تفاصيل الخبر

هكذا ابتلع البحر عائلة صفوان!

23/10/2015
هكذا ابتلع البحر عائلة صفوان!

هكذا ابتلع البحر عائلة صفوان!

 

SAM_0386بقلم علي الحسيني

هي أكبر من مأساة وأكبر من فضيحة لدولة ما عادت تكترث لمواطنيها حتى اصبحت رحلات الموت الأمل الوحيد للعائلات الضعيفة الدخل لكي تنجو بنفسها وأولادها طمعاً في الحصول على حياة كريمة تليق بهم كبشر حلموا بالعيش في وطن أصبح بالكاد يتسع لأبنائه، لكن الموت كان أسرع من أمنياتهم فغرقت أحلامهم في بحار الظلام الواسعة بعدما عاندتهم الرياح وجرت بعكس ما تشتهي مراكبهم.

رحلة نهاية عائلة

صباح يوم الاحد ما قبل الماضي توجه مايز صفوان (63 عاماً) وزوجته مريم (45 عاماً) وكريمتاه مي (9 سنوات) وألين (7 سنوات) وميلاني من زوجة ألمانية (42 عاماً) وأولادها وائل (20 عاماً) وماهر (13 عاماً) ومالك (7 سنوات)، وابنه موسى (22 عاماً) وزوجته حورية الخطيب الحامل في الشهر التاسع وعمرها (17 عاماً)، بعدما ودّع بقية أفراد أسرته متوجهاً الى اسطنبول ليلتقي هناك بقريب له يدعى اياد وهو رجل اربعيني مع ابنه مصطفى (23 عاماً) على ان يغادروا جميعا على متن قارب في رحلة كانت وجهتها ازمير ثم اليونان ثم المانيا، لكن القدر الظالم كان بانتظارهم فرماهم في بحر قاتل لم يرحم الطفولة ولا الكهولة فجرهم الى قاعه قبل ان يعود لاحقاً ويلفظ بعضهم ويحتفظ بالبعض الآخر بينما نجا باعجوبة ثلاثة منهم بعد ان جهدوا وقاوموا الامواج العاتية وتغلّبوا على غدر البحر بإصرارهم على فرصة ثانية في العيش ولو على حساب اوجاع ستصبح جزءاً من حياتهم اليومية.

 

الطفل-مالك-مجهول-المصيرموت  خارج حدود الوطن

كانت الساعة تشير الى الثالثة من بعد منتصف ليل الأحد عندما تلقت عائلة مايز اتصالاً منه يخبرهم انهم وصلوا الى ازمير وانهم بعد ساعات سينطلقون في رحلتهم الى اليونان لكي يعبروا لاحقاً الى داخل الحدود الالمانية حيث هناك من ينتظرهم لإدخالهم الى الاراضي الالمانية لقاء مبلغ من المال. لكن وعند منتصف ليل الثلاثاء كان آخر اتصال تلقته العائلة في لبنان من مايز أخبرهم فيه أنهم في أزمير وسيبدأون مشوار الألف ميل، لكن للأسف لم يكملوه، فعند الساعة الثانية عشرة ظهر أمس تلقت مايزة شقيقة مايز اتصالاً من ابنه ماهر يطلعها فيه أن المركب الذي كان يقلهم غرق وأنه سبح الى الشاطئ وبعد أن استيقظ من غيبوبته وجد نفسه في احدى المستشفيات التركية ولا يعلم شيئاً عن باقي أفراد أسرته، ليتلقوا بعدئذٍ اتصالاً من موسى أخبرهم بوفاة زوجته حورية رغم محاولة انقاذها كونها لا تجيد السباحة لكن البرد جمد أطرافها ومنعها من استكمال المقاومة فاستسلمت ليكمل هو ويصل الى الشاطئ بعد سبع ساعات من السباحة.

 

في منزل العائلة

رغم مرور اسبوع على الفاجعة فإن منزل عائلة صفوان في منطقة الاوزاعي لا يزال يعج بالمعزين ويضج ببكاء ابناء مايز صفوان الذين لا يتركون وسيلة الا ويعتمدونها للاطمئنان عما جرى تصنيفه بأنه مجهول المصير. يقول ابنه محمد <اراد والدي ان يبحث لنا عن حياة جديدة بعيدة عن الموت والقتل والرعب الذي كنا عشناه في بلدتنا غوغران القريبة من بلدة القصير السورية، وكانت احوالنا المادية جيدة خصوصاً واننا كنا نملك اراضٍ زراعية واسعة، وكنا نتابع تحصيلنا العلمي ماهر-الناجي-من-الموتونعيش في اجواء هادئة، لكن ومنذ اربع سنوات اضطررنا للهروب الى لبنان هرباً من الدمار والخراب والموت واتينا للسكن في محلة الاوزاعي، لكن والدي لم يستطع الحصول على عمل ثابت طيلة هذه الفترة الى ان سمع من احد اصدقائه منذ اشهر قليلة عن الرحلات غير الشرعية الى المانيا، فقرر السفر وهو الذي سكن في المانيا وتنقل بين دول عدة هناك ايام شبابه وتزوج من سيدة المانية هي والدة شقيقتي ميلاني>.

ويتابع محمد: <أكثر ما دفع والدي الى السفر هو مرض مالك ابن شقيقتي ميلاني، وهو طفل مصاب بمرض السكري والذي لم يتمكن من دخول اي مدرسة في لبنان بسبب وضعه الصحي بعدما تم تصنيفه بالحرج، خصوصاً وانه كان يحتاج يومياً الى ما بين ثلاث واربع حقن من <الانسولين>، وللمفارقة فإن شقيقي موسى يعاني من المرض نفسه. لكن الحياة لم تكن منصفة لنا، فنحن اليوم نموت في سوريا وخارجها، في سوريا نقتل بعضنا بعضاً، وفي الغرب يقتلنا البحر، وكانه مكتوب علينا ان نبقى شعباً مشرداً تتقاذفنا مصالح الدول وترمينا على شواطئ الغربة والموت الموجع، وما يزيد من قهرنا وعذابنا هو ان شخصاً من سوريا نتواصل معه اليوم كان السبب في سفر والدي الى تركيا للعبور منها الى اوروبا، وقد اخبرنا هذا الرجل ان اشكالاً كان حصل بين والدي وصاحب القارب على خلفية مادية اضطر على اثره والدي ان يستقل قارباً آخر واوضح لنا بأن لا ذنب له في كل ما حصل، علماً ان ثمن التذكرة على قارب الموت يتراوح بين 1000 و1500 دولار، ثم قال لنا ان المهرب اخبرهم بأن المركب دخل في المجهول بعد اقل من ساعة من مغادرته الشواطئ التركية>.

.. وللبحر ايضاً أسراره

يصفونه بالغدار وبكنز الاسرار، يبتلع الكبير والصغير، لكن هذه المرة تحنّن على جثث لم تستطع مقاومته فأسلمت روحها لمشيئة ربها. هو البحر الذي قذف خلال الايام الماضية جثة مصطفى وألين وحورية الحامل بجنين كان يأمل في ان يبصر النور في بلاد حضارية، وهو البحر نفسه الذي ما زال يحتفظ بسر كل من مايز ومي ومالك ووائل. العائلة في حالة ترقب وهي التي لم تترك مرجعية سياسية او دينية الا وقصدتها بهدف طلب المساعدة، وهذا كريمتا-مايزما وعدهم به أمين عام وزارة المغتربين هيثم جمعة الذي أطلعهم على ان الوزارة أرسلت قنصل لبنان في تركيا الى أزمير لمتابعة الموضوع ومعرفة مصير الجميع. يقول جيران آل صفوان ان اياد والد مصطفى تمكّن من النجاة لكن ابنه أسلم الروح رغم انه كان يجيد السباحة، اما والدته علا فهي تُعاني من حالة هستيرية منذ ان سمعت بخبر غرق المركب في يوم تاريخ مولد ابنها، وهي التي لم تكحل عينيها برؤيته منذ عامين لأنها وبحسب الجيران كانت تُعاني من مشاكل مع زوجها، منذ مغادرتهم افريقيا وانتقالهم الى تركيا حيث مكث في المنزل دون عمل، وذلك قبل ان تتركه وتعود مع ابنتيها إلى لبنان بعد أن منعها من أخذ ابنها معها. وهنا يقول ابن عمه حسن ان اياد انتظر اهله في تركيا ليغادروا سويا الى اوروبا، <لكن يبدو ان لا حظوظ للفقراء في هذه الدنيا ونطلب من الله ان ينظر اليهم برأفته وحنانه في الآخرة>.

 

معلومات متناقضة حول طمع رب العائلة

  

مصادر مقربة جداً من العائلة رفضت الكشف عن هويتها اكدت لـ<الافكار> ان مايز صفوان مع عائلته الكبيرة هو لبناني لا سوري بحسب ما يروّج البعض، لكنه ادعى بأنه سوري لكي تطبق عليه احكام قانون اللجوء السياسي في اوروبا بعدما عمد الى تمزيق جوازات السفر الخاصة بعائلته، وانه كان لديه عدد من المساكن الشعبية عند شاطئ الاوزاعي يؤجرها لعمال اجانب من جنسيات مختلفة بأسعار لا تقل عن الـ250 دولار للشقة، وهو متزوج من اربع نساء أولهن كانت سيدة المانية أنجب منها ابنتهما ميلاني والتي قضت في رحلة الموت، ثم تزوج مرة ثانية من المانية وكان يسكن معها في ألمانيا الى ان اضطر الى ترك البلاد طوعاً. وفي المعلومات ان ابن ميلاني اي حفيد صفوان يعاني من مرض التوحد وليس السكري كما يقال، وقد قرر الهجرة معه الى ألمانيا لأن العلاج هناك اقل كلفة، ولهذا السبب بحسب ما يقوله بعض المحيطين بالعائلة، وافق مايز او قرر الهروب بطريقة غير شرعية إلى المانيا، ورمى جواز سفره اللبناني متحججاً بأنه سوري، ظناً منه أنه بذلك يحصل على إقامة في البلد. وهناك سؤال لا ينفك اهالي منطقة الاوزاعي يواجهون به كل من يدافع عن مايز وهو: كيف لرجل فقير لا يملك المال ولا العمل ويعيش كل هذا الفقر ان يشتري مجموعة تذاكر لأفراد عائلته وان يتمكن من دفع تكاليف اضافية للعبور من لبنان الى تركيا ومنها الى اليونان وبعدها الى المانيا؟

حورية-غرقت-مع-جنينها-ونجا-زوجها-مصطفى

ما هو مصير الجثامين؟

 

معلومات حصلت عليها <الافكار> تؤكد ان من نجا من الموت من ال صفوان هم محتجزون اليوم لدى السلطات التركية بهدف التحقيق معهم حول كل شاردة وواردة تتعلق برحلة عبورهم، وان هناك أسماء كشفتعنها التحقيقات ابطالها لبنانيون وفلسطينيون وسوريون وأتراك يؤلفون عصابات لتهريب النازحين من جنسيات مختلفة. اما عن الجثامين فقد عُرف ان هناك سبعة منها داخل المشفى الحكومي في ازمير وسيتم تحريرها بعد الانتهاء من كافة المراسم المطلوبة حيث من المفترض ان تصل هذه الجثامين منتصف هذا الاسبوع الى لبنان ريثما يتم الانتهاء من الترتيبات الرسمية والقانونية.

وتجدر الاشارة الى ان مافيات التهريب في لبنان تنشط بكثرة هذه الايام، فبحسب مصادر مؤكدة ان هناك موظفين في الدولة والسلك العسكري يستغلون مناصبهم للعمل في هذه التجارة، وغالباً ما تتم عمليات التهريب من ميناء طرابلس، ومن هناك إلى اوروبا. كما ان مايز وعائلته لم يكونوا الوحيدين الذين غادروا الاوزاعي بالطريقة هذه، اذ ان هناك افراداً من عائلة عساف وبداح وحيدر وغيرهم هاجروا منذ فترة وجيزة الى أوروبا عبر تركيا، وكانوا يستقلون طائرة من بيروت الى مطار اسطنبول بطريقة شرعية، ومن هناك يتواصلون مع وسيط يعمل لدى سمسار تركي كان ينقلهم إلى ازمير، ومن هناك ينطلقون بقوارب الموت ومن يحالفه الحظ ينجو ومن لا يحالفه الحظ يكون مصيره كمصير آل صفوان.

وتنتهي الجولة في منطقة الاوزاعي بجملة قالتها احدى جارات مايز صفوان: <لو بقي مايز هنا لعاش من مدخول تأجير الشقق، فابنتاه زينب وساندرا وابنه محمد لم يوافقوا على السفر مع العائلة لأن محمد كان سيسافر الى افريقيا بعد ايام بعقد عمل، ولديه ابنة في الجامعة اللبنانية واخرى موظفة، كان بإمكانه البقاء هنا في بيته ولكن الشيطان وسوس في اذنه. رحمهم الله جميعاً>.

مايز-صفوان-مجهول-المصير

وللبنان حكايات مع عبّارات الموت

 

تكاد لا تخلو نشرات الأخبار اليومية في لبنان من اخبار متعلقة برحلات الهجرة غير الشرعية والتي غالباً ما تتحول الى مأساة وضحايا بالعشرات. انها عبّارات الموت التي تروي تفاصيل محزنة لقصة مواطنين لم تعد تسعهم اوطانهم فقرروا الرحيل في رحاب الدنيا هاربين اما من جوع واما من قتل، منهم من قضى في طريقه ومنهم من وصل الى شاطئ الامان، لكن هناك من لا يزال يبحث عن موطئ قدم يمكن ان يركن اليه في نهاية عمره او ما تبقى له من عمر في عالم يجنح اكثر صوب الظلم والعنف وانعدام العدالة الاجتماعية. ولبنان هو احدى الدول التي نالت نصيبها من عبّارات الموت وتحديداً في ما عُرف بالعبّارة الاندونيسية التي ومن أصل 72 شخصاً كانوا على متنها نجا 18 لبنانياً و5 عراقيين و5 من اريتريا وطفل ايراني. 34 لبنانيّاً عادوا يومئذٍ جثثاً هامدة بعد أن لفظ بحر الموت الأندونيسي اجسادهم واعادهم الى تراب وطنهم ليحتضنهم للمرة الأخيرة. عادوا إلى وطنهم الذي نسيهم فأنساهم ثمن تلك الهجرة غير الشرعية.

 حسين خضر ابن بلدة قبعيت العكارية احد اللبنانيين الذين عاشوا مرارة العبّارات وغدرها، يتذكر تلك اللحظات الصعبة فيقول: <صعدنا يومئذٍ الى العبّارة وبعد ذلك بدأت المصاعب تواجهنا فأضعنا الاتجاه ومن ثم تعطل المحرك الى ان فرغت العبّارة من الوقود، وبقينا ثلاثة ايام في عرض البحر قضيناها وسط الجوع والبرد والرعب، حاولنا الاستغاثة لكن أحداً لم يجبنا، واتصلت أنا بالشرطة الاوسترالية فقالوا انهم سيحضرون على الفور لكنهم لم يفعلوا، بعد ذلك اتصلت بهم ثانية فأجابوني انهم قاموا بإبلاغ الشرطة الاندونيسية وانها في طريقها الينا. يومها بدأ الطقس يسوء شيئا فشيئاً الى ان جاءت عاصفة قوية تلاعبت بالعبّارة يميناً ويساراً واخذت الأمواج ترتفع حتى غرقت العبّارة ووقعت المأساة. لقد ابتلع البحر الجميع ورأيت ابنتي الرضيعة للمرة الاخيرة، ضممتها الى صدري وبيدي الاخرى تمسكت بزوجتي بعدما ضاع بقية اولادي مني، ثم رمى بنا موج البحر إلى الشاطئ وإذ ذاك ادركت انهم فارقوا الحياة، وبعد ساعة تقريبا بدأ البحر بلفظ اجساد اولادي وبقي ثلاثة منهم في عداد المفقودين، تماسكت وبدأت بلملمة جثث اولادي المنتشرة على الشاطئ، لم يكن هناك وقت للبكاء.

مريم-زوجة-مايز-والتي-عثر-على-جثتها

تعريف اللاجئ

رغم الصعوبة في تعريف من هو اللاجئ لغرض تحديد من له حق الاستفادة من حق اللجوء الاقليمي والتمتع بالضمانات التي يوفرها القانون الدولي لامثال هؤلاء، يمكن ان نورد تعريفاً نسبياً للاجئ وهو ان اللاجئ شخص ابتعد عن وطن ينتمي اليه خشية او هرباً من الاضطهاد لأسباب تتعلق بالعرق او الدين او الجنسية او الرأي السياسي او الانتماء الى فئة اجتماعية خاصة ولا يريد ان يضع نفسه تحت حماية بلده الأصلي.

ونصت المادة 14 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بصراحة على حق كل فرد في ان يلجأ إلى بلاد اخرى او يحاول الالتجاء اليها هرباً من الاضطهاد ولا ينتفع من هذا الحق طالب الهجرة في المحاكمات المستندة إلى جرائم غير سياسية أو أعمال مخالفة لأغراض ومبادئ الأمم المتحدة.

وحتى اليوم ما زال يُنظر الى اللجوء من قبل العديد من دول العالم وخصوصا دولة اللاجئ التي فر منها إلى دولة أخرى قبلته أو ساعدته على اللجوء على انه عمل غير ودي، وتنظر إليه بشك وريبة ويُفسر في بعض الأحيان على انه عمل عدائي. ومن هنا تُعتبر اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ الوثيقة القانونية الرئيسية التي تحدد من هو اللاجئ، وما هي حقوقه وما هي الالتزامات القانونية للدول. وقد أزال بروتوكول عام 1967 القيود الجغرافية والزمنية من الاتفاقية. وبالاضافة الى الحماية الأساسية التي يوفرها مبدأ عدم الإعادة القسرية عند الحدود، تنص اتفاقية عام 1951 على الحماية من العقوبات التي يستتبعها دخول البلد بصورة غير قانونية (المادة 31) ومن الطرد الا على اساس أسباب شديدة الخطورة (المادة 32).

وتنص (المادة 8) على اعفاء اللاجئين من أحكام التدابير الاستثنائية التي قد يكون لها تأثير عليهم لمجرد انتمائهم إلى جنسية معينة، في حين تصون (المادة 9) حق الدول في اتخاذ تدابير مؤقتة على اساس الامن الوطني ضد شخص معين، لكن ذلك لا يجوز الا في انتظار ان تحدد الدولة ما اذا كان ذلك الشخص لاجئاً حقاً وما اذا كانت مواصلة تلك التدابير ضرورية لمصلحة الأمن الوطني.

<لا احد يضع اولاده واطفاله في قارب مهترئ ويبحر بهم الا عندما يصبح البحر أكثر أماناً من ارض بلاده>، جملة قالها احدهم يوم غرقت عائلته في البحر أثناء عبورهم من وطنهم الى بلاد أخرى ظناً منه أنها ستكون اكثر أمناً وأماناً من وطن ما عاد يتسع لأبنائه وما عاد يتحنن عليهم ولو حتى بكسرة خبز.