اختيار تحالف شركات  <رينو> ــ <نيسان> ــ <ميتسوبيشي> المهندس الفرنسي اللبناني الأصل هادي زبليط، المكلّف حالياً بقطاع التطوير والابتكار في المجموعة الفرنسية - اليابانية، ليكون أمينها العام الجديد مكان اللبناني الاخر كارلوس غصن الذي جرد من منصبه ويحاكم منذ العام الماضي، يطرح السؤال عن اللبنانيين الذين تركوا بلدهم الى اربع رياح الارض بحثاً عن مستقبل مفقود في لبنان وعن لقمة عيش ليست مغمسة بالذل والشقاء او بتقبيل يد القابض على السلطة والنفوذ لينعم على المواطن بوظيفة في القطاعين العام والخاص على اعتبار ان نظام المحسوبيات هو السائد، والانكى ان المواطنين يصنفون كرعايا لهذا الزعيم من منظور طائفي ومذهبي وهو وحده يفتح لهم جنة التوظيف بشرط ان يكونوا من ازلامه ومحاسيبه والا يصبح المتخرجون عاطلين عن العمل رغم كفاءاتهم وشهاداتهم ويكون خيارهم الهجرة الى بلاد الله الواسعة بحثاً عن فرصة وعن لقمة العيش. وبالتأكيد هادي زبليط ابن مدينة طرابلس احدهم الذي يمم وجهه شطر فرنسا وحصل على جنسيتها واعطي فرصة أثبت خلالها جدارته ونال أعلى المراتب وإلا لو بقي في لبنان لكان اليوم يقف بالطابور على باب زعيم طائفته المارونية يستجدي ان يكون عضو مجلس ادارة في مؤسسة عامة او على الاكثر عضواً في مصلحة مستقلة ومثله الاف الشباب الباحث في الغربة عن مستقبل زاهر افتقده في وطنه، حيث الفرص الضائعة، حتى يصح هنا قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من ان <الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة>.

وهؤلاء المهاجرون الشباب أشبه بالطيور المهاجرة التي تبحث عن رزقها وتتوقف في بلاد غنية بالماء والكلأ ويسودها الامان لتبني اعشاشها وتبيت مع بيضها او صغارها آمنة مطمئنة من صيد جائر.

والمهاجرون اللبنانيون يمموا وجوههم شطر معظم دول العالم ووصلوا الى اعلى المناصب في السياسة والفن والاقتصاد والصناعة والطب والهندسة وتسلموا مناصب رئاسية وزارية ونيابية او عينوا كرؤساء مجالس مؤسسات او في البلديات ومنهم ميشال تامر رئيس البرازيل السابق، وماريو عبده رئيس البارغواي السابق، وجوليو سيزار طربيه، الرئيس الكولومبي السابق، وثلاثة رؤساء سابقين في الإكوادور هم خوليو ثيودور سالم، وعبدالله بوكرم وجميل معوض، ونائب رئيس فنزويلا الحالي طارق العيسمي، ناهيك عن مئات الشخصيات في الولايات المتحدة من اعضاء مجالس الشيوخ والوزراء وغيرها من المسؤوليات السياسية من أبراهام خازن، أليكس عازر، تشارلز بستاني، تشارلي كريست، كريس جريلي، كريس جون، كريس سونونو، دارين لحود، داريل عيسى، دونا شلالا، ادموند ريجي، فرانسيس سلاي، غاريت جريفز، جورج قاسم، جورج ميتشل، جوين جراهام، جيمس عبد النور، جيمس أبو رزق، جانين بيرو، جون بالداشي، جون إدوارد سنونو، جون هـ. سونونو، كاتشو أشاجيان، مانويل معلوف، ماري روز أوكار، نيك رحال، نيكو لحود، فيليب حبيب، رالف أبراهام، رالف نادر، راي لحود، ريتشارد حنا، فنسنت شين، وغيرهم، اضافة الى رجال اعمال اغنياء وفي مقدمتهم المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم حلو والذي يعد من أغنى أغنياء العالم، ناهيك ضباط كبار من ألفريد نايفه، إرنست مسعد، جورج جولوان، جيمس جباره، جون أبي زيد، ومايكل أي منصور، ومايكل دبغي في الطب و نيكولا حايك في صناعة الساعات واللائحة تطول.

فمبروك لهادي زبليط المنصب الجديد وعسى وعلّ ان يكون هادياً لساسة بلدنا لكي يستثمروا بالانسان اللبناني الرائد ويفسحوا المجال للطاقات والادمغة للمساهمة في بناء الوطن بدل ان يطفشوهم الى الغربة وتكسب الدول الاخرى هذه الادمغة التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة الخطيرة من التحديات التي تواجهه وتكاد تسبب بإنهياره مالياً واقتصادياً.