حكومة الرئيس حسان دياب، ليست أول حكومة تكنوقراط بكامل أعضائها، بل هي أيضاً حكومة <الست ستات والـ14 رجلاً>... وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحكومات اللبنانية منذ ما قبل الاستقلال حتى ما بعده. ولعل أول من دشّن الحضور الانثوي في الحكومات، كان الرئيس اميل لحود حين تم تعيين وزيرتين، الأولى هي السيدة ليلى الصلح حمادة، والثانية وفاء الضيقة حمزة، ثم كرت السبحة في عهد الرئيس ميشال سليمان، وصولاً الى عهد الرئيس ميشال عون الذي أعطى حصة كبيرة للوزيرات السيدات، إذ ضمن حكومته الثانية أربع سيدات بينهن أول سيدة تُعين وزيرة للداخلية في العالم العربي هي السيدة ريا حفار الحسن، وصولاً الى الوزيرات الست في حكومة دياب، زينة عكر عدرا وماري كلود نجم ومنال عبد الصمد ولميا يمين وغادة شريم وفارتينيه أوهانيان، والسيدة عدرا هي أول وزيرة للدفاع في العالم العربي...

واللافت في هذه الحكومة ليست مشاركة السيدات فيها فحسب، بل كونها تشكلت في غضون 33 يوماً، وهي أقصر مدة تشكلت فيها حكومات منذ العام 2005، وحملت توصيف <التكنوقراط الموسعة> للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف واستبعدت التشكيلة وزراء من الحكومة السابقة وكادت أن تكون من دون وزراء حكومات سابقة أيضاً لولا وجود رئيسها الذي سبق أن عُين وزيراً في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثانية، والوزير دميانوس قطار الذي عُين وزيراً في حكومة الرئيس ميقاتي الأولى، وبذلك يكون وجه الرئيس ميقاتي <وجه> خير على الرئيس دياب والوزير قطار إذ لولاه لما دخلا نادي الوزراء، ولما صار دياب في نادي رؤساء الحكومات...

التوزيع الجغرافي!

في التوزيع الجغرافي، أعطت حكومة دياب محافظة الشمال الحصة الأكبر من الوزراء، إذ انه من أصل 20 وزيراً ثمة 7 وزراء من الشمال بينهم أربعة من قضاء واحد هو قضاء الكورة الذي سجل رقماً قياسياً بأعداد الوزراء، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحكومات اللبنانية... أما محافظة الجنوب فقد حصلت على 4 وزراء يتميزون بأنهم ليسوا جميعهم من الطائفة الشيعية إذ بينهم وزير ماروني هو دميانوس قطار. أما محافظة البقاع فكانت حصتها 3 وزراء علماً انها كانت تشكو دائماً من الغبن والحرمان... وتوزع الوزراء الستة الآخرين على محافظتي بيروت وجبل لبنان. وفي حين تمثلت الطوائف في الحكومة لوحظ ان كون الحكومة من 20 وزيراً فقد أحدث ذلك بعض الخلل في ما يتعلق بالطوائف الرئيسية الثلاث. فقد درجت العادة أو العرف انه في حال أعطي الموارنة والسنة والشيعة 4 وزراء لكل طائفة وأعطيت طائفة الارثوذكس 3 وزراء، فإن الطائفة الكاثوليكية والطائفة الدرزية والطائفة الأرمنية تعطى وزير واحد لكل من الطوائف الثلاث. إلا ان في الحكومة الراهنة أعطي الكاثوليك والدروز وزيرين لكل من الطائفتين ما يتناقض ومبدأ النسبية الذي يعتمد في توزيع الوزراء طائفياً... واللافت ان الطائفة الأرمنية لم تعترض على اعطائها وزيراً واحداً، وكذلك الطوائف الثلاث الكبيرة الأمر الذي مرّر هذا التوزيع الجديد في اقل ضرر ممكن، وخصوصاً من دون مضاعفات مذهبية أو سياسية، كما كان يحصل في السابق، وكما في كل مرة لم تعط الطائفة العلوية وزيراً واحداً، وكذلك الأمر طوائف الأقليات أي السريان والكلدان والأشوريين وغيرهم. وكالعادة أيضاً اعترض ممثلو الطائفة السريانية في بيروت.. كما صدر عن العلويين ردود فعل غير مؤيدة لـ<حرمان> الطائفة المتعمد سنة بعد سنة.

الأعمار!

أما في ما خص أعمار الوزراء والوزيرات، فقد اتضح ان كبيرهم هو وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي من مواليد 22/12/1952، وليس الوزير دميانوس قطار الذي ورد اسمه في مرسوم التعيين قبل اسم حتي لأنه وزير سابق وليس أكبر سناً من الوزير حتي. أما أصغر الوزراء فهي الوزيرة أوهانيان من مواليد الأول من كانون الثاني (يناير) العام 1984 في برج حمود. وتتقارب أعمار الوزراء والوزيرات على النحو الآتي: الرئيس دياب من مواليد بيروت 1959، ونائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر عدرا من مواليد 21/6/1964، ووزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي من مواليد بيروت في 23 أيار (مايو) 1958، ووزير المالية غازي وزني من مواليد تبنين في 20/7/1954، ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر من مواليد الكورة في 28/5/1961، ووزير الاتصالات طلال حواط من مواليد طرابلس في 20/1/1969، ووزير التربية والتعليم العالي طارق مجذوب من مواليد صيدا في 13/1/1966، ووزيرة العدل ماري كلود نجم من مواليد البترون في 6/4/1971، ووزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار من مواليد الكورة في 17/12/1958، ووزير الصحة العامة حمد حسن من مواليد البقاع في 26/9/1969، ووزير الشؤون الاجتماعية ووزير السياحة رمزي مشرفية من مواليد الشويفات في 1/12/1959، ووزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة من مواليد بيروت في 20/1/1956، والوزير دميانوس قطار من مواليد جزين في 4/4/1960، ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد من مواليد بيروت في 28/3/1975، ووزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى من مواليد البقاع في 6/2/1986، ووزير الصناعة عماد حب الله من مواليد 5/10/1985، ووزيرة العمل لميا يمين من مواليد زغرتا في 27/2/1974، ووزيرة المهجرين غادة شريم من مواليد 3/9/1968.

وفي تصنيف الوزارات اعتمدت قاعدة ثلاثية، فتم تصنيف الوزارات السيادية الأربع وهي الدفاع والداخلية والمالية والخارجية والمغتربين، والوزارات الخدماتية بلغ عددها 7 وهي: الطاقة والمياه، الاتصالات، التربية والتعليم العالي، الأشغال العامة والنقل، الصحة العامة، الشؤون الاجتماعية. أما القسم الثالث فحمل توصيف <باقي الوزارات>، وضم: السياحة، الاقتصاد والتجارة، البيئة، التنمية الادارية، الزراعة، الثقافة، الإعلام، الصناعة، العمل، المهجرين، الشباب والرياضة.

تجدر الاشارة الى ان في حكومة الرئيس دياب 6 وزراء ووزيرات موظفين في ملاك الدولة أو في الجامعة اللبنانية، وقد طالبوا باستصدار مراسيم تحفظ حقهم للعودة الى وظائفهم بعد انتهاء ولاية الحكومة.

واللافت ان الرئيس دياب قال أمام الوزراء انه والوزيرات الست يشكلون الثلث الضامن في الحكومة!