تفاصيل الخبر

جنبلاط يسلّم تيمور قيادة الاشتراكي بـ”سلاسة“ ليخوض الانتخابات النيابية في 2017 رئيساً للحزب!    

17/06/2016
جنبلاط يسلّم تيمور قيادة الاشتراكي بـ”سلاسة“  ليخوض الانتخابات النيابية في 2017 رئيساً للحزب!      

جنبلاط يسلّم تيمور قيادة الاشتراكي بـ”سلاسة“ ليخوض الانتخابات النيابية في 2017 رئيساً للحزب!    

1لن يتأخر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط طويلاً ليسلّم <الأمانة> الى نجله البكر تيمور جنبلاط. ذلك أن كل المعطيات تدل على أن الزعيم الدرزي بات على قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ القرار الذي اتخذه قبل أشهر عندما تخلى تدريجياً عن مسؤولياته الحزبية وترك لنجله تيمور أن <يتدرب> عليها بدءاً من الاستقبالات الأسبوعية في دارة المختارة حيث التواصل مع القاعدة الشعبية والمطالب والمراجعات، وصولاً الى العلاقات الاقليمية والدولية التي نسجها زعيم المختارة على مدى سنوات، لاسيما العلاقة مع باريس والرياض والقاهرة والكويت التي كانت المحطة الخارجية الأخيرة للنائب جنبلاط والتي خصصها لوضع المسؤولين الكويتيين، ولاسيما أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في صورة استعداداته لتسليم نجله المسؤولية السياسية والحزبية الكاملة، والتي تحتاج الى دعم كويتي متعدد الوجوه.

القريبون من الدائرة الجنبلاطية اللصيقة، يؤكدون أن جنبلاط تيقن أن تيمور بات جاهزاً لحمل المسؤولية الحزبية، وهو - أي جنبلاط - يريد أن يتحقق ذلك في وقت قريب ليكون الى جانب نجله <من بعيد لبعيد> يتدخل عند الضرورة ويمنع بعض <الحرس القديم> من عرقلة مسيرة الزعيم الدرزي الشاب الذي عُرف عنه أنه قليل الكلام وكثير الإصغاء، يتريث في إصدار الأحكام والتعليقات ويختار العبارات التي يردّدها <بعناية فائقة>، وهذا ما جعل والده يُكثر من التشديد على المحيطين به بعدم ممارسة أي <إيحاءات> على نجله ليكون قراره نتاج تفكير عميق وخلاصة مروحة من المشاورات التي يطيب لتيمور أن يجريها مع بعض أهل الثقة حوله قبل اتخاذ القرارات، وقد أتت تجربة تعاطيه مع الانتخابات البلدية في عدد من قرى وبلدات أقضية الشوف وعاليه وبعبدا، وحتى بيروت الى حد ما، لتزيد من قناعة جنبلاط الأب بأن أوان ابنه قد حان ولا بد من حصول عملية الانتقال بـ<سلاسة> تفادياً لردود الفعل أو <الاختراقات>، لاسيما وأن العملية الانتخابية البلدية أظهرت أن ثمة مجموعات حزبية وغير حزبية تدور في فلك الحزب التقدمي الاشتراكي، حاولت <التمايز> عن قرارات الحزب وخياراته البلدية والاختيارية، ما أحدث إرباكاً في عدد من البلدات والقرى <نجح> تيمور جنبلاط وعدد من معاونيه الشباب و<المخضرمين> في وضع حد لها بحيث لم تتمدد أو تنتقل عدواها الى قرى أخرى. وقيل في هذا السياق إن تيمور <حسم> في محطات عدة وأبلغ والده قراراته التي كانت موضع <ثناء وتقدير> بحيث أن الزعيم الدرزي لم يناقش نجله في قراراته بل أثنى عليها لأنه وجدها <في محلها>.

جنبلاط الأب يطوي صفحة الاستقالة من النيابة

 

والذين يعرفون وليد جنبلاط جيداً، يؤكدون أن سيناريو المرحلة الأولى في تسليم تيمور <الأمانة> كان يقضي باستقالته من مجلس النواب وإجراء انتخابات فرعية في الشوف يفوز بها تيمور جنبلاط على غرار ما كان رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية ينوي فعله مع نجله طوني. إلا أن حديثاً دار بين جنبلاط والرئيس نبيه بري انتهى الى أن ولاية المجلس النيابي الحالي ستنتهي يوم 20 حزيران/ يونيو 2017 وبالتالي <ما بتحرز> كي يستقيل وتجري انتخابات فرعية، وبالتالي، فإن الانتخابات النيابية المقبلة كفيلة بتحقيق التغيير المطلوب بحيث يأتي تيمور نائباً عن الشوف مع مجموعة منسجمة في اللائحة الانتخابية الشوفية بدلاً من أن يتعامل حالياً مع <زملاء> من نواب المنطقة <لا كيمياء> بينه وبينهم ولا قواسم مشتركة لا في التفكير ولا في النظرة الى دور النائب ومسؤولياته ونزاهته وشفافيته... لذلك طوى جنبلاط - يقول العارفون - صفحة الاستقالة من النيابة، وهو في صدد فتح صفحة <الانتقال الحزبي السلس>، في وقت لم يعد بعيداً، وهو الذي عبّر عن رغبته في حصول هذا الانتقال في ظروف هادئة وآمنة وسلمية لا تشبه لا من قريب ولا من بعيد الظروف المأساوية التي تسلم فيها <العباءة> بعد اغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط، على أن يتم ذلك بعد سلسلة إجراءات مسلكية ينوي اتخاذها في حق الذين خرجوا عن إرادته في الانتخابات البلدية والاختيارية.

أما السيناريو الأقرب لتحقيق هدف جنبلاط الأب، فسيكون من خلال الدعوة لعقد جمعية عمومية للحزب التقدمي الاشتراكي، يصار بعدها الى فتح باب الترشيحات لإجراء انتخابات حزبية توصل تيمور لرئاسة الحزب، على غرار ما حصل مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل برعاية والده الرئيس أمين الجميل الذي أراد هو الآخر انتقالاً <سلساً> لرئاسة الحزب منه الى نجله الذي أثبت حضوره على الساحة الكتائبية أولاً، والسياسية ثانياً. إلا أن توقيت هذا السيناريو لا يزال في يد <وليد بك> الذي يعرف متى يبادر الى البدء بالمراسم التقليدية لتسليم نجله المسؤوليات الحزبية التي بات يمارسها عملياً منذ أشهر والى جانبه بصورة دائمة الوزير وائل أبو فاعور الذي اختاره النائب جنبلاط ليكون الى جانب ابنه وهو يخطو خطواته الأولى على المسرح السياسي اللبناني، خصوصاً بعدما أدرك جنبلاط الأب أن نجله ليس من <طينة> نواب في الحزب لا يظهر تيمور رضاء عن أدائهم ومواقفهم وحياتهم الحزبية والاجتماعية. والى أن يحدّد جنبلاط الأب الزمان والمكان، سيبقى جنبلاط الابن يمارس وراثته الشرعية والطبيعية لزعامة دار المختارة بالوكالة عن والده الذي له وحده تنفيذ قراره بالتقاعد!