بقلم وردية بطرس
بدأت العمل التطوعي منذ ان كانت في السابعة عشرة من عمرها وهي طالبة في جامعة <البلمند> اذ أنشأت مجموعة من الصبايا والشبان نادياً للمساعدة الاجتماعية... هكذا بدأت مؤسسة ورئيسة حزب <10452> السياسي (شعار الرئيس الشهيد بشير الجميل) السيدة رولا المراد ابنة عكار مشوارها في العمل التطوعي والاجتماعي، والآن السياسي والحزبي، فهي خريجة جامعة <البلمند>، اختصاص ادب فرنسي، متزوجة ولها ثلاثة أولاد. فبعدما تزوجت وسافرت الى الولايات المتحدة حيث اقامت هناك مع اسرتها لمدة 11 سنة، عملت متطوعة في المجتمع الأميركي وكان لديها نشاطات تتعلق بالمرأة والطفل والمعوقين. فمنذ العام 1989 ولغاية اليوم تعمل ضمن حقوق المعوقين كما عملت على موضوع المواطنة وقوانين انتخابية. وعندما عادت الى لبنان، أسست جمعية <آفاق> الاجتماعية الخيرية التي تُعنى بالطفل والمرأة لأن هذين العنصرين بالنسبة إليها يمثلان مستقبل المجتمع وبنيانه. كما انها رئيسة مركز <Educare> وهو مركز يهتم بالأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة في عكار وطرابلس. كما انها نظمت العديد من النشاطات للمنظمات غير الحكومية والجمعيات، وشاركت في العديد من المؤتمرات حول مواضيع متعددة منها استراتيجية الدفاع الوطني، والقانون الجديد للانتخابات، وتمكين النساء اللبنانيات، وحق المرأة اللبنانية في التصويت والترشح، والمواطنة، والعلمانية، وأطفال الشوارع وغيرها. كما انها عضو في جمعية <نساء رائدات> التي تعمل على إدخال النساء اللبنانيات في السياسة.
ومنذ أربعة أشهر، أسست السيدة رولا المراد حزب <10452> السياسي الذي يُعتبر أول حزب نسائي في لبنان والعالم العربي تؤسسه وترأسه سيدة. اما سبب تسمية حزب <10452> فلأنه سيغطي مساحة كل لبنان، وهدف السيدة رولا هو العمل من اجل لبنان وكل ما يتعلق بالدولة والمواطن والحدود والأرض. فبالنسبة اليها اي تسمية كانت ستختارها لما كان سيعبر عن تفكيرها بلبنان اكثر من تسمية حزب <10452>... ويتميز الحزب عن غيره بدعم السيدات اللبنانيات للترشح للانتخابات النيابية والترشح لمنصب رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. وما يتميز به الحزب انه لا ينتمي لأي جهة سياسية او حزبية بل هو مستقل. ويضم سيدات من مختلف الاختصاصات، والهدف من التركيز على العنصر النسائي هو افساح المجال امام المرأة اللبنانية لكي تبرز قدراتها... وهناك رجال في الحزب، أما رئيسة الحزب فهي سيدة والهيئة العامة تتولاها سيدة، وكل قطاع في الحزب تتولاه سيدة ايضاً، وكل ذلك ليظهر الحزب ان المرأة قادرة ان تحقق الكثيراذا اُتيحت لها الفرصة.
ولأن رولا سيدة ناشطة لا تجلس وراء مكتبها وتشارك في المؤتمرات المحلية والدولية فحسب بل تشارك وتدعو للمشاركة في مظاهرة دعماً لقضية انسانية او لدعم المرأة او للتضامن مع قضايا وطنية وغيرها من الأمور لتكون قريبة من الناس لايصال اصواتهم.
<الأفكار> التقت السيدة رولا المراد لتسألها عن سبب اهتمامها بقضايا المرأة والوطن، وبدأنا أولاً بالسؤال:
ــ ما الذي حققته السيدة رولا المراد منذ تأسيس حزب <10452> السياسي (منذ اربعة اشهر)؟ وكيف تنجحين باستقطاب الناس الى المظاهرات التي تدعين اليها دعماً لقضية المرأة او قضية وطنية؟
- برأيي إذا اجتهد اي انسان سواء كان رجلاً أم امرأة وعزم على تحقيق اهدافه حتماً سيتمكن من ذلك مهما كانت هناك صعاب وتحديات. وأقول ذلك من خلال تجربتي سواء على صعيد المجتمع المدني او كرئيسة لحزب 10452 او كرئيسة جمعية <آفاق»اذ ارى ان المرأة اذا عملت بجد وثابرت، ستحصل على حقوقها ولكن اذا لم تقم بذلك، فلن تحصل على حقوقها. وبالتالي لست ممن يقول ان المرأة لا تتمتع بحقوقها وان هناك ما يحد من طاقتها وحقوقها لأنها اذا صممت واتكلت على نفسها ستحصل على حقوقها دون اي منة من احد.
وأضافت:
- أما بالنسبة لي، فإنني امرأة ناشطة منذ ان كنت في السابعة عشرة من عمري ولم اتوقف عن ذلك سواء في الشأن العام او الجمعية والآن الحزب. لقد عملت وثابرت على مدى سنوات طويلة لحين إنشاء هذا الحزب الذي يُعتبر اول حزب نسائي في العالم العربي. وقد دعيت للمشاركة في مؤتمرات عربية ودولية للتحدث عن المرأة وانخراطها في الشأن العام والعمل السياسي.
وتتابع:
- لقد دعيت كرئيسة لجمعية آفاق للمشاركة في مؤتمر في القاهرة لأتحدث عن المواطنة وحقوق الانسان. كما دُعيت كأول رئيسة ومؤسسة حزب في العالم العربي للمشاركة في مؤتمر في الرباط الذي نظمته <Euro Med Women Network> أو <شبكة اليورو ميد النسائي>، وطبعاً كان ذلك شرف لي ان ألبّي الدعوة لأتحدث عن تجربتي وجرأتي. وطُلب مني ان ألقي كلمة فأثرت فيهم كلماتي ورأيي وتفكيري وطلب مني ان انضم الى <شبكة اليورو ميد النسائي>. وبالفعل قدمت الطلب وتم قبول انضمامي اليها. ومنذ اسبوعين، اتصلوا بي للمشاركة في مؤتمر ثانٍ في الرباط الذي سيتناول موضوع المرأة والاعلام ولكنني اعتذرت لأسباب عائلية اذ انه سيعقد خلال فترة أعياد الميلاد واود ان أقضي عطلة العيد مع اولادي وعائلتي. ومن خلال المشاركة في هذه المؤتمرات، تعرفت الى برلمانات اوروبية وبرلمانات عربية.. وبالتالي، اعتبر المشاركة في هذه المؤتمرات الدولية مهمة لأنها تزيدني ثقة بالنفس والسير قدماً.
وعن دور الاعلام تقول:
- في لبنان عندما أسست الحزب كان الأمر جديداً على اللبنانيين اذ دُعيت من محطات تلفزيونية محلية واجنبية ايضاً للتحدث عن هذه التجربة، وكيف انني كامرأة اسست الحزب اذ لم يسبق ان قامت امرأة بتأسيس حزب في لبنان والعالم العربي ككل. ولهذا يعتبرون انها ظاهرة جديدة ان يجدوا امرأة ليست رئيسة حزب فحسب بل مؤسسة الحزب ايضاً. وبالتالي ابدى الاعلام اللبناني اهتمامه بعملي الحزبي، وايضاً تلقيت دعوة من سياسيين ليتعرفوا الى الحزب الذي اسسته وايضاً لدعم فكرة <الكوتا>. الى جانب ذلك، انشأنا صفحة على <الفايسبوك> نظراً لأهمية التواصل الاجتماعي في يومنا هذا اذ بإمكان الراغبين بالتعرف الى أنشطة وأهداف الحزب ان يطلعوا عليها، وماذا استطاع ان يحقق هذا الحزب الذي تأسس حديثاً اي منذ حوالى اربعة أشهر. وهناك اعجاب واهتمام بأهداف وأنشطة الحزب.
ــ ما هي القضايا التي تحركك وتدفعك للمشاركة في التظاهرات او احياناً انت تدعين للتظاهرات فتتم تلبية النداء والمشاركة في التحرك؟
- هناك أمور عديدة تدفعني للمشاركة او الدعوة للمشاركة في التظاهرات وخصوصاً القضايا الانسانية، وقضايا الوطن، وقضايا المرأة في المجتمع اللبناني. والتحرك الذي اقوم به مبني على اساس نشاطي كرئيسة لجمعية <آفاق> وكرئيسة لحزب <10452> اذ اعتبر ان الحزب والجمعية لا يتجزآن، اذ يجمعان بين العقل والاحساس، فأهمية الجمعية والحزب انهما يهتمان بالانسان والمرأة. فبالنهاية أنا امرأة لديها الوجه الانساني والعاطفي الذي يتبلور من خلال الجمعية والوجه العقلاني والوطني الذي يتبلور من خلال الحزب.
وعن التحرك لمناصرة أهالي العسكريين المخطوفين والتضامن معهم تقول:
- لقد قمنا بالتحرك لمناصرة قضايا المرأة والانسان والوطن، في المواضيع التي تمسنا مثل مسألة اهالي العسكريين المخطوفين. ففي اول أيام العيد، عندما نزل أهالي المخطوفين الى التظاهرة، كأم لم اقدر ان اقف بدون ان اتفاعل مع الأمر، فلا احد يشعر بالعيد، طالما لبنان محتل من كل النواحي السياسية والاقتصادية والمعيشية. فعندما دعيت الناس بواسطة التواصل الاجتماعي للمشاركة في التظاهرة دعماً لأهالي العسكريين المخطوفين، طلبت مني احدى المحطات الاذاعية ان أتحدث عن الموضوع عبر الأثير، وبالفعل وجهت الدعوة للجميع للمشاركة في هذه التظاهرة ولكن لبى النداء حوالى 200 شخص بين رجال ونساء فألقيت الكلمات، وكانت وقفة تضامنية وعبرنا كحزب <10452> عن رأينا، ومنذ ايام دعا اهالي المخطوفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي كل السياسيين والمجتمع المدني الى ان يتضامنوا معهم، وكان من المفترض ان تكون هناك مشاركة كبيرة الأسبوع الماضي ونحن كحزب لبينا الدعوة ولكننا صدمنا لرؤية حوالى سبعة أشخاص يشاركون في تلك التظاهرة، فتأثرت كثيراً بأحاديث الأهالي اذ أعربوا عن حزنهم وقلقهم على مصير ابنائهم المخطوفين (كان ذلك قبل اقدام جبهة النصرة على اعدام الجندي الشهيد علي البزال)، حتى ان البعض منهم كان قد تعرض لضربات مبرحة وهذا المشهد لم اقدر ان اتحمله اذ آلمني كثيراً كناشطة سياسية وحزبية تضامنت معهم واصدرنا بياناً.
المواطن رأس الهرم
وعن دعم قضايا المرأة تشرح السيدة رولا:
- طبعاً هناك امور تحركنا ولا نقدر ان نقف مكتوفي الأيدي بدون حراك، فمثلاً عندما توفيت السيدة رولا يعقوب ابنة حلبا نتيجة تعرضها للضرب من قبل زوجها، شاركنا في المسيرة التضامنية مع أهل الضحية دعماً لقضية المرأة التي تعاني في يومنا هذا من العنف الأسري وغيره من وسائل العنف في بلد ديموقراطي مثل لبنان، فمن المستغرب ان نجد ان نسبة حالات العنف بين العائلات تزداد أكثر فأكثر، فكم من النساء اللواتي قضين نتيجة العنف من قبل ازواجهن... فلا تمر فترة قصيرة حتى تُثار قضية من هذا النوع في مجتمعنا اللبناني. فالظلم تجاه المرأة لم يعد مقبولاً. بالنسبة الي، إن شعاري في الحياة هو <من سواك بنفسه ما ظلمك>، فهذا الشعار يلخّص الانسانية، إذا كل انسان لم يقم بأذية أحد، فلن يكون هناك ظلم وعنف.
وبالسؤال عن الواقع السياسي في لبنان تقول:
- برأيي ان للسياسة في لبنان مفهوماً خاصاً بها يختلف عن مفهوم السياسة في العالم او الذي ندرس عنه في الجامعة الى ما هنالك. برأيي ان السياسة يجب ان تحترم المواطن، ويجب ان يكون للسياسة خطة استراتيجية ورؤية لوطن وليس لشخص ما او حزب ما وفي الوقت نفسه على الأحزاب ان تعمل على خدمة المواطنين وان توفر متطلباتهم، ولكن في لبنان كل شيء مختلف وتحدث الأمور بشكل معاكس... أحياناً يقولون لي يجب ان تكوني أكثر ديبلوماسية والا تقولي الأشياء كما هي، ولكنني لا اقدر لأن العمل السياسي والحزبي الصحيح يجب ان يكون في خدمة المواطنين، وليس بالصدفة اخترت هذا الشعار لحزب <10452> (نعم لدولة المواطن). أما بالنسبة الي، فأعتبر ان رأس الهرم هو المواطن وليس السياسي ولولا المواطن ليس هناك وطن ولا سياسة...
واستطردت قائلة:
- أود ان أشير هنا الى ان وزارة الشؤون الاجتماعية والسفارة الايطالية تعملان ضمن مشروع لدعم المرأة، ولقد دعيت لإلقاء كلمة حيث تحدثت عن الأحزاب، ولماذا حضور المرأة في الأحزاب ضعيف، اذ للأسف لا مكان للكفاءة في المجتمع اللبناني فلو ان كل شخص وُضع في المكان المناسب وفقاً لكفاءته وخبرته، لكانت النساء اليوم اكثر حضوراً وفعالية في الشأن العام والأحزاب الى ما هنالك...
ــ هل برأيك ان المرأة اللبنانية تسعى وتبذل قصارى جهدها لدخول العمل السياسي والحزبي ام انها تقبل بالواقع المفروض عليها بأن لا مكان لها في العمل السياسي والحزبي؟
- بصراحة يؤسفني ان أقول ان معظم السيدات اللواتي يرغبن العمل في الشأن السياسي والحزبي هن بالحقيقة لا يعرفن الكثير عن العمل السياسي اذ لديهن خوف لقول الأشياء بصراحة، او حتى لو كن يعرفن الكثير يشعرن بالخوف من التعبير عن آرائهن السياسية ويحاولن تجنب مثل هكذا مواقف. وهذا أمر لا يجوز فمن يختار خوض المعترك السياسي يجب ان يكون لديه موقف سياسي محدد وان يتحمل المسؤولية كما يجب سواء إن كان هناك سلبيات ام ايجابيات، لأن ما يمر به لبنان صعب جداً فهناك أخطار عديدة تحدق به، فمن جهة هناك الارهاب ومن جهة اخرى هناك ضغوطات داخلية وخارجية. وبالتالي لا يمكن للمرأة ان تقول انها تريد ان تعمل في الحقل السياسي ولكنها تمتنع عن التحدث بأمور معينة. عندما أنشأت الحزب اعتقدت ان النساء سيتمتعن بالجرأة للانضمام الى حزب نسائي للدخول الى العمل السياسي ايضاً، علماً انها فرصة جيدة للنساء ان يعبرن عن آرائهن ومواقفن ضمن حزب نسائي يتيح لهن المجال في الوقت الذي نجد فيه بقية الأحزاب لا تفسح المجال امام النساء لمزاولة العمل الحزبي والسياسي من بابه الواسع.
ــ مؤخراً تم تأسيس اول نادٍ للمرأة في الجامعة اللبنانية!
- هذا صحيح ولقد دعيت لحفل اطلاق نادي المرأة في الجامعة اللبنانية اذ أرادوا تكريمي كرئيسة حزب نسائي، كما أرادوا ان أجري لقاء مع طلاب الجامعة اللبنانية. لقد أحببت الطريقة التي تعامل بها نادي المرأة معي، اذ من ضمن اهداف الحزب التواصل مع طلاب الجامعات ايضاً للتحدث عن دور المرأة في العمل السياسي والحزبي.
وأضافت:
- الوضع في لبنان يزداد سوءاً وهذا يسبب إحباطاً عند غالبية الناس ولهذا نسعى جاهدين لدعم المرأة اللبنانية، واحياناً يسألونني كيف اوفق بين اسرتي والجمعية والعمل التطوعي والحزب، فأجيبهم انني أعمل ليلاً ونهاراً اذ احياناً انام لساعتين او ثلاث ساعات اذ لا اقدر ان اتوقف عن العمل طالما هناك حاجة وخصوصاً ان وضع البلد متردٍ جداً على جميع الصعد، فأشعر بالأسى اذا لم أتحرك وأعمل سواء كناشطة او كحزبية.
ــ وهل ترشحت للانتخابات النيابية؟
- لم أكن أفكر بالترشح للانتخابات النيابية ولكن عندما رأيت ان عدد المرشحات للانتخابات النيابية قليل قررت ان اترشح علماً انه كنا قد دعمنا سيدتين في حزب <10452> للترشح. ولكن كما قلت ان عدد المرشحات كان قليلاً فأردت ان اترشح. ولكن للأسف كانت النتيجة ان النواب قاموا بتمديد ولايتهم النيابية، فبرأيي هذا التمديد هو التمديد للفساد والديكتاتورية وتمديد لكل الأخطاء التي تُرتكب بحق المواطنين والوطن، وهذا أمر معيب اذ لطالما تغنينا بلبنان بلد الديموقراطية ولكن ذلك لا يُترجم على الارض.
ــ وهل تخافين على لبنان؟
- لديّ خوف على البلد وعلى الأطفال، فعلينا ان نسأل أنفسنا: ماذا قدمنا لأولادنا لنعزز روح الوطنية لديهم. يجب ان نفكر بأطفالنا الذين يشعرون بالقلق وفكرة السفر الى الخارج وغيرها من الأمور الناتجة عن عدم الشعور بالأمان. كما أخاف على المرأة التي تتعرض للعنف في يومنا هذا أكثر من الماضي فبدل ان تتراجع نسبة حالات العنف نراها تزداد اكثر بسبب الأفكار السلبية. لذا نسعى في حزب <10452> الى ان ندعم المرأة قدر الامكان والى حثها ومساعدتها لتصل الى مراكز القرار وان تكون فاعلة في مجتمعها ووطنها على جميع الصعد.