تفاصيل الخبر

هــبــــــة طـوجـــــــي... بـــيـن ”مـــــلــوك الـطـوائــــــف“ و”احــــدب نـــــوتـــردام“!  

17/06/2016
هــبــــــة طـوجـــــــي... بـــيـن ”مـــــلــوك الـطـوائــــــف“  و”احــــدب نـــــوتـــردام“!   

هــبــــــة طـوجـــــــي... بـــيـن ”مـــــلــوك الـطـوائــــــف“ و”احــــدب نـــــوتـــردام“!  

بقلم عبير انطون

DSC_0136

ما بين قصرين فنيين، الاول في الشرق والثاني في الغرب تعيش الفنانة هبة طوجي اليوم، في رائعتي <احدب نوتردام> و<ملوك الطوائف>. حلم العالمية الجميل، أصبح واقعاً بعد اختيارها لتكون <ازميرالدا> الجديدة، الغجرية الجميلة في رائعة الكاتب الفرنسي <فيكتور هوغو>. اما لبنانياً، فتطل هبة من بين أرز تنورين لتحيي في مهرجاناتها مسرحية <ملوك الطوائف> الرحبانية. ماذا عن الجديدين؟ وكيف وقع الاختيار الفرنسي على البطلة اللبنانية؟

بسعادة لا توصف عبرت الفنانة هبة طوجي عن مشاركتها في مسرحية <احدب نوتردام>، التي ستعرض في قصر المؤتمرات في باريس خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بدءاً من الثالث والعشرين منه.. والحكاية انه بعد ان رآها منتج المسرحية في برنامج <ذا فويس> الفرنسي وكان في مرحلة البحث عن بطلة لعمله، وقع الاختيار عليها، بتشجيع من اصدقاء له كانوا قد شاهدوها في اعمالها المسرحية السابقة واثنوا على ادائها وصوتها، فكان اجماع على النجمة من دون فتح الباب لأية منافسة لها.

<ازميرالدا>..

 باختيارها، ردت هبة على من تساءلوا حول جدوى اشتراكها في برنامج <ذا فويس> بنسخته الفرنسية، وهي نجمة غنائية واستعراضية معروفة في لبنان ومختلف الدول العربية. العرض الذي سميت اليه للعمل العالمي يبقى البرهان الاكبر على صحة الخطوة، وعلى بعد نظر اسامة الرحباني الذي يرعى النجمة ويدرس الخطى بدقة العارف والخبير بالفن وعالمه. في برنامج <ذا فويس> وصلت هبة العام الماضي الى مراحل متقدمة لفتت الانظار الغربية اليها ولو انها لم تقطف اللقب الذي توجها به اللبنانيون، لتخرج من المسابقة في المرحلة النصف النهائية. اليوم، أينعت الثمار وها هي النتيجة تظهر من خلال قطف دور <ازميرالدا> الذي رحبت به وسائل الاعلام الفرنسية المختلفة وعلى رأسها <لو فيغارو>، <باري ماتش>، <لو بوان>، <فواسي> و<تي أف 1>، وغيرها، والتي تحدثت عن <السحر> و<الدفع الجديد> اللذين ستضيفهما موهبة هبة طوجي الكبيرة للعمل، فكتبت: <الجميلة هبة طوجي تغري بصوتها الماسي وبتحكّمها المميز بقدرات صوتها <لوك بلاموندون> و<ريشار كوشيانتي> (مجلة <غالا> الفرنسية)، و<هبة طوجي مثيرة للإعجاب وكلنا بانتظارها في دور <ازميرلدا> الذي يناسبها تماماً> (مجلة <مادوموازيل>)، و<الشابة اللبنانية صاحبة الصوت الكبير بإحساسها الشرقي تبدو مناسبة جداً لأداء دور <ازميرلدا> بعد أن سحرت بأدائها القيّمين على العمل> (راديو <أم أف أم>)، وصولاً الى <ازميرلدا الجديدة تنقلنا إلى عالم الغجر الساحر وتحصد بأدائها عاصفة من التصفيق> (مجلة <لو بوان>).

<شكسبير الرواية>..

صورة 2 هبة طوجي بين بطرس حرب وجاك  صراف

<أحدب نوتردام> رواية الفها الكاتب الفرنسي الكبير <فيكتور هوغو>، وهو احد أبرز روّاد النهضة الفكرية والثقافية في أوروبا، وعرّاب الأدب الفرنسي وقد لقب بعد <احدب نوتردام> بـ<شكسبير الرواية>. العمل الذي ترجم مسرحياً يعتبر من أهمّ ما قدّمه المسرح الفرنسي العريق، ومن الأعمال الأسطورية الفرانكوفونية التي ترصد المجتمع الفرنسي في حقبة معينة.

 ففي أواخر العصور الوسطى في باريس يتم اختيار <كوازيمودو> ليكون زعيم المهرجين في احتفال سنوي يسمى <احتفال المهرجين> وهذا ما لم يرده سيده حيث أراده أن يقضي بقية عمره في الكنيسة وألا يظهر أمام الناس بسبب مظهره السيئ ولكي لا يرعب الناس. كانت الفتاة الغجرية <أزميرالدا> من الشخصيات المهمة في <احتفال المهرجين> واكتسبت إعجاب الناس برقصها وأغرت ملاحقيها ومنهم <فرولو>. يفشل <دوم فرولو> بجذبها إليه لذلك يحاول أن يمتلكها بالعنف والاغتصاب، وهو ابن عائلة غجرية اتت إلى <نوتردام> بهدف السرقة ولكن <فرولو> امسك بهم وهربوا وبقي <كوازيمودو> معه.

 و<ازميرالدا>، هي ابنة امرأة فرنسية من <ريمس>، واسمها الحقيقي <أجنيس>. بلغت السادسة عشرة وعملت راقصة. شعرها أسود، طويل، مجعد وبشرتها سمراء اللون، عيناها سوداوتان وكبيرتان ورموشها طويلة. كثيرون من الرجال أحبوها وخصوصاً <كوازيمودو> و<فرولو> اللذين يعتقدان أن الفتاة لا تحبهما أو ربما تكرههما. منذ طفولتها كانت فائقة الجمال. وفي احد الأيام أتت مجموعة من الغجر إلى المدينة فرقوا <أزميرالدا> واستبدلوها بـ<كوازيمودو> القبيح. كبرت الطفلة عندهم وتعلمت عاداتهم وتقاليدهم وطرقهم في المعيشة وسُميت <لا أزميرالدا>. اعتقدت أمها أن الغجر قد قتلوا طفلتها، صامت وصلت بقية حياتها كناسكة تحتفظ بواحد من زوج الحذاء الذي أضاعته <ازميرالدا> عندما اختُطفت، فيما حملت <ازميرالدا> الحذاء الثاني كميدالية صغيرة حول عنقها لاعتقادها أنها ستجد أمها يوماً ما. قبل إعدام <ازميرالدا> بقليل، اجتمعت الأم بابنتها من جديد.

حول العالم..

 ولد <احدب نوتردام> مسرحياً، والذي قدم ايضاً بنسخ سينمائية عدة، بالتعاون ما بين الكاتب <بلاموندون> والموسيقي الفرنسي - الايطالي <ريشار كوشيانتي> بدءاً من العام 1993، فكانت الملامح الاولى للعمل الاستعراضي الضخم والمثير الذي عرض منذ العام 1998. اليوم وبعد 15 عاما يعود من جديد بلون لبناني حظيت به هبة طوجي لموهبتها وجهدها، فهل تطيح فعلاً بـ<سيغارا> النجمة التي سبق وقدمت العمل بنجاح كما كتب؟ وهل تتفوق <La BELLE> (الاغنية الاشهر في صورة هبة طوجي - مهرجانات  تنورينالمسرحية) على نفسها كما ترغب دائماً؟

لمدة عام كامل ستعرض الرائعة الفرنسية التي سبق وجابت العالم، وكان لمهرجانات بيت الدين حصة منها، فقد زارها العمل المسرحي العام 2001 مع النجوم <ماريو بيلشا> و<ماري ايف جونفيي> و<شارل بي ديل> و<ناديا بيلج> و<جيروم كونلي> واستُقبل حينذاك استقبالاً رائعاً في عرض كان الأول في العالم العربي بعد ان شاهده الملايين في عواصم أوروبية، وكان استنسخ بالانكليزية وعرض في لندن أيضاً.

اليوم، ومن جديد ستجوب هبة بجبة <ازميرالدا> مختلف المدن الاوروبية بحيث ينتقل العمل الى مختلف المدن الفرنسية في نيسان/ أبريل من العام المقبل، على ان تقدم عروضه لاحقاً في بلدان عديدة منها بلجيكا وكندا والشرق الاقصى وغيرها، ومن المقرر كما علم ان يصل عدد العروض الى اكثر من 160 حفلة..

هبة السعيدة بالدور والتي تسافر الى فرنسا لتصوير الاعلانات الترويجية للعمل، ليست بعيدة كما يعرف الجميع عن الغناء الغربي، فهي تعد اسطوانة باللغة الفرنسية، وكانت قد طرحت اغنية <Comme un Symbole> التي عرفت الصدى الطيب في مختلف الاوساط..

<ملوك الطوائف>

وعلى الخط اللبناني، تستعد هبة لمهرجانات <ليالي ارز تنورين> في شهر آب/ أغسطس المقبل من خلال <ملوك الطوائف> حيث تلعب دور <اعتماد الرميكية> في مهرجانات اطلقتها السيدة مارلين عقيلة وزير الاتصالات النائب بطرس حرب العام الماضي وتشدد على عودتها لهذا العام  على الرغم من كل الظروف، مؤكدة ايمانها واعجابها بالمواطن اللبناني الذي رغم كل الظروف الضاغطة نراه متحدياً الصعاب وتواقاً الى التغيير والفرح والحياة. حرب السعيدة بعمل ثقافي وفني من نوع <ملوك الطوائف> مازحت وزير السياحة ميشال فرعون مطالبة بـ«بحبحة الميزانية>  لمهرجانات <ارز غابة تنورين> الغابة الاكبر في لبنان باعتبارها محمية وامانة سلمها الأجداد <ذخيرة> نعتز بها.

 حول <ملوك الطوائف> واختيار العمل تقول حرب: <لم نرغب ان نضيف الى المهرجانات مهرجاناً آخر طبق الأصل عن معظم النشاطات التي تحصل سنوياً في لبنان، قررنا ان نكون مختلفين، حاملين رسالة ثقافية ذات نوعية خاصة او لا نكون، ومن هذا المنطلق وقع خيارنا على الرحابنة اصحاب الفضل الكبير على لبنان والعرب لأنهم يمثلون تاريخاً ناصعاً ومجيداً من العطاء والفن. فالاخوان عاصي ومنصور ومعهما السيدة فيروز اطلقوا ظاهرة الفولكلور اللبناني الذي ما زال يدهش العالم صورة هبة طوجي مع مارلين حرب  واسامة وغدي الرحبانيحتى اليوم.

كذلك اشارت حرب الى ان <ملوك الطوائف> يبقى مطابقاً وصورة معبرة عما يجري اليوم، والعمل يتوافق مع محمية ارز تنورين وما يجري من احداث في لبنان والمنطقة، <ونحن سعيدون باستقبال جار تنورين ونجمها الفنان غسان صليبا، وبالفنانة هبة طوجي، مع اشراف ابناء المبدع منصور الرحباني الذي كتب العمل، مروان واسامة وغدي>.

 وقد تحدث غدي حول المسرحية التي وضعها منصور منذ 13 عاماً، وتعود من جديد وكأن رؤيته أتت لتثبت انه لم يتغير اي شيء منذ ذلك التاريخ القديم وحتى زماننا الحاضر بل إن الاوضاع تزداد سوءاً وفساداً وانحطاطاً، وذلك سواء في لبنان او العالم العربي كله.

 وعن التغيير الذي يشهده العمل في تنورين يقول:

 - ان <ملوك الطوائف> التي سبق وعرضت في لبنان وخارجه لن تعود بالنسخة القديمة المعروفة، فهناك رؤية اخراجية ومشهدية جديدة ومبتكرة وديكور جديد يلائم الاطار العام لغابة ارز تنورين ضمن اضاءة، وازياء تحاكي المرحلة التي نحن بصددها، وكوريغرافيا متقنة في خدمة الموضوع مع موسيقى اندلسية النكهة، شرقية السمات، رحبانية الهوى، جذورها في المشرقية وتطلعاتها نحو العالمية.

من ناحيتها، اعتبرت هبة المتحمسة للعمل ان <ملوك الطوائف> كُتبت لتعيش وتُجاري الأيام والوقائع التي نعيشها كالعديد من الأعمال التي عاشت حول العالم، كما أن الفئة الشبابية لم يتسنَ لها مشاهدة المسرحية.

والى المسرحيتين، أكدت النجمة اللبنانية أن هناك العديد من المهرجانات التي يتم الإتفاق عليها خارج لبنان، واعلنت عن مشاركتها في <ليال رحبانية> لأول مرة في الأردن مع السيمفونية الأوكرانية حيث تنتظر هذه الخطوة ايضاً بشغف كبير.