فاز المرشّح الديموقراطي "جو بايدن" بالرئاسة الأميركية بعد جولة الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي وعلى أثر ضمان أصوات ولاية بنسلفانيا، وبالتالي بعد حصوله على 284 من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عدده 538 عن 50 ولاية، رغم ان الفوز يلزمه 270 صوتاً فقط ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية، فيما حصل منافسه عن الحزب الجمهوري الرئيس الحالي "دونالد ترامب" على 214 صوتاً.
وقد تعهد "بايدن" في خطاب النصر الذي ألقاه في مسقط رأسه ويلمنغتون في ولاية ديلاوير بعد اعلان فوزه، بأن يكون رئيساً لجميع الأميركيين، وأن يعمل على لملمة الجراح والحفاظ على وحدة البلاد التي تعاني استقطاباً شديداً، على رغم عدم اعتراف الرئيس الأميركي "دونالد ترمب" بالهزيمة، وقال ان شعب هذه الأمة منحنا نصراً واضحاً ومقنعاً، متعهداً بأن يكون "رئيساً يسعى إلى الوحدة لا التقسيم، متوجهاً إلى أنصار الرئيس الخاسر "دونالد ترامب"، بالقول إنه يفهم خيبة أملهم، ولكن دعونا نعطي بعضنا البعض فرصة، فقد حان الوقت لتنحية الخطاب القاسي جانباً، ونهدئ الغضب، ونرى بعضنا مرة أخرى، ولنصغي إلى بعضنا مجدداً ، وحان الوقت لمداواة أميركا.
[caption id="attachment_82800" align="alignleft" width="444"] خيبة الهزيمة بادية على وجه "ترامب".[/caption]وأضاف "بايدن" الذي حصل على أكثر من 74 مليون صوت، وفق النتائج الأولية: يشرفني الثقة التي وضعتوها فيّ، ولا نريد أن نُقسّم، ولكن نريد أن نوحد، ولا نرى ولايات فائزة وأخرى خاسرة، فكلها الولايات المتحدة، مؤكداً أنه بمساعدة نائبته المنتخبة "كامالا هاريس" التي تعد أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تصل إلى هذا المنصب، سيصنعون التاريخ، وسيعملون على علاج جراح أميركا، مشدداً على أنه سيعمل على توحيد الولايات المتحدة، وتحقيق العدالة العرقية، مشيراً إلى أنه لن يتعامل مع خصومه باعتبارهم أعداء، مضيفاً: "حان الوقت للابتعاد عن اللغة العدائية".
[caption id="attachment_82802" align="alignleft" width="445"] الرئيس السابق "بيل كلينتون" وزوجته "هيلاري" خلال الادلاء بصوتيهما[/caption]وشدد "بايدن" على ضرورة القضاء على فيروس "كورونا"، الذي أودى بحياة أكثر من 230 ألف أميركي، لافتاً إلى أنه سيشكل خليّة أزمة خاصّة بالفيروس تضمّ علماء وخبراء، لمواجهة التحدّي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأول لولايته، وقال: سأشكّل الاثنين، خليّة تضمّ علماء وخبراء من أجل العمل على خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من 20 كانون الثاني (يناير) 2021، مشدداً على أن إحياء الاقتصاد لن يتم من دون السيطرة على الفيروس، لافتاً إلى أن معالجة التغير المناخي والعنصرية الممنهجة، يمثلان جزءاً من التفويض الذي منحه إياه الشعب.
واستبقت نائبة الرئيس المنتخبة "كامالا هاريس"، كلمة "بايدن" بشكر جميع الأميركيين على هذا النصر، مؤكدة أن "بايدن" سيعمل على علاج جراح أميركا، مشيرة إلى أنه أزال أكبر عائق في تاريخ بلادنا، وقالت: أنا أول امرأة نائبة لرئيس أميركي، ولكن لن أكون الأخيرة.
واكدت "هاريس" أن الأميركيين جاءوا بيوم جديد في تاريخ بلادهم، بعدما كانت روح أميركا على المحك، وقالت: نشكر الذين حرصوا على قيمة كل صوت، وحافظوا على ديموقراطيتنا، لافتة إلى أنهم وجهوا رسالة واضحة، واختاروا الأمل والوحدة والحقيقة
[caption id="attachment_82804" align="alignleft" width="444"] احد اقلام الاقتراع[/caption]والعلم والحرية، باختياركم "جو بايدن".
وتابعت: شهدنا شجاعة الأميركيين وصمودهم وسعيهم إلى الديموقراطية والمستقبل الأفضل. فديموقراطيتنا كانت الرهان في هذه الانتخابات، والأميركيون أعلنوا عن حقبة جديدة لبلادنا ، متعهدة بأن تكون وفيّة ونزيهة في العمل مع "بايدن" لإنقاذ حياة الناس، والتغلب على جائحة "كورونا"، مؤكدة أن الطريق ليس سهلاً إلّا أنهم جاهزون للعمل.
واختتمت خطابها بالقول: الآن تبدأ مرحلة العمل الشاق لإنقاذ الأرواح وهزيمة الجائحة وبناء الاقتصاد والقضاء على انعدام العدالة الاجتماعية، والقضاء على العنصرية، واستنهاض روح بلادنا.
"ترامب" يشكك ويرفض النتائج
ويأتي خطاب النصر، في وقت تشهد البلاد انقساماً حاداً بين مؤيدي "ترامب" و"بايدن"، بالتزامن مع إصرار الرئيس "ترامب" على خوض الحرب القانونية للطعن في نتائج الاقتراع ، زاعماً في تغريدة
[caption id="attachment_82801" align="alignleft" width="516"] "ترامب" يدلي بصوته[/caption]على "تويتر" ، أنه فاز بالانتخابات بفارق كبير، ثم كتب في تغريدة أخرى أنه فاز بـ71 مليون صوت قانوني، يؤهلانه للاستمرار في رئاسة الولايات المتحدة، بحسب وصفه، متهماً المسؤولين عن إدارة الانتخابات في الولايات المتحدة بمنع مراقبي حملته من الوجود في قاعات فرز الأصوات.
وأضاف "ترامب"، الذي يرفض، حتى الآن الاعتراف بهزيمته في انتخابات الرئاسة الأميركية، أن أشياءً سيئة حدثت في قاعات فرز الأصوات، لم يتمكن المراقبون التابعون لحملته من رصدها، مؤكداً أن بطاقات التصويت عبر البريد، أرسلت إلى أشخاص لم يطلبوها، وفق تعبيره، في وقت قال مستشارون في إدارته، إن الرئيس يرفض الاعتراف بأن السباق الرئاسي انتهى، ويصر على اتهام الديموقراطيين بسرقة الانتصار منه، لافتين الى أن أفراد عائلة "ترامب" وأصدقاءه يحاولون إقناعه بعدم تفادي الأمر المحتوم، وضرورة إعلان تقبله لحكم الشعب الأميركي على ولايته خلال السنوات الأربع الأخيرة.
تظاهرات مؤيدية لـ "ترامب" وأنصار "بايدن" يحتفلون
وشهدت مختلف أنحاء الولايات المتحدة تظاهرات شعبية مؤيدة ومعارضة للرئيس "ترامب" بعد تأكيد الإحصاءات فوز "بايدن" الذي نظّم انصاره احتفالات واسعة بفوزه في ساعات متأخرة من يوم السبت الما ضي وسط نيويورك، ما تسبب بتعليق حركة النقل في ميدان تايمز سكوير، دون اتخاذ الشرطة أي إجراءات بحقهم. كما أقيمت احتفالات واسعة بفوز "بايدن" في ميدان واشنطن سكوير بنيويورك.
وفي العاصمة واشنطن، نظم العشرات من أنصار حركة "حياة السود مهمة" المناهضة للعنصرية والتمييز العرقي تظاهرة احتجاجية وكانوا يسدون طرقات على مدى ساعات مطالبين بتحقيق العدالة ومرددين شعارات مسيئة للشرطة.
وتجمع آلاف من أنصار "بايدن" في محيط البيت الأبيض محتفلين بفوز المرشح الديموقراطي، دون رصد احتكاكات بينهم وعناصر الشرطة الموجودين في الموقع.
في المقابل نظم أنصار "ترامب" تظاهرات مضادة في مختلف المدن، تحت شعار "الأمر لم يحسم بعد" و"أو
[caption id="attachment_82805" align="alignleft" width="444"] خريطة توزع الولايات[/caption]قفوا السرقة"، مكررين الاتهامات بالاحتيال الانتخابي التي وجهها الرئيس الجمهوري إلى خصومه الديموقراطيين.
وتظاهر نحو ألف متظاهر دعماً لترامب أمام مبنى الكابيتول في عاصمة ولاية جورجيا مدينة أتلانتا التي تعد معقلاً قديماً للجمهوريين.
كما تظاهر المئات أمام مبنى كابوتول ولاية بنسلفانيا في مدينة هاريسبورغ، بينهم عشرات المسلحين.
وتوسعت رقعة التظاهرات المؤيدة أمام مبنى كابيتول ولاية أريزون في مدينة فينيكس ليتخطى عدد المحتجين عتبة الألف شخص خلال ساعات.
ونظمت تظاهرة مماثلة أمام مبنى كابيتول ولاية تكساس في مدينة أوستين، حيث فصلت الشرطة بين أكثر من ألف شخص يتظاهرون دعما لـ"ترامب" وضده.
كما خرج مئات المحتجين المؤيدين لـ"ترامب" وآخرون معارضون له إلى شوارع مدينة سايلم بولاية أوريغون وتدخلت الشرطة لمنعهم من سد الطرقات، مع رصد احتكاكات بين المحتجين من الطرفين.
وفي داكوتا الشمالية، انضم وفد المشرعين الجمهوريين في الكونغرس المحلي إلى المتظاهرين المؤيدين لـ"ترامب" في مدينة بيسمارك، بالتظاهر مع تنظيم مسيرة مؤيدة لـ"بايدن" و"حياة السود مهمة" في المكان نفسه.
قادة العالم يهنئون "بايدن" و"هاريس" بفوزهما
[caption id="attachment_82807" align="alignleft" width="375"] متظاهرون مسلحون مؤيدون لـ "ترامب".[/caption]وهنأ عدد من قادة العالم والمسؤولين"بايدن" بالإعلان عن فوزه بالرئاسة، حيث قدم رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" تهانيه لكل من "بايدن" و"هاريس"، وقال في بيان : إنني متلهف للعمل مع الرئيس المنتخب "بايدن" ونائبة الرئيس "هاريس"، وإدارتهما والكونغرس الأميركي حتى نتمكن من النهوض معا بالتحديات العالمية الكبرى.
وعبر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي "تشارلز ميشال" ورئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" عن تهنئتهما.
كما قدم رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" التهنئة، وقال في تغريدته إن الولايات المتحدة هي أهم حلفائنا وأتطلع قدماً نحو العمل سويا على أولوياتنا المشتركة من التغير المناخي وصولاً إلى التجارة والأمن.
وقال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" عبر تويتر: الأميركيون اختاروا رئيسهم، تهانينا لـ"جو بايدن" و"كامالا هاريس"، لدينا الكثير لنتجاوزه في تحديات الحاضر، لنعمل سويا".
[caption id="attachment_82806" align="alignleft" width="250"] التصويت لهيفاء وهبي في متشيغان[/caption]المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" شاركت تهانيها أيضاً، إذ قالت عبر تويتر: أتطلع قدماً إلى العمل مع الرئيس "بايدن"، علاقتنا الأطلسية لا يمكن استبدالها، لنتمكن من قيادة التخطي على التحديات العظيمة في زماننا.
وهنأ رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانتشيث" الرئيس "بايدن" بفوزه، وقال : اختار الشعب الأميركي الرئيس الـ46 للولايات المتحدة. تهانينا إليكما "جو بايدن" و"كامالا هاريس"، ونتمنى لكما حظاً طيباً وكل التوفيق. نتطلع إلى التعاون معكما لمواجهة التحديات التي أمامنا.
وقال رئيس وزراء أيرلندا "مايكل مارتن": أود أن أهنئ الرئيس الجديد المنتخب للولايات المتحدة "جو بايدن"، لقد كان بايدن صديقاً حقيقياً لهذه الأمة طوال حياته، وأتطلع إلى العمل معه في السنوات المقبلة. كما أتطلع إلى الترحيب به في الوطن عندما تسمح الظروف بذلك.
وهنأ رئيس جمهورية التشيك "ميلوش زيمان" الرئيس "بايدن"، وقال إن فوزه أكد رغبة الشعب الأميركي في التغيير، معرباً عن أمله في أن تسهم الإدارة الأميركية الجديدة في تعزيز العلاقات مع كل من الاتحاد الأوروبي وجمهورية التشيك.
كما أعلن الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" أنه مستعد دائماً للحوار مع الولايات المتحدة.
أما الرئيس البرازيلي الأسبق "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" فقال إن العالم يتنفس الصعداء بعد فوز "بايدن" .
وهنأ رئيس الوزراء الياباني "يوشيهيدي سوغا" الرئيس "بايدن" و"هاريس" بفوزهما، وقال: أتطلع إلى العمل معكم لزيادة تعزيز التحالف الياباني الأميركي وضمان السلام والحرية والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادي وخارجهما.
[caption id="attachment_82803" align="alignleft" width="195"] "ميلانيا ترامب" تتوجه الى احد اقلام الاقتراع[/caption]كما هنأ رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" الرئيس "بايدن"، ووصف "هاريس" الابنة لامرأة هندية - بأنها مصدر فخر كبير.
وهنأ رئيس الوزراء "عمران خان" الرئيس "بايدن" بالفوز، مؤكداً أنه يتطلع للتعاون معه والعمل لإرساء السلام في أفغانستان والمنطقة.
وهنأ رئيس الوزراء الاثيوبي "آبي أحمد" الرئيس المنتخب على فوزه التاريخي، مؤكداً أنه يتطلع إلى العمل معه عن كثب.
وهنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "بايدن" بالفوز، وكذلك فعل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الذي قال في تغريدة على "تويتر": مبارك للرئيس المنتخب ونائبة الرئيس. أطيب تمنياتي لشعب الولايات المتحدة، وأتطلع إلى العمل معاً لمواصلة تعزيز الصداقة بين بلدينا.
وأبرق الرئيس اللبناني ميشال عون إلى "بايدن" مهنئاً بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، معبراً عن أمله في عودة التوازن في العلاقات بين البلدين.
كما بعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح ببرقية تهنئة إلى "بايدن"، عبّر فيها عن خالص تهانيه بالثقة التي أولاه إياها الشعب الأميركي بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.
وهنأ الملك عبد الله الثاني الرئيس "بايدن" و"هاريس" قائلاً :
[caption id="attachment_82794" align="alignleft" width="444"] الرئيس المنتخب "جو بايدن" خلال إلقائه خطاب النصر[/caption]أتطلع إلى العمل معكم على تعزيز الشراكة التاريخية المتينة لصالح أهدافنا المشتركة المتمثلة في السلام والاستقرار والازدهار.
كذلك هنأ الرئيس العراقي برهم صالح "بايدن":، مؤكداً أن بلاده تتطلع لتحقيق أهدافنا المشتركة وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وهنأ سلطان عمان هيثم بن طارق "بايدن"، وتمنى له النجاح في قيادة الشعب الأميركي ومزيداً من التطور والنماء للعلاقات الثنائية.
وهنأ رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج "بايدن" ونائبته ، قائلاً : نتطلع للعمل معكما في تحقيق الدولة الديموقراطية المدنية في ليبيا.
وهنأ ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد "بايدن" و"هاريس"، مؤكدا أن بلاده تربطها علاقات صداقة تاريخية وتحالف إستراتيجي قوي مع الولايات المتحدة .
وأعرب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عن تطلعه للعمل معهما لمواصلة بناء جسور الصداقة والتعاون بين الشعبين السوداني والأميركي وبين البلدين.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن الرئيس "ترامب" الذي سعى لتصفية قضية فلسطين، اختفى ولن تختفي القدس، مؤكداً انه لا يعبر عن ضمير أمة، هو مسار الندم، ففلسطين أمانة والتطبيع ندامة.
نبذة عن كل من "بايدن" و"هاريس"
الرئيس المنتخب "جو بايدن" سياسي أميركي عريق شغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية في الفترة من عام 2009 إلى
[caption id="attachment_82799" align="alignleft" width="355"] "بايدن" يوم كان نائباً للرئيس يتسلم ميدالية من الرئيس "باراك اوباما".[/caption]2017 أثناء حكم الرئيس "باراك أوباما" وهو عضو في الحزب الديموقراطي، ومثّل ولاية ديلاوير كسيناتور منذ عام 1973، حتّى أصبح نائب الرئيس في عام 2009.
وُلد "بايدن" في سكرانتون - بنسلفانيا، في عام 1942، وعاش هناك لمدّة عشر سنوات قبل أن ينتقل مع عائلته إلى ديلاوير. أصبح محامياً في عام 1969، وانتخب لمجلس مقاطعة نيو كاسل في عام 1970. انتُخب أوّل مرّة لمجلس الشيوخ في عام 1972، وأصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة. أُعيد انتخاب بايدن إلى مجلس الشيوخ ستّ مرات، وكان رابع أكبر عضو في مجلس الشيوخ عندما استقال ليتولّى منصب نائب الرئيس في عام 2009.
وكان بايدن قد حصل في آب (اغسطس) الماضي على ترشيح الحزب الديموقراطي رسميّاً لتمثيله في سباق التنافس للفوز بالرئاسة في الإنتخابات الرئاسية الأميركية، بعد تصويت أغلبيّة المندوبين الديموقراطيّين في مؤتمر الحزب الوطني العام، الّذي جرت وقائعة افتراضيّاً بسبب تفشّي فيروس "كورونا".
وبعد محاولتين فاشلتين للفوز بالرئاسة، ومسيرة سياسية امتدت نصف قرن، اصبح "بايدن" الرئيس السادس والاربعين الذي يدخل البيت الأبيض، ويكون الأكبر سناً على الإطلاق بين من فازوا في انتخابات الرئاسة، إذ سيبلغ عمره 78 عاماً عند تنصيبه في 20 كانون الثاني ( يناير) المقبل.
[caption id="attachment_82797" align="alignleft" width="444"] "هاريس" وزوجها[/caption]وقد تغلب "بايدن" في صغره على تلعثمه في الكلام بقراءة قصائد شعرية أمام المرآة. ووصل إلى واشنطن شاباً حديث العهد بالسياسة. وانتُخب في عام 1972 وهو في سن التاسعة والعشرين عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير، ولم تكن له سوى خبرة عامين فقط في المجلس المحلي لإحدى مقاطعات الولاية.
وظل" بايدن "عضواً في مجلس الشيوخ على مدى 36 عاماً، قبل أن يصبح نائباً للرئيس بين عامي 2009 و2017، في عهد الرئيس السابق "أوباما"، أول رئيس من أصل إفريقي للولايات المتحدة.
وكان من إنجازات "بايدن" في مجلس الشيوخ المساعدة في إقرار قانون (عام 1994) سمي باسم قانون مكافحة العنف ضد النساء ويهدف لحماية ضحايا الجرائم الأسرية.
وخلال فترة عمله في مجلس الشيوخ، تخصص "بايدن" في الشؤون الخارجية، بل ترأس في وقت من الأوقات لجنة العلاقات الخارجية. علماً أنه أيد في تصويت داخل المجلس، تفويض غزو العراق عام 2003 قبل أن يصبح منتقداً لأسلوب الرئيس الجمهوري "جورج دبليو بوش" في إدارة الحرب.
وفي عهد" أوباما" أدى "بايدن" العديد من مهام لحل مشاكل صعبة تتعلق بالحرب والشؤون الخارجية وفي قضايا داخلية مثل تقييد امتلاك الأسلحة والسياسة المالية.
في الأعوام 1988 و2008، حاول "بايدن" دون جدوى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة، إلى أن تحقق له ما يريد بحصوله على مباركة الحزب هذا العام بتأييد قوي بين الناخبين من ذوي الأصول الإفريقية.
[caption id="attachment_82798" align="alignleft" width="375"] "بادين" وزوجته ايام الشباب.[/caption]وتكلم "بايدن" بكل صراحة عن المآسي التي شهدتها عائلته ومنها وفاة زوجته الأولى نيليا وطفلته ناعومي البالغة من العمر 13 شهراً في حادث سيارة عام 1972، بعد أسابيع من انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ، حيث كاد "بايدن" يهجر الحياة السياسية لرعاية ابنيه الصغيرين اللذين نجيا من الحادث، لكنه عاد وواصل المسيرة واعتاد أن يتنقل بالقطار بين ديلاوير وواشنطن لتفادي اقتلاعهما من البيئة التي نشآ فيها.
وفي عام 2015 توفي ابنه بو، الذي سبق أن شارك في حرب العراق وكان مدعياً عاماً في ديلاوير، إثر إصابته بسرطان الدماغ في سن السادسة والأربعين. علماً أن هنتر، ابن "بايدن" الآخر، واجه مشاكل تتعلق بالمخدرات.
وكان "بايدن" نفسه واجه أزمة صحية في عام 1988، عندما أصيب بتضخم الأوعية الدماغية. كما تعرض للانتقاد عندما كان رئيساً للجنة القضائية في مجلس الشيوخ في عام 1991، بسبب أسلوب تعامله مع اتهامات بالتحرش الجنسي كانت موجهة إلى القاضي "كلارينس توماس"، من مساعدته "أنيتا هيل"، وذلك عندما كان توماس مرشحاً من قبل الرئيس الجمهوري "بوش" للانضمام لقضاة المحكمة العليا. واتهم من قبل الليبيراليين حينها بأنه لم يفعل شيئاً يذكر للدفاع عن اتهامات هيل التي نفاها "توماس"، حيث عقدت اللجنة جلسات عاصفة بثها التلفزيون قبل أن ينتهي الأمر بتصديق مجلس الشيوخ على تعيين توماس في المحكمة العليا.
وفي ايار(مايو) الماضي نفى "بايدن" اتهاماً من "تارا ريد"، إحدى مساعداته السابقات في مجلس الشيوخ، بأنه اعتدى عليها جنسياً في عام 1993، ووصف الاتهام بأنه غير صحيح وقال إن ذلك لم يحدث قط بشكل قاطع .
وبعد ترشحه في عام 2020، اختار "بايدن" نانبة له "كامالا هاريس"، وهي عضو مجلس الشيوخ المولودة لأب مهاجر من جاميكا ولأم مهاجرة من الهند، نائبة له، لتصبح أول امرأة سمراء البشرة وأول شخص من أصول آسيوية يدخل الانتخابات الرئاسية لأحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة. وهي تبلغ من العمر 56 عاماً.
و"هاريس" متزوجة من المحامي من اصول يهودية "دوغ إيمهوف" الذي سيصبح "السيد الثاني" في الولايات المتحدة.
وهنأ "إيمهوف" زوجته على حسابه في "تويتر" وكتب: أنا فخور جداً بك! ونشر صورة وهو يحتضن فيها زوجته.