تفاصيل الخبر

هـــــل بـــــدأ الـعــــــد الـعـكـســـــي لانـسـحــــــاب حـــــــزب الله مــــن سـوريـــــــــــا؟

13/01/2017
هـــــل بـــــدأ الـعــــــد الـعـكـســـــي لانـسـحــــــاب  حـــــــزب الله مــــن سـوريـــــــــــا؟

هـــــل بـــــدأ الـعــــــد الـعـكـســـــي لانـسـحــــــاب حـــــــزب الله مــــن سـوريـــــــــــا؟

 

النصرة-وداعش-سبب-بقاء-حزب-الله-في-سوريا----A بعد اعلان الاتفاق الروسي - التركي حول وقف اطلاق النار في سوريا، وبعد غياب إيران الدولة الفاعلة في الحرب في سوريا كلياً عن المشهد خلال الايام القليلة السابقة، خرجت العديد من التحليلات لتتحدث عن دور حزب الله في المرحلة المقبلة وحتمية خروجه من سوريا بعد الاتفاق المذكور الذي وبرأي البعض انه جاء بعكس مصلحة الحزب وايران وأنه بمنزلة انذار مُبكر لبدء انسحابهما من مناطق وجودهما في سوريا أو أقله من حلب.

الاتفاق

تمّ التوصل يوم الخميس الماضي إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا برعاية كل من روسيا وتركيا، وقد بدا لافتاً آنذاك أن إيران لم تكن موجودة في أي مرحلة من مراحل التفاوض، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر، ولم يتم اطلاعها ايضاً على أية تفاصيل متعلقة بالاتفاق إلا بعد انتهائه وذلك من خلال الاتصال الذي جرى بين وزيري خارجية الدولتين <سيرغي لافروف> ومحمد جواد ظريف. وبالرغم من ذلك، خرج خلال اليومين الماضيين عدد من المراسلين والمحللين من طهران للتعليق على الاتفاق ليشيروا إلى عكس ذلك تماماً، مع الإصرار على أن إيران كانت على اطلاع على ما يجري وأنّها سعيدة بالاتفاق الذي جرى، وأنّها شاركت منذ البداية في التحضير له عبر اجتماع الاستانة الثلاثي مع موسكو وأنقرة.

وفي السياق ذاته، هناك من يقول إن مسؤولين عسكريين وسياسيين إيرانيين توصلوا إلى استنتاج مؤخراً مفاده أنّ النظام السوري غير قادر على حسم المعركة عسكرياً، وأن الحل العسكري لم يعد ممكناً ولذلك لم يعد من خيار سوى الحل السياسي اي بأن ترضخ ايران للاتفاق الروسي التركي. لكن مثل هذا الرأي لا يعبر عن حقيقة الموقف الإيراني لاسيما في هذه اللحظة بالذات كون ايران كانت تعلم منذ اتساع رقعة الحرب في سوريا، ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد، غير قادر على أي حسم عسكري، وأنه دخل مرحلة الانهيار مبكراً، وهذا هو السبب الأساسي بالدرجة الأولى لتدخل الجيش الإيراني والحرس الثوري وحزب الله في الحرب السورية. اما اليوم، فقد اصبحت ايران تُشدد اكثر من اي وقت مضى، على المضي نحو الحسم العسكري كونها باتت تعتقد بأنها أصبحت اقرب الى تحقيق النصر خصوصاً بعدما جرى في حلب الشرقية.

هل خرجت اللعبة من

يد الإيراني؟

لا يوجد أدنى شك من أن ايران متضررة الى حد كبير من اتفاق وقف اطلاق النار الأخير، فالاتفاق أظهرها بمظهر التابع، كما أن البند الذي يتحدث عن ضغط روسيا عليها لإخراج المليشيات التابعة لها بما فيها حزب الله، يعتبر نوعاً ما مؤذياً لها إذا ما كان قد بقي فعلاً في نص الاتفاق، بغض النظر عن حقيقة أن إيران لم تأت بحزب الله إلى سوريا لكي تخرجه منها وإنما لكي تؤمّن بقاءه مستقبلاً، وهذه المعطيات تعني أن هناك أجندات مختلفة حالياً بين إيران وروسيا، من غير المعروف بعد ما إذا كان التغيّر الذي طرأ على الموقف الروسي تغيّراً أصيلاً أم تكتيكياً، وهل ان روسيا مُستعدة لإجبار إيران على الخضوع لأجندة روسية - تركية؟ لكن سؤال اخر يعكس حجم ايران الفعلي وحجم قوتها العسكرية في سوريا، وهو هل انها سترضى بهذا الاتفاق وسترضخ له، ام انها قادرة على قلب الطاولة خصوصاً وان ذراعها العسكري على الارض السورية، هو الاقوى فيما تتكون قوة روسيا من خلال سلاحها الجوي، ما يعني ان الخلاف بين روسيا وايران لن يعود بالفائدة سوى على الحلف الاميركي وتركيا بقيادة رجب طيب أردوغان، من ابرز الدول التي تستطيع القفز على الحبال السياسية والتنقل بين هذا المحور وذاك؟

أسئلة كثيرة لا يوجد جواب حاسم عليها حالياً، لكن ما يُمكن قوله إن إيران ستبقى تمتلك القدرة على قلب المعادلات كما ثبت في اتفاق حلب الأخير بين روسيا وتركيا، فقلب الطاولات لعبتها الأساسية الأكثر اتقاناً، لكن ربما ليس لديها مصلحة الآن في إفشال الاتفاق بشكل مباشر، وقد تفضل القيام بذلك عبر أذرعها أو تأمل أن تقوم جهة غيرها بالتخريب وقد تُعطي الذريعة هذه للفصائل السورية المُسلحة، وهذا ما يقوم به حزب الله في وادي بردى وفي الغوطة الشرقية، في وقت تعمل فيه ايران على استغلال الوقت المتاح للتفكير في كيفية إعادة صياغة العلاقة بينها وبين الروس بما لا يضرها كثيراً ويحد من سطوة الروس عليها. وفي جميع الأحوال، لا يُمكن المراهنة على خلاف روسي - إيراني وانتظار حصوله خصوصاً وان مصلحة الدولتين لا يُمكن ان تتحقق في ظل اي خلاف بينهما.

موقف حزب الله من الاتفاق

حسن-نصرالله---A

يُعتبر حزب الله ركناً أساسياً في أي تسوية سورية وهو حتى الساعة يبدو أنه يراقب عن كثب تفاصيل وقف اطلاق النار المعطوف على الاتفاق الروسي التركي، موعزاً إلى وحداته العسكرية المنتشرة على الجبهات السورية الأساسية بـإسكات البنادق ريثما تتبلور الأمور، إلا ان الصمت هذا لم ينسحب على موجة <داعش> و<النصرة> حيث يتحضر حزب الله للانفراد بعمليات عسكرية موجهة نحوهما كونه استراح من تعب الجبهات الباقية، وهو ما بدأ بالفعل حيث تتحدث المعلومات عن بدء الحزب القيام بعمليات تصفية بحق قادة كبار من <داعش> و<النصرة> سواء في ريف حلب او في مناطق الاشتعال في دمشق وادلب. وفي هذا الشق، برزت معطيات ميدانية تقول ان الحزب بدء فعلاً من خلال قواته الخاصة بتنفيذ عمليات للقضاء على القادة الميدانيين للمعارضة السورية في محافظة إدلب، حيث تمكن خلال يومي العطلة من الأسبوع الماضي من قتل ثلاثة منهم. وباعتقاد الخبراء، فإن هذا التكتيك الجديد يسمح بتجنب العمليات الحربية الواسعة في إدلب.

ومن هنا، لا يبدو أن حزب الله يتحضر للخروج من الميدان السوري كما يُقال أو كما يروّج البعض على الرغم من اتفاق وقف اطلاق النار هذا، خصوصاً وأن للحزب اعتباراته الخاصة فهو أولاً يرى أن الموضوع بالنسبة إليه مرتبط بحلبة صراع أساسية في سوريا وأحد أهم ركائزها <داعش> و<النصرة> المستثنيان من الاتفاق، وثانياً لن يترك الحزب الميادين التي قدم الدماء فيها من أجل تطهيرها لتكون عرضةً لأي تغيير طارئ في خارطة وقف اطلاق النار الذي لا يكفل أحد ما اذا كان سيستمر أو انه يسقط بعد أيام أو ساعات، والشواهد كثيرة. ولذلك فإن حزب الله ينظر إلى الأمر ببعد استراتيجي، فالمكتسبات التي حققها في الميدان السوري لن يتركها خلفه ويعود هكذا دون ثمن.

وبنظر بعض المُدافعين عن موقف حزب الله في سوريا، هو انه وكأفضل رد بليغ على مسألة خروجه من سوريا، يمكن البحث في الأوراق عن موقف الحزب الاستراتيجي الذي عبر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله والذي جاهر ولأكثر من مرة أن الحزب لن يخرج من سوريا إلا بعد تحقيقه الانتصار الكامل، وفي تفسير معنى الانتصار الكامل لدى هذه الفئة، يمكن الركون هنا إلى حالة <داعش> و<النصرة> التي لا زالت قائمة بكافة مخاطرها ومحاذيرها، أي أن هذا الانتصار لم يتحقق بعد. وطالما أن محور المقاومة لم يخرج منتصراً من هذه الحرب الكونية كما ردّد نصرالله مراراً، فإن المقاومين في المنطقة مصرون على المواجهة حتى الانتصار النهائي، وفقاً للسيد نصرالله ايضاً.

خيارات حزب الله

مازال حزب الله يدرس تداعيات انتخاب <دونالد ترامب> رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، رغم اعتباره أن <ترامب>، كما غيره من الرؤساء، وجوه لعملة واحدة مع إسرائيل. لكن الحزب يرى أن أكثر المتضررين من انتخابه هم خصوم الحزب السياسيين في الإقليم، وإن كان لا بد من وضع احتمالات تحسباً لأي سيناريوات غير محسوبة. ومن هنا يُرجّح أن تكون معركة حلب آخر نشاطات حزب الله العسكرية في سوريا، اقله في هذه المرحلة، إذا لم يحصل أي تطور غير متوقع. لكن هذا، لا يعني انسحاب الحزب من سوريا بل وقف العمليات العسكرية والمعارك الطويلة والمفتوحة فقط، مقابل التركيز على تثبيت وجوده في النقاط الأساسية.

وفي الوقت عينه، لا يتجاهل الحزب جبهة جنوب لبنان، تحسباً لأي خطوة إسرائيلية قد تتخذ في هذه اللحظة، في محاولة من الإسرائيليين لاستدراج الرئيس الاميركي المُنتخب دونالد ترامب إلى ما يريدونه. كل هذا يعني، ان الأيام والأشهر المقبلة ستكون حافلة على الصعيد السياسي في لبنان وسوريا، وهي التي ستحدد ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة، وإذا ما كانت ستتجه نحو التهدئة والحلول السياسية، أم نحو استمرار التصعيد العسكري، لكن بشكل أعنف هذه المرة.

 

 الموقف التركي من حزب الله

وزير الخارجية التركي <مولود جاويش أوغلو> عبّر الاسبوع الماضي عن رفض بلاده لفكرة الحوار مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، ودعا جميع المقاتلين الأجانب بمن فيهم عناصر حزب الله، الى مغادرة سوريا. لكنه في الوقت عينه اكد أن بلاده تعمل مع الجهات المعنية من أجل ضمان إلتزام جميع الأطراف بمقترح وقف اطلاق النار، وأن روسيا وإيران ستكونان من الدول الضامنة لتطبيق الاتفاق إلى جانب تركيا. وجاءت تصريحات <أوغلو> بعد كشف مصادر روسية بأن موسكو تعمل على اتفاق مع تركيا وإيران، يهدف إلى إبقاء بشار الأسد حتى عام 2021، موعد انتهاء ولايته الحالية، واستبداله بعد ذلك بخليفة من الطائفة العلوية. كما ذكرت مصادر روسية ان هناك اتفاق إطار بين روسيا وتركيا وإيران، سيسمح بحكم ذاتي إقليمي في إطار هيكل اتحادي تسيطر عليه طائفة الأسد العلوية، ولا يزال في مراحله الأولى، وهو عرضة مست---------A---شار-الخامنئي-علي-اكبر-ولايتي-حزب-الله-باق-في-سورياللتغيير، مبينة أنه سيتطلب موافقة الأسد، والمعارضة المسلحة ودول الخليج والولايات المتحدة.

 

حل سعودي يقضي بخروج حزب الله

 

في الحل السلمي الآتي الى سوريا تقترح السعودية ان يدخل 10 الاف جندي لبناني ويتولون حماية دمشق وتقوم بتمويلهم على ان ينسحب حزب الله من سوريا، بعد الحل السلمي، الذي سيبدأ العمل عليه بعد شهر. وقد حكي ان السعودية سوف تطرح هذا المشروع على الدول العربية لإرسال 50 الف جندي عربي من لبنان ومصر والأردن وبقية الدول العربية لدخول سوريا والعمل على حفظ الامن، اما بالنسبة الى لبنان، فشرط السعودية انسحاب حزب الله وإرسال 10 آلاف جندي لبناني كقوة ضاربة لحماية العاصمة دمشق. وعندها، يكون هنالك مبرر لانسحاب حزب الله وللعب لبنان دور أساسي على الساحة السورية.

وتقول مصادر صحافية ان السعودية تعتبر ان الجيش اللبناني لن يكون منحازاً الى احد، بل ستكون مهمته حفظ الأمن، ولا يكون مع أي طرف سوري، مثله مثل الجيش المصري ومثل الجيش الأردني، مثل الجيش السعودي، ومثل الجيش السوداني. لكن هذا الامر غير مطروح في المدى القريب، بل مطروح بعد ان يبلغ الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> ملك السعودية الملك سلمان ان الحل السلمي بدأ في سوريا، وستأتي المعارضة الى دمشق، وتشارك في حكومة انتقالية. وتتابع المصادر قولها إن الجيش اللبناني نجح في ضرب الإرهاب على الساحة اللبنانية وهو يمتاز بالعنصر البشري الذي يمتلكه وتنوعه المذهبي مما يجعل مهمته ناجحة في سوريا. وعندها، ستقوم السعودية بتمويل جزء من إعادة الاعمار في سوريا، اذا وافق النظام السوري على الحل السلمي واشراك المعارضة والقبول بـ 50 الف جندي عربي يلعبون دورهم في حفظ الامن على الأرض السورية كي لا يحصل انتقامات او اعمال من أجهزة امن سورية ضد مواطنين كانوا معارضين اثناء الحرب السورية.

.. وايران ترد

الصمت الايراني على المقترحين التركي والسعودي لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما جاء الرد على لسان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي بأن الحديث عن خروج حزب الله اللبناني من سوريا بعد قرار وقف اطلاق النار هو ادعاء ودعاية ممن سماهم الأعداء، مؤكداً أن حزب الله قدم الكثير من الشهداء في سوريا وهو صديق مقرب من الحكومة السورية وقدم لها مساعدة كبيرة. وفي رده على المفاوضات الروسية التركية قال: لن يكون هناك مكان في المفاوضات لمن أراد أن يتخذ إجراءات تتعارض مع إرادة الشعب والحكومة السوريتين. وان الموقف الإيراني ثابت وهو حماية خط المقاومة وسوريا حلقة مهمة في هذا الخط، لذلك دعمناها منذ البداية في وجه المؤامرة التي تستهدفها، مشددا على أن مستقبل سوريا ومحادثات السلام حولها مسألة بيد الحكومة السورية وأصدقائها.

من نافل القول ان مرحلة جديدة ومفصلية تنتظرها سوريا، لكن حزب الله مطمئن لمسار الأمور، اذ ان التدخل الروسي أدى دوره وحقق أهدافه بدعم النظام السوري وتثبيت سيطرته وتوسعه في عدد من المناطق، وبالتالي فإن مرحلة اسقاط النظام اصبحت وراءنا بحسب ما يقول عدد من قيادات الحزب الذين يؤكدون خلال المناسبات الخاصة والعامة ان الحزب لن يسحب قواته من سوريا، وهو مستمر في القتال هناك حتى نهاية الحرب واعلان الاتفاق رغم عدم نفيهم بأن ما يجري مجرد عملية اعادة تموضع او تغيير في الخطط العسكرية او تبديل للفرق والعناصر. وفي الوقت نفسه، يقللون من أهمية التعاطي مع قرار انسحاب روسيا التي تسحب الفائض من جنودها ومعداتها العسكرية، فيما سيبقى جزء اساسي من قواتها الى حين تثبيت وقف اطلاق النار.

وفي السياق تعتبر مصادر سياسية ان ما جرى يفرض على الحزب اعادة التموضع، خصوصاً ان ما جرى يأتي بناء على اتفاق أميركي - روسي وبالتالي على جميع الاطراف الالتزام به، بدءاً من الالتزام بالهدنة وصولاً الى الالتزام بموجبات التسوية السياسية. وعليه تعتبر المصادر ان الحزب لن يعلن الانسحاب على الرغم من سحب قواته من بعض المناطق، لافتة الى ان تغيير الانتشار العسكري ينسجم مع التطورات، لأنه لن يتمكن من الوقوف في وجه التسوية، خصوصاً ان التقدم الميداني الذي حصل مؤخراً سواء في ريف اللاذقية او ريف حلب، كان بناء على غطاء جوي وعسكري روسي، واليوم بعد تراجع الغطاء الروسي، لن يستطيع بوتين-واردوغان-في-غياب-ايران----Aالحزب التقدم ميدانياً.

هل سحب حزب الله بعض فرقه؟

 

تكشف معلومات عن تلقي حزب الله العديد من الطلبات حول ضرورة سحب قواته من سوريا، لكن هذا الامر لن يحصل بالنسبة للحزب، لكنه ايضاً لن يضع نفسه لا عسكرياً ولا سياسياً بمواجهة اي اتفاق، لأنه حينئذٍ لن يكون في موقع المتصرّف على راحته. ولا تخفي المعلومات مدى انزعاج ايران مما جرى، منذ بداية الهدنة، وصولاً إلى مفاوضات جنيف والآن مع الانسحاب الروسي، وهذا بسبب انها عنصر غير مقرر على الطاولة، لا بل متبلّغ بضرورة تطبيق الاتفاق الأميركي - الروسي. وتعليقاً على هذا الكلام تعتبر المصادر ان حزب الله سيسحب قواته من بعض المناطق الخاضعة لاتفاق الفدرلة، وبالتالي سيخرج من الشمال السوري، وتؤكد أن حزب الله قام فعلاً بسحب بعض فرقه وقواته في سوريا، خصوصاً من الشمال، إلا انه لن ينسحب من سوريا المفيدة، وهنا تكشف المصادر ان حزب الله تبلغ بالقرار الروسي منذ يوم الاحد الفائت، وطلب منه سحب قواته من المناطق الأساسية التي تمركز فيها الروس أي في الشمال السوري.

 

فصل الكلام داخل حزب الله

 

في نهاية العام الماضي، اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال اطلالة تلفزيونية ان المعركة الموجودة في المنطقة لا تعالج بالحيادية والانهزامية، بل تعالج بالحضور الحقيقي في المواجهة على جميع الصعد، ونحن سنواصل وجودنا في هذا المعركة. وقال: لمن يراهن على تعبنا وعلى تعب عوائل شهدائنا عليه ان ييأس وعندما انتصرنا عام 2000 لم نذهب الى بيوتنا بل ذهبنا الى التجهيز، نحن لن نتعب وهذا جزء من ماهيتنا. واقول لكم اليوم نحن سنواصل حتى نهاية الخط ولا يراهن احد على انكسارنا والحالة الوحيدة التي تعيدنا الى لبنان هو الانتصار في سوريا، اي عندما ينتصر محورنا في سوريا ويسقط مشروع التقسيم والسيطرة على سوريا حينئذ نعود كمقاتلين الى لبنان، وبعدها نذهب الى سوريا كزوار.

كل هذا الكلام، يؤكد أمر واحد أن خروج حزب الله من سوريا لن يحصل في المدى المنظور، وانه بمجرد التوافق على هذا الطرح، فسيكون اولى بوادره اطلالة تلفزيونية لنصر الله يشرح خلالها كافة الامور بكل تفاصيلها.