تفاصيل الخبر

جنبلاط يوسع حراكه نحو السفراء الخليجيين سعياً الى مساعدة تمنع الفتنة وتزيل التشنج

18/06/2020
جنبلاط يوسع حراكه نحو السفراء الخليجيين سعياً الى مساعدة تمنع الفتنة وتزيل التشنج

جنبلاط يوسع حراكه نحو السفراء الخليجيين سعياً الى مساعدة تمنع الفتنة وتزيل التشنج

[caption id="attachment_78860" align="aligncenter" width="599"] الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط وابنه النائب تيمور مع السفراء الخليجيين الثلاثة[/caption]

 تأخر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط 48 ساعة على نشر صورة تجمعه مع سفراء السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت وليد البخاري وحمد الشامسي وعبد العال القناعي، في حضور نجلــــــه النائب تيمور جنبلاط، وذيّل الصورة بجملة مختصرة قال فيها: "لقاء وجلسة محادثات صريحة وقيمة مع اصدقاء لبنان الذين اكدوا على حرصهم التاريخي المعروف لاستقرار لبنان وسيادته". ولهذا التأخير اكثر من هدف. فالزعيم الدرزي انتظر مرور يومين على اللقاء ليعلن عنه بعدما أحسّ أن أحد ضيوفه "استغرب" عدم الاضاءة على اللقاء الذي اريد له ان يكون بادىء الأمر بعيداً عن الاعلام، لكن الاحداث التي حصلت في بيروت وطرابلس وما رافقها من ردود فعل شعبية عنيفة وصدامات واعمال تخريب وشغب، ناهيك عن محاولة "ايقاظ الفتنة"، دفعت بجنبلاط الى الاضاءة على اللقاء لاستثماره في مساعي التهدئة التي يقوم بها من جهة، ولاظهار الاهتمام الخليجي بلبنان خلافاً لما يروجـــه البعض عن "تخلي" دول الخليج عن لبنان وتركه لمصيره المحتوم في ظل الازمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها. من هنا، فإن المعلومات التي توافرت عن اللقاء، ابرزت الشق المتعلق بموقع دول الخليج من ازمة لبنان، وامكانية تقديم المساعدة، وموقفها من الوضع على الساحة اللبنانية عموماً، والساحة السنية خصوصاً بعد التوتر الذي اتخذ منحى مذهبياً بعد تعرض مجموعة من المتظاهرين لزوجة النبي محمد، عائشة أم المؤمنين. أما الشق الثاني فدار حول وضع الرئيس سعد الحريري في المعادلة السياسية اللبنانية حيث اسهب جنبلاط في الحديث عن اهمية الدور المعتدل الذي يقوم به الرئيس الحريري في التركيبة اللبنانية التي يريد جنبلاط ان تبقى بعيدة عن اي شائبة لاسيما في الظروف الحاضرة التي تبدو فيها النـــــار تحت الرماد وتزداد الحاجة الى " العقلاء" في السياسة المحلية وتشعباتها. وتزامن لقاء جنبلاط مع السفراء الخليجيين مع الحركة التي يقوم بها الزعيم الدرزي مع القيادات السياسية اللبنانية حتى تلك التي لا تلتقي كلياً مع توجاته وخياراته، لاسيما وانه وزع رساله بين بعبدا ومعراب وعين التينة وبيت الوسط تحت عنوان الاولوية فيه للتحاور وخلق مناخات ايجابية ترد على المظاهر السلبية التي تشهدها الساحة اللبنانية هذه الايام. فضلاً عن خوف جنبلاط من محاولات البعض استعادة الفترات المؤلمة في العلاقات بين السنة والشيعة على خلفية ما حصل في التظاهرات من تعرض للسيدة عائشة ام المؤمنين وما كان يمكن ان يحدث نتيجة ذلك. دول الخليج مع لبنان واستناداً الى مصادر المعلومات، فإن جنبلاط سعى الى استطلاع موقف السفراء حيال موقع دولهم مما يحصل في لبنان من احداث لها ارتدادات سلبية، اضافة الى رغبته في توجيه رسالة لهم حول ضرورة الاهتمام اكثر بلبنان وعدم التخلي عنه. وقد لاحظ جنبلاط  وجود موقف خليجي متقارب إزاء مقاربة الوضع الداخلي اللبناني. وقد لمس من ضيوفه انه وعلى عكس ما يتردد من نية الخليج وسعيه الى تدهور الوضع في لبنان، فإن ممثلي الدول الخليجية اكدوا رفضهم المطلق لانهيار الوضع في لبنان، وعبروا عن خشيتهم من تفلت حركة الشارع مع تسجيل سعر صرف الدولار اعلى مستوياته مقابل الليرة. وفي ما يتعلق بمساعدة لبنان اعادوا التأكيد على موقف بلادهم من ضرورة معرفة آلية صرف المساعدات وبناء على اي برنامج، ما يعني ربط اية مساعدة باصلاحات كان لحظها مؤتمر "سيدر" كشرط للمساعدة، وبما ان الخليج جزء اساسي من هذا المؤتمر فمساعدة لبنان يفترض ان تتم من خلال " سيدر" بعد انجاز الاصلاحات، او في ضوء المفاوضات التي يجريها لبنان مع صندوق النقد الدولي. اي ان سفراء دول الخليج ربطوا أية مساعدات ممكنة لبلادهم بسير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والاصلاحات التي ستجريها الحكومة. واذا كانت المساعدات الانقاذية مرتبطة بمفاوضات صندوق النقد فماذا عن مساعدات الحد الادنى للأسر الفقيرة، اي استكمال الخطوة التي بدأتها الامارات من خلال تقديم المساعدات الغذائية والتي تم الاتفاق على توسيع نطاقها، والنقطة الثانية هي ضرورة استمرار احتضان دول الخليج للبنانيين المقيمين على اراضيها، والذين يشكلون حداً ادنى من مقومات الصمود للبنان في مواجهة ازمته المالية. ويقول قريبون من جنبلاط إنه بدا مرتاحاً من نتيجة اللقاء مع السفراء الخليجيين الثلاثة، كما لقي دعماً واضحاً لتحركه السياسي بهدف تقريب وجهات النظر، واعطوا الحركة الجنبلاطية في اتجاه القوى السياسية والحزبية والمرجعيات الروحية، دفعاً اضافياً جعل جنبلاط يوسع اطار تحركه نحو المراجع الروحية للحد من اجواء التشنج التي تفرض نفسها على الواقع الداخلي، في موازاة التشديد على التمسك باتفاق الطائف الذي يشكل خشبة الخلاص لجميع اللبنانيين في الوقت الحاضر، في ظل تعذر التوافق على بديل، ما يحتم في الوقت نفسه عدم الغوص في اقتراحات وبدائل لا تشكل مخرجاً من الازمة الراهنة، بقدر ما تزيدها تعقيداً وتفاقماً على اكثر من صعيد. ويشدد جنبلاط على ان "هناك هدفين من الجولات التي يقوم بها على القيادات السياسية، الاول في اطار السعي لابقاء خطوط الاتصال مفتوحة، لانه لا مفر من المحافظة على قاعدة الحوار والنقاش في ما بيننا في كل القضايا الوطنية والسياسية، وحتى من موقع الاختلاف. اما الهدف الثاني، فهو التأكيد على اهمية تحمل مسؤولية حماية الصيغة اللبنانية الحالية المتمثلة باتفاق الطائف، رغم كل الملاحظات التي يمكن ان تكون موجودة لبعض القوى على هذا الاتفاق، والذي يبقى افضل من كثير من الطروحات التقسيمية المستهجنة التي نسمعها، والخرائط الملونة التي توزع هنا وهناك حول اقامة دويلات طائفية". ويتوقع المطلعون على حركة جنبلاط الوصول الى نتائج ايجابية يمكن ان تريح الساحة السياسية وتفتح آفاقاً جديدة للتلاقي والحوار يتمكن جنبلاط من خلاله اظهار صورته الجامعة حيال القيادات وتنسيق "الاختلافات" وتنظيم "الخلافات".