تفاصيل الخبر

هـكـذا حـصـــد مـنـجـــل الـمـــوت 43 شـهـيـــداً وشـهـيـــــدة

19/11/2015
هـكـذا حـصـــد مـنـجـــل الـمـــوت  43 شـهـيـــداً وشـهـيـــــدة

هـكـذا حـصـــد مـنـجـــل الـمـــوت 43 شـهـيـــداً وشـهـيـــــدة

بقلم علي الحسيني

الدمار-طال-الابنية-المجاورة  بعد مرور عام وشهرين على التفجير الانتحاري الأخير الذي وقع في الضاحية الجنوبية داخل <فان> لشخص من آل مشيك، عادت موجة التفجيرات مجدداً الى المنطقة يوم الخميس الماضي لكن هذه المرة من البوابة الجنوبية للضاحية وتحديداً من شارع عين السكة في منطقة برج البراجنة.

 

كبسة زر ويصبح العمر مجرد ذكرى

 

بعدما ظنوا انهم قد ارتاحوا او بعدما نسوا موجة التفجيرات الانتحارية التي كانت تستهدفهم وتلاحقهم لفترة من الزمن، عادت ظاهرة الانتحاريين اليوم لتؤرق مضاجع أهالي الضاحية الجنوبية وتسلب منهم حياتهم على الطرقات وفي منازلهم، ولتحصد أرواح أبرياء كانت تشغلهم لقمة عيشهم التي تحولت الى خبز مبلل بالدماء والقهر والألم. وفي الضاحية تحوّل الموت الى زائر يطل بين الحين والآخر ليسأل عن رجال ونساء وأطفال ذنبهم الوحيد انهم سكنوا منطقة عاشوا فيها وتعايشوا معها حتى أصبحت جزءاً من ذاكرتهم وأحلامهم اليومية، وجوههم وعيونهم يسكنها الخوف والحيرة من انتحاري يمكن ان يكون بينهم او معهم فيقرر في غفلة من الزمن ان يضغط على كبسة زر صغيرة كافية لأن تحوّل حياتهم الى مجرد ذكرى وأجسادهم الى كُتلٍ من نار ملتهبة، فتحرق قلوباً اشتياقاً لرؤية أحبّة كانوا بالأمس حاضرين وتترك ايتاماً لن تنعم عيونهم بعد اليوم برؤية من اعتادوا العيش معهم ولن تشفى قلوبهم من الحنين إلى لحظة دفء عائلاتهم، على غرار الطفل المصاب حيدر حسين مصطفى الذي ينتظر في المستشفى عودة والديه ظناً منه ان زحمة السير الخانقة هي التي ما زالت تعوق وصولهما اليه.

صور-الانتحاريين-التي-وزعتها-قيادة-الجيشهكذا وصل الانتحاريان

 

كانت الساعة تشير الى الخامسة والنصف من عصر يوم الخميس الماضي عندما وصل انتحاريان زنّرا نفسيهما بحزام الموت الى الحسينية عند شارع عين السكة في برج البراجنة حيث كان الحدث الزلزال. هناك اعاد الانتحاريان الى الأذهان مجدداً مرحلة من جنون التفجير الهستيري تناثرت فيها الاشلاء على الطرق وشرفات الابنية كما تناثرت قطع الزجاج مع فارق ان الاخيرة تحدث صوتاً لحظة تناثرها بينما هؤلاء الأبرياء رحلوا بصمت من دون ان يحدثوا ضجيجاً كي لا يزعجوا من لا يريد الاعتراف بهم كأهل للمنطقة لا متاريس للتحصّن خلفها. الخميس الماضي عاش اهالي البرج ليلة دامية امضوها على الطرقات متنقلين بين المستشفيات، وبحثوا طوال ليلهم الطويل عمن ينصفهم من الموت الموعود ويزيح عنهم شبح رعب يأبى ان يفارقهم في ايام تحولت كواليسها الى جنون امتزجت عوارضه بالفوضى والخوف. في تلك الليلة سأل الأطفال عن ذويهم واقارب لهم لكنهم لم يلقوا إجابات تهدئ قلقهم على عمر لم يعد يحمل لهم سوى رائحة البارود ولون النار، وفي تلك الليلة كانت العيون تراقب حركة الليل قبل ان توصله بنهار مقبل سيحمل هواجس متجددة تدفع الى رصد حركة كل عابر صوبها وسط خشية من ان يكون هذا العابر انتحارياً قرر ان ينهي حياته بقتل الابرياء.

 

.. وهكذا فجرا نفسيهما

المعلومات حول الطريقة التي تمّت فيها عملية التفجيرين يشرحها أحد أبناء منطقة برج البراجنة لـ<الافكار> اذ يقول، ان انتحارياً قدم من جهة مستشفى <الرسول الاعظم> عند الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس الماضي قد يكون آتياً من مخيم برج البراجنة او ان احداً ما اوصله الى هنا، ولدى وصوله الى منتصف الشارع المحاذي للمستشفى الذي يُعتبر نقطة تجارية معروفة في المنطقة قام بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف ما أدى استشهاد وجرح عدد كبير من المارة. بعد ذلك بأقل من دقيقتين، وصل الى نقطة اخرى تبعد خمسة عشر متراً تقريباً عن مكان التفجير الاول انتحاري ثانٍ وقام بتفجير نفسه مما ادى إلى وقوع اصابات كثيرة خصوصاً وان الناس كانت في ذلك الوقت قد بدأت تفد إلى حيث وقع الانفجار الاول وهو ما ادى الى سقوط المزيد من الضحايا، وقد عُلم ان انتحارياً ثالثاً جرى قتله على يد أحد العناصر الامنية الحزبية قبل ان ينفذ مهمته بعدما التفّ حوله العديد من الشبان وأسقطوه ارضاً.

وبعد مرور لحظات على التفجيرين تحول المشهد في المنطقة الى ما يشبه افلام الرعب. جثث توزعت على الطرق وأشلاء تناثرت على الحيطان، وحده صوت الموت كان حاضراً وناشراً حقده على بقعة من لبنان. الاستنكارات الكلامية تهافتت والدعوات الى الوحدة تعاظمت، جثث كانت ملقاة على جوانب الطرق كانت تنظر بلا عيون الى وجوه مستنكرة وتسمع أصوات انين جرحى كانوا يسألون عن يوم الخلاص. وحده الله العليّ القدير كان حاضراً دائماً على ألسنة تشييع-احد-الشهداء-في-برج-البراجنةالجميع، ووحده الدعاء كان الوسيلة للتعبير عن هول المشهد. <يا نار كوني برداً وسلاماً عليهم>.

حكايات جرحى من داخل المستشفيات

 

من داخل مستشفى <بهمن> في الضاحية الجنوبية يوزع الطفل حيدر ابن السنوات الثلاث ابتساماته مجبولة بالقهر والوجع على كل من تصادفه عيونه من جراء تعرضه لإصابة في عينه اليمنى. يسأل في كل لحظة يصحو فيها من نومه عن سبب تأخر والديه ظناً منه انهما ما زالا عالقين في سيارتهما وسط زحمة السير.

ندخل الى المستشفى حيث يرقد الطفل حيدر الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصته علّنا نحظى بشرف لقاء طفل اختزل كل آلام العالم ببراءته وكلامه الذي كاد ان يختنق داخل كل من سمعه وهو يسأل عن والده حسين مصطفى ووالدته روان محمد عواد. أي مبرر سيُقدم اليه عن سبب انتقاله الى هنا وحيداً من دون ابويه؟ وكل ذنبه انه مرّ بجانب الموت المحتم في احد احياء برج البراجنة حيث اختار الارهابيون طريقهم الى <الجنة الموعودة>. <كيفك يا حيدر؟>، <منيح>. <موجوع؟>، <ايه بس بدي الماما والبابا. <ليه وينن؟>، <في عجقة سير كتير بعد ما وصلوا>. <ليه انت هون يا حيدر؟>، <طلع فينا انفجار قوي انا وبابا وماما واحترقنا ونزل منا الدم>. <مين عمل هيك؟>، <الكفار>. يختنق الوجع في داخل كل من كان في غرفة حيدر الطفل الذي يختصر حكاية طويلة وهي انه سيكبر يوماً وسيروي قصصاً وحكايات موت ويتم وقهر حصلت في يوم واحد عند شارع عين السكة في برج البراجنة.

 ومن حيدر انتقلنا الى محمد. المعاناة واحدة ويد الارهاب واحدة. استقبلنا ابن السنوات الخمس باكياً <بدي امي>. يبحث عنها في اروقة الغرفة فلا يجدها. يسأل عنها جدته فهو لم يرها منذ يوم الانفجار: <اين هي؟> مشهد يندى له الجبين ويدمي القلب. نتحدث اليه ونسأله عن حاله وعن سبب مجيئه الى هنا، لكن اوجاعه كلها تُختصر بكلمة تخرج منه على الدوام، <بدي موتهن للكفار والله لا يوفقهن>، والحال نفسها مع الطفل حسين الذي يرقد في السرير المجاور لسرير محمد فيقول: <كنا على <الموتسيكل> بعين السكة انا وبابا، فجأة طلع فينا الانفجار وطرنا جابونا على المستشفى. الله لا يوفق يلي عمل الانفجار وانشاء الله يموت هو وعيلتو>. وحيدر ومحمد وحسين هم اطفال لم يحملوا يوماً سلاحاً لمقاتلة الإرهابيين ولم يعرفوا اصلاً معنى الارهاب ولكن في داخل كل منهم اليوم وجعاً سيترجمه لاحقاً على ارض الواقع بعد ان تعهد كل منهم بالاقتصاص من القتلة عندما يكبرون، الامر الذي يؤكد ان العنف لا يولّد الا العنف وان الاحقاد تبدأ بعمر الطفولة اذا وجدت لها ارضاً خصبة لزرع بذورها.

عادل-ترمس 

ومن العيش في اميركا الى الاستشهاد في لبنان

 

ليلى مظلوم هي احدى ضحايا تفجيري البرج والتي كانت وصلت الى لبنان آتية من الولايات المتحدة الاميركية قبل عشرة ايام من وقوع التفجيرين وذلك لزيارة الاهل والاقارب بعد غياب طويل، تقول شقيقتها عبر <الافكار>: ><ان لكل نفس اجلاً ولكن من الصعب مفارقة الاحباء بهذه الطريقة المفجعة، وشقيقتي كانت رحمها الله من الناس الذين يؤمنون بقدر الله ولطالما تمنت ان تزور لبنان او ان تعود اليه بعد غربة طويلة، كانت تعشق البقاع وتتمنى ان تمضي فيه بقية عمرها والله قد حقق لها امنيتها هذه ودُفنت في بلدتها بريتال الى جانب احبة سبقوها الى جوار ربها. الحمد لله على كل ما يصيبنا، لكن هذا المصاب لن يؤثر على عزيمتنا في معاقبة التكفيريين وسننتصر عليهم بإذن الله فالحرب معهم وطويلة وعلينا ان نتوقع ما هو اصعب>.

 

توقيف انتحاري يعطل شبكة انتحاريين

وفي تطوّر سجلته التحقيقات الجارية بعد مجزرة تفجير برج البراجنة بيومين فقط، نجحت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في الامساك ببعض الخيوط وإلقاء القبض على بعض المتورطين، كما تمّ تحديد هوية الانتحاريين الاثنين اللذين نفذا الجريمة ما من شأنه ان يرفع من معنويات الدولة ويؤكد قدرتها على مكافحة الإرهاب. وقد اعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان هناك شبكة ارهابية اوقفت من قبل المعلومات وبأنها تضم اضافة الى الانتحاريين اللذين نفذا التفجيرين، سبعة اشخاص، محذراً من أن هناك قراراً كبيراً بالتفجير في لبنان، كما كشف ان العملية كان مخططاً لها ان تُنفذ في مستشفى <الرسول الاعظم> وكان سينفذها خمسة انتحاريين، لكن افشلها توقيف انتحاري لبناني وبحوزته حزام ناسف في طرابلس كان يخطط للقيام بعملية انتحارية في منطقة جبل محسن. ولاحقاً نشرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني صوراً الطفل-حيدرللانتحاريين كما دعت كل من يتعرف على اصحاب هذه الصور الى ابلاغ غرفة عمليات القيادة عبر مواقع التواصل الإجتماعي او عبر ارقامها.

وتكشف مصادر قضائية رفيعة لـ<الافكار> ان التحقيقات بقضية تفجيري برج البراجنة تجري على خطين متوازيين: الاول يتركّز على محاولة تحديد هوية المنفذين، والثاني حول معرفة الامكنة التي انطلقوا منها ومن عاونهم وساندهم في التخطيط. وأكدت المصادر ان الموقوفين الذين أُلقي القبض عليهم حتى الآن من قبل شعبة المعلومات عددهم ستة اشخاص بينهم سوريون ولبنانيون وقد تمّ توقيفهم بناء على اعترافات الموقوف ابراهيم الجمل الذي أوقف في محلة القبة في طرابلس قبل أيام مزنراً بحزام ناسف تبين أنه مشابه للأحزمة التي استُعملت في تفجيري برج البراجنة. وأوضحت المصادر ان الاجهزة الامنية تسرع في التحقيقات لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع ومن هي الشبكة ومكان وجود كامل أفرادها.

ومن جهة اخرى تؤكد مصادر امنية لـ<الأفكار> ان الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما يرجح ان يكونا قد قدما من مخيم برج البراجنة وتقدما من جهة السينما القديمة وذلك سيراً على الأقدام ليصلا الى امام الحسينية حيث فجرا نفسيهما، كما رجّحت ان تكون زنة كل حزام ناسف حوالى 11 كلغ من المواد المتفجرة مع الاشارة الى ان الحزام الناسف الثاني لم ينفجر بشكل كامل.

بري يعلن الحقيقة وينزع فتيلاً مذهبياً

 

بعدما سرت شائعات تقول ان منفذي التفجيرين الانتحاريين هما من ابناء مخيم برج البراجنة، شهدت بعض مناطق الضاحية الجنوبية دعوات للانتقام فعمد بعض المسلحين الى تطويق مداخل المخيم، وبدأت المعلومات تتحدث عن نية البعض استهدافه بطرق متعددة، لكن ما هي الا ساعات حتى تمكن رئيس مجلس النواب نبيه بري من نزع فتيل التفجير المذهبي والطائفي من خلال اعلانه معلومات في غاية الدقة عندما قال: <ابلغني رئيس المكتب السياسي لحركة <حماس> خالد مشعل ان الفلسطينيين الذين قيل انهما فجرا نفسيهما ليسا من لاجئي لبنان وقد قُتلا في سوريا منذ اكثر من سنتين>، وذلك بعد معلومات جرى تسريبها تقول ان الانتحاريين هما من مخيم البرج وقد وجدت اوراقهما الثبوتية في موقع الانفجار.

خطاب هادئ لنصرالله وتحية للمعلومات

بدوره أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه تم إلقاء القبض من قبل فرع المعلومات والامن العام على موقوفين لهم علاقة بهذه العملية الارهابية وان المعتقلين حتى الآن ليس بينهم اي فلسطيني. وقد استفادوا من شقق موجودة في بيروت ومن احدى الشقق في مخيم برج البراجنة، <ونسجل هذا الانجاز الامني للاجهزة الامنية اللبنانية>، منوهاً بالتعاون بين الاجهزة الامنية اللبنانية وجهاز أمن المقاومة، و<نخص اليوم بالشكر فرع المعلومات للجهود المكثفة والعمل المحترف الذي قام به مما ادى الى النتائج التي تمّ التوصل اليها>.

وقال ان من قام بتفجيري برج البراجنة هدف لإحداث فتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبالتحديد بين اهل برج البراجنة ومخيم البرج القريب ولاحقاً المخيمات الفلسطينية التي تعيش بين أهلنا في الجنوب والبقاع، وايضاً إن تسريب اسم السوري كان بهدف النيل من الاخوة السوريين في لبنان، وبفضل الوعي عند الشعب وعند عائلات الشهداء تمّ التنبه الى هذه المخاطر.

ولاحقاً تبنى تنظيم <داعش> عبر موقعه الرسمي التفجيرين في الضاحية الجنوبية، ناعياً ثلاثة من منفذي ما سماها <الغزوة>، وهم المدعو حامد رشيد البالغ فلسطيني الجنسية، عمار سالم الريس فلسطيني الجنسية، وخالد أحمد الخالد سوري الجنسية.

هكذا توزع الشهداء والجرحى

الطفل-حيدر-قبل-التفجيرينعلى المستشفيات

في اللحظات الأولى لوقوع التفجيرين، قامت القوى الامنية بمحاولات عدة لتحييد المدنيين من المكان خوفاً من وقوع تفجير ثالث في وقت كانت فيه سيارات الاسعاف تنقل الشهداء والجرحى إلى مستشفيات <بهمن> و<الساحل> و<الرسول الاعظم> والذين توزعوا على الشكل الآتي: <مستشفى الساحل> 11 شهيداً عُرف منهم 8 شهداء هم: محمد علي هاشم، محمد سعيد، محمد علي مزهر، عادل ترمس، حسين علي حجيج، حسن صافي حمود، هنادي جمعة، محمد سويد، و3 شهداء لم تُعرف هويتهم بعد. أما الجرحى فهم: محمد اسماعيل، رشوان حمدان، هشام متيرك، أحمد العزير، علي يونس، حسين حسن، علي سلمان، علي هاشم ناصر، فارس كسار، إيمان متيرك، عباس حلاوي، رقية حجازي، بلال حسين شناوي، محمد عباس، أحمد المنهاوي، عباس الزين، تهاني غازي موسى، فاطمة مبارك، سماح رغدة، علي معطي، حسن عبود، ميلاد شناوي، أحمد الغزاوي، عفيف اسماعيل، صابر المولى، عامر عبد القادر قسوم، غصون حمدان ونوال بيضون. وهناك ستة شهداء آخرين لم تُعرف اسماؤهم.

أما في مستشفى <بهمن> فقد عُرف من الشهداء: كاظم سعيد خرفان، حسام ناصر، عبد الله عطوي، غازي بيضون، حسين مصطفى، سامي حوحو وليلى مظلوم، وستة شهداء آخرين لم تُعرف اسماؤهم بعد، أما الجرحى فهم:فاتن منذر، محمد شحادة، جنات توليس، علي سويد، كريم محمد المصري، محمد عدنان عدنان، حسين علي عوالي، وينا حايك، نمر حسين عوض، سلوى قصاب، انيس غلاييني، فاطمة شحادة، علي محمد سويد، لورا عبد طه، بلال زعيتر، يحيى شحادة، هيثم مزرعاني، محمد الموسوي، نرجس عوض، فاطمة قطيش، حسن شاهين، محمد حسن، لوريتا حديد، لورا قاعي، حسين مرسل، محمد الضر، بتول بركات واسامة الكيدي.

وفي محصلة شبه نهائية لأعداد شهداء وجرحى تفجيري برج البراجنة، اعلنت وزارة الصحة العامة انها وصلت الى 52 شهيداً و239 جريحاً. وفي المقابل أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في <الهيئة الصحية الاسلامية> التابعة لـحزب الله ان الحصيلة النهائية لتفجيري برج البراجنة وصلت الى 38 شهيداً و141 جريحاً، وقد توزعوا على الشكل الآتي: 4 شهداء في مستشفى <الرسول الاعظم> مجهولو الهوية، شهيدان في مستشفى <بهمن> مجهولا الهوية. اما الجرحى:73 جريحاً في مستشفى <الرسول الاعظم>، 41 جريحاً في مستشفى <الساحل>، 18 جريحاً في مستشفى <بهمن>، 5 جرحى في مستشفى الـ<سان جورج>، 3 جرحى في مستشفى الزهراء وجريح واحد في مستشفى <بيروت الحكومي>.

أسبوع مر على تفجيري الضاحية وأصحاب ارادة الحياة يرفضون الخضوع لقرارات الموت على الطرقات بعدما زادتهم التفجيرات يقيناً وايماناً بان لا خلاص لهم الا بوحدة ابناء الوطن وعدم تحويل الجريمة المستنكرة الى مناسبة لاشعال التحريض المذهبي واطلاق هتافات تستعدي المكونات الاساسية الاخرى في لبنان، ولكن من بين الخراب والدمار الهائلين المرافقين لرائحة الدماء والبارود، مر عجوز تسعيني من ابناء عين السكة بالقرب من مكان التفجيرين، اتكأ على عصاه ثم نظر امامه ليبحث في الوجوه عن زمن لا يشبه زمانه ولا حاضره، تلفظ ببضع كلمات قبل ان يومئ بيده نحو ما تبقى من احد المتاريس المصنوعة من اكياس الرمل، تبسم ثم مشى في حال سبيله وهو يقول: <ما في شي عم يمنع الموت>.