تفاصيل الخبر

جــــــورج خـبــــــاز: انـتـظــرونـــــي قـــــــريـباً فــي عـمــــــل ضـخـــــم لأحــــد الـمـهـرجـانـــــــات اللـبـنـانـيـــــــــة!

27/01/2017
جــــــورج خـبــــــاز: انـتـظــرونـــــي قـــــــريـباً فــي عـمــــــل  ضـخـــــم لأحــــد الـمـهـرجـانـــــــات اللـبـنـانـيـــــــــة!

جــــــورج خـبــــــاز: انـتـظــرونـــــي قـــــــريـباً فــي عـمــــــل ضـخـــــم لأحــــد الـمـهـرجـانـــــــات اللـبـنـانـيـــــــــة!

 

بقلم عبير انطون

صورة-5-جورج-خباز---3

لا ينضب نبع الافكار عند خباز المسرح الذي يعجن مكوناته بفن من اختبر الخشبة والشاشة على مدى اعوام فعرف ما يجذب اليها وبأية وسائل. جورج خباز، في جديده، لا يطلب القمر، ولا يدعي تغيير واقع اكان في الفن او الحياة، انما يدعونا بسلاسة ابن البترون الى رحلة في بحر الاعماق، <بالكواليس>، فيرى كل منا في مشاهد مسرحياته مواضيع وشخصيات وموروثات وعبراً، قد تفرفشه على مدى ساعتين من الزمن وتأخذه بعيدا في الوقت عينه، ليسترجع بعد ذلك ما رآه فيؤكده او ينتفض عليه..  فمواضيع الانسان ومكنونات النفس البشرية لن تتغير، من هنا فان الخشية من التكرار لن تجد لها مكانا اذا ما تجددت الاساليب وطرق المقاربة، وهذا ما جعل نجم جورج خباز ساطعاً لناحية اجادته اكان في المسرح ام في السينما بعد التلفزيون حيث تعود افلامه باهم الجوائز كفيليمي <غدي> و«<وينن> عن المخطوفين اللبنانيين.

فما هي تفاصيل العمل المسرحي الجديد، وقد بات الموعد منتظرا في كل عام لجمهور وفيّ، يلاقي الناطق بلسانه على مدى ستة أشهر في مسرح <شاتو تريانون>.

مع جورج كان لقاء <الافكار>الذي بدأناه بالتهنئة على الجديد وسألناه أولاً:

ــ ماذا تشعر وانت في <الكواليس>، قبل بدء العرض، هل لا زال القلق موجوداً؟

- لا يفارقني القلق قبل كل عرض، وكأنه امتحان مصيري، ولما اعتلي الخشبة يتحول القلق طاقة امام الجمهور.

- اية كواليس سندخلها معك في مسرحيتك الرابعة عشرة؟

- تتناول المسرحية الجديدة موضوعاً عن ثنائي يتكون من نجمة غنائية مشهورة بالغناء الشعبي وزوجها الذي يحاول أن يسترد ما تبقى من رجوليته بعد ان اصبح <جوز الست>، وما يحتمله في هذا المجال وسط مجتمع ذكوري، فهو كاتب مواضيع ثقافية في صحيفة محلية، يترك عمله في المجال الثقافي ليتولى اعمال زوجته فيصبح ظلا لها متخليا عن احلامه وطموحاته. هذا الرجل لم يعد بيده حيلة فيقرر ان يقوم بثورة على وضعه. لا أتطرق في المسرحية الى وضع الفن والشهرة ونظرة المجتمع فقط، انما ادخل في قلب النفس البشرية بما فيها من حالات وتقلبات وتناقضات.

ــ هل تحاول ان تنقل وجع الطرف الآخر في الثنائي الذي، اذا كان احد جانبيه مشهورا فان الطرف الآخر يدفع الثمن؟

- الوجع موجود في كل البيوت ويواجه كل ثنائي، الا ان الكثيرين من المشاهير بشكل خاص يعانون من ازدواجية يعيشون فيها، وهو امر لا يحسدون عليه اذ عليهم ان يبقوا دائما بأفضل صورة امام الناس حتى لو كانوا يشعرون بحزن عميق او يمرون بظروف صعبة.

أغنية <أضواء الشهرة>

 

ــ لكارول سماحة اغنية بعنوان <أضواء الشهرة> تتناول فيها موضوع عدم اكتراث بعض المشاهير للشهرة فلا تعنيهم مهما برقت اضواؤها، فيبقون على حياتهم وعلاقاتهم العادية مع انفسهم ومع غيرهم.

- الاغنية بعيدة عن مضمون مسرحيتي وأنا اتناول الشهرة من زاوية اخرى مختلفة. انها بشكل ادق، كواليس النفس وصراعاتها، ادخلها من باب المجتمع المزيف المهتم بالقشور والمظاهر الزائفة. فالزوج هنا والذي كان يعمل في كتابة الصفحة الثقافية في احدى الجرائد، وينتقد من خلالها الفن الرديء وملوثات الفن السمعية والبصرية وغيرها، يجد نفسه مع صعود نجم زوجته وشهرتها في صراع بين ما يكتبه في النقد وحياة زوجته ومسيرتها الفنية، فيترك عمله لاجل طموح زوجته والمال بالطبع!

صورة-جورج-خباز-2---2ويزيد جورج المتأثر بـ<شارلي شابلين> ودريد لحام و<وودي آلن> وغيرهم:

- تطرح المسرحية ايضاً السؤال الآتي: الى اي مدى يستطيع الثنائي ان ينجح كل في مجاله وعمله من دون ان يذوب الاول بالثاني؟ وهذا ايضا واحد من أبعاد المسرحية التي تتضمن، الى المواقف الكوميدية الكثير من التأملات الوجودية. شخصيا اعتقد ان الامر ممكن، اذ يمكن النجاح ايضا في داخل البيت، مع العائلة بحيث يكون بالعادة الدور للأم والذي يوازي اهمية اي عمل كبير آخر.

ــ شخصياً، اذا ما تعرفت بفتاة لديها مهنتها التي تتطلب تضحية منك، لنقل انها مثلا سفيرة او قنصل في بلد آخر، ما يتطلب منها المكوث خارج البلد بعيداً عن العائلة، هل تضحي بعملك لاجلها؟

- ما من مشكلة لدي، ان كانت لديها مهنة ناجحة لكنني اؤكد ان اية سيدة يمكنها التوفيق بين العائلة والمهنة من دون ان تضطر الشريك الى التضحية، مع الاولوية للعائلة دائما برأيي.

 ويبتسم جورج مضيفا: ربما لهذا السبب لم اتزوج بعد!

ــ لا تزال في مسرحياتك تتناول المجتمع اللبناني وآفاته العديدة، بينها مثلاً في <بالكواليس> حب المظاهر الى غيرها من العادات السيئة. مع بلوغك المسرحية الرابعة عشرة على مدى أعوام، الم تلحظ تطوراً او تغييراً في نمط تفكير اللبنانيين، خاصة لدى الجيل الجديد؟

- للأسف، <كرمالنا لورا>. فمع سيطرة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا تروننا نسير للخلف اجتماعياً وانسانياً، وباتت الروابط البشرية اكثر ضعفاً، ولا يزال مجتمعنا ارضا خصبة لموروثات بالية في الكثير منها.

 

استعراض ضخم!

 

ــ في المسرحية ثماني أغنيات، هل ستكون كلماتها شعبية تتناسب ودور نجمتك في المسرحية، ام على العكس تحمل مستوى رفيعا لاظهار الفرق؟

- الاغنيات الثماني من كتابتي وألحاني ومن توزيع شارل شلالا، ترافقها لوحات راقصة مشغولة بشكل جميل. نجمتي المطربة الشعبية في المسرحية لن تؤدي سوى اغنيتين فيما تتولى الشخصيات الأخرى الاغنيات الباقية ومنها ثلاث يؤديها الزوج وهي خاصة بـ<كواليسه>. هذه الاغنيات، كما المضمون العام للعمل تتناول الصراع الذي اعيشه حتى في حياتي بعيدا عن المسرح، بين المثقف ونخبوية الفكر وبين ما هو شعبي وأسعى الى التوفيق ما بين الاثنين. في <بالكواليس> اتطرق الى هذا الصراع فتمثل الزوجة الجانب الشعبي الذي يرمز الى الجانب التجاري والمالي فيما يمثل الزوج الجانب الثقافي الذي لا يحمل الآفاق المادية العالية.

ــ ما الجديد في المسرحية من حيث التقنيات المستخدمة؟

- هناك العديد منها ابرزها وجود شاشة كبيرة على المسرح نقرأ عليها تعليقات المطربة والتي تعكس اجواء بيتها فنرى أنها تظهر هذا الداخل بالجو الحميم والمثالي فيما الواقع مغاير تماما، ويظهر التناقض جلياً بين ما تظهره وما تعيشه، وسط ديكور رائع لطوني كرم.

ــ في العمل غناء ورقص. هل بهذا تشفي غليلك ونعرف ان حلمك الكبير هو مسرحية استعراضية ضخمة؟

- ها هي آتية، وان احضرها لأحد المهرجانات اللبنانية الكبرى لكن لا يمكنني الافصاح عن اي تفصيل حولها، واكتفي بالقول بانها من نوع <الميوزيكال> الضخم حتى تكون مفاجأة الصيف والمهرجان. بالنسبة الى الغناء والرقص فهذه ثابتة في كل مسرحياتي التي سبق وقدمتها وتعرفون انني درست العزف واهوى الموسيقى والغناء.

ــ هذه بدأتها منذ الصغر..

 - صحيح، إذ انني ربيت في جو فني وموسيقي وكان والداي يجلساني على البيانو مع اساتذة مختصين ولطالما كانا يجعلانني اشاهد أعمالاً للأخوين رحباني ولـ<تشارلي تشابلن>، وكان جدي يحب الزجل كثيراً فحفظت من الزجل لخليل روكز وموسى زغيب الكثير من دون فهم معنى ما أردّده ببغائياً!

ــ من هم ابطال <كواليس> وهل من وجوه جديدة؟

- يشارك في العمل كل من لورا خباز، جوزف أصاف، غسان عطية، مي سحاب، عمر ميقاتي، بطرس فرح، وسيم التوم، جوزيف سلامة والوجه الجديد ستيفاني عطا الله.

 

ضوابط!

صورة-جورج-خباز1-بالكواليس---1

ــ تحدثت عن الصفحة الثقافية التي تركها الزوج لأجل زوجته، وهذه الصفحات والملاحق تقفل فعلا وصولا الى غياب صحف كاملة كجريدة <السفير> مؤخراً. هل تخشى ان يتراجع بشكل اكبر صوت المثقفين والنقد لاعمالهم مع اقفال هذه الملحقات والصفحات؟

- للأسف! انا لا اخشى فقط على المثقف انما على موقعه وسط الفلتان في ابداء الرأي، اذ اصبح لأي فرد امكانية الكلام على هواه من دون ضوابط او حدود وينال عدداً من الـ<لايك> فيظن نفسه <الناقد العظيم> المؤهل بالحديث والانتقاد وان <صوته واصل>، في حين ان عملية النقد تتطلب سنوات من الدراسة والدراية والخبرة ليتأهل صاحبها للنقد من خلال منبر تواصلي صحافي. اليوم تعم الفوضى في مجال ابداء الرأي السليم والموضوعي الذي يمكن الاخذ به.

ــ تحدثت عن مواقع التواصل وآثارها السلبية في الكثير من الاحيان. كيف تتعامل معها، وهل انت مع قانون يضبطها، وهي تصل احياناً الى حدود التجريح الشخصي؟

- أنا مع حرية ابداء الرأي والتعبير لكن مع وضع ضوابط اخلاقية تحكم عملية ابداء الرأي هذه، وأدعو الى وضع قانون يضبط اخلاقيا الاهانات والشتائم والنعرات والايحاءات الجنسية وغيرها.

ــ شاركت العام الماضي في عضوية لجنة تحكيم الافلام الروائية في <مهرجان القاهرة السينمائي الدولي> وكانت برئاسة النجمة الهام شاهين. ما رأي المصريين بالسينما اللبنانية وهل يتابعونها؟

- تفاجأت بانهم في مصر يعرفوننا كفنانين لبنانيين والكثير منهم يتابعوننا ويثنون على عملنا، وقد بدأ الفن اللبناني يدخل الى مصر اكثر واكثر، وهذا الأمر لا يمكن الاستخفاف به في <هوليوود الشرق> حيث السينما صناعة كبيرة وقديمة ويتذوق جمهورها الانتاج السينمائي.

ــ ماذا عن السينما اللبنانية، كيف ترى مسيرتها حالياً؟

- يكفي ان العجلة الانتاجية تدور، والافلام بمعظمها جيــــدة وتعــــــود مــن مهرجـــــانات عالميــــــة واقليميــــــــة بجوائز مهمة.

ــ هي تعود بالجوائز الا ان الجمهور اللبناني وحتى العديد من الصحافيين لا يتقبلونها. مؤخراً يعرض في الصالات فيلم <ورقة بيضا> اللبناني من تمثيل دارين حمزة وغبريال يمين، وقد خرج من يشتم ويعترض بعدم تمثيله للبنانيين والمجتمع اللبناني.

- لم تتسن لي مشاهدته، وبعدما اشاهده سيكون لي تعليق عليه معكم.

ــ وجديدك في الفن السابع؟

- احضّر لفيلم مع امين درة وغبريال يارد اللذين سبق وتعاونت معهما في فيلم <غدي> كما وشاركت في كتابة فيلم نادين لبكي الجديد الذي يجري تصويره حالياً.