تفاصيل الخبر

هدنـــة ”بوتيـــن“ فـي حلب النـــار والـبـــارود والـتـهـجـيـــر

11/11/2016
هدنـــة ”بوتيـــن“ فـي حلب النـــار والـبـــارود والـتـهـجـيـــر

هدنـــة ”بوتيـــن“ فـي حلب النـــار والـبـــارود والـتـهـجـيـــر

 

بقلم علي الحسيني

الطفلة-بانا

مدينة حلب التي كانت تعج بالناس وبالسياح وتضج بالحياة، تحولت اليوم الى مقبرة تغمر أبناءها الواحد تلو الآخر وكأن الحياة تنتهي هنا على هذه الارض التي أصبحت تفوح منها رائحة الموت والدمار. حلب هي اليوم عبارة عن أرض لم يعد للانسان قيمة عليها ولا للاطفال امل بأن يحلموا بمستقبل يمكن ان يرسموه بأنفسهم وبريشة براءتهم وليس بنظرات عيونهم التي احتلها الخوف والألم، ألم الموت والرحيل والخوف من أن تُصبح يتيمة على أبواب وملاجئ العرب أو أن تتحول أجسادهم الى اشلاء يُصعب جمعها فتضيع بين الركام وعلى جوانب الطرقات.

 

تدمير ثلاثة كيلومترات يومياً

تستعيد  مدينة حلب السورية خلال الفترة الحالية بعض المصطلحات التي طرأت ذات يوم على الحرب الاهلية بعد اندلاعها زمن السبعينات في لبنان، حيث درجت يومها عبارتا <سالكة وآمنة> اللتان اختص بهما الاذاعي الراحل شريف الاخوي كدليل على الهدوء المؤقت الذي كان يحظى به اللبنانيون من وقت إلى آخر. هذا في الظاهر، أما في المضمون فإن حلب تشتعل اليوم ومعها تزداد الاطراف المتصارعة حقداً وإجراماً واختراع اساليب جديدة في القتل. وفي مثل هذه الأيام كم تحتاج حلب الشهباء إلى استعادة بعض من زمان كانت تنام فيه على أنغام الموسيقى وأصوات مطربيها، ليتبدل حالها اليوم حيث اصبحت تنام وتستيقظ على أزيز طائرات <السوخوي> وصواريخها وبراميل واسطوانات الغاز المتفجرة. وهذه المدينة العريقة التي تشهد يومياً تدمير ما لا يقل عن ثلاثة كيلومترات من مساحتها بشكل كلي، لا تستمد اهميتها الاستراتيجية فقط من رمزيتها كونها ثاني اكبر المدن السورية والمدينة الاهم سياحياً والثقل الاقتصادي السوري الاهم، بل تنبع اهميتها من وجود اهم القواعد العسكرية السورية من مطارات عسكرية وثكنات ومراكز تدريب ومعامل تصنيع اسلحة ومخازن ذخيرة، كما ان تقاطع حلب مع ضواحيها يعيق تواصل جميع الفصائل المسلحة بالاضافة الى انها تشكل بوابة عبور واسعة للمسلحين وللأسلحة من وإلى تركيا، ما يعني ان سقوطها بيد الفصائل من شأنه ان يفتح شمال سوريا امام كل من يريد العبور للقتال في سوريا تحت اي حجة، وهذا ما يجعلها على الدوام عرضة للكر والفر بين المتقاتلين.

قوات-تركيا-تتحضر-لدخول-الرقة  

نغمة الهدنة والممرات

الأمنة من جديد

استُعيدت خلال الاسبوع الماضي، نغمة الممرات الامنة والهدنة لفترة محدودة في حلب حيث قالت وزارة الدفاع الروسية انه سيُسمح لمقاتلي المعارضة بالخروج من المدينة سالمين ومعهم أسلحتهم فيما بين الساعة التاسعة صباحاً والساعة السابعة مساء في الرابع من الشهر الحالي اي يوم الجمعة الماضي وذلك عبر ممرين، وانه سيُسمح للمدنيين والمرضى والجرحى بالمغادرة عبر ستة ممرات أخرى. ومن جهته نشر الجيش السوري بياناً دعا فيه مقاتلي المعارضة لوقف إطلاق النار والاستفادة من فرصة المهلة لمغادرة المدينة مع أسلحتهم الفردية عبر معبر <الكاستيلو> شمالاً ومعبر سوق الخيرــ المشارقة باتجاه إدلب. وزاد الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> على هذين البيانين قوله <ان الهدنة هي من اجل تفادي وقوع ضحايا دون داعٍ وبأن السلطات السورية ستضمن انسحاب القوات السورية من الممرين المخصصين لمغادرة مقاتلي المعارضة>.

بدورها رفضت المعارضة السورية المسلحة الطلب منها بمغادرة وقال قادة في المعارضة إنهم لن يخرجوا من حلب ولن يستسلموا، معبرين عن عدم ثقتهم بروسيا ولا بالنظام. وقال القيادي في تنظيم <فاستقم> زكريا ملاحفجي ان هذا الأمر مرفوض على الإطلاق، نافياً أن تكون هناك ممرات تضمن خروجاً آمناً، وقال إن المدنيين لا يثقون في الحكومة. ومن جهته قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة أسعد الزعبي ان حديث روسيا عن الهدنة هو خدعة لارتكاب المزيد من المجازر وتحقيق مكاسب عسكرية عجزت عن تحقيقها في المعارك. وأضاف أن الطائرات الروسية لم تتوقف عن قصف حلب رغم الحديث عن الهدنة وأن هناك العديد من كبار الضباط الروس العالقين داخل حلب، مما دفع الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> للحديث عن إمكانية وقف الغارات للتمكن من إخراج الضباط.

 

ما البديل عن استسلام فصائل المعارضة؟

وضع تنظيما <جيش الفتح> و<فتح حلب> مطلع الاسبوع الماضي خطة مفصلة ومدروسة هدفها كسر الحصار عن حلب الشرقية والسيطرة على قسمها الآخر الغربي. لكنه اتضح بعد مرور خمسة أيام من المعارك العنيفة والشرسة، أنها لن تكون سهلة قياساً إلى معركة فك الحصار السابقة التي أنجزت مهمتها في غضون أسبوع، اذ ان الظروف هذه المرة مغايرة كلياً، فالنظام وحلفاؤه أعدوا للمعركة أكثر بكثير مما فعلوا في المرة الفائتة، والطيران الروسي ينشط في الميدان في حين كان نشاطه أقل في تلك الفترة. وثمة عامل الضغط، فمن المعلوم أن موسكو وطهران تسعيان إلى حسم معركة حلب والسيطرة عليها كاملة قبل رحيل ادارة < باراك اوباما>، وستبذلان أكبر جهد لمنع انقلاب المعطيات على الأرض.

في معركة كسر الحصار الأولى كانت مسير المعارك يتحاشى المرور بأحياء سكنية خاضعة لسيطرة النظام، وانحصرت الغاية بفتح ممر إلى حلب الشرقية. الآن، تدور المعارك الأشرس في كتل سكنية محصنة عسكرياً لا تُعد الأقرب إلى القسم الشرقي، وهذا التكتيك لا يعِد مدنيي حلب الشرقية بفك الحصار سريعاً مثلما ينذر مدنيي حلب الغربية بحرب غير متوقعة قد تدوم طويلاً. ولئن كان التكتيك صحيحاً من الناحية العسكرية، لجهة الضغط على مراكز إسناد النظام وحرمانه من الراحة في معاقل آمنة، فلا يخفى أن الثمن سيدفعه سكان تلك المناطق الذين يدعي حمايتهم، ولن يتورع عن التضحية بهم، ولن يتورع الطيران الروسي عن قصفهم بوحشية متى صاروا خارجين عن سيطرته وهو تماماً ما يحصل خلال الفترة الحالية اذ لا يمر اسبوع من دون ارتكاب مجزرة يذهب ضحيتها المدنيين وتحديداً الاطفال. والعبرة اليوم بالنسبة الى المعارضة هي في استمرار تدفق الإمدادات المتنوعة اليها وعدم انقطاعها فجأة كما حصل في أكثر من تجربة سابقة. ومن البديهي جداً التساؤل في هذه المعركة عن عزم تركيا على الاستمرار بفتح خط الإمدادات، وعدم مقايضتها معركة حلب بمكاسب أخرى، بخاصة ضمن هاجسها الكردي، مثلما انه من الضروري التساؤل عن مقدار ما تسمح به الإدارة الأميركية من إمدادات، وإلى أي حد تنوي فرملة اندفاعة سيد الكرملين.

قوات-سوريا-الديموقراطية-في-حلبخريطة السيطرة على حلب

في حلب اليوم، يسيطر جيش النظام شرقاً على المدينة الصناعية وعلى السجن المركزي شمال شرق وعلى مطار <النيرب العسكري> جنوب شرق وما بينهما على الجهة الشرقية للمدينة، كما يسيطر غرباً على قسم كبير من المناطق الغربية للمدينة حيث توجد المؤسسات الحكومية الرسمية والجامعات والمستشفيات والمراكز العسكرية، وأهمها مدرسة المدفعية وأكاديميّة الهندسة، كما يفرد سيطرة شبه كاملة على بلدة <حندرات> شمال شرق وعلى <مركز البحوث العلمية> وعلى مدينتي <نبل> و<الزهراء> الشيعيتين شمالاً واللتين تعتبرا محاصرتين نوعاً ما من قبل اكثر من جهة مسلحة. ويسيطر النظام على منطقة السفيرة وعلى معامل الّفاع وعلى مقر اللواء 80 ومطار حلب الدولي كما ويؤمن السيطرة على اقليم جغرافي ضيق يمتد من جنوب حلب حتى شمال شرق مدينة حماه.

في المقابل تتوزع الفصائل المسلحة على الجهة الشرقية للمدينة وعلى ممرات النفط والمحطة الحرارية وعلى كامل ريف <عين العرب> وعلى المناطق الممتدة نحو محافظة الرقّة جنوب شرق التي يسيطر تنظيم <داعش> عليها سيطرة كاملة. ويسيطر في الريف الغربي تنظيم <جبهة النصرة> وقسم من الفصائل المتشددة اهمها حركة احرار الشام الاسلامية. وتمتد هذه السيطرة حتى ريف ادلب الشرقي. اما الريف الشمالي الذي يربط المدينة بتركيا، فتنتشر فيه عناصر من <الجيش السوري الحر> بقيادة العميد برهان عبد الجميل وفصائل أخرى من جبهة النصرة ومن ألوية التركمان، وهؤلاء يسيطرون ايضاً على بقعة جغرافية مهمة تربط مدينة حلب القديمة مع الريف الشمالي عبر بلدات حربتان وعندان وكفر حرة  ودار عزة. وفي الجنوب تتوزع السيطرة بين <داعش> في الجنوب الشرقي وبين النصرة في الجنوب الغربي، مع امتداد سيطرة الأخيرة الى ريف ادلِب الشرقي ضمن معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين يشكلان خطاً مهماً لقطع طريق امداد الجيش السوري بين حماه وجنوب مدينة حلب. ومن هنا فإن من يحسم معركة حلب سوف يربح ثقلاً ميدانياً وسياسياً مؤثراً في مستقبل سوريا، حيث تشكل حلب ساحة واسعة للتدخل الأمني المخابراتي والعسكري الميداني لكافة الدول المعنية في رسم المناورات والخطط والسياسات المختلفة لتحقيق اهداف الحرب على سوريا ولها موقع مهم ومؤثر في الخارطة السورية الإقليمية.

 

تركيا تدخل عى خط تحرير الرقة

بالتزامن مع عملية تحرير الموصل التي تقودها الحكومة العراقية المدعومة من مئات الاطراف سواء خارجية او احزاب داخلية، عزمت تركيا نفسها على مائدة تحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم <داعش> حيث اعلن الرئيس التركي <رجب طيب اردوغان> ان قواته التي تقاتل <التنظيم الجهادي> والاكراد على حد سواء في محافظة حلب شمالاً بالقرب من الحدود التركية، ستتجه الى الرقة رافضاً مشاركة الاكراد في قوات سوريا الديموقراطية في العملية التي ردت على <اردوغان> ببيان قالت فيه انها ستقود عملية تحرير مدينة الرقة معقل <داعش> في سوريا وان تركيا لن تشارك فيها. وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو سنشهد حملة بقيادة قوات سوريا الديموقراطية لمدينة الرقة المحتلة من تنظيم <داعش> الارهابي الا ان الوقت لم يحدد بعد، لكنه تم حسم الموضوع مع التحالف بشكل نهائي بأن لا مشاركة لتركيا.

ومن المعروف انه ومنذ تشكيلها في تشرين الاول/ اكتوبر العام 2015، نجحت قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في طرد <داعش> من مناطق عدة كان آخرها مدينة <منبج> شمال حلب. لكن انقرة تعتبر ان وحدات حماية الشعب منظمة ارهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض تمرداً ضدها منذ اكثر من ثلاثين عاماً.

 

عناصر-من-حزب-الله-في-حلب لحزب الله دور كبير رغم الخسائر الكبيرة

يشهد ريف حلب الجنوبي معارك طاحنة بين قوات النظام السوري والفصائل الحليفة له من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى، حيث تشير التقارير الى خسائر فادحة مني بها حزب الله جرّاء هذه المعارك، لكن في مقابل هذه التقارير ثمة أمر واضح وملموس، وهو ان مشاركة حزب الله في معارك حلب له تأثير كبير على مجريات الحرب هناك وواقعها الميداني بحيث ان عناصر الحزب المشاركة في حلب، يُعتمد عليها الى حد كبير على الارض ان لناحية التكتيك العسكري او لجهة ادارة حرب الصواريخ الموجهة التي يبدو انها هي التي تتسيد الحرب الدائرة في معظم المدن السورية. ومع هذا ثمة فصائل في المعارضة السورية تؤكد ان هذه الفصائل ارادت الانتقام من الحرس الثوري الايراني ومن حزب الله ومن الميليشيات التابعة لإيران في حلب كونها مجتمعة تمكنت في مرحلة سابقة من استهداف مجموعات كبيرة للمعارضة السورية وكبدتها خسائر فادحة في الارواح والعتاد العسكري وتمكنت من محاصرتها لدرجة يجوز فيها القول انه منعت عنها الهواء والماء. واهمية ريف حلب الجنوبي بالنسبة الى المعارضة، تكمن في انها النقطة التي تعتبر المفتاح الاساسي في اتجاهين في مدينة حلب وريفها الشمالي من جهة وفي اتجاه محافظة ادلب وعمق المحافظة من جهة ثانية، لأن الطريق السريع دمشق ـ حلب ينحرف غرباً ليمر ضمن محافظة ادلب ومن ثم يلتف للدخول من جديد في محافظة حلب.

 

.. وإصرار من حزب الله

اليوم واكثر من اي وقت مضى، يصر حزب الله على خوض معركة حلب بكامل جهوزيته نظراً لأهمية هذه المدينة بريفيها الغربي والشمالي. وهذا الاستقتال الذي يخوضه الحزب في كامل سوريا، جعله يخسر العديد من القادة البارزين في صفوفه، وهذا يؤكد مجدداً على أهمية الحرب التي يخوضها هناك. فالحزب فقد لغاية اليوم: مصطفى بدر الدين وجهاد مغنية والقائد العسكري محمد احمد عيسى المعروف بأبو عيسى، والقائد العسكري ابراهيم الحاج ابو محمد سلمان وحسن حسين الحاج الملقب بـأبو محمد الإقليم قائد عمليات الحزب في منطقة ريف إدلب - سهل الغاب والقائد الميداني مهدي عبيد بالاضافة الى زهري وآخرهم القائد العسكري <حمادة>. لكن أبرز المعطيات بالنسبة الى قتال الحزب في سوريا كلها، هي المعلومات التي اكدت استدعاءه مؤخراً فرق متعددة من النخبة مثل: الرضوان والنصر وعزيز وبدر من الجنوب، وعمّار من بيروت، وكتيبة حيدر من البقاع. وتُعتبر هذه الفرق من القوات الخاصة في الحزب أي النخبة، ويعقد حزب الله عليها أمالاً كبيرة لتغيير سير المعركة في حلب وغيرها، وقلبها لصالحه.

 

المهاجر: هدفنا فك الحصار عن المدنيين

المتحدث-باسم-احرار-الشام-ابو-يوسف-المهاجر  

بدوره قال المتحدث باسم <حركة أحرار الشام> أبو يوسف المهاجر إن <جيش الفتح> فاجأ قوات النظام وحلفاءه في هجومه الواسع على المحور الغربي لحلب، فهذه القوات لم تكن تتوقع أن يكون الهجوم بهذا الحجم، ولذلك كان التقدم سريعاً. ومما ساعد <جيش الفتح> في تحقيق هذا التقدم قربُ مواقع الاشتباكات والظروف الجوية، حيث كان الضباب كثيفاً في بداية المعركة، مما عرقل غارات طائرات النظام على مواقع <جيش الفتح>، حتى إن الطيران ضرب أهداف قواته بالخطأ عدة مرات.

وعن أهم الإنجازات التي حققها جيش الفتح حتى الآن، قال المهاجر إنه سيطر على معمل الكارتون وضاحية الأسد وقرية <المنيان> و<مشروع الـ1070 شقة> ونقاط عسكرية وحواجز أخرى تابعة للنظام غرب حلب، كما وصل إلى تخوم <الأكاديمية العسكرية> و<مشروع 3000 شقة>. وشدد على أن <جيش الفتح> لن يكتفي في التقدم الذي حققه في معاركه الحالية على قوات النظام في ريف حلب الغربي أو الانسحاب تكتيكياً، بل الهدف هو مواصلة التقدم إلى أمام حتى تحقيق الهدف من هذه العملية العسكرية وهو فك الحصار عن نحو 300 ألف مدني محاصرين في الأحياء الشرقية من حلب.

 

طفلة تختصر واقع حلب

الطفلة السورية بانا اختصرت واقع الموت في حلب بجملة تغريدات على موقع <تويتر> قالت خلالها: <صباح الخير من حلب.. نحن لا نزال أحياء.. قذيفة قذيفة قذيفة.. لا نعلم إن كنا سنموت الليلة، رجاء ثم رجاء صلوا من أجلنا، أعدكم سأبقى أغرد طوال الليل من حلب>. أصوات طائرات... صلوا من أجلنا. مرحبا، أيها العالم. هل تسمعون ذلك؟ سنعيش للأبد معاً مع السلامة. مضى على حصار حلب أكثر من أربع سنوات. يا إلهي ساعدنا لإنهاء هذه الحرب. رفيقتي ماتت وأخرى قُصف بيتها وثالثة أبوها وأخوها ماتا، الحرب سيئة لأنها تقتلنا وتموتنا وأخي الصغير يخاف منها، لا أعرف النوم ليلاً ومدرستي قصفت لم أعد أستطيع الذهاب لها لكي أتعلم. أمنيتي أن يُفَك الحصار عنا ويقف القصف ونظل نعيش بسلام فأنا أحب حلب كثيراً ولا أريد أن أخرج منها>.