تفاصيل الخبر

هالة كبارة ما بين الماضي والحاضر..

17/02/2017
هالة كبارة ما بين الماضي والحاضر..

هالة كبارة ما بين الماضي والحاضر..

 

بقلم عبير انطون

1

الى اي مدى لا تزال العادات والتقاليد راسخة في المجتمع الطرابلسي؟ ما الذي استمر منها وما الذي تغير وتحت اية ظروف وأسباب؟ هذا الاسئلة سبرت غورها الدكتورة في علم الاجتماع ابنة الفيحاء هالة كبارة في كتابها الجديد: <الثابت والمتحول في التقاليد والعادات الشعبية الطرابلسية> نتيجة دراسة سوسيولوجية ميدانية قامت بها. معها كان لقاء <الافكار> فسألناها أولا:

ــ لنبدأ بتعريف مقتضب عنك، وكيف انطلقت الفكرة للكتاب؟

- ولدت في طرابلس 1980 تخرجت من معهد العلوم الاجتماعية وحزت الدكتوراه، وأنا أستاذة في معهد العلوم الاجتماعية وفي جامعة الجنان - طرابلس. مضمون الكتاب هو في الأصل أطروحة اعددتها لنيل شهادة <الدكتوراه> وقد انطلقت فكرة الكتاب بعد تشجيع الأستاذ المشرف ولجنة المناقشة لطباعة هذه الاطروحة وجعلها في متناول الجميع في المكتبات اذ انها تعتبر مرجعاً عن طرابلس وتراثها وعاداتها وتقاليدها.

ــ ما كانت أبرز مصادر البحث والمعلومات حول المجتمع الطرابلسي التي استندت اليها، وبين اية اعوام امتدت؟

- اعتمدت العديد من المصادر والمراجع والأبحاث التي تناولت موضوع العادات والتقاليد فضلاً عن المقابلات الميدانية التي كان الهدف الأساسي من استخدامها هو جمع المعطيات والمعلومات المتعلقة بالعادات والتقاليد في المجتمع المحلي على مدى فترة زمنية محددة (بداية القرن العشرين) والتي من خلالها حاولت مقاربة الذاكرة الجماعية تحديدا مع كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 70 سنة وما فوق لانهم يختزنون في ذاكرتهم كنوز ثقافتنا الشعبية والمادية التي عايشوها في الماضي ولحظوا مراحل تغيرها وتبدلها والظروف والعوامل التي أدت الى هذا التغير، كما اعتمدت تقنية طرق النقاش المفتوحة المعمقة وهي من اهم الطرق لفهم التغيرات الحاصلة بين الأجيال من خلال الحوار والنقاش بين أعضاء المجموعة، فقد شكلت اربعة أنواع من المجموعات توزعت على 13 فرقة شارك فيها 70 عضواً بين الاناث والذكور موزعين بين جيل الآباء وجيل الأبناء، وعلى مدى 26 جلسة نقاشية امتدت على مدى اشهر وشملت احياء ومناطق طرابلسية عديدة، وفق إدارة منظمة للجلسات، اعتمدت فيها مرشد مقابلة يحتوي على ستة محاور من النقاش، تبدأ بمعرفة درجة مساهمة العائلة في نقل المعارف لابنائها وسلطتها عليهم، ثم دور وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وكيفية تمضية اوقات الفراغ ووسائل التسلية، وعادات وتقاليد الزواج والولادة والاحتفال بالاعياد وتحولاتها، ثم عادات الحزن والتعبير ودلالاتها وما تغير فيها، لتنتقل بعدها الى نقاش عادات اللباس وأشكاله وتطوره وكيفية اختياره، وصولا الى عادات الطعام وخصائصه ومصادر المعرفة المستحدثة في تعلم أصول الطبخ.

 ــ أوردت في مقدمة الكتاب <عرضاً بانورامياً لمختلف نظريات التغير الاجتماعي> كيف يمكن بايجاز عرض مختلف هذه النظريات للقارئ؟

- لا يوجد نظرية واحدة في التغير الاجتماعي بل توجد نظريات عديدة تهتم كل منها بمظاهر ونتائج معينة ومحددة للتغير. وتجدر الإشارة الى انه قد وجد على مر التاريخ منظوران متمايزان في اتجاه التغير الاجتماعي: الأول يرتبط بالصراع الاجتماعي كايمانه بنظرية التطور والربط بين التطور والتقدم، والثاني يرتبط بالصراع الاجتماعي القائم، وبالتصورات الذاتية المنبثقة عن مراحل الانتقال أو عن الكوارث والفيضانات والحروب المتواصلة. وينظر علماء الاجتماع اليوم الى التغير الاجتماعي على انه ظرف او شرط طبيعي للمجتمع وضرورة حياتية بها تستطيع البشرية التكيف مع واقعها.

 وتزيد كبارة:

- وبخصوص التغيرات الاجتماعية التي شهدها المجتمع اللبناني عامة، والمجتمع المحلي على وجه الخصوص، خلال العقدين الأخيرين، فهي تتصل بملامح البناء الاجتماعي اللبناني، وبالنظام القيمي السائد، كنتيجة للتغيرات الكبرى في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية العالمية، وما رافقها من تبدل وتغير في البنى الاجتماعية. وبالرغم من كون المجتمع المحلي مجتمعا محافظا بشكل عام، الا ان هذه التغيرات وخصوصا المتصلة بالعولمة، وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أدت الى احداث صدمات في أسس النسيج الاجتماعي المحلي. وتعمل وسائل الاتصال على زيادة التفاعل الثقافي على المستوى العالمي الا ان الدول التي تملك القدرات التكنولوجية سوف تملك القدرة على بث ونشر الرسائل الإعلامية الثقافية بكل ما فيها من قيم، وقد تحمل في بعض الأحيان غزوا ثقافيا قد يهدد الخصوصيات الثقافية لهذه المجتمعات.

رمضان..

 

ــ ما كانت اصول أبرز العادات الطرابلسية، عن اية حضارات اخذت ونعرف ان طرابلس عريقة بتاريخها والحضارات المختلفة التي مرت بها؟

- تعاقبت على طرابلس العديد من الحضارات والأمم والعهود من الفينيقيين حتى الانتداب الفرنسي، مروراً بالرومان، والبيزنطيين، والمماليك، والعثمانيين لذلك لا يمكننا الحديث عن مصدر واحد للعادات والتقاليد في طرابلس ولكن يمكننا القول ان معظم هذه العادات والتقاليد مستمدة من الشرع الإسلامي، فالتدين سمة بارزة من سمات طرابلس الفيحاء، فهي ما زالت على الرغم من التطورات التي دخلت على نمط الحياة فيها، تتصف بالمدينة المحافظة لحرصها على طابعها الايماني الاسلامي، وبنيتها العائلية، ومرافقها الحرفية التقليدية التي كانت، ولا يزال بعضها ناشطاً في أسواقها داخل المدينة القديمة التي لا تزال محافظة على بنيتها الأساسية بشكل عام. فمثلا في ذكرى المولد النبوي الشريف الذي كان وما زال له وقع مميز عند الطرابلسيين، تزين الأسواق وتوزع الحلوى والليموناضة في الشوارع والأحياء على المارة، وتجوب شوارع المدينة مواكب الطرق الصوفية، فضلاً عن المواكب والعراضات.

وتشرح كبارة قائلة:

- يترافق مع كل عيد وذكرى واحتفال أنواع معينة من الطعام والحلويات الطرابلسية والتي اشتهرت في المشرق العربي بطيبها ودسامتها وحسن صناعتها والتي يبرع فيها اهل المدينة، ولا تزال العائلة الطرابلسية تحرص على تحضيرها في هذه المناسبات بحيث أصبحت جزءاً من الممارسة المصاحبة للاحتفال بالمناسبة، فمثلاً في اول يوم من شهر رمضان وذكرى المولد النبوي الشريف كان يحضر الطعام الذي يحتوي على بياض مثل الكوسا بلبن والشيش برك والفتة، كما كانت تحضر أنواع الحلويات التي يدخل في صنعها البياض مثل المهلبية والرز بحليب والمفروكة مع القشطة...

ــ ما هي ابرز العادات التي تتميز بها مدينة طرابلس؟

 - أبرزها يرتبط بشهر رمضان المبارك، وهو شهر العبادات التي يحرص أهل المدينة على أدائها، بحيث يترك هذا الشهر اثراً واضحاً على حركتها وعلاقات اهلها ببعضهم البعض. وتبدأ الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر منذ شهر شعبان المعظم، فتنتشر الزينة في الأسواق والحارات والمساجد والزوايا. وكان أهل المدينة يستعدون لاثبات هلال غرة شهر رمضان بالتوجه نحو البحر أو التلال العالية ليتبينوا الهلال، وهو ما عرف اصطلاحاً باسم (إستبانة شهر رمضان) وليس سيبانة كما هو شائع.

وأضافت:

- وتحرص العائلة الطرابلسية على الاجتماع وتبادل الزيارات والافطارات المشتركة وتوثيق عرى صلات الرحم. وتنتشر بشكل واسع في هذا الشهر عادة <التساكب> أو <المساكبة> حيث يتبادل الأهل والجيران أطباق الطعام المختلفة. وتزداد الزيارات والسهرات الرمضانية والاكثار من عمل الخيرات واداء الزكاة. ومن أهم الليالي الرمضانية ليلة القدر التي كانت تقام باحتفال مهيب في الجامع المنصوري الكبير بحضور المفتي والوالي والعلماء وأبناء المدينة، وأصبحت في ما بعد تقام في مختلف مساجد المدينة.

واستطردت كبارة قائلة:

- وفي العشر الأواخر من رمضان تشهد أحياء المدينة نشاطاً ملحوظاً حيث تجول فرقة مشاعل وطبول تعرف بـ<الوداع> في الأحياء، إيذاناً بنهاية الشهر، حيث تجمع بعض المال لتوزيعه على المسحراتية. والجمعة الأخيرة من رمضان تتميز دائماً بنكهة خاصة، حيث يقام إثر صلاة الجمعة مباشرة تلاوة <ختم البخاري> في جامع طينال مع أناشيد وموشحات وأدعية وابتهالات تستمر حتى صلاة العصر، تبدأ بعدها الاستعدادات لاستقبال عيد الفطرالسعيد، حيث تقام صلاة العيد في الجامع المنصوري الكبير بحضور المفتي ورجال الدولة، لتبدأ بعدها زيارة الجبانة حيث تتلى لروح أموات العائلة قراءات من القرآن الكريم ويتم الدعاء لهم، ثم يزور الأبناء كبار العائلة ويتم تبادل الزيارات طيلة أيام العيد، وتنصب في بعض الساحات الألعاب والمراجيح ومختلف وسائل الترفيه والتسلية للأطفال لكي يعيشوا بهجة العيد. وهي بهجة تتكرر في عيد الأضحى غير ان توزيع لحوم الأضاحي على الفقراء، وانتظار عودة الحجاج بلهفة من الحجاز يضفيان على هذا العيد نكهة خاصة، وكان ولا يزال يسبق عودة الحجاج تزيين الأحياء وإعداد العدة اللازمة لاستقبالهم باحتفالات وابتهالات كانت تعيشها المدينة والحجاج على مدار أسابيع عدة.

 

3 أفراح وأتراح..

 ــ ما كانت أبرز التحولات وأسبابها، وهل اتى التغيير بهدوء ام بناء على حدث بارز؟

- ان المجتمع المحلي الطرابلسي شأنه شأن كل مجتمع آخر تعرض الى كثير من التغيرات على مختلف المستويات. فقد بقيت طرابلس وحتى بدايات القرن العشرين أو قبل ذلك بعقدين من الزمن، أسيرة أبوابها المغلقة على حياة رتيبة تجعل منها عالماً قائماً بذاته حيث كانت تعيش نمط حياتها التقليدية المعتمدة أساساً على الزراعة وعلى الحرف وعلى ما يكفل حاجة السكان من منتوجات خارجية يتولى استحضارها مزارعو المناطق والقرى المجاورة وأصحاب الحظوة من التجار من طرابلس وخارجها، الذين شكلوا بأكثريتهم فئة متميزة، بدأت ومنذ نهايات القرن التاسع عشر تتحول من القطاع الزراعي الصرف الى القطاع التجاري والقطاع الصناعي التحويلي لبعض المنتوجات الزراعية من الزيتون والتوت وزهر الليمون وغيرها.

وأضافت:

- هذا النمط من الحياة وقبل هبوب رياح التغير لم يستوجب وجود اكثر من موقع متراصف تحدد حول الجامع الكبير وعلى ضفتي نهر ابي علي بأشكال هندسية إسلامية محصنة تستجيب لتحديات الاغيار بالمقاومة ولمتغيرات العصر وعناصر التحديث فيه بالممانعة، فظهرت على هذا الشكل المخصوص بأسواقها وأسوارها وبمواقع القتال فيها وبحرفها ومخازنها ومساجدها وكتاتيبها، وبكل ما له علاقة بممارسة الحياة اليومية دون الشعور بالحاجة الى ما هو موجود في الخارج او الإحساس بأي نوع من أنواع النقص. ويدل على ذلك كله بناء المدينة المملوكي الذي يظهر كحصن يغلق ابوابه مع مغيب الشمس ليفتحها مع الصباح.

طرابلس والبحر

وتابعت الباحثة:

- بدأت المدينة تعيد صلتها بالبحر بعد شعورها بالأمان وانخراطها بالتنظيمات العثمانية الجديدة، وبعد تيقنها من التغيرات التي تحصل في العالم اثر الثورة الصناعية واثر العلاقات غير المتكافئة التي بدأت تنسجها الثورة الصناعية في الغرب، عن طريق تجارة الحرير أولا ومع بداية التأثر بالمنتوجات المصنعة الجاهزة التي كانت تفعل فعل السحر في عقول سكان المدينة وقلوبهم. وكانت تطلعاتهم الى وجوب التغير بما ينسجم مع انتمائهم الديني وهويتهم الاجتماعية المنبثقة من تراثهم الحضاري، حافزهم الأساسي للاقتداء بقمة الهرم السياسي والاجتماعي التي كان يمثلها الاتراك العثمانيون من حكام وولاة وموظفين اداريين وعسكريين، ولم تنحصر توجهات التحديث في اطار اشكال البنايات واتساع الشوارع وتراصف المحلات والمخازن ذات الاشكال المنمطة والمتشابهة، بل تعدت ذلك الى انكشاف البيوت امام بعضها البعض، او على جنباتها من خلال النوافذ والشرفات والأبواب، فخفت بذلك ضغوطات حرمات المنازل، وتوسعت أيضا مشاهد المدينة وصارت أكثر تعرضاً واستعداداً للانفتاح، واكثر تقبلاً لمقتضيات العصر الحديث، ولم يتأخر هذا التغير عن الوصول الى أصول التصرف واللياقات والاختلاط مرورا بأشكال العلاقات الاجتماعية وأنماط السلوك اليومي.

ــ ما أبرز العادات التي تغيرت في المجتمع الطرابلسي؟

 - من العادات والتصرفات التي تغيرت مثلا تقاليد الحزن ومسألة التضامن الاجتماعي بحيث أصبح الحزن مقتصراً على اهل الميت بعد أن كان يصيب الحي بكامله، فاليوم نجد احتفالات الاعراس في كثير من الأحيان ترافق المراسم الجنائزية، وربما يعود السبب في ذلك الى تغير مكان الاحتفال بالأعراس وانتقاله من ساحة الحي الى صالات أفراح.

وأضافت:

- ومن مظاهر التغير في هذا الخصوص، الاتجاه نحو التخفيف من شدة مظاهر الحداد، فاندثرت القيود الخاصة بالمظهر بينها بالنسبة للرجال مثلاً ترك اللحية، كما تقلصت القيود المتعلقة بالاستماع الى الموسيقى ومشاهدة التلفاز، ولعل هذا التقلص يشير الى الاتجاه نحو التخفيف من الاحزان وقيودها. ونستطيع ان نقول ان ما بقي ثابتاً في طرابلس هو التمسك بالتقاليد مثل تقليد الحزن ومراحل دفن الميت وتقليد العزاء، وتقليد الزواج ومراحله من الفاتحة والخطبة وكتب الكتاب وتحضير جهاز العروس وحفلة العرس، وتقليد الاحتفال بالأعياد، ولكن التغير كان على مستوى العادات والمظاهر والتصرفات المرافقة لهذه التقاليد. فالتغير الذي يطال الثقافة المادية في المجتمع لا يلقى مقاومة من أفراد هذا المجتمع مثل التقنيات والأدوات واللباس بعكس التغير الذي يطال الأفكار والمعتقدات والقيم، فهذا النوع من التغير يكون شديد البطء ولا يتقبله افراد المجتمع ويقاومونه.

ــ كيف يتعاطى الجيل الجديد مع العادات الموروثة؟

- بينت الدراسة التي قمت بها ان جيل الشباب هو الأكثر تجاوباً مع كل جديد يدخل المجتمع، اذ معروف عنه توقه الى الثورة والتغير. صحيح ان التغيرات والتحولات في نمط العيش والعادات وانماط السلوك قد انعكست على مختلف الشرائح العمرية في المجتمع المحلي، الا ان جيل الشباب وبحكم خصائصهم وتطلعاتهم هم الأكثر تأثراً بهذه التغيرات، وبصورة متسارعة، اذ ان ملامح الثقافة الغربية أصبحت واضحة الحضور في سلوكياتهم نتيجة لتقليدهم وتأثرهم بما يبث عبر وسائل الاعلام من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة وجود فجوة بينهم وبين جيل الآباء والأجداد الذين غالباً ما يتمسكون بالقيم المستقرة.

 ــ دعاك الدكتور مصطفى حلوة الى اتحافنا بـ<مؤلف آخر تتناولين فيه الثابت والمتحول الشعبي لدى المجتمع الطرابلسي المسيحي> هل من اختلاف جذري ما بين عادات وتقاليد المكونين الاسلامي والمسيحي في طرابلس ام ان هناك الكثير من الجوانب المشتركة بينهما؟

 - المسيحيون في المجتمع المحلي هم أقلية وبفعل هذا الامر اندمجوا في المجتمع المحلي ولم نلاحظ أي تغير يذكر على مستوى العادات والتقاليد الاجتماعية والشعبية، ما عدا بعض العادات التي تتعلق بالممارسات الدينية والتي لم تكن في صلب موضوع دراستي.

ــ أخيراً أي مؤلف جديد ننتظره منك؟

- انا بصدد التحضير لكتاب جديد تحت عنوان <الاسرة، الدين والثقافة في المجتمع>... انتظروه قريباً!