تفاصيل الخبر

جنبلاط ”يحارب“ على جبهتين: ”المستقبل“ في الاقليم وارسلان ووهاب وحزب الله في قرى الجبل!

21/06/2019
جنبلاط ”يحارب“ على جبهتين: ”المستقبل“ في الاقليم  وارسلان ووهاب وحزب الله في قرى الجبل!

جنبلاط ”يحارب“ على جبهتين: ”المستقبل“ في الاقليم وارسلان ووهاب وحزب الله في قرى الجبل!

 

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط غير مرتاح هذه الأيام الى ما يجري حوله من تطورات سياسية يقول إنها تستهدفه للتأثير على دوره السياسي من جهة، وعلى قدرته على التأثير في مجريات الأحداث الداخلية من جهة ثانية. صحيح ان الزعيم الاشتراكي قد سهّل ولادة حكومة الرئيس سعد الحريري عندما <تنازل> عن مطالبته بأن يكون الوزراء الدروز الثلاثة من حصته، وفوض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اختيار الوزير الثالث مكتفياً بوزيرين يمثلانه في الحكومة، لكن الصحيح أيضاً ان جنبلاط كان ينتظر أن تُقابل مبادرته الايجابية بردود فعل مماثلة من موقعين أساسيين، الرئيس عون والرئيس الحريري. لكن التطورات وضعته أمام مشهد آخر جعلته يواجه رئيس الحكومة وتيار <المستقبل> الذي يرأسه وان تكون المواجهة في عقر داره، أي في قضاء الشوف واقليم الخروب تحديداً ذات الأكثرية السنية، في وقت تبرز في وجه جنبلاط اصطفافات درزية في الجبل تمهد لتحالف معارض له تشير كل المعطيات انه، أي التحالف المعارض، سوف يلقى دعم حزب الله، أو على الأقل لن يواجهه الحزب أو يمنع قيامه خصوصاً وان أركان هذا التحالف الجديد، هم من حلفاء الحزب والقريبين منه...

في المواجهة مع الرئيس الحريري وتيار <المستقبل> يبدو جنبلاط من خلال التغريدات التي يطلقها من حين الى آخر، وكأنه ماضٍ في تحميل حليفه الرئيس الحريري مسؤولية التفلت الذي حصل في منطقة اقليم الخروب والذي استهدفه شخصياً وحزبياً، بدءاً من وضع بلدية شحيم التي يقول جنبلاط ان <المستقبل> عمل على تغيير الواقع البلدي فيها خلافاً للتوجهات الجنبلاطية ولاتفاق سابق عقد في هذا المجال. ويسجل جنبلاط في هذا الإطار على الرئيس الحريري <تقاعسه> في منع <الحريريين> في شحيم وعدد من قرى الجوار من التمادي في قلب المعادلات التي تحكم الحضور السني المؤيد له في هذه البلديات، إضافة الى <ممارسات> سبق أن شكا منها ووعده الرئيس الحريري بوضع حد لها. إلا ان مثل هذه المواجهة الجنبلاطية ــ الحريرية يمكن استيعابها بعد <توزيع عادل> في القرى الشوفية  السنية يراعي نفوذ <المستقبل> في مواجهة التنظيمات الاسلامية المتنامية، ومنها <الجماعة الاسلامية>، ولا يلغي الحضور التقليدي للسنة الاشتراكيين الذين يلقون دعم جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي لاسيما مع وجود نائب سني يمثل الاقليم في <اللقاء الديموقراطي> و<جبهة النضال>. ويتوقع العاملون على خط التهدئة بين <المستقبليين> و<الاشتراكيين> الوصول الى صيغة وسط تحول دون تطور الخلاف السني ــ الدرزي تحسباً لأي استغلال يعيد خلط أوراق التحالفات في الجبل.

 

تحالف درزي ضد جنبلاط!

أما على المقلب الآخر، فإن الخلافات السياسية بين جنبلاط من جهة، ورئيس <الحزب الديموقراطي اللبناني> النائب طلال ارسلان ورئيس <حزب التوحيد العربي> وئام وهاب من جهة ثانية، ألقت بثقلها على الواقع الدرزي في الجبل، حيث بات جنبلاط يتحدث عن محطات تنبئ بتحولات ومتغيرات واصطفافات سياسية مقبلة تصب في الوقت ذاته في سياق إقامة تحالف درزي معارض يعمل على <تقاسم> النفوذ الدرزي في الجبل مع جنبلاط. ومن أبرز هذه المحطات الافطارات التي أقامها السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وجمعت شخصيات درزية تدور كلها في الفلك المناوئ لجنبلاط، وكذلك العشاء التكريمي الذي أقامه الوزير السابق وهاب تكريماً للنائب ارسلان وبحضور مسؤولين وسياسيين من حزب الله و<التيار الوطني الحر>. وكان لافتاً في السياق نفسه، إقامة <الحزب الديموقراطي اللبناني> ذكرى التحرير في 25 أيار (مايو) الماضي في بلدة بيصور التي تعد كبرى البلدات الدرزية في الجبل والمعقودة الولاء للحزب التقدمي الاشتراكي ولرئيسه. وشاركت في هذا الاحتفال قيادات من حزب الله و<التيار الوطني الحر> والحزب القومي وغيره.

وفيما أكدت مصادر ارسلان ان لا صحة لسعي يستهدف الزعامة الجنبلاطية في الجبل رافضة اتهامات الحزب الاشتراكي في هذا الصدد، ترى مصادر اشتراكية ان <الاستعراضات> السياسية التي رافقت المحطات المشار إليها تدل على ان ثمة محاولات واضحة الأهداف لخلق حالة سياسية في الجبل تواجه النفوذ الجنبلاطي خصوصاً بعد المواقف التي اتخذها <البيك> ضد النظام السوري من جهة، والملاحظات التي أوردها منتقداً بعض مواقف حزب الله وممارسات أنصاره الميدانية. في وقت لا تزال فيه تداعيات حادثة الشويفات تتفاعل على رغم المبادرة التي قام بها جنبلاط لجهة وضعه اسقاط حق الضحية الاشتراكية في عهدة الرئيس عون في مقابل تسليم المتهم بالقتل الى القضاء اللبناني، وهو أمر لم يتم بعد على رغم التزامات كان قطعها ارسلان لرئيس الجمهورية بالتجاوب مع مبادرته من خلال زيارة ارسلان الى قصر بعبدا لإنهاء كل الملابسات التي رافقت جريمة الشويفات.

في أي حال، قلق جنبلاط، حسب مصادر مطلعة، يقع في محله، والأدلة كثيرة على تمدد النفوذ المناوئ له في الجبل، وسط معطيات تؤشر الى امكانية حصول مواجهة يأمل كثيرون أن تبقى في إطار المنافسة السياسية فحسب...