تفاصيل الخبر

”حبوبتي كنداكة“ أيقونة الثورة السودانية من أجل الحرية!

18/04/2019
”حبوبتي كنداكة“ أيقونة الثورة السودانية من أجل الحرية!

”حبوبتي كنداكة“ أيقونة الثورة السودانية من أجل الحرية!

بقلم وليد عوض

تحولت آلاء صلاح الشابة السودانية في عمر الورود (22 سنة) التي ألهبت ضمائر الجماهير السودانية التي خرجت الى الشوارع مطالبة برحيل حكم الرئيس السوداني عمر البشير،الى أيقونة لهذه الثورة التي طالبت بالحرية وانهاء حكم العسكر، وساهمت في رحيل هذا النظام الى غير رجعة، حيث كانت الملهمة للشعب السوداني بعدما أطلقت من حنجرتها الذهبية الاناشيد الثورية، واخذ المعتصمون يرددون الهتافات وراءها، وهي تقفل كل مقطع بكلمة <ثورة>، في وقت انتشرت بكثافة عبر الإنترنت فيديوهات وصور لها بثوبها الأبيض وقرطها الذهبي، وهي تطلق الهتافات وسط المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم، لاسيما وان النساء شكلن حجر الأساس في الانتفاضة ضد حكم البشير التي انطلقت قبل أشهر. ولقبت آلاء بـ<حبوبتي كنداكة> او ما معناه <الملكة النوبية>، حيث كان يطلق على السيدات الملكات في مملكة مروي القديمة اسم <كنداكة>، و<حبوبتي> بمعنى جدتي. كما لقبت بـ<تمثال الحرية> السودانية وهي تقف على ظهر سيارة وتلهب حماس الجماهير هاتفة: <نحن سقينا النيل، بدمنا الفاير>، و<الدين يقول الزول، إن شاف غلط منكر، ما ينكتم يسكت.. وأنا بالسكوت ميت>، و<شعبي يريد>، <حاربونا باسم الدين.. قتلونا باسم الدين.. سجنونا باسم الدين.. الدين بري يمه.. الدين بري يمه>، ليردد المتظاهرون خلفها <ثورة> وتكرر جملة <حبوبتي كنداكة> عدة مرات، في إشارة إلى النساء السودانيات المشاركات في الاحتجاجات.

وآلاء هذه بنت الـ 22 ربيعاً نزلت الى الشارع وغنت للثورة دون خوف من حكم العسكر رغم انها طالبة في كلية الهندسة قسم المعمار في جامعة السودان العالمية، وهي مؤمنة بقوة بالدفاع عن بلدها وحقوق شعبها وتثق بنفسها الى الحد الاقصى، معتبرة ان الثورة السودانية هي ثورة جيل وشعب، غير عابئة بالاعتقال لأن ما يحركها هو حب الوطن.

ولأنها تحب وطنها تقصدت آلاء ارتداء الثوب السوداني التقليدي، واختارت اللون الابيض رمزاً لسلمية الاحتجاج ولأنه لون السلام والحرية وتقديراً منها للثقافة والتراث الوطني السوداني، فيما كانت أقراطها الذهبية على شكل قمرين، وهي مجوهرات الزفاف التقليدية السودانية ورمز الجمال الأنثوي في العديد من الكتابات العربية.

وهذه المرأة الجريئة بشكل غير مسبوق استعملت في هتافاتها وصفاً دقيقاً لما تشهده بلادها بكل شفافية ما جعلها تسترعي انتباه الجماهير ووسائل الاعلام العالمية، فيما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بما غنته ما شجّع مختلف فئات الشعب على النزول الى الشورع للمطالبة بتنحية البشير واعلان الحكم المدني بعد 30 عاماً من الظلم والفقر والحرمان ومصادرة الحريات.

 فكل التحية والتقدير والاحترام لأيقونة الثورة التي سيخلد التاريخ اسمها بأحرف من ذهب وستكون حتماً كالمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي كانت ايقونة الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي في الستينات وما زالت حتى اليوم اطال الله في عمرها ملهمة للمناضلات العربيات، خاصة وان جميلة الجزائر نزلت الى الشارع الجزائري منذ اكثر من شهر للمطالبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.