم الى موافقة 21 وزيراً من أصل 30 تتألف منهم الحكومة مع رئيسها. من هنا أتت عملية تسريب الأسماء بهدف معرفة ردود الفعل حيالها وتمهيداً لإجراء <لوبي> حول السفير العتيد كي يمر تعيينه في مجلس الوزراء مثلما مرّت تعيينات اخرى من دون أن يجد الوزراء أي أثر للسير الذاتية للمعنيين في مواقع إدارية بارزة على رغم اعتراض عدد من الوزراء!

 

3 أسماء أبرزها فريد الخازن

وتقول المصادر نفسها ان ثلاثة أسماء يتم التداول بها منذ فترة من خارج الملاك الديبلوماسي، من دون أن تميل دفة القرار الى أحدهم بعد. الاسمان الأولان تناقلتهما الأوساط الديبلوماسية اللبنانية على أساس انهما مقربان من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لم تشملها بعد <البركة الرسولية> اللبنانية، وهما عضو المجلس التنفيذي للرابطة المارونية انطوان قسطنطين والناشط السياسي والاجتماعي لوران عون. وما ان انتشرت أخبار عن إمكانية تعيين أحدهما حتى برزت معطيات جعلت من حظوظ قسطنطين تتراجع لأسباب وصفت بـ<العائلية>، وكذلك الأمر بالنسبة الى لوران عون الذي كان اسمه يتقدم على اسم قسطنطين.

إلا أن المفاجأة في هذا الصدد كانت بعد تسريب معلومات عن أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طرح اسم النائب الحالي الذي لم يترشح للانتخابات النيابية المقبلة فريد الياس الخازن انطلاقاً من معطيات عدة، ابرزها انتماء النائب الخازن الى عائلة مارونية عريقة كان رجالها ممن يتولون حراسة الصرح البطريركي في بكركي في تقليد يعود الى آلاف السنين، وبالتالي فإنه من خلفية مارونية لا يرقى الشك الى التصاقها بالبطاركة الموارنة عبر التاريخ.

وفيما أكدت مصادر قريبة من الرئيس عون ان الحكومة لم ترسل بعد اسم مرشحها المحتمل الى الفاتيكان، فإن المصادر المتابعة تؤكد أن النائب غير العائد الى البرلمان يحضر أوراقه والمستندات المطلوبة منه لإرسالها الى الكرسي الرسولي بهدف اخذ موافقة مسبقة كما تقتضي الأصول المعمول بها، وذلك قبل عرض الاسم على مجلس الوزراء للموافقة عليه. وتشير المصادر نفسها الى أنه في حال مرّر مجلس الوزراء تعيين النائب الخازن، وهذا غير محسوم نتيجة التجاذبات السياسية التي تزداد حدة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، فإن الرئيس عون يكون بذلك قد ثمّن عالياً ردة فعل النائب الخازن الذي احجم عن الترشح عن دائرة كسروان - جبيل مفسحاً في المجال أمام العميد شامل روكز الذي لا يختلف اثنان على أنه الأقوى سياسياً في مواجهة حملة غير مسبوقة يتعرض لها من القريبين قبل الخصوم تحت تأثير الصوت التفضيلي.

حل وسط!

إلا أن المصادر المتابعة لا تستبعد تكليف أحد السفراء الحاليين الموجودين في وزارة الخارجية ترؤس البعثة اللبنانية الى الفاتيكان، ريثما تسمح الظروف السياسية في تعيين النائب الخازن الذي يصبح بعد 20 أيار/ مايو المقبل نائباً سابقاً، خصوصاً أن هذه المصادر تتخوّف من عدم موافقة مجلس الوزراء على التعيين حالياً تحت حجة عدم القبول بإعطاء <جوائز ترضية> للذين انسحبوا طوعاً أو قسراً من المعركة الانتخابية لتسهيل ترشيح آخرين وتأمين فوزهم، خصوصاً ان الكلام يكثر عن وجود لائحة اسماء تعتبر مشاريع <جوائز ترضية> لاسيما لدى التيار الوطني الحر وتيار <المستقبل>، إذ تم توزيع العديد من الوعود على عدد من الذين <انسحبوا> في الربع الساعة الاخير لصالح مرشحين آخرين. ومن شأن معارضة عدد من الوزراء أي تعيين <للترضية> أن يؤخر ملء العديد من الشواغر، التي ستترك الى الحكومة الاولى بعد الانتخابات النيابية... إذ تم تشكيلها في وقت معقول ومقبول.

والى أن يتم ذلك، يبقى خيار تكليف أحد السفراء في الإدارة المركزية تمثيل لبنان في الفاتيكان الخيار الاسهل إذا كان تعيين الخازن خياراً صعباً... في الوقت الحاضر على الأقل!