عيد الموسيقى يضيء في أسواق بيروت

منذ ثلاث سنوات، انضم الى لائحة مهرجاناتنا اللبنانية الكبيرة والمنتظرة مهرجان <أعياد بيروت> المدينة التي تفتح ذراعيها لكل محب للحياة. فقد تكون الاوضاع الامنية الهادئة نسبياً اليوم عاملاً مشجعاً على الحضور الكثيف، تتزامن معها عودة الخليجيين الى ربوعنا على الرغم من الفراغ في الرئاسة الأولى والمطالب الاقتصادية الملحة.

فما جديد المهرجان لهذا العام؟ وكيف تم اختيار الاسماء المشاركة وهي كبيرة وعالمية؟

< الافكار> سألت وعادت بالاجوبة.

 من الوسوف.. الى <غارو>

في آذار/ مارس الماضي، شدّد وزير السياحة ميشال فرعون على أنّ <الوضعين السياسي والأمني آخذان الى التحسّن في لبنان مع انطلاق الحكومة الجديدة>، معتبراً أنّ <المناخ السياسي السائد سينعكس على عودة الخليجيّين الى لبنان من جديد، خصوصاً أنّ المسؤولين الخليجيّين الذين يلتقيهم يعبّرون دوماً عن شوقهم للعودة الى لبنان>.

ورأى الوزير فرعون أنّ <المناطق اللبنانيّة التي تصنّف غير آمنة باتت معروفة ومحدودة ولا تشكّل أكثر من 15 في المئة من مساحة لبنان>، مشيراً الى <التوجه نحو تفعيل سياحة المناطق وتحقيق إنماء سياحي متوازن>.

من هذا المنطلق، تشارك وزارة السياحة في المهرجانات المختلفة وفي مهرجان <أعياد بيروت>. وأكدت المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك ان مهرجان <أعياد بيروت> يظهر وجه لبنان الحقيقي، لبنان الحياة والفرح الذي يتجسّد يومياً من خلال النشاطات الثقافية والسياحية، وكانت وزارة السياحة قد أطلقت مبادرة <love Lebanon  live> للهدف عينه. كذلك أكدت السردوك العمل بجهد على تشجيع كل المبادرات والمهرجانات التي تؤدي دوراً رئيسياً في تحريك العجلة السياحية والاقتصادية. من ناحيته، قدم نقيب الصحافة محمد البعلبكي تحية تقدير الى مبادرة <إحياء مدينة بيروت التي تليق بها الاعياد بشكل دائم ومستمر>.

وكان لـ<الأفكار> لقاء مع مديرة العلاقات العامة والتسويق في شركة <سوليدير> رنده الأرمنازي التي تحدثت للمجلة بالتفصيل عن مهرجان <أعياد بيروت> معتبرة اياه

قالت الارمنازي:تظاهرة فنية ثابتة تستقطب أشهر الفنانين العرب والأجانب وتتوجه الى جمهور واسع من مختلف المناطق اللبنانية يتشارك فيه أهل بيروت ولبنان بالاحتفالات حتى تستعيد بيروت من خلالها دورها الطليعي في المنطقة كعاصمة ثقافية بامتياز وبشكل خاص في وسط بيروت الذي له الحصة الأكبر حيث تتوافر فيه الامكانات التي تؤهله ليبقى رائداً في احتضان ثقافة الحياة والتنوع والابداع.

- جديد <أعياد بيروت> لهذا العام انه أكبر من حيث برنامجه وما بات مطلوباً منه من قبل جمهوره الذي يزداد عدده سنة بعد أخرى. كانت صعوبات العام الماضي هي أننا لم نتمكن من استيعاب العدد الكثيف من رواده، فارتأينا ان تمتد الساحة حتى أسواق بيروت على واجهة بيروت البحرية بعد ان كان موقعه في العام الماضي في وسط بيروت التجاري. هذه الساحة مجهزة لاستقبال كبرى الاحتفالات وأهمها، ويمكنها استقطاب مهرجانات كبيرة تصل الى حدود العشرين ألف شخص وشهد عليها سابقاً ما أقيم لكل من قداسة البابا الراحل <يوحنا بولس الثاني> في زيارته للبنان وللفنانة العالمية شاكيرا و<انريكي ايغليسياس> وغيرهم.

- بناء على ذلك لن يكون جمهورنا مقتصراً على ثلاثة او اربعة آلاف متفرج ولا حتى على عشرين ألفاً فقط كالعام المنصرم، اذ ان طموحنا لهذه السنة هو الوصول الى ثلاثين ألف متفرج وذلك في حفلات عالية الجودة

في التنظيم والتقنيات من ديكور وإضاءة وصوت.. ومن حيث الاسماء فإنها عالمية وتتوجه الى جميع شرائح الجمهور وأعماره، بدءاً من حفلة الافتتاح في التاسع والعشرين من تموز/ يوليو مع <عودة الملك> سلطان الطرب جورج وسوف الذي لم يطل على جمهوره منذ اربع سنوات، هذا الجمهور الشغوف بصوته وفنه الذي يتجاوز حدود لبنان الى سوريا والدول العربية في امسية مفعمة بأغانٍ وذكريات ويليه نجم الاغنية الشعبية فارس كرم في الحادي والثلاثين من تموز/ يوليو. فيما يطل <نجم الجيل وسفير الخير»> المغني والممثل المصري تامر حسني الذي يزور لبنان للمرة الاولى ومعجبوه كثيرون جداً في الثاني من آب/ أغسطس المقبل.وتكمل الارمنازي:

وتستكمل الارمنازي:

 - اما زياد الرحباني فله جمهوره الخاص به، والذي يتبعه اينما حلّ وهو يحيي حفلة موسيقية في وسط بيروت للعام الثاني على التوالي في السابع من آب/ أغسطس، تتخللها مفاجآت عديدة تحت عنوان <ARTISTAT>. ولا يمكن طبعاً سوى الاشارة الى السهرة التكريمية للعملاق الراحل وديع الصافي بصوت كل من الفنان الشاب جوزيف عطية، سارة الهاني وولديه انطوان وجورج الصافي في لفتة تكريمية له مع المايسترو ايلي العليا في الثاني عشر من آب/ أغسطس، تليها سهرة مع الفنانة المحبوبة اليسا والتي اعتاد المهرجان على حضورها منذ انطلاقته وذلك في الحادي والعشرين من آب/ أغسطس، الموعد الذي قد يتزامن مع طرح البومها الجديد. ويكون مسك الختام مع الفنان العالمي- الكندي <غارو> الذي شارك في المسرحية الموسيقية <نوتر دام دو باري> وهو أشهر من ان يعرف كما ان اللبنانيين باتوا ينتظرونه من خلال مشاركته كعضو في لجنة تحكيم البرنامج الاشهر <ذي فويس> بنسخته الفرنسية ولما طرحنا البطاقات منذ شهر تقريباً كان الاقبال لافتاً.

وتزيد الارمنازي:

- ومن 29 تموز/ يوليو الى السادس من ايلول/ سبتمبر، هناك <ان ار جي ميوزك تور> التي تستوعب 15 ألف شخص فضلاً عن <اوريانتال نايت> او <الليلة الشرقية>، وكل الاغاني التي نسمعها اليوم ولها عدد كبير من المستمعين، سيحضر أصحابها لغنائها امام الجمهور مباشرة. وما نقدمه لهذا الصيف ليس سوى حلقة من سلسلة احتفالات كبرى بدأناها منذ 30 نيسان/ أبريل مع يوم <الجاز> العالمي مع الاونيسكو وعيد الموسيقى للسنة الرابعة عشر على التوالي والذي يشكل منبراً لجميع الفنانين والمبدعين اللبنانيين حتى يتعرف إليهم الجمهور. وقد أضفت اليهم لهذا العام ولانه المهرجان الوحيد الذي يقام في العالم العربي فنانين ومواهب من هذه البلدان، فجعلناه أيضا منبراً لفنانين من الامارات والكويت والاردن ومصر.

ونسألها:

ــ على اي أساس يتم اختيار الاسماء للمشاركة؟

- نبدأ بالفنانين العالميين الذين يقومون بـ<تور> (جولة) وبمن لديهم جديد يقدمونه والاهم ان تتوافق مواعيدهم مع روزنامة الايام المحددة للمهرجان. لذلك مثلاً لم نتمكن من تنظيم حفلة <غارو> الا في السادس من أيلول/ سبتمبر. ويبقى للجمهور الرأي الاول والأخير ومن ناحيتنا اي جمهور نريد ان نستقطب. كذلك، نحن على تعاون تام مع المهرجانات الأخرى حتى لا تتضارب المواعيد ويكون للجمهور مروحة واسعة من الاختيارات.

ــ هل واجهتم صعوبات للاتصال بالفنانين من حيث الوضع الأمني؟

- أبداً، لاننا نبدأ اتصالاتنا باكراً، فور ان ننتهي من التنظيم للعام الذي نكون فيه قد برمجنا على مهل للسنة التالية وجميعهم رحبوا. ومن الممكن ان يكون هناك حفلة اضافية للفنان جورج وسوف. من الناحية الامنية، تعرفون ان الأمن في وسط بيروت مستتب تماماً، أكثر من اللزوم حتى، كما ان لنا الامن الخاص بالمهرجان فضلاً عن الكاميرات المنتشرة في كل بقعة. كذلك أذكر بأن لدينا مواقف سيارات قرب الموقع، وأسعار البطاقات بمتناول الجميع حتى يتمكن الجمهور من مشاهدة أكبر عدد ممكن من الحفلات.

يشار هنا الى ارتفاع اسعار بطاقات حفلات الوسوف والتي بررها أمين ابي ياغي مدير شركة <ستار سيستام> المشاركة في تنظيم المهرجان الى كل من <سوليدير> و<بروداكشن فاكتوري> و<2u2c> (ممثلها السيد جهاد المر)، بأن الامر متوقع لان الوسوف غائب عن جمهوره منذ فترة طويلة، الا انه، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن اعتبارها باهظة الثمن.

ومن ناحية الجمهور المتوقع حضوره، أكدت الارمنازي ان الاتكال هو على الجمهور اللبناني والاجنبي وبشكل خاص لبنانيي الخارج، المغتربين الذين ينتظرون مثل هذه المهرجانات، فضلاً عن ان التواريخ المحددة تتوافق مع الاحتفال بعيد الفطر السعيد، من هنا سيكون عيد بيروت عيدين.