تفاصيل الخبر

حـكـومــــــــة الـحــشـــــــرة بعــد انقضــاء العشــرة!

18/10/2018
حـكـومــــــــة الـحــشـــــــرة بعــد انقضــاء العشــرة!

حـكـومــــــــة الـحــشـــــــرة بعــد انقضــاء العشــرة!

 

بقلم علي الحسيني

عادت عجلة التفاؤل الحكومي لتنطلق مجدداً عُقب إعلان رئيس المكلف سعد الحريري عن قرب ولادة الحكومة على الرغم من مرور الفترة التي حددها، إلا أن هذا الأمر لم يُبدد الاجواء الإيجابية التي بدأت تسطع فوق كل من بعبدا وعين التينة و<بيت الوسط> والمختارة ومعراب، حتّى إن بعض الاوساط السياسية المتفائلة بقرب الوصول إلى توليفة حكومية تطال رضا معظم الأفرقاء المتناحرين حول الكميّة والنوعيّة، قد حددت الفترة الممتدة نهاية الشهر الجاري وما قبل عيد الإستقلال في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر المُقبل كموعد للتشكيل بعد مخاض عسير كاد أن يُدخل البلاد في أزمات تفوق أزمة وجود حكومة من عدمه.

إلى هنا بلغ حد التفاؤل!

 

المعطيات الأخيرة المتعلقة في عملية تشكيل الحكومة وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى حد يُمكن من خلاله التنبؤ بأن التشكيلة النهائية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من موعد الإعلان وأن الساعات المقبلة تحمل الكثير من الإيجابيات التي تدل على توافق سياسي زمني لهذا الموعد خصوصاً وأن برأي هؤلاء فإن المفاوضات وصلت إلى مرحلة توزيع الحقائب الخدماتية الأساسية وتلك الأقل أهميّة، باعتبار أنه جرى حسم مسألة الحُصص، وكذلك مسألة توزيع الوزارات <السياديّة>، ووزارات الدولة أيضاً. وقيل في المجالس أيضاً، أنه لولا سفر بعض القيادات إلى الخارج بناء على مواعيد وارتباطات سابقة، لكانت وتيرة التفاوض قد تسارعت أكثر ولربما كانت خرجت كلمة سر التأليف والتي تسبق عادة لحظة خروج الدخان الأبيض من مدخنة قصر بعبدا.

الأهم من كل عمليات أو مواقف التفاؤل التي تخرج عن أكثر من مرجع سياسي خصوصاً في الأيام الثلاثة الأخيرة، تؤكد المعطيات أن ثمة رغبة جامعة لدى كل القوى، لتأليف الحكومة في أقصى سرعة لاعتبارات عدة، منها أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يريد  كسر الجمود الذي يستهدف شلّ عهده، وهو ما دفعه إلى تحريك عجلة الاتصالات السياسية لإنهاء ملف التأليف، خصوصاً وأن العهد هو أول المتضررين، بعدما كان رسم سقفاً عالياً لتنفيذ اصلاحات، وتحقيق إنجازات، وبلورة صيغ الخروج من الازمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، لكن سهام تعطيل ولادة الحكومة، أصابت خطط العهد وسقفه، بحيث لم يعد ممكناً لرئيس البلاد أن يتخذ دور المتفرج أو أن ينتظر توافق السياسيين الذين لا تقف أطماعهم ولا طموحاتهم، لا عند حقيبة ولا عند نوعيتها أو أهميتها. وأكثر ما أزعج الرئيس عون هو، انه كان يُمني النفس بأن يطل من على منبر القمة الفرانكوفونية وفي جعبته حكومة متجانسة يستند اليها في مواقفه وتُعبّر في الوقت نفسه عن أهميّة لبنان في المحافل الدولية خصوصاً في القرارات المصيرية وتلك المتعلقة بمستقبل المنطقة.

 

التصلب أجهض مهلة الحريري ويبقى التفاؤل!

 

مواقف متصلبة تخرج عن أكثر من طرف سياسي، تُبدد معظم الاجواء الإيجابية التي تخرج عن الرئيس المكلف وعدد من الأفرقاء الأساسيين الساعين الى إيجاد حل سريع لمعضلة التشكيل على رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يوفر فرصة إلا واستغلها من أجل إنضاج هذا الملف العالق منذ أشهر. هذه المواقف المتشددة والمتصلبة خرجت بشكل لافت بعد التقدم الذي أحرزه الحريري في مفاوضاته مع الكتل والتي على أثرها كان عمّم تفاؤله بإعلانه ولادة الحكومة خلال عشرة أيام قبل أن تعود وتسقط المهلة، ومعها الاقتراحات التي رافقتها، فرفضت <القوات اللبنانية> تحجيمها بحصر تمثيلها بحقائب عادية ونائب رئيس حكومة (من دون حقيبة)، وعاد واندلع السجال بين الحزب <التقدمي الاشتراكي> ووزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال طلال إرسلان حول الوزير الدرزي الثالث، وعلى خط تيّار <المرده> كان لافتاً إصرار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الاسبوع الماضي على الحصول على وزارة الاشغال ومعها الطاقة، بعد أن كانت شبه محسومة لبنشعي بدعم من حزب الله، فقال باسيل: <نريد وزارة الاشغال الى جانب وزارة الطاقة... وإلا طمئنونا بأن يستلمها من يرسم الخطط وينفذها لا من يستعملها للزفت الانتخابي>.

تيّار <المردة> أفرغ ما في جعبته من مواقف منذ ايام بخصوص التصاريح المتصلبة، فأكدت مصادره عبر <الأفكار> رفضها <الابتزاز السياسي> خصوصاً بعدما وصلنا إلى مرحلة متقدمة في عملية التفاوض الحكومي، لكن الوزير باسيل حاول أن يحرج الرئيس الحريري من خلال محاولته رفع سقف مكاسبه، التي نرفض بشدة أن تكون على حسابنا مع العلم أن كل مشاوراتنا وجميع لقاءاتنا مع الحلفاء كانت أوصلت إلى تأكيد وحيد هو ان وزارة الأشغال ستكون من حصتنا، ونحن متمسكون بها حتى إشعار آخر، وأي عرض بديل يجب أن يكون محصوراً بوزارة الطاقة أو الاتصالات ولن نقبل بأقل من ذلك، وتؤكد المصادر أن المطالب أصبحت في عهدة الرئيس الحريري الذي نتواصل معه بشكل دائم، والمفاوضات وصلت الى مرحلة متقدمة وعند حصول أي عرض جديد ينسجم مع طروحاتنا، سنختار الانسب بدعم من حلفائنا.

اللقاء المُنتظر بين جعجع وفرنجية!

 

أثلجت المعلومات التي خرجت خلال الفترة الأخيرة حول لقاء مرتقب بين رئيس حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع ورئيس تيّار <المردة> الوزير السابق سليمان فرنجية، قلوب كثيرين كانوا وما زالوا يعولون عليه من أجل ضخ أجواء إيجابية في الشارع اللبناني عموماً والمسيحي الماروني على وجه التحديد لكن من دون أن يُحدد موعد لهذا اللقاء أو المكان الذي سيُعقد فيه. المعلومات الواردة من الطرفين تؤكد أن هذا اللقاء يُمكن ان يُعقد في أي وقت لكن بعد تأليف الحكومة وانه قد تم وضع النقاط والتفاصيل التي سيتطرق اليها كل من جعجع وفرنجية، وقد تم التأكيد ان اللقاء سيكون برعاية سيد بكركي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي سوف يسعى إلى تكريس المصالحة بين الرجلين بعد عقود من الخلاف.

وبحسب الأجواء الإيجابية التي تخرج تِباعاً عن كل من <القوات> و<المردة>، تشير المعلومات إلى أن ظروف المصالحة نضجت على مستويي القيادة السياسية والكوادر والقواعد الشعبية وأنجزت اللجان المشتركة تحضيرات <اليوم التاريخي>، لافتة إلى أنّ الخلاف السياسي على العناوين الكبرى لاسيما العلاقات مع سوريا وسلاح حزب الله وغيرها لم يقطع الطريق على التيارين المسيحيين للالتقاء في المساحات المشتركة التي قد تشكل قاعدة الارتكاز لمستقبل العلاقة على المستوى الوطني العام وصولاً الى التفاهم حول التباينات السياسية الكبرى. وهنا تجزم المصادر عينها، أن جعجع كان وضع الرئيس الحريري في إطار إمكانية عقد اللقاء مع فرنجية وكان الاخير أكثر من متحمساً له. كما ان فرنجية بدوره حصل على أكثر من تشجيع من حلفائه وتحديداً حزب الله الذي لم يُبد أي اعتراض بل على العكس فقد سعى إلى إنضاجه بطرق متعددة وتحديداً في خفض سقف هجومه خلال الفترة الأخيرة على من كان يعتبرهم أو يُسميهم بـ<الفريق الآخر>.

الأهم في موضوع <القوات> و<المردة>، أن عودة الحرارة إلى العلاقات على خط معراب - بنشعي لم تعد سراً، فمن يُراقب مواقف الخصمين السياسيين في شأن ملفات حياتية اساسية يتبين له في شكل واضح <التناغم> بينهما وخصوصاً خلال الفترة الأخيرة، يُضاف الى ذلك أيضاً تطابق الآراء بين وزراء <القوات> ووزير <المردة> يوسف فنيانوس داخل حكومة تصريف الأعمال، وهذا ما يؤكد أن مساحات التباعد بينهما تتقلّص بغض النظر عن القضايا الاستراتيجية لكل منهما.

 

قاطيشا: وضع الحكومة مثل البورصة!

عضو تكتل <الجمهورية القوية> النائب وهبة قاطيشا أكد في حديث مع <الأفكار> أن موضوع تأليف الحكومة هو في حكم المجهول بالنسبة الى عامل الوقت، لكن ما نسمعه من أجواء إيجابية لدى البعض يجعلنا في مكان ما نعتقد أن العراقيل التي تحول دون التأليف هي في طريقها الى الحل، على أمل ان تكون هذه الإيجابيات التي تُبديها بعض الاطراف صحيحة وليست مجرد محاولة لرفع المسؤولية عنها خصوصاً وانها هي التي تعطل تشكيل الحكومة. ويقول: من حق <القوات> الحصول على خمسة وزراء ونحن عندما نتراجع عن موقف أو عن مطلب، يكون في سبيل التسهيل وليس لأننا نهوى التراجع فتاريخنا يدل على ثوابتنا وعزيمتنا وعلى مواقفنا الصلبة. حتّى عندما أعلن الرئيس الحريري تفاؤله، أطلقوا <نيرانهم> عليه وراحوا يضعون العصي في الدواليب وكأن همهم الوحيد هو تسجيل نقاط واعتبار الحكومة مكسباً لزيادة حجم وزرائهم ولو على حساب البلد.

ويتابع: الوزير باسيل لا يعتبر أن العهد فشل بل هو يحاول الضغط للإمساك بهذا العهد لفترة السنوات المقبلة. وهنا لا بد من إبداء الأسف لأن الآراء التي ابديناها نحن والحزب <التقدمي الاشتراكي> تجاه التشكيل اتى الفريق المعطّل ونسفها لاسباب لم تعد خافية على أحد. ويلفت الى ان باسيل وللاسف لا ينطق الا بالتخريب والعرقلة، ويكفي قراءة تصاريحه ليتأكّد ذلك مع العلم أنه هو من قال إن <القوات> تُمثّل ثلث المسيحيين وهذا يعني ان من حقّنا ان نتمثل بخمسة وزراءـ واستغرب كيف انه في كل موقف يُحدد حجم <القوات> في الشارع المسيحي. مرّة 31 في المئة، ومرّة 25 في المئة ولا ندري بعد اسبوع ما هو حجمنا بالنسبة له، فهل يكون 10 في المئة؟ وفي كلمة اخيرة لقاطيشا حول الوضع الحكومي وموعد التأليف، رأى أن وضع الحكومة اليوم يُشبه البورصة، نزولاً وصعوداً.

وإذ أكد ان كل المحاولات لاحراجنا حكومياً تمهيداً لإخراجنا ستفشل، وانه حتى الآن لم نتلقّ عرضاً جدياً لا حول الحصص ولا حول عدد المقاعد، شدد على ان لا يجوز الاستمرار بهذا الوضع في وقت يتدهور الوضع الاقتصادي اكثر والناس بدأت ترفع الصوت عالياً في كافة الأمور المعيشية، جازماً بأننا نريد دولة عدل ومساواة بين جميع المواطنين يستطيع المواطن فيها العيش بحرية وكرامة، وهذا لن يحصل طالما هناك فئات تعتبر أن الدولة مرهونة لها وانها وحدها يمكنها تسيير أمور البلاد والعباد وعلى الطريقة التي تريدها.

وعن اللقاء المرتقب بين جعجع وفرنجية، كشف أن اللقاء ليس مستبعداً وممكن ان يحصل في أي وقت وهو رهن الظروف. أما في ما خص العلاقة بين الحزبين، فهناك مصالحة على المستوى الشعبي أو على مستوى القاعدي، ومن يتأمل المواقف التي تصدر عن كلا الفريقين، يُمكن ان يُلاحظ مدى التقارب الفكري خصوصاً لجهة محاربة الفساد والرشوة ومواجهة التسلط والاستكبار، ونحن قد أصبحنا في زمن لم يعد من الممكن لأي فريق أن يتحكم بالبقية تحت حجّة نسبة التمثيل أو الاستقواء بأطراف سواء داخلية أو خارجية. ويُشدد على أن اللقاء لن يكون موجهاً ضد أحد إذ يُمكن لأي فريقين أن يلتقيا على عدة أمور تتطابق فيها وجهات النظر، وهذا فعلاً ما يحصل اليوم بالنسبة إلى نظرتنا للطريقة التي يُدار فيها البلد ومحاولات الإستئثار بالعهد وبقرارات الناس.

علّوش: الكرة في ملعب باسيل!

بدوره اوضح عضو المكتب السياسي في <تيار المستقبل> مصطفى علوش أن تسريب الأسماء والحقائب المتعلقة بتشكيل الحكومة مجرّد اختراع، لافتاً الى ان العُقد لا تزال في مرحلة تحديد الاحجام وتوزيع الحقائب كمّاً ونوعاً.

وأشار في حديث لـ<الأفكار> الى ان الاجواء الحكومية على حالها ولا تطورات في الافق، خصوصاً ان الكلام الاخير لرئيس <التيار الوطني الحر> الوزير جبران باسيل لا يُبشّر بالخير، كما ان حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن ان لا جديد حكومياً يؤكد اننا لا نزال في المربّع الاول.

وإذ رأى أن مهلة العشرة ايام التي اعطاها الرئيس المكلف سعد الحريري لولادة الحكومة قد تمتد الى نهاية الشهر الحالي، والعشرة ايام <باللبناني> تعني اكثر من ذلك، شدد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة من اجل المباشرة في تنفيذ برنامج الاصلاحات الذي التزمنا به في مؤتمر <سيدر>، خصوصاً ان الدول المُساهمة قد ترى ان هناك اولويات والتزامات تجاه دول اخرى ابدى من لبنان، لذلك يجب الاسراع بتشكيل حكومة يكون على رأسها الرئيس الحريري، لأنه اعدّ هو وفريق عمله برنامج مؤتمر <سيدر>. وأعرب عن أسفه لان البعض يتعاطى <بخفّة> مع مسألة التشكيل وارتباطها بمؤتمر <سيدر>، معتبراً أن الكرة الآن في ملعب <الوطني الحر>، وتحديداً الوزير باسيل، لأن المشاورات الحكومية مستمرة، لكن مصدر العُقدة معروف.

<لبنان القوي>: لـ<القوات> أجندة خاصة!

مصادر رفيعة ضمن تكتل <لبنان القوي> أكدت في حديث مقتضب مع <الأفكار> أن السجال مع القوات اللبنانية دليل جديد على أن التدخل الخارجي لا يزال قائماً، ويمنع تأليف الحكومة. لكن مشكلة القوات أن لديها أجندة خاصة وآلة حاسبة خاصة بها. كل ما في الأمر أننا ندعو إلى تطبيق ما قاله الرئيس المكلف أخيراً، وهو كان أعلن أن لرئيس الجمهورية أربعة إلى خمسة وزراء، في مقابل اثنين للرئيس الحريري. وبعد حسم هؤلاء الوزراء، نقسّم الكتل النيابية على القوى السياسية، ما يعني أن لكل خمسة نواب وزيراً، أي أن حصة القوات ثلاثة وزراء. واعتبرت أن القوات ومن خلال مطالبها التعجيزية، تنفذ اليوم أجندة خارجية، لكننا نأمل في أن يتوقفوا عن الاستماع إلى الخارج الذي له أجندته الخاصة.

وعن احتمالات الركون إلى تشكيلة تكنوقراط، أجابت المصادر أن هذا الخيار يشكل استهدافاً للعهد. ذلك أننا نريد تأليف حكومة منتجة للبلد، وهذا يتطلب توافقاً سياسياً. وعندما يلتقي الجميع على الأهداف نفسها، وهي الدولة وبناؤها وإنجاح العهد، مشيرة إلى أننا عندما نطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية، فهذا يعني أن القرارات يجب أن تكون توافقية، وإلا نكون أمام <شيكات بلا رصيد>. أما عن الجولة الجديدة من الاشتباك العنيف مع المردة، شددت على أن خلافنا مع المردة يعود إلى ضعف انتاجية وزير الأشغال يوسف فينانيوس. لذلك، لا حكومة ما دامت وزارة الأشغال لـ<المردة>، ونحن مصرون على نيل هذا المنصب، لغياب الخطط الخاصة بالنقل التي كان يجب أن يضعها الوزير الحالي، بدلاً من استخدام المال العام لأهداف انتخابية>.

 

أجواء <بيت الوسط>

 

وفي وقت تُفيد فيه الأجواء المُحيطة بـ<بيت الوسط> ان الرئيس المكلف ما زال عند تفاؤله والأمر لا يتوقف عند يوم بالزائد او بالناقص، لأن الاتصالات مستمرة مع اكثر من جهة معنية والصورة ستتبلور اكثر فأكثر مع عودة الرئيس ميشال عون من يريفان، رأت أن مواقف الوزير باسيل الأخيرة هي حق شرعي لكل الأطراف في أن تعلن مواقفها وتحدد مطالبها، لكن رئيس الحكومة يأخذ هذه المواقف ليشكل منها حكومة، ولا يمكن لكل طرف ان ينال كل ما يريده.

وذكّرت الأجواء ان الحريري كان قد طالب الجميع بالتضحية من اجل مصلحة الوطن، وهو الى اليوم متفائل في ان يكون لقاؤه المقبل مع الرئيس ميشال عون لإعلان التشكيلة الحكومية. وشددت على وجود قناعة لدى الجميع بضرورة التنازل من اجل تأليف الحكومة، اذ في حال لم تؤلف سريعاً فالبلد سيتجه نحو الانهيار، مذكرة للمرة المئة بحسب قولها، أن موضوع التأليف الحكومي منوط فقط بين رئيسي الجمهورية والحكومة دون اي طرف ثالث.

ما هو المطلوب؟!

 

يبدو أن التشكيلة الحكومية المُرتقبة باتت تحتاج بالأكثر الى قلّة الكلام وكثرة الأفعال، لأن التصاريح والبيانات والمقابلات لا تفعل سوى زيادة الطّين بلّة، وصبّ الزيت على النار المُتقدة تحت جَمْر رماد الحسابات السياسية المختلفة بين كلّ القوى. المؤكد أن مُهلة الـ 10 أيام <الحريرية> انتهت، والعين باتت على النصف الأول من الأسبوع القادم كموعد لولادة الحكومة الجديدة، أو نهاية الشهر الحالي. وفي الإنتظار، يبدو الرئيس المكلّف سعد الحريري وحيداً في مُلاقاة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مسألة ضرورة التشديد على توازن التنازل بين القوى، فيما تعمل باقي الأطراف على زيادة رفع سقوفها أو تخفيضها بحسب بورصة الأجواء والأيام.