تفاصيل الخبر

جمعية "ريد أوك" تقدم الدعم النفسي والمعنوي والفني للأشخاص الذين تأثروا بانفجار المرفأ

09/12/2020
جمعية "ريد أوك" تقدم الدعم النفسي والمعنوي والفني للأشخاص الذين تأثروا بانفجار المرفأ

جمعية "ريد أوك" تقدم الدعم النفسي والمعنوي والفني للأشخاص الذين تأثروا بانفجار المرفأ

بقلم وردية بطرس

الاختصاصية في علم النفس نسرين كنج: ليتخطى الناس صدمة الانفجار يجب أن يحصلوا على الدعم النفسي

[caption id="attachment_83801" align="alignleft" width="231"] الاختصاصة نسرين كنج: مبادرة أطلقها شباب باسم "خلخال" لمساعدة الناس المتضررين من الانفجار.[/caption]

 سواءً كان الشخص قريباً من مكان انفجار مرفأ بيروت الذي حصل في الرابع من آب (اغسطس) الماضي أم لا، لا شك أن ذلك الانفجار المدمّر أثّر عليه ويحتاج للتحدث عن ذلك لمساعدة نفسه او الآخرين، واليوم بامكانه أن يحظى بالدعم النفسي من خلال الاتصال بجمعية "Red Oak" حيث يستمع اليه خبراء متخصصون لتقديم المساعدة له. اذ تهتم جمعية "ريد اوك" ومبادرة "خلخال" عبر شباب متطوعين من المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت بالاستماع لكل شخص مرّ بلحظات صعبة يوم الانفجار وتقديم المساعدة له، وفريق العمل المتخصص في الجمعية يتطوع لتقديم جلسات العلاج الجماعي، وجلسات العلاج بالفن، والدعم النفسي الفردي.  

وبالنسبة لمجموعة دعم الأطفال، فكل يوم خميس تُخصّص جلسة دعم معنوي ونفسي جماعية للأطفال، اذ خلال هذه الجلسات يلعبون ويستمتعون بوقتهم ويكتسبون مهارات جديدة. يعمل الأطفال على الانفعالات والتقليد والانتباه والتركيز وغير ذلك، خلال هذه الجلسة عمل الأطفال على العواطف والمحاكاة والانتباه.

العلاج  بالرقص

 وتعتمد الجمعية خيارالعلاج بالرقص والحركة وهو علاج نفسي يرتكز على حركة الجسم كأداة أساسية للتعبير عن النفس والتواصل مع الآخر. وتقدم حالياً جلسات علاج بالرقص والحركة الجماعية لمساندة المشاركين في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال أساليب مختلفة فنية

[caption id="attachment_83800" align="alignleft" width="250"] شعار الجمعية[/caption]

ومبتكرة "Art Therapy". وفي جلسة العلاج عن طريق الفن، لدى النساء مساحة آمنة للتعبير عن مخاوفهن واحتياجاتهن ورغباتهن .

  

الاختصاصية في علم النفس كنج والتطوع في الجمعية

ونسأل الاختصاصية في علم النفس نسرين كنج وهي متطوعة في جمعية "ريد اوك" عن كيفية اطلاق مجموعة الدعم النفسي فتقول:

 - بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت أردت أن أساعد لأن ما حصل كان رهيباً. وبحكم صداقتي مع الدكتورة نادين ابو زكي اتصلت بها للاطمئنان عليها فعلمت أنها تستعد للعمل ضمن مشروع يتعلق بجمعية تهتم بالنشاط الاجتماعي، فكانت الفكرة باطلاق مجموعة دعم نفسي، وهكذا تطوعت في الجمعية ، ولقد اتصلت الدكتورة نادين كونها تدرّس في الجامعة لتعلمها بهذه الفكرة، وبدورها أعلمتها الجامعة أن هناك مبادرة أطلقها شباب باسم "خلخال" لمساعدة الناس المتضررين من الانفجار. وهكذا بدأ الشباب المتطوعون بالعمل مع مجموعة الدعم النفسي التي أطلقتها الجمعية، وراحت المبادرة تكبر شيئاً فشيئاً اذ أقمنا حوالي عشرين لقاءً لتقديم الدعم النفسي، اذ كنا في الاسبوع الواحد نقيم ثلاثة او اربعة  لقاءات، والآن نقيم لقاءً واحداً، وكان ينضم شخص من الشباب المتطوعين في مبادرة "خلخال" معنا ضمن مجموعة الدعم النفسي، اي كنا نعمل ضمن مجموعة لأن الوضع كان صعباً ولا بد من المشاركة سوياً لمساعدة الناس المتضررين من الانفجار، وفي الوقت نفسه كانت

[caption id="attachment_83804" align="alignleft" width="188"] جلسة العلاج بالفن[/caption]

تُجرى تمرينات للاختصاصين في علم النفس عن الصدمة لأنه لم يسبق ان عشنا صدمة كبيرة بهذا الشكل يوم وقوع الانفجار.

وتتعاون جمعية (ريد أوك) مع "International Rescue Committee (IRC)" بما يتعلق بدعم النساء والمراهقات. وما يحصل حالياً في الجمعية هو عمل ضمن مجموعة مع اطباء في علم النفس، بالنسبة الي فلا أزال أعمل معهم بما يتعلق بالانفجار ولكن ليس بهذا المشروع حول النساء والمراهقات، وهناك عمل يتعلق بالفن مثلاً العلاج بالرقص او العلاج بالموسيقى. اذاً تعمل الجمعية بهذه الهيكلية وطبعاً لاحقاً يمكن ان تأخذ مشروعاً آخر وذلك حسب حاجة المجتمع. بالنسبة لمبادرة "خلخال" فالشباب المتطوعين من "AUBMC" هم طلاب في الجامعة الأميركية في بيروت يدرسون الطب او علم النفس او حتى اختصاصات أخرى، اذ إنهم بدأوا بزيارة المنازل لرؤية الناس المتضررين من الانفجار ليروا عما اذا كانوا بحاجة للدعم النفسي، وكان هناك مساعد اجتماعي متطوع لكي يقوم بمراقبة زياراتهم، واذا كانت هناك حالات او أمر آخر يتطلب مساعدة علم النفس فكانوا يساعدون في هذا الخصوص أيضاً.

* وكيف يتم الدعم النفسي للناس المتضررين من الانفجار؟

- الدعم النفسي يحصل ضمن مجموعة لأن ما حصل يوم الانفجار كان على مستوى مجموعة وعلاجه يتم أيضاً ضمن مجموعة، وهذا ما دفعنا لنطلق هذه المجموعة لتقديم الدعم النفسي الجماعي. واذا كان هناك أشخاص لا يزالون بحاجة لمساعدة ودعم نفسي فتُقدّم لهم هذه المساعدة.

* الى أي مدى كانت تجربة قاسية لمعالجة أشخاص عاشوا صدمة يوم الانفجار؟

[caption id="attachment_83803" align="alignleft" width="457"] مجموعة الدعم النفسي التي تنظمها الجمعية.[/caption]

- بالنسبة الي فلم أعمل من قبل ضمن عمل جماعي، ولكن ما حصل يوم الانفجار قد أصاب مجموعة من الناس وبالتالي يحب ان نعالج على مستوى جماعي وليس فردي، فهذا أفضل بكثير وعلاجه أسرع، الصدمة لدى المجموعة يجب ان تُعالج بالمجموعة وان نستمع الى ما أصابهم، ولقد ركزّنا بعملنا على الطريقة التي يجب ان نتحدث فيها مع بعضنا البعض، يعني الأشخاص الذين كانوا يتلّقون الدعم النفسي ليس جميعهم يريدون أن يدعموا أنفسهم بل يريدون أن يدعموا الآخرين لأننا جميعنا خفنا وشعرنا بالهلع، وجميعنا نريد ان نتكلم ولكن السؤال بأي طريقة؟. طبعاً هذا الانفجار كان مدمراً ولم يسبق ان رأينا انفجاراً بهذا الحجم الكارثي في لبنان. لقد شعر البعض وكأنه زلزال والبعض شعر وكأنه قصف بالطيران، والبعض الآخر شعر وكأنه انفجار، أي كل شخص اعتقد شيئاً هو عاشه من قبل او يخاف منه أكثر، يعني خطورة ما حصل في الرابع من آب (أغسطس) الماضي أنه أعاد الى أذهاننا أموراً كانت قد أصبحت من الذاكرة. وهنا يجب التنويه أن كل شخص تأثر بهذا الانفجار نفسياً بحسب قربه من المكان الذي كان موجوداً فيه لحظة وقوع الانفجار. وعندما وقع الانفجار لم يكن بامكان من عاش هذه الصدمة التحدث عنها وما شعر به، ولكن الآن نحن بمرحلة نقدر أن نفكر ونتحدث عما أصابنا في ذلك اليوم، قبل ذلك كنا لا نزال تحت تأثير الصدمة وأعصابنا مشدودة. وبالنسبة للوقت الذي يحتاجه الانسان لتخطي هكذا كارثة فهو يعتمد على الأشخاص أنفسهم أي ماذا حدث معهم في حياتهم من قبل، وما هي المسؤوليات التي يتحملونها في حياتهم لأننا اجمالاً كشعب كلنا نحتاج لمدة ستة أشهر لنتخطى هذه الصدمة. فاذا قام الناس بردات فعل غريبة بعد هذا الانفجار فهو أمر طبيعي أن يشعروا بذلك، اذ من الطبيعي ان نبكي ونخاف لأن ما حصل كان مرعباً. ولكن بعدما يمر ستة أشهر على وقوع الحدث، فمن المفروض ان يعود الشخص الى طبيعته. فمثلاً الشخص الذي فقد أحد أفراد أسرته يكون قد حزن وعاش الألم، والذي تهدّم بيته استطاع ان يعيد بناءه، والذي كان يريد ان يقرر ماذا سيفعل بحياته عما اذا سيسافر او يبقى فهو أيضاً بعد مرور فترة يكون قد اتخذ القرار، ولكن إذا ظل الشخص بعد مرور ستة أشهر من وقوع الانفجار يرى الكوابيس أثناء النوم وكأن الأنفجار حصل الآن فعندها تكون مشكلة.

وتتابع:

[caption id="attachment_83807" align="alignleft" width="411"] العلاج بالرقص[/caption]

 - ثانياً كما ذكرت في سياق الحديث أن هذا الحدث الذي وقع يذكّرنا بأمور حصلت من قبل اذ إننا عشنا حروباً ومن الممكن قد حدث أمر ما معنا من قبل تخطيناه بدون أن نعمل على معالجته، ومع وقوع الانفجار تفتّحت الجروح من جديد، وأيضاً ربما حصلت أمور أخرى على الصعيد الشخصي، وأول ردة فعل يقوم به الشخص هو ما يفكر به الشخص والذي سبق وأن اختبره من قبل، فكيف الحال بالنسبة للأولاد الذين لم يعيشوا الحروب التي حصلت في لبنان ولكن لأن خيالهم واسع قد يأخذهم الأمر أيضاً الى أماكن أخرى وبالتالي هنا تكمن خطورة الحدث الصادم.

* من يتخطى مثل هذه الصدمة أكثر الصغار ام الكبار؟

- كل من يحظى بالدعم النفسي يتمكن من تخطي الصدمة، ولهذا ركزّنا على فكرة الدعم النفسي، فاذا كان هناك أناس يدعمون الشخص الذي عاش هذه الصدمة ويواسونه بالطريقة الصحيحة فهو يتخطى ذلك قبل غيره. ولهذا تجدين ان الكثير من الاختصاصيين في علم النفس في تلك الفترة الصعبة جراء الانفجار تطوعوا وقاموا بجولة على البيوت، عادة لا يقوم الاختصاصي في علم النفس بطرق أبواب الناس ليرى من يعاني من اكتئاب جراء الانفجار وما شابه، ولكن في الجمعية قاموا بهذه المبادرة اذ يقصدون منازل الناس الذين يعانون من اكتئاب جراء ما حصل معهم يوم الانفجار، لذا عندما قصدهم المتطوعون وتحدثوا معهم شعروا بارتياح لأنهم حصلوا على الدعم النفسي وهذا يساعدهم كثيراً لتخطي حالة الاكتئاب.