تفاصيل الخبر

جولين الشختورة: حصلت على المرتبة الأولى بين أكثر من 400 بحث عن «الديناميت البكتيرية في مياه الشفة »!

30/04/2015
جولين الشختورة: حصلت على المرتبة الأولى بين أكثر من 400 بحث عن «الديناميت البكتيرية في مياه الشفة »!

جولين الشختورة: حصلت على المرتبة الأولى بين أكثر من 400 بحث عن «الديناميت البكتيرية في مياه الشفة »!

 2فخر جديد للبنان يصنعه الشباب المبدع الذي للأسف لا يقدر ان يحقق أهدافه وطموحاته في وطنه الا في الخارج حيث الامكانيات متوافرة... فها هي الشابة اللبنانية جولين الشختورة تفوز بجائزة أفضل ورقة بحثية في المؤتمر السنوي لتكنولوجيا جودة المياه الذي نظمته الجمعية الأميركية لأعمال المياه  AWWA في مدينة <نيو أورلينز> في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يعتبر أهم مؤتمر للمختصين العاملين في مجال جودة المياه في جميع أنحاء العالم. والجمعية الأميركية لأعمال المياه هي منظمة محترفة دولية غير ربحية مكرسة لتحسين تزويد الماء ونوعيته. ولقد تأسست الجمعية في العام 1881، وهي اكبر منظمة من اختصاصي المياه في العالم الذين يمثلون اكثر من مئة بلد. وأعضاء الجمعية يمثلون السلسلة الكاملة للعاملين في مجال المياه من مشغلي معمل المعالجة، المديرين، العلماء، البيئيين، المصنّعين، الأكاديميين، المنظمين، وغيرهم من المهتمين في مجال تزويد المياه والصحة العامة. وتنجز مهمتها من خلال المناصرة، الاتصالات، المؤتمرات، التعليم والتدريب، العلوم والتكنولوجيا، والعمل على الصعيد المحلي بين 43 قسماً في جميع أنحاء اميركا الشمالية.

وطبعاً، في لبنان هناك فوضى في استخدام الماء، إذ على الرغم من تعدد مصادر المياه في لبنان، يظهر الواقع العملي وجود أزمة متعددة الجوانب، حيث يغلب الشح والتقنين طوال السنة، بالإضافة الى الهدر والتلوث والسرقات الداخلية. فقد ازدادت الحاجات المائية في لبنان خصوصاً مياه الشرب ومياه الاستعمال المنزلي بنتيجة التطور الاجتماعي الناجم عن تضاعف عدد السكان، وتبدل العادات والتقاليد الاجتماعية وتوافر الوسائل التي تسهل استهلاك المياه وتزيد من كمية المياه المستهلكة. وقد اتفق جميع الخبراء في المياه على ان لبنان ينعم بموارد مائية متنوعة ومتجددة قادرة عند حسن ادارتها على تلبية احتياجاته الأساسية، الا ان عدم وجود سياسة مائية واضحة والتأخر في تزويد المناطق اللبنانية كافة بمشاريع مائية شاملة للشفة والري وضعف الدور المؤسساتي للإدارات العامة التي تهتم مباشرة بشؤون تطوير وتوزيع المياه وصيانة المنشآت العائدة لها، كل هذه العوامل أدت الى نقص في توفير المياه في العديد من المناطق اللبنانية، فازداد الاستخدام غير المراقب للمياه الجوفية من دون مراعاة للتوازن بين تغذية هذه الطبقات الجوفية وكمية المياه المستخرجة منها، اذا ما أضفنا اليها تدني نوعية المياه الجوفية وتلوثها الناجم عن تسرب المياه المبتذلة اليها. بالإضافة الى استخدام المياه للشفة والاستعمال المنزلي والصناعي، فإن الزراعة هي المستهلك العشوائي الأكبر للمياه، حيث تعتمد بصورة  كبيرة على المياه الجوفية بصورة غير منظمة بالإضافة الى المياه السطحية، وهي المسبب لتلوث المياه الجوفية نتيجة الافراط باستخدام المواد الكيميائية من مبيدات ومخصبات، وما ينتج عنها من أخطار على الصحة العامة. فبالنسبة لمشكلة تلوث المياه في لبنان، لقد تعرضت مصادر المياه لكل أنواع التلوث بسبب غياب شبكات الصرف الصحي عن مناطق وجودها، في حال وجودها، انعدام أعمال صيانتها ومراقبتها بالإضافة الى عدم ربطها بمراكز لمعالجة مياه الصرف الصحي المبتذلة قبل رميها بالقرب من السواحل ومجاري الأنهار والآبار. ومن أسباب التلوث أيضاً المكبات العشوائية واستخدام الأسمدة والمبيدات ورمي الزيوت والمحروقات في الأنهار والبحر. وكذلك اذا كانت شبكة توزيع المياه مهيئة نظرياً لإعطاء 200 ليتر من الماء لكل مواطن يومياً، الا ان مشاكل الشبكة ومحطات التكرير والضخ تجعل المواطن يحصل على معدل أقل من مئة ليتر. وتتفاوت هذه الكمية بين صفر ومئة وخمسين ليتراً بحسب المناطق. يُضاف الى هذه الصعوبات ان 70 في المئة من مصادر المياه والشبكات في لبنان معرضة للتلوث الجرثومي، وتزيد نسبة التلوث هذه بمعدل 10 في المئة من موسم الجفاف. وتعود أسباب هذا التلوث الى عدم توافر حماية لمصادر المياه الطبيعية، تعرض الينابيع والمصادر السطحية لمياه الزراعة والمياه المبتذلة والنفايات الصلبة، الطرق غير السليمة للتخلص من المياه المبتذلة والنفايات الصلبة، تعرض شبكات المياه لتسرب من المياه المبتذلة اليها وصيانة غير كافية لشبكة توزيع المياه.

وتستوجب حماية المصادر المائية جمع ومعالجة وتعقيم كامل ما ينتج عن الصناعة والزراعة والاستعمال المنزلي من مياه مبتذلة وتصريفها في البحر بعد ذلك. وفي بعض الأحيان، يمكن تغذية الطبقات الجوفية اصطناعياً بالمياه المبتذلة التي يُعاد استعمالها بعد معالجتها علماً ان موارد الدولة اللبنانية المالية بما فيها البروتوكولات الأجنبية المخصصة لمياه الصرف الصحي لا تكفي حالياً لتنفيذ هكذا برنامح.

جولين والدراسة عن الديناميت البكتيرية في مياه الشفة

وها هي الشابة جولين الشختورة تحقق انجازاً متعلقاً بمياه الشفة اذ نالت دراستها عن <الديناميت البكتيرية في مياه الشفة> المرتبة الأولى بين أكثر من 400 بحث قدمها خريجون من كل أنحاء العالم، علماً ان التقييم يستند بنسبة 50 في المئة الى جودة البحث العلمي وبنسبة مماثلة على اسلوب العرض الشفوي. وجولين هي خريجة الجامعة الأميركية في بيروت واليوم تتابع دراستها في جامعة Delft للتكنولوجيا في هولندا، وأيضاً في جامعة الملك عبداللــــــه للعلــــــوم والتقنيـــــة في السعودية. وهي تزور لبـــــنان بين الحين والآخـــــر. فمـاذا عن دراستها وتخصصها؟ وكيف حضـــــرت هــــــــذه الدراســــــــة وفـــــــازت بالجـــــائزة؟ وماذا تقول عن لبنان؟

ونسألها أولاً:

ــ أين تلقيت تعليمك الثانوي والجامعي؟

- لقد تلقيت تعليمي الثانوي في مدرسة <برمانا هاي سكول> اذ تخرجت منها مع مرتبة الشرف، وحصلت على شهادة البكالوريوس والماجستير من الجامعة الأميركية في بيروت، وكنت من بين خمسة طلاب حصلوا على منح الانجاز الأكاديمي المميز من الجامعة. وفي العام 2011، تم اختياري من بين 17 طالباً من جميع أنحاء العالم اختارهم معهد البيولوجيا الفضائية التابع لوكالة الفضاء الأميركية (الناسا) للالتحاق  بمدرسة صيفية للبيولوجيا الفضائية تناولت موضوع استكشاف المريخ على نفقة الوكالة.

وتتابع جولين الشختورة:

- أتنقل حالياً بين جامعة Delft للتكنولوجيا في هولندا (وهي أكبر وأقدم جامعة متخصصة في التكنولوجيا في هولندا وتضم ثماني كليات وعدداً من معاهد البحوث) وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية (ستكون جامعة الملك عبدالله جامعة أبحاث للدراسات العليا ذات شهرة عالمية وتقدم مساهمات ملموسة في التقدم العلمي والتقني. وبحلول العام 2020 ستتميز الجامعة بتنفيذ أحدث البحوث الأساسية والبحوث الموجهة نحو تحقيق أهداف محددة في مجال العلوم والتقنية تضاهي البحوث التي تجريها أفضل 10 جامعات للعلوم والتقنية في العالم) سعياً للحصول على شهادة الدكتوراه المزدوجة في التكنولوجيا البيولوجية والهندسة البيئية.

ــ وماذا عن الدراسة التي قمت بها ونلت جائزة عليها؟

- لقد اجريت دراسة عن <الديناميت البكتيرية في مياه الشفة> وحصلت على المرتبة الأولى من بين أكثر من 400 بحث قدمها خريجون من كل أنحاء العالم، علماً ان التقييم يستند بنسبة 50 في المئة على جودة البحث العلمي، وبنسبة مماثلة على اسلوب العرض الشفوي. وتتناول الدراسة التغيرات في البيئة الميكروبية خلال معالجة المياه وتوزيعها باستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي المتقدمة، وترتكز تحديداً على المياه المعالجة بواسطة الترشيح البيولوجي والموزعة من دون المطهرات، علماً ان أسلوب <التجويع الميكروبي> هذا يطبق راهناً في العديد من البلدان الأوروبية.

جائزة الاستدامة والابتكار

1

وتضيف قائلة:

- في العام الماضي، حصلت على جائزة الاستدامة والابتكار من شركة <داو> للكيماويات (وهي شركة أميركية متعددة الجنسيات مقرها ميدلاند، ميشيغان في الولايات المتحدة الأميركية، وتعد ثالث أكبر شركة للكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية) عن البحث الذي تناول تكنولوجيا بطارية بيولوجية Microbial Fuel Cell استخدمتها لمعالجة فضلات الطعام وتوليد الكهرباء منها، انطلاقاً من ان نحو 60 في المئة من النفايات في لبنان هي نفايات عضوية. ولقد نشرت هذا البحث في المجلة العلمية Biomass and Bioenergy وقدمت محاضرات عدة عن الموضوع في مؤتمرات دولية مرموقة.

لبنان والأبحاث

ــ وماذا تقولين عن لبنان بما يتعلق بالأبحاث؟

- يجب ان يشارك لبنان بفاعلية في البحوث والسياسات التي تعزز التنمية المستدامة، إذ لديه المهارات والكفاءات اللازمة لدفع عجلة البحث والتطوير، بدلاً من التلهي بالمماحكات السياسية التي تعرقل النمو العلمي والاقتصادي والاجتماعي. ان بعض المشاكل الأكثر إلحاحاً في لبنان المتعلقة بالمياه او الطاقة او الأمن الغذائي او الرعاية الصحية قد تعالج من خلال تعاون واضعي السياسات وأصحاب القرار مع العلماء والمهندسين اللبنانيين.