تفاصيل الخبر

هـكــــذا وُلــــدت ”داعـــــش“ مـــع جائــــــزة 25 مليـــــون دولار لمــــن يـقـبـــض عـلـــى الـزرقـــــاوي!

21/10/2016
هـكــــذا وُلــــدت ”داعـــــش“ مـــع جائــــــزة 25 مليـــــون  دولار لمــــن يـقـبـــض عـلـــى الـزرقـــــاوي!

هـكــــذا وُلــــدت ”داعـــــش“ مـــع جائــــــزة 25 مليـــــون دولار لمــــن يـقـبـــض عـلـــى الـزرقـــــاوي!

 

ابو-مصعب-الزرقاوي-----1 دقت ساعة تحرير مدينة الموصل العراقية المعقل الرئيس لتنظيم <داعش>، وفيها كان منبته ومنها كان امتداده الى الجوار السوري، وتركيا، ومرتفعات عرسال في لبنان. وتتهيأ لتحرير الموصل من <داعش> ودولة أبو بكر البغدادي زعيم <داعش> سبعة تشكيلات مسلحة نظامية وغير نظامية، ولأن لا رابط بينها، فقد ينفجر خلافها في أي لحظة، وتصبح مرحلة ما بعد تحرير الموصل دموية مثل المرحلة التي سبقت تحريرها. وهذا ما يشغل بال <البنتاغون> الأميركي، و<الكرملين> الروسي، والسلطات التركية المتابعة لتحركات التنظيمات المسلحة، مخافة أن ينتهي الأمر بولادة الدولة الكردية على الحدود الجنوبية لتركيا وتصبح أنقرة على شفا حرب جديدة.

ولأن معركة تحرير الموصل تحدد مصير الجمهورية العراقية، بين صيغة وحدوية، أو صيغة فيدرالية، أو حالة تقسيم، وقد وصل <داعش> وزعيمه أبو بكر البغدادي كشاغل اقليمي لهم، الى قلب المناظرة الثانية في نيويورك بين المرشح الرئاسي الجمهوري <دونالد ترامب> والمرشحة الديموقراطية <هيلاري كلينتون>. فقال الأول عند إثارة موضوع سوريا انه، إذا وصل الى سدة البيت الأبيض، سيلاحق <داعش> من مكان الى مكان حتى ينال منه ويقضي عليه. ولم يستبعد <ترامب> احتمال لجوء الجيش الأميركي الى مزيد من الغارات الجوية، وحماية <هيلاري كلينتون> من أي خطر يترصدها.

في هذا الجانب قال <ترامب> انه سيطارد <داعش> من مكان الى مكان، حتى يمحو أثره من الخريطة، ويسقط أحلامه ببناء الدولة الاسلامية للعراق وسوريا.كما اتهم <ترامب> الرئيس <باراك أوباما> والحزب بغدادي الديموقراطي بكونهما القابلة القانونية لتنظيم <داعش> في العراق وسوريا.

أما <هيلاري كلينتون> فقد تحدثت عن انضمامها الى المطالبين بإنشاء مناطق عازلة على الحدود السورية لاختصار تدفق النازحين، وعزلهم عن رصاص وصواريخ المحتل الروسي (هكذا سمته) وطائرات النظام السوري. كما أعلنت تأييدها للرئيس <أوباما> في التعامل مع الحرب السورية، ورفضه ارسال قوات برية الى الأراضي السورية للمشاركة في القتال. ويوم الأربعاء أمس الأول كان موعد المنظارة الثالثة والأخيرة للمرشحة <كلينتون> والمرشح <ترامب>، والمكان هو ولاية <أوهايو>.

 

فرسان معركة الموصل!

ويدخل <ترامب> المناظرة الثالثة في <أوهايو> كطائر بلا أجنحة، إذ أعلن <بول ريان> الرئيس الجمهوري لمجلس النواب انه لن يدافع عن <ترامب> ولن يشارك في أي من التجمعات الانتخابية المعقودة لصالحه، بل شدد على ضرورة التركيز على انقاذ الغالبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، إذا خسر الحزب الرئاسة بمرشحه <دونالد ترامب>.

وعلى جبهة تحرير الموصل سيشارك في المعركة الجيش النظامي العراقي ومقاتلو الأكراد <البشماركة> و<الحشد الشعبي> و<الحشد الوطني> ومئات الجنود الأتراك وحزب العمال الكردستاني، بغطاء جوي من طيران <التحالف الدولي> الذي تتزعمه الولايات المتحدة، ولن يكون هناك غطاء جوي غيره.

مسعود-برزاني----3وانظروا كيف تتوزع القوى جغرافياً:

ــ <داعش> يسيطر على وسط محافظة نينوى وشرقها وجنوبها، وله معبر مهم الى سوريا غرباً، عبر ما يسمى قضاء <البعاج> وتتركز قوته في ريف محافظة نينوى التي منها مدينة الموصل، كما تنتشر قوات <داعش> أو أبو مصعب الزرقاوي عبر بلدتي الشورة وحمام العليل الى الجنوب وتل عفر الى الغرب.

ــ قوات البشماركة تتمركز في الأجزاء الشمالية على شكل هلال يبدأ من بلدة <مخمور> شرقاً، مروراً ببلدات الكوير والحمدانية وتل كيف، انتهاء ببلدة <سنجار> غرباً.

ــ الجيش النظامي العراقي ينتشر في الأجزاء الجنوبية عند بلدة <الطيارة>.

ــ فصائل <الحشد الشعبي> (أكثره من الشيعة) عند بلدة الشرقاط جنوب الموصل.

ــ قوات محلية من العشائر بزعامة المحافظ السابق أثيل النجيفي (سني) عند بعشيقة في الشمال.

ــ خليط من مقاتلي حزب العمال الكردستاني والبشماركة والايزيديين ينتشر في الغرب.

 

قصة الزرقــاوي مـــــن

الألــــف الى اليــــاء

بن-لادن----4

كل هؤلاء ينشرون الآن شبكة عسكرية برية وجوية لاصطياد زعيم <داعش> أبي بكر البغدادي. وأفضل من كشف سيرة الزرقاوي وتابع تفاصيلها الكاتب <جوي واريك> الحاصل على جائزة <بوليتزر> 2016، في كتاب يحمل عنوان <تحت العلم الأسود>.

إنها ــ كما يقول المؤلف ــ قصة ارهابي شاب مستعد ليفعل أي شيء ليتمايز عن الذين سبقوه في العمل الارهابي، ولو اضطره الأمر الى دخول حـــــرب الأخـــــوة مع تنظيــــــم <القاعـــــدة> الذي فقد رأسه بمقتل زعيمه أسامة بن لادن في جرود باكستان على أيدي <كومندوس> أميركي، وانتقلت زعامته الى المصري الدكتور أيمن الظواهري. وحرب الأخوة هذه تدور رحاها الآن في حلب والرقة في سوريا، والموصل وباقي محافظة نينوى في العراق، ووصلت شظاياها الى قلب باريس و<نيس> و<سان ايتيان دو روفراي>.

ويروي صاحب كتاب <تحت العلم الأسود> ان الزرقاوي الذي كان مستعداً لارتكاب كل الجرائم من أجل أن ينشئ دولة الاسلام في العراق وسوريا، كان على خلاف مع زعيمه أسامة بن لادن الذي كان يرفض خطة الزرقاوي لأنه كان يرى فيها دعوة الى انزال الأذى بالعالم الاسلامي عن طريق وضع القنابل في مدارس الأطفال الشيعة، أو الاقدام على اغتيال رؤساء القبائل السنة المتعاملين مع الأميركان.

وكما يروي المؤلف <واريك> خرج الزرقاوي الى ساحة الجهاد عام 2000 من السجن الأردني بعدما كان عميلاً لأفغانستان. وبرفقة اثنين من أتباعه توجه الى <قندهار> في أفغانستان للقاء زعيم المرحلة الجهادية أسامة بن لادن، ولكن تملكته الصدمة حين رفض بن لادن استقباله، واختار مكانه اثنين من ضباطه لإحداث خضات أمنية في الأردن، وما مقتل المخرج الكبير مصطفى العقاد وابنته عروس آل المنلا في أحد فنادق عمان سوى نموذج من جرائم بن لادن، كما كان النموذج الآخر سفارتين أميركيتين في افريقيا، احداهما سفارة واشنطن في تانزانيا، والثانية في دار السلام.

ثمن رقبته 25 مليون دولار

العبادي----2

منذ ذلك الحين وبن لادن محل مطاردة من البوليس الأميركي الفيدرالي <أف بي آي>. وكان من حق بن لادن أن يحاذر أبو مصعب الزرقاوي، ويرفض أي لقاء برفاقه مثل أبو محمد المقدسي، الذي أثار غضب قادة المملكة العربية السعودية، مسقط رأس بن لادن، ومكان عمل شركات اخوته، عندما نشر مقالات تندد بالحكام العرب ولاسيما الخليجيين.

وبعد عشرة أشهر من وصوله الى بغداد في كانون الثاني (يناير) 2004، اختار الزرقاوي منزلاً مضموناً أمنياً، وأول ما فعله بعدما استتب به المقام في هذا المنزل أنه جلس الى الطاولة ليكتب رسالة الى بن لادن يطلب فيها أن يسامحه إذا كان قد أخطأ بحقه، ومما قاله في ذلك الخطاب: <إذا تباعدت أجسادنا، فالمسافة بين قلوبنا قصيرة جداً>. وكانت أول رسالة يكتبها الى صانع أحداث 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك عام 2001، وحين قطع الزرقاوي الأمل من التصالح مع بن لادن عمد الى إنشاء دولة الاسلام للعراق والشام.

ورحل بن لادن عن هذه الدنيا، وهو ناقم على الزرقاوي. وفي عام 2004 أعلن الرئيس الأميركي <جورج دابليو بوش> انه سيزيد المكافأة المالية لمن يرشد الى الزرقاوي من 10 ملايين الى 25 مليون دولار.

وما تزال الجائزة قائمة للقبض على عنق من يسمى بشيخ الذباحين أبي بكر البغدادي!