تفاصيل الخبر

حـفـــــظ الـبـويـضــــــات يـتـيــــح للـمـــــرأة أن تـنـجــب ولـــو فــي ســن مـتـأخــــرة!  

02/09/2016
حـفـــــظ الـبـويـضــــــات يـتـيــــح للـمـــــرأة  أن تـنـجــب ولـــو فــي ســن مـتـأخــــرة!   

حـفـــــظ الـبـويـضــــــات يـتـيــــح للـمـــــرأة أن تـنـجــب ولـــو فــي ســن مـتـأخــــرة!  

 

الدكتورة-مونيكا-شاولا-----1

هل يقضي تجميد البويضات على هاجس سن المرأة في الانجاب؟ فالأمومة شعور تنتظره كل فتاة وامرأة في العالم، الا ان الانجاب قد يتأخر بسبب مشاكل خارجة عن ارادة المرأة كتأخر سن الزواج او الانشغال بالعمل او بعض مشاكل الخصوبة او الخضوع لعلاج كيميائي لمعالجة السرطان. وفترة الانجاب لدى المرأة تستمر حتى سن التاسعـــــة والثلاثــــــين، وبالتالي فالانجاب في عمر متأخر صعب جداً. لكن التطور العلمـــــي الذي نشهده يسمح للمرأة بالانجاب بعد سن الأربعين او حتى في سن اليأس عبر حفظ البويضات.

ان تجميد البويضات من أحدث تقنيات الخصوبة والمساعدة على الانجاب حالياً، ويتم حفظ بويضات المرأة في مادة <النيتروجين> السائل لسنوات عديدة الى ان تقرر الانجاب. وعند الرغبة في الحمل يتم تخصيب هذه البويضات بسائل الزوج المنوي للحصول على الأجنة التي يتم ارجاعها الى الرحم، وبالتالي تبدأ مراحل الحمل عند المرأة بشكل طبيعي. وتجدر الاشارة الى ان حمل المرأة في سن الأربعين وما فوق قد يؤثر سلباً على بنية الطفل، لكن اذا كانت البويضات مجمدة منذ سن الثلاثين، فلا يكون هناك اي ضرر على الجنين.

وهذه التقنية تحافظ على الحمض النووي للبويضة من دون ان تؤدي الى تلفها، لكن في المقابل هناك احتمال بأن لا تعيش البويضة خلال التبريد او ان يحدث تلف في البويضة عند تخزينها، لذلك ينصح الأطباء بتجميد البويضات مرات عدة من أجل زيادة فرص الانجاب في المستقبل...

ان سن المرأة عامل مهم جداً للانجاب، وفي سن ما بعد الأربعين يعتبر الحمل ذا خطورة سواء كان حملاً طبيعياً او بواسطة أطفال الأنابيب، وفي حال وجدت ألياف حميدة في الرحم فقد لا يكون لها تأثير او قد تكون عائقاً للحمل او استمراره ويتوقف ذلك على حجمها وعددها وموقعها. اذاً بامكان المرأة نظرياً ان تحتفظ بقدرتها الطبيعية على الانجاب في ظل وجود تقنية تجميد البويضات.

وفي العام الماضي كثر اللغط حول موضوع تجميد البويضات بعد اعلان كل من <فايسبوك> و<آبل> عن مساعدتهما وتكفلهما بالتكاليف الباهظة لهذه العملية لفائدة النسوة العاملات لديهمـــــا. وقـــــد تشكــــــــل عمليـــــة تجميــــــــد البويضات حلاً مناسباً للنساء اللواتي يرغبن في تأخير الانجاب، وخصوصاً اللواتي يطلبن التفرغ في فترة شبابهن المبكرة للعمل، او اللواتي يتعرفن الى شريك حياتهن في فترة متقدمة من عمرهن.

 

الانجاب بتخزين البويضات

وتشير احصائيات دراسة قامت بها جامعة <نيويورك> الى ان حوالى 88 بالمئة من النساء اللواتي أقدمن على تجميد البويضات أرجعن السبب الى تأخرهن في التعرف الى شريك حياتهن المناسب والزواج. كما كشفت دراسة كانت قد اجريت في الولايات المتحدة في العام 2010 ان أكثر من نصف عمليات التخصيب الصناعي في الانبوب اعتمدت على بويضات تم تجميدها مسبقاً. وبعد اجتياز عملية التجميد مرحلة التجربة والاختبار، يصبح بامكان النساء الحصول على هذه الخدمة في مختبرات متفرقة في أنحاء العالم. لكن يجدر بالمرأة ان تعرف أكثر حول تفاصيل هذه الطريقة قبل الاقدام عليها. ولا زالت آراء الخبراء متضاربة حول السن المناسب للاقدام على هذه العملية، فبينما يُعتقد ان السن المناسب لتجميد البويضات يتراوح بين عمر 31 سنة و33 سنة، وحسب دراسة أجريت في هذا الصدد، يقول خبراء آخرون ان هذه العملية تسجل نجاحاً كبيراً قبل بلوغ الثالثة والثلاثين من العمر. وفي المقابل تكشف احصائيات المختبرات التي تعمل في هذا المجال ان متوسط أعمار النساء اللواتي يطلبن هذه الخدمة لا يتعدى الثلاثين سنة. أما عن مدى فعالية عملية تجميد البويضات، فيعتقد الكثيرون ان استخدام البويضات بعد تجميدها يضمن الانجاب في ما بعد، الا ان الخبراء يؤكدون ان التجميد لا يضمن حدوث الحمل في ما بعد بصفة مؤكدة. فالاحتفاظ بالبويضات يؤمن للمرأة فقط فرصة حدوث الحمل وليس ضمان حدوثه. وتبين الاحصاءات ان احتمال الانجاب من بويضة مجمدة يتراوح ما بين 2 و12 بالمئة فقط، وتتغير النسب بحسب السن التي تم فيها تجميد البويضات كما السن التي تستعمل فيها.

تبدأ عملية تجميد البويضات أولاً بتحفيز المبيض على افراز البويضة، ويتم تجفيفها من الماء كلياً بعد الحصول عليها، ويجب ان تتم العملية في بضع دقائق بهدف المحافظة على شكل البويضة، ثم تحفظ في درجة حرارة منخفضة الى 196 درجة تحت الصفر وتستخدم العديد من مضادات الصقيع الخلوية قبل ان توضع البويضة في سائل الآزوت. وعندما ترغب المرأة لاحقاً بانجاب أطفال يذوّب ثلج البويضة ويتم تخصيبها. وإن حالات اللجوء لتجميد البويضات عديدة، منها تعرض السيدات لخطر التوقف عن الاباضة اثر عملية جراحية او اثر استخدامهن علاجاً بالأشعة او علاجاً كيميائياً وفقاً للمختبر الكندي <بروبريا كلينيك>. ويمكن اللجوء لهذه العملية أيضاً في حال المعاناة من أمراض المناعة الذاتية التي تتطلب استخدام أدوية تحوي مواداً يمكن ان تسمم الغدد، او في حال المعاناة من مشاكل خطيرة في بطانة الرحم. ومن الأسباب الأخرى غياب الحيوانات المنوية للقاح خلال عملية زراعة طفل الأنبوب. وغالباً ما يكون تجميد البويضات خياراً شخصياً لتأجيل الانجاب او عند التخوف من بلوغ سن اليأس مبكراً.

مع الدكتورة شاولا

 

فالى اي مدى تشهد تقنية تجميد البويضات تطورات في يومنا هذا؟ وكيف ساهمت هذه التقنية بحل مشكلة الانجاب حتى في سن متأخر؟ عن هذه الأمور وغيرها تحدثت الدكتورة مونيكا شاولا الاختصاصية في الاخصاب (وهي تعمل في مجال معالجة العقم، والغدد الصماء الانجابية كاختصاص ثانوي منذ أكثر من 16 عاماً. كما ان الدكتورة مونيكا خبيرة في الجراحة بواسطة مناظير البطن الرحمية والمهبلية، والطب الانجابي والعقم، وحالات الحمل العالية المخاطر، والأمراض النسائية الجراحية، وقد نشرت بحوثها في 27 مجلة عالمية وعلمية مفهرسة، كما تم تقديم هذه البحوث في مؤتمرات عالمية مختلفة. وقد انضمت الدكتورة مونيكا الى مركز للاخصاب في العام 2012، وهي عضو في الجمعية الأميركية للطب الانجابي، والجمعية الانكليزية للخصوبة، والجمعية الأميركية لطب الأمراض النسائية وتنظير البطن، وهي عضو في طاقم التحرير في مجلة <أوبس أند غيني>، كما حازت على عضوية الكلية الملكية لأطباء الانجاب وأطباء الأمراض النسائية (أم آر سي او جي) في العام 2004، وعلى عضوية الجمعية الدولية لجراحي تنظير البطن في العام 2008. ونالت الدكتورة مونيكا شهادة الدكتوراه في الطب خلال العام 1998، وخضعت لدورة طبية تدريبية في قسم الاخصاب المساعد في المستشفيين <غاي> و<سانت توماس> في <لنن>، وفي المركز الأول للتشخيص الوراثي ما قبل الزرع في بريطانيا، كما حازت في العام 2008 على دبلوم في تنظير الأعضاء النسائية من خلال البطن، وحازت على زمالة في جراحة الحد الأدنى، وحازت أيضاً على زمالة السفر عبر البحار من الكلية الملكية لأطباء النساء وأطباء الانجاب في آب (أغسطس) 2003، وقد كانت الشخص الوحيد الذي تم اختيارها كأمينة سجل بعد الرعاية من قبل (أم آر سي او جي) في الهند وذلك تقديراً لخبرتها وأبحاثها السريرية).

وعن أهمية تقنية تجميد البويضات تقول الدكتورة مونيكا شاولا:

- تقدم خدمة تجميد البويضات فرصة عظيمة للنساء للمحافظة على خصوبتهن لأسباب طبية، مثل الخضوع لبعض علاجات السرطان، او في حال تأخير قرار الانجاب بسبب المهنة او الوظيفة او غيرها من ظروف الحياة. وعندما تكون الظروف مؤاتية للمرأة، يمكن استخدام البويضات بعد ان يتم تخزينها والمحافظة على جودتها وتجنب التبعات الناجمة عن تقدم العمر. لقد تطورت تقنية تجميد البويضات خلال السنوات العشر الماضية، وحققت معدلات نجاح كبيرة. وذلك ان التقنية بذاتها يتم العمل بها منذ فترة طويلة، وقد مرت بتطورات كثيرة داخل المختبرات منذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحالي، ويعود تطورها الى اعتماد أحدث الأساليب التكنولوجية في اجراء طريقة التزجيج التي يتم تطبيقها الآن لتجميد البويضات.

وأضافت:

- خلال السنوات الماضية كان يتم اعتماد أسلوب التجميد البطيء للبويضات البشرية، لكن اليوم تم تطوير طريقة جديدة تسمح بتجفيف البويضات والاحتفاظ بأقل نسبة من المياه داخلها، ما يعني أن تكون البويضة في الحد الأدنى من بلورات الثلج التي تعد أحد الأسباب الرئيسية لتلفها، لذلك فان التجفيف يساعد على انجاز عملية التجميد بشكل أسرع، والاحتفاظ بالبويضات بصحة جيدة لفترة أطول.

تقنية-تجميد-البويضات------22وبالسؤال عن نسبة نجاح عملية التجميد تقول:

- تتفاوت معدلات نجاح عملية التجميد حسب عوامل عديدة، وتتراوح من 80 بالمئة الى 85 بالمئة خلال العامين الماضيين، علماً بأنها لم تكن تتجاوز ما نسبته 50 بالمئة قبل ذلك. وتعد معدلات بقاء البويضات على قيد الحياة أحد العوامل التي تدخل في قياس النجاح الحقيقي لعملية تجميد البويضات. ومع ذلك فان العنصر الرئيسي لقياس النجاح يتمثل في امكانية حدوث الحمل، ومن ثم انجاب طفل، وهو الغرض الأساسي من وراء عملية التجميد. وفي فترات سابقة كانت معدلات النجاح وفرص الحمل وانجاب الأطفال لكل بويضة في أدنى مستوياتها، نظراً لاعتماد المراكز على تقنية التجميد البطيء، لكننا نشهد حالياً نسبة تصل الى 60 بالمئة في أوساط النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 35 سنة، شرط ان يتم تجميد من 8 الى 10 بويضات، وقد أمكن تحقيق المزيد من التطورات التكنولوجية خلال السنوات العشر الأخيرة، ولا تزال هذه التقنية تحرز المزيد من التطور والازدهار.

 

أفضل من أطفال الأنابيب

وتتابع:

- في الآونة الأخيرة أصبحنا نعتمد على البويضات المجمدة في ما يقارب من نصف عمليات أطفال الأنابيب، كما ان التقنية تنجح بشكل جيد جداً أثناء تطبيقها. وهناك الكثيرات من النساء يخضعن لعملية تحفيز الاباضة للحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، في اطار عملية أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي داخل المختبر، بينما تفضل نساء أخريات كسر تلك الدورة المرهقة من خلال تجميد البويضات، ومن ثم العودة في وقت لاحق لاتمام عملية نقل الأجنة الى الرحم واتمام عملية الحمل. ويساعد ذلك على اعطاء أجسامهن وقتاً للتعافي والراحة من المحفزات الهرمونية التي خضعن لها، والحصول على قدر كاف من الاسترخاء الضروري لاتمام العملية على أكمل وجه. ومن الناحية العملية فان فرص حدوث الحمل تتوقف على عاملين رئيسيين، وهما عمر المرأة واحتياطي البويضات الذي تمتلكه.

وبعد التحفيز على الاباضة هناك الاختبار الكلاسيكي الذي يتم القيام به سريرياً لتقييم قدرة المرأة على انتاج البويضات. وخلال عملية التحفيز تلك، تعطى المرأة عقاقير تحفز المبيض على انتاج المزيد من البويضات. أما في ما يتعلق بنسب النجاح، فيتم تحديدها بناء على عمر المرأة، وما اذا كان هناك احتياطي من البويضات في المبيض. واذا كان عمر المرأة متقدماً نسبياً فقد يكون هناك شك في جودة البويضات بسبب امكانية وجود شذوذ للكروموسومات داخل البويضات.

وختمت الدكتورة شاولا قائلة:

- تستخدم تقنية تجميد البويضات غالباً للنساء اللواتي يعانين من فقر في احتياطي المبيض، وذلك من أجل الحصول على أكبر عدد من البويضات ليتم تجميدها في دورات معينة، وبذلك تتاح لهن فرصة جيدة ومعقولة لحدوث الحمل مقارنة بالنساء اللواتي يمتلكن احتياطياً طبيعياً في المبيض. ويمكن ان ينطبق ذلك أيضاً على النساء المسنات، الا ان العوامل التي تحدد نوعية وجودة البويضات وامكانية بقائها على قيد الحياة قد تختلف من امرأة لأخرى. وتبقى امكانية نجاح البويضات في حدوث الحمل تعتمد في المقام الأول على عمر المرأة.