تفاصيل الخبر

هــــل أضـــــاع فرنجيـــــة بتغيّبــــه عــن إفطــــار القصــــــر فرصـــة فتـــح حـــوار متجـــدد للتفاهـــم مــع عـــــون؟

09/06/2017
هــــل أضـــــاع فرنجيـــــة بتغيّبــــه عــن إفطــــار القصــــــر  فرصـــة فتـــح حـــوار متجـــدد للتفاهـــم مــع عـــــون؟

هــــل أضـــــاع فرنجيـــــة بتغيّبــــه عــن إفطــــار القصــــــر فرصـــة فتـــح حـــوار متجـــدد للتفاهـــم مــع عـــــون؟

 

2---Aترك غياب رئيس تيار <المردة النائب سليمان فرنجية عن الإفطار الرمضاني الجامع الذي أقامه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غروب الخميس أول حزيران/ يونيو، تساؤلات كثيرة عن الأسباب التي دفعت <أبو طوني> أن يكون القطب المسيحي الوحيد الذي لم يحضر الإفطار على رغم أن رئاسة الجمهورية وجهت له الدعوة وفق الأصول ببطاقة حملت عبارة <يسر رئيس الجمهورية>... علماً أن قيادات سياسية وروحية توقعت أن يلبي النائب فرنجية الدعوة التي كان يقول دائماً أنه ينتظرها من رئيس البلاد ليزوره في قصر بعبدا. ولفت غياب الزعيم الزغرتاوي انتباه الكثيرين الذين أمعنوا النظر في وصول القيادات السياسية والروحية الى قصر بعبدا، الى درجة أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سأل لدى وصوله الى القصر ما إذا النائب فرنجية لبى دعوة رئيس الجمهورية ليأتيه الجواب بأن رئيس تيار <المردة> اعتذر عن عدم الحضور، وكذلك فعل نواب كتلته باستثناء النائب اسطفان الدويهي الذي شارك في الإفطار..

وإذا كان الرئيس عون لم يستثنِ في دعواته النائب فرنجية، على أمل أن يلبي الدعوة، فإن مراجع سياسية اعتبرت أن فرصة مهمة ضاعت على النائب فرنجية لطي صفحة الماضي بينه وبين رئيس الجمهورية، أو على الأقل ليثبت أن الخلاف السياسي بين الرجلين لا يفسد في الود قضية، وهو الذي كان يقول <ليوجه رئيس الجمهورية إليّ الدعوة لزيارته في القصر وأنا سوف ألبيها>. وفي هذا السياق، أكدت مراجع متابعة أن مشاركة النائب فرنجية في الإفطار، الى جانب القادة السياسيين <المعارضين> ولو على تفاوت في نسبة المعارضة، مثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وغيرهما، كانت ستعطي للمناسبة بعداً أكثر أهمية لأن هذا اللقاء كان سيكون الأول بين رئيس الجمهورية والزعيم الزغرتاوي منذ المصافحة <الباردة> التي حصلت بينهما في صالون رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيد انتخاب <الجنرال> رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الاول/ اكتوبر 2016، ذلك أن <سليمان بك> لم يلتق الرئيس عون منذ ذلك التاريخ ولم تنفع الوساطات التي حصلت لتقريب وجهات النظر بينهما، بعد الملابسات التي حصلت بعد إعلان الرئيس سعد الحريري عن ترشيحه للعماد عون لرئاسة الجمهورية ناقضاً بذلك الترشيح الذي كان قد أعلنه للنائب فرنجية بعد اجتماع باريس الشهير.

 

<الأبواب المقفلة>

و<الفرص الضائعة>!

وتضيف المراجع ان <الأبواب المقفلة> بين بنشعي وبعبدا منذ تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، فتحت من جانب واحد هو الرئيس عون، إلا أن زعيم زغرتا الماروني أبقى الجانب الثاني من هذه الأبواب مقفلاً، في وقت كانت تعوّل هذه المراجع كثيراً على المناسبة الرمضانية الكريمة لإعادة وصل ما انقطع بين الرجلين، ولو على الصعيد الاجتماعي فحسب، وإن كان بدا متعذراً معالجة الشق السياسي الذي يزداد اتساعاً خصوصاً بعد المقابلة التلفزيونية التي قال فيها النائب فرنجية الكثير من الكلام <الكبير> في حق رئيس الدولة وكبار معاونيه. علماً أن ثمة معلومات تشير الى أن بعبدا كانت قد أعدت استقبالاً مميزاً لزعيم <المردة> في الشكل والمضمون، كما فعلت بالنسبة الى النائب جنبلاط الذي حضر الى القصر مع وزراء كتلته، ثم اختلى به رئيس الجمهورية بعد انتهاء الإفطار وتحاور معه في مختلف شؤون الساعة ولاسيما قانون الانتخاب العتيد، وخرج جنبلاط من اللقاء <مرتاحاً> للحوار الإيجابي الذي أجراه مع الرئيس عون على مدى 45 دقيقة.

وفيما عبّرت أوساط بعبدا عن أسفها لموقف النائب فرنجية الذي باتت تصفه بـ<رجل الفرص الضائعة>، فإن مصادر الزعيم الزغرتاوي <بررت> الغياب بالقول إن النائب فرنجية لم يسبق له أن شارك في أي إفطار في بعبدا منذ عهد الرئيس السابق اميل لحود حتى اليوم، على رغم العلاقات المميزة التي جمعته مع الرئيس الأسبق للجمهورية، وأشارت هذه المصادر الى أن النائب فرنجية اعتبر أن الدعوة الى الإفطار الرمضاني ليست الدعوة التي لا يزال ينتظرها من الرئيس عون، إذ يريد فرنجية أن تكون دعوة الرئيس مباشرة له وليست في سياق مشاركة في إفطار رمضاني على رغم أهمية المناسبة بأبعادها الدينية والدنيوية. وتضيف المصادر نفسها لو فعل الرئيس عون ووجه الدعوة في إطار شخصي لكانت تلبيتها <واجباً>، على رغم الحملات التي يشنها النائب فرنجية وقيادات <المردة> على رئيس الجمهورية وفريق معاونيه والتي تجلت خصوصاً في الآونة الأخيرة واستهدفت بخاصة <صهر العهد> وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي لم يصل تياره الى بنشعي ما غيّب كل تفاعل إيجابي بين الرجلين. وبذلك وفق المصادر نفسها، <دفن> النائب فرنجية كل فرصة للتلاقي مع الرئيس عون، أقله في المدى المنظور، وان كان هذا التواصل لم ينقطع مع عين التينة (مقر الرئاسة الثانية) ومع حارة حريك (مقر قيادة حزب الله) خصوصاً أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله  بذل جهوداً كبيرة لجمع الرجلين وتحطيم القيود التي نشأت بينهما، علّ وعسى يساعد أي لقاء بين الزعيمين في تجاوز نصف المشكلة بحيث يبقى النصف الثاني متروكاً للآتي من الأيام التي يمكن أن 1---Aتحمل الحلول المنشودة للقطيعة التي باعدت بين حليفي الأمس في تكتل التغيير والإصلاح.

 

النسبية تقررت في بكركي

 

غير أن هذه المبررات التي أوردتها مصادر فرنجية لا تلقى لدى الجانب العوني قبولاً، لاسيما وأن النائب فرنجية لا يترك مناسبة إلا ويهاجم فيها رئيس الجمهورية وفريق عمله، وعلى رغم ذلك وجه الرئيس عون دعوة له للمشاركة في الإفطار لرغبة منه في إعادة وصل ما انقطع مع الزعيم الزغرتاوي، تماماً كما فعل مع سائر القيادات السياسية التي لا <ترحمه> في انتقاداتها وحملاتها السياسية عليه وعلى عهده ولو كان في الأشهر الستة الاولى منه، ما يدل - حسب العونيين - أن لا مجال في الوقت الحاضر لتجدد الحوار بين الرجلين، خصوصاً أن فرنجية ردد أمام حلفاء رئيس الجمهورية، ولاسيما حزب الله، مواقف <قاسية> بحق حليف الأمس، خصوصاً في مقاربة موضوع قانون الانتخاب، مع العلم أن الصيغة التي سوف يرسو عليها القانون كانت خطوطها العريضة وليدة اتفاق الأقطاب الموارنة بعيد لقائهم في بكركي قبل بدء فترة الشغور الرئاسي. وتضيف المصادر القريبة من بعبدا أن النائب فرنجية أرادها <مواجهة شخصية> مع رئيس الجمهورية بدليل أن وزيره في الحكومة <يوسف فنيانوس> لم يأت يوماً الى قصر بعبدا، إلا لحضور جلسات مجلس الوزراء أو اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، ولم يطلب يوماً - كما يفعل بقية الوزراء - موعداً للقاء الرئيس عون والبحث معه في شؤون وزارة الأشغال والنقل على تنوعها ووقتها راهناً لاسيما في ما خص مطار بيروت الدولي وشبكة الطرق وغيرها من المشاريع المرتبطة بوزارته، ما يؤشر الى أن النائب فرنجية لا يريد تواصلاً بين الوزير فنيانوس والرئيس عون، وهو - أي فنيانوس - غاب عن الإفطار الرمضاني على رغم توجيه دعوة اليه مثل بقية الوزراء.

في أي حال، تتوقع مراجع مراقبة أن يستمر التباعد بين قصر بعبدا ودارة بنشعي في الآتي من الأيام، خصوصاً إذا ما <قلّع> القانون الانتخابي واقترب الاستحقاق ومعه تشكيل اللوائح والتحالفات لخوض الانتخابات على أساس النظام النسبي، في وقت يصر النائب فرنجية على القول بأن التحالف القائم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يهدف الى عزله وحصر تمثيله النيابي بدائرة زغرتا التي يتوقع أن يخسر فيها تيار <المردة> مقعداً من المقاعد الثلاثة إذا ما اعتمدت النسبية والصوت التفضيلي على مستوى القضاء.