تستمر تحقيقات الأمن العام اللبناني مع الشيخ أحمد الأسير، الذي أوقف السبت في مطار بيروت الدولي. وبحسب مصدر قضائي لبناني، فإن التحقيقات تسير بشكلٍ جيّد، وأن الأسير سيُسلّم إلى استخبارات الجيش اللبناني لتستكمل بدورها التحقيق معه.
وفي نتيجة مباشرة لاعترافات الأسير خلال التحقيقات حول الحلقة الضيقة التي كانت تتواصل معه من جماعته، شنّت شعبة المعلومات في الأمن العام اللبناني سلسلة من المداهمات في منطقة صيدا وجوارها.
ومن أبرز هذه المداهمات اقتحام منزل أحد المقرّبين منه في جدرا عند مدخل صيدا الشمالي، كما تمّت مداهمة محل لتصليح السيارات في المدينة الصناعية في منطقة عند مدخل صيدا الجنوبي يملكه الشخص عينه، لكن القوة المداهمة لم تستطع إيقافه.
وقال أصحاب المحال المجاورة له لـ"الوكالة الوطنية للإعلام"، إن صاحب المحلّ أقفله وتوارى عن الأنظار منذ شيوع خبر توقيف الأسير. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن هذا الشخص من المجموعة الضيقة التي بقيت على تواصل مع الأسير في المرحلة الأخيرة، وقد يكون ساهم في إيوائه.
أما القرار الاتهامي الذي سبق وأصدره قاضي التحقيق رياض أبو غيدا، فيبقى ساري المفعول، وهو قضى بمحاكمة الأسير وفق تهم تصل عقوبتها للإعدام بحسب القانون اللبناني، لكن لبنان لا يُطبّق منذ سنوات عقوبة الإعدام رغم استمرار العمل بها رسمياً.
واتهم أبو غيدا الأسير ورفاقه بـالاتفاق والاشتراك وبتنظيم ورئاسة الأول (الأسير)، على تأليف والانتماء إلى تنظيم مسلح بهدف القيام بأعمال إرهابية. وفي هذا السياق أقدموا على الهجوم على مواقع ومراكز الجيش اللبناني، وعلى قتل ضباطه وعناصره عمداً، وعلى التعدي على القوى العسكرية، وعلى حيازة أسلحة حربية ومتفجرات وصواعق وغيره دون ترخيص. كما أقدم الأسير على إلقاء خطب تمسّ بالمؤسسة العسكرية ووحدتها، وعلى شحن النفوس وبثّ النعرات الطائفية وعلى الإخلال بالسلم الأهلي.
وفي سياق آخر، استغربت أوساط إسلامية على معرفة وثيقة بالأسير، كيف أنه انتهى غير قادر على الوثوق بأربعة أو خمسة أشخاص يؤمّنون تهريبه.
وبحسب هذه المصادر، فإن الأسير وقع نتيجة تسريب معلومات مباشرة أو غير مباشرة ممّن كان يقوم بالتحضير لتهريبه، إنْ لجهة تحضير جواز السفر المزور أو بقية الترتيبات اللوجستية.
وأشارت هذه المصادر إلى أن هذه النهاية للأسير كانت متوقعة منذ بداية صعوده السريع، فهو لم يبنِ أي صلات ثابتة وقوية مع بيئة تحضنه، وأراد في الوقت عينه خوض المعارك مع حزب الله والجيش اللبناني وفي سورية.
ولفتت هذه المصادر إلى أنها لطالما حذرت الأسير من أن خطواته المتسرّعة ستؤدي إلى توريط عشرات الشبان بقضايا وملفات شائكة مع الدولة اللبنانية، ويُترك عبء معالجة هذه القضايا على عاتق المشايخ، الذين لطالما شتمهم الأسير واتهمهم بالتخاذل.