تفاصيل الخبر

هل من رابط بين زيارة عباس لبيروت نهاية الشهر ومحاولة اغتيال الديبلوماسي الفلسطيني في عين الحلوة؟

10/02/2017
هل من رابط بين زيارة عباس لبيروت نهاية الشهر  ومحاولة اغتيال الديبلوماسي الفلسطيني في عين الحلوة؟

هل من رابط بين زيارة عباس لبيروت نهاية الشهر ومحاولة اغتيال الديبلوماسي الفلسطيني في عين الحلوة؟

  

اسماعيل-شروفتتابع المراجع الأمنية بكثير من الاهتمام تكرار الاعتداءات على مسؤولين فلسطينيين في مخيم عين الحلوة خصوصاً، وفي الجنوب عموماً حتى باتت أخبار محاولات الاغتيال التي تستهدف هؤلاء المسؤولين تطغى على كل ما عداها، لاسيما التحركات المشبوهة التي تُسجل في مخيم عين الحلوة بشكل شبه دائم، ناهيك عن تنقل مسلحين مطلوبين للعدالة من حي الى آخر هرباً من <عيون> مديرية المخابرات الموجهة الى تحركات هؤلاء الإرهابيين داخل المخيم. وأتت محاولة اغتيال الديبلوماسي في سفارة فلسطين في لبنان والمسؤول عن الملف الأمني والاستخباراتي فيها اسماعيل شروف لترفع منسوب القلق على الأمن والاستقرار داخل المخيم وامتداداته، إضافة الى العلاقة بين الفصائل الفلسطينية من جهة والتنظيمات الموجودة في مخيم عين الحلوة وغيره من المخيمات وأماكن التجمعات الفلسطينية من جهة أخرى.

وتقول مصادر معنية ان الديبلوماسي شروف الذي أتى من الضفة الغربية الى بيروت قبل مدة كان عرضة لعملية اغتيال واضحة المعالم، ولم يكن القصد ترويعه أو إخافته كما كانت قد أشارت اليه المعلومات الأولية التي توافرت عن الحادث، لاسيما وأن المهمات التي يتولاها وضعته في الآونة الأخيرة في واجهة الاهتمامات، ما يعني أن منفذي محاولة الاغتيال أرادوا نقل الصراعات والتجاذبات الفلسطينية - الفلسطينية من إطار الى آخر، لاسيما لجهة توسيع <بيكار> الاستهدافات بحيث تتجاوز المسؤولين المحليين في مخيم عين الحلوة، الى مسؤولين فلسطينيين آخرين لهم حضورهم ودورهم.

وفيما وضع المسؤولون في السفارة الفلسطينية ثقتهم بالتحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية اللبنانية المعنية، فإن التقارير الأولية أشارت الى <حرفية> منفذي محاولة الاغتيال لأنهم استطاعوا إحاطة طريقة تنفيذ المحاولة بغموض والتباس لتبقى مجهولة الفعلة. إلا أن ذلك لا يلغي وجود معطيات تذهب الى حد التأكيد على أن محاولة الاغتيال هي حلقة جديدة من سلسلة حلقات ترمي الى إبقاء التوتر والاحتقان سيدي الموقف داخل مخيم عين الحلوة بغية إبقائه قابلاً للانفجار في أي لحظة. كذلك فإن المعلومات أشارت الى أن ما حصل يرمي ايضاً الى إبقاء حال انعدام الثقة قائمة بين المخيم من جهة ومحيطه اللبناني من جهة أخرى.

ويرى متابعون أنه لو نجح مرتكبو محاولة الاغتيال في جريمتهم، فإن ردود الفعل التي كان يمكن أن تحصل لبددت كل الجهود الحثيثة التي تبذلها الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع الجهات والأجهزة اللبنانية من أجل طي صفحة التوتر التي تبرز من حين الى آخر في أكبر تجمع سكاني فلسطيني في لبنان، ولإسقاط الانطباع السائد بأن مخيم عين الحلوة <ملاذ> للخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة، والبيئة الحاضنة للإرهابيين والمتشددين في التنظيمات المسلحة غير الفلسطينية.

 

عباس في بيروت نهاية شباط

 

إلا أن مصادر معنية، لبنانية وفلسطينية، ربطت بين توقيت محاولة الاغتيال وبين الأنباء التي راجت عن زيارة قريبة ينوي الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيام بها للبنان خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر شباط/ فبراير الجاري لتهنئة الرئيس اللبناني ميشال عون بانتخابه والبحث معه في السبل الآيلة الى تعزيز التعاون بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية قبل شهر من انعقاد القمة العربية المقررة في الأردن نهاية شهر آذار/ مارس المقبل. وفي تقدير هذه المصادر، أن نجاح محاولة الاغتيال كان سيخلق أجواء غير مؤاتية للقيام بالزيارة لاسيما وأن السفارة الفلسطينية التي استُهدف أحد أركانها كانت تسعى كي تصبح مرجعية كل الفصائل والتيارات الفلسطينية، ترعى شؤونها وتهتم بجميع اللاجئين على حد سواء. فضلاً عن خطورة الرسالة الدموية التي أراد المخططون والمنفذون إيصالها الى القيادة الفلسطينية العليا في رام الله وحركة <فتح> تحديداً بأن الساحة الفلسطينية في لبنان ليست تحت سيطرتها وان ما يعلنه الرئيس الفلسطيني بشكل دائم عن ان السلاح الفلسطيني تحت تصرف الدولة اللبنانية، لا يعدو كونه مجرد كلام لا قيمة تنفيذية له بدليل استمرار الاعتداءات والتجاذبات ومحاولات الاغتيال التي تكررت بشكل ممنهج في الفترة الأخيرة.

وتضيف المصادر ان ما هدف اليه منفذو محاولة اغتيال الديبلوماسي شروف له أيضاً امتدادات لبنانية، لاسيما وأن المحاولة الفاشلة وقعت في المهلة الزمنية التي اعطتها الدولة اللبنانية للجهات الفلسطينية المعنية بالوضع في مخيم عين الحلوة لتقدم خطة أمنية كفيلة بحفظ الأمن داخل المخيم وتكون بديلاً عن الجدار الفاصل الذي شرعت الدولة اللبنانية ببنائه قبل أشهر لإقفال المعابر السرية وغير الشرعية التي يسهل الدخول عبرها الى المخيم والخروج منه بعيداً عن مراقبة الجيش ونقاط تفتيشه المقامة على المداخل الأربعة الشرعية للمخيم، علماً أن خطوة بناء الجدار قوبلت باعتراض شديد من الجانب الفلسطيني في حينه.

وتعتقد المصادر ان تعدد الأسباب لا يلغي حقيقة راسخة، وهي أن ثمة سباقاً بين الإجراءات التي تتخذ بين الجانبين اللبناني والفلسطيني لضبط الوضع في مخيم عين الحلوة، وبين سعي التنظيمات المتضررة والمهيمــــــــــــــــــــــــــــــــنة على المخيم من أجل إبقاء الصراعات مستمرة تمهيداً لإخراج المخيم عن نطاق السيطرة!