تفاصيل الخبر

جمعية ”غريـن سيدر لبانون“ تطلـق مشروع ”الباص الأخضـر“ المخصص لتوعيــة التلاميــذ حــول اهميــة فـــرز النفايـــات

27/01/2017
جمعية ”غريـن سيدر لبانون“ تطلـق مشروع ”الباص الأخضـر“  المخصص لتوعيــة التلاميــذ حــول اهميــة فـــرز النفايـــات

جمعية ”غريـن سيدر لبانون“ تطلـق مشروع ”الباص الأخضـر“ المخصص لتوعيــة التلاميــذ حــول اهميــة فـــرز النفايـــات

 

بقلم وردية بطرس

ال-----Aاص-المدرسي-المخصص-لتوعية-التلاميذ-عن-فرز-النفايات

الصديقتان لارا حنا دبس وباسكال شويري سعد اللتان أسستا جمعية <Green Cedar Lebanon> جمعها حب البيئة والوطن منذ ايام الدراسة، وحيث أنهما لم تتحملا رؤية بلدهما غارقاً بالنفايات، عزمتا على البدء بتوعية الصغار حول مخاطر النفايات وكيفية الحفاظ على البيئة من خلال تدشين <باص> مدرسي باللون الأخضر ضمن حملة  <Awareness on Wheels> للقيام بجولة على كل مدارس لبنان لتوعية التلاميذ حول أهمية فرز النفايات في لبنان. ومؤخراً أطلقت <Green Cedar Lebanon> وجمعية <الثروة الحرجية والتنمية> (AFDC)  بالتعاون مع <بنك عودة> ومجلة <Beyond> مشروعاً للتوعية حول ادارة النفايات الصلبة في المدارس اللبنانية، وتم الاعلان عن تدشين <الباص> المخصص لتوعية التلامذة في المدارس الرسمية والخاصة وإطلاق حملة <Awareness on Wheels>، وذلك في احتفال أقيم في وزارة التربية والتعليم العالي بحضور رؤساء الجمعيات المشاركة وأعضائها وممثلين عن المؤسسات التربوية والجمعيات البيئية. وسيقوم <الباص> بزيارة المدارس الرسمية والخاصة في المناطق كافة مع فريق عمل متخصص لنشر الوعي حول قضايا البيئة، وطريقة ادارة النفايات الصلبة، لاسيما ان حل أزمة النفايات يكون عبر ترسيخ عادات وسلوكيات الفرز المنزلي والتدوير وإعادة الاستعمال، وتجنب رمي النفايات في الأحراج والأماكن الطبيعية، واستخدام النفايات كمصدر للطاقة المتجددة وللأسمدة العضوية واعادة استخدام المواد وغير ذلك. وتأتي هذه المبادرة أثر أزمة النفايات التي حصلت في لبنان السنة الماضية جراء عدم وجود خطة واضحة لادارة النفايات الصلبة.

فكيف انطلقت فكرة <الباص>؟ ولماذا ارادت كل من السيدتين لارا حنا دبس وباسكال شويري سعد البدء مع المدارس؟ ومن يمول هذا المشروع؟

كان لنا لقاء وحديث مع السيدة لارا حنا دبس (خريجة الجامعة اللبنانية الأميركية - اختصاص المالية) لتشرح لنا كل هذه التفاصيل المتعلقة بـ<الباص> المدرسي المخصص لتوعية التلاميذ، ونسألها أولاً عن الهدف من إنشاء جمعية <غرين سيدر ليبانون> وعما دفعها وصديقتها لإطلاق مشروع <الباص> المدرسي فتقول:

- أحب لبنان كثيراً وقد اخترت ان اعيش وعائلتي في هذا البلد بالرغم من كل شيء، لقد قضيت طفولتي خارج لبنان اذ كنا نقيم في بلدان عربية، وعندما عدنا الى لبنان فعلت ذلك عن قناعة. وبالنسبة للمشروع، فالصداقة التي تجمعني مع باسكال شويري سعد تعود الى أيام الدراسة اي منذ أكثر من ثلاثين سنة، ونحن نحب لبنان كثيراً ومن الأشخاص المتعلقين بهذا البلد. ولقد نشأت فكرة انشاء جمعية <<غرين سيدر ليبانون>> عندما رأينا حملة التوعية التي أطلقتها <جمعية الثروة الحرجية والتنمية> تحت شعار <الحرقة في القلب> التي تظهر أرزة جواز السفر اللبناني او أرزة العملة اللبنانية مشتعلة، ومن هنا عادت صورة لبنان الأخضر الى الطرح، وهي صفة لازمته على مدى التاريخ. صحيح ان تحول الشتول الى أشجار يحتاج الى وقت، ولكن المهم ان نزرع لدى صغارنا حب الطبيعة. لقد آلمتنا كثيراً رؤية الحرائق في الغابات، وقررنا ان نقوم بشيء ولهذا أسسنا هذه الجمعية اذ عزمنا على اعادة تحريج الغابات التي التهمت النيران 1500 هكتار منها في يوم واحد (2 تشرين الأول/ اكتوبر 2007) فعندما علمنا بحملة <الحرقة في القلب> التي كانت <جمعية الثروة الحرجية والتنمية> قد أطلقتها، قمنا بتصميم عقد على شكل أرزة لبنان ومن ثم عملنا على تطوير التصميم وانتاجه وتسويقه بشكل عقود وأساور وأقراط متنوعة ولكنها ظلت تحتفظ بشكل الأرزة،فجمعنا المال اي حوالى 100 ألف دولار وزرعنا أكثر من 17 ألف شجرة في مناطق عدة في لبنان، ومنذ ذلك الحين نقوم بذلك كل عام.

وتابعت قائلة:

- بعد ذلك، قمنا بإطلاق المشروع الثاني لجمعية <غرين سيدر ليبانون> المتمثل في إطلاق كتاب <لبنان الأخضر> الذي يسعى الى إبراز طبيعة لبنان الخلابة بواسطة صور عن لبنان الأخضر متضمناً ارشادات حول طريقة الحفاظ على البيئة. وكان الهدف من ذلك الكتاب، جمع مبلغ وتقديمه لحملة <أخضر دايم> مع الوزير زياد بارود لشراء الطوافات والتي للأسف لا يستعملونها، ومن ثم قمنا بمشروع للجيش اللبناني تحت عنوان <حط سوارتك بإيدك وخلي الجيش بقلبك>. لقد قمنا بكل ذلك أنا وباسكال دون اي دعم وكنا نضع من مالنا الخاص في هذه المشاريع.

ــ وماذا عن <الباص> المدرسي؟

- الآن أصبح <الباص الأخضر> جاهزاً وستنطلق الحملة تحت عنوان <Awareness on Wheels> لتقوم بجولة على كل المدارس الرسمية والخاصة في لبنان. لقد نشأت وتبلورت هذه الفكرة بعدما رأينا ان أزمة النفايات تتفاقم أكثر فأكثر ولا يُصار الى حلها بشكل جذري.

ــ وماذا عن تمويل المشروع لإنجاحه؟

- لقد زرنا حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة وعرضنا عليه المشروع وطلبنا منه ان يتواصل مع المصارف لكي يدعم المشروع مادياً على أن تقسم الكلفة على المصارف التي تقبل بتمويل المشروع، فجاء رد الأستاذ رياض بأنه هو سيدعم المشروع مادياً، وطبعاً أسعدنا ذلك وشكرناه لدعمه الدائم، فالأستاذ رياض سلامة سيتكفل بهذا المشروع مادياً لانجاح هذا المشروع.

باسكال-شويري-سعد-داخل-الباص----Aــ كم تطلب تحضير هذا المشروع؟ وما هي مهمة <الباص الأخضر> بالتحديد؟

- اولاً هذا <الباص> يضم بداخله مختبراً وهناك تلفزيون وصور و<كاتالوغات>، وستُقام فيه ورش عمل. وهذا <الباص> موجود أمام <جمعية الثروة الحرجية والتنمية> لأننا لا نملك مركزاً او مكتباً بل نعمل جاهدين لإطلاق المشاريع والحصول على الدعم المالي والتمويل الى ما هنالك وندفع للجمعية للقيام بهذه المهمة، ألا وهي تجول <الباص> في كل مدارس لبنان ليشرح للتلاميذ عن اعادة تدوير النفايات وكل ما يتعلق بهذه المسألة. لقد تتطلب المشروع مدة سنة اذ عملنا على تغيير شكل <الباص> من الخارج وجهزناه بالداخل بكل ما يلزم، كما تطلب الأمر حوالى ستة أشهر الى ان حصلنا على الرخصة، مع العلم اننا نقدم خدمة للبلد فبدل ان تُسهل الأمور بشكل أسرع نظراً لأهمية المشروع، انتظرنا ستة أشهر لحين ان تمت الموافقة على إطلاق المشروع.

ــ وهل عرضتم الفكرة على وزارة التربية؟ والى اي مدى تعاونت الوزارة؟

- طبعاً في البداية عرضنا الفكرة على وزير التربية، ولقد أُطلق المشروع تحت اشراف وزارة التربية، ولقد أحب الوزير هذا المشروع لا بل أكثر من ذلك فانه سيصدر مرسوماً لادخال <الباص> الى كل المدارس لكي يصبح من ضمن البرنامج المدرسي.

ــ وماذا عن تعاونكم مع جمعيات نسائية؟

- نحن نعمل مع جمعيات أخرى، منها جمعية  <Uprising women> حيث نسعى الى توعية السيدات من خلال تعليمهن كيف يفرزن النفايات في منازلهن، ولكن للأسف لم يكن هناك إقبال من قبل السيدات للمشاركة في تلك الحملة فبدل ان يبدين استعدادهن لتعلم هذه الأمور التي تفيدهن وتفيد البلد بشكل عام، للأسف نشعر وكأنهن لا يكترثن لما يحصل من حولهن، فلو ان كل سيدة تقرر ان تتعلم كيف تفرز النفايات في منزلها فسنصل الى النتيجة المرجوة وستُعمم هذه الفكرة في كل المنازل وبالتالي على الوطن ككل.

ــ ولمــــاذا اخــــترتم البـــــدء في المــــــدارس وتحديـــــــداً مـــع التلاميذ؟

- كما ذكرت ان <الباص> سيبدأ الآن بجولة في كل المدارس وذلك لمدة سنة. الهدف من إطلاق هذا المشروع هو توعية الصغار ونبدأ مع المدارس لأننا اذا قمنا بتوعية التلاميذ فسنضمن انه سيكون هناك جيل واع يدرك مخاطر تلوث البيئة التي يعيش فيها وكيف يجب ان يحافظ عليها، وبالنسبة الينا، لم يعد لدينا ثقة بالكبار او بالذين يحكمون البلد. وأيضاً يجب ان ندرك جميعاً انه اذ اهتم الشخص بمنزله وحافظ على نظافته ولم يهتم بما يحصل في البيئة فلا جدوى من ذلك. المطلوب ان نحافظ على البيئة وان نربي أولادنا على ذلك، وعندما نقوم بذلك فسيفعل أولادنا بالمثل وسيحافظون على البيئة، اما اذا لم نعلمهم ذلك منذ الصغر فستكون النتائج وخيمة.

ــ وهل تتصل المدارس بكم ليقوم <الباص> بجولته فيها؟

- خلال هذه السنة سيقوم <الباص> بجولة في كل المدارس ولكن اذا اتصلت مدرسة وطلبت ذلك فسنذهب اليها طبعاً اولاً، فمثلاً اتصلت مدرسة <الجمهور> بنا منذ بضعة أيام ليزور <الباص> التلاميذ ويشرح لهم كل ما يتعلق باعادة تدوير النفايات، وبالفعل سنبدأ الجولة في مدرسة <الجمهور>. وكما ذكرت سابقاً، ان <الباص> سيتنقل في كل المدارس في لبنان ولكن اذا أرادت اي مدرسة ان يصل اليها <الباص> قبلاً فيمكنها ان تتصل بالسيدة سوسن بو فخر الدين على الرقم التالي 03 848412 أو أن تراسلنا عبر الموقع الالكتروني: <www.afdc.org.lb>، فالسيدة سوسن تعمل بجدية ونحن نعتمد عليها ونثق بعملها، كما اننا جاهزون لتلبية رغبة المدرسة اذا ارادت ان يبقى <الباص> في باحة المدرسة ليوم او ليومين. ففي السنة الأولى سنقدم كل الخدمات بشكل مجاني، وفي السنة المقبلة اذا ظل المشروع مدعوماً مالياً فسنواصل عملنا، مع العلم اننا ندفع من مالنا الخاص أيضاً لان ما يهمنا ان نقدم خدمة لبلدنا ونحافظ على البيئة.

ــ وماذا تتوقعين ان يحققه هذا المشروع؟

- نتوقع ان يعلم هذا المشروع الأمور البدائية بما يتعلق باعادة التدوير او الطرق الثلاث الأساسية: <Re duce>، <Re use>، < Re cycle> لكي يتعلم التلاميذ كيفية استعمال الأغراض المستهلكة واعادة تدويرها، ونأمل ان تعمم هذه الأمور في كل المدارس، وستُقام تمارين في المدارس ولن تكون جولة واحدة في المدارس بل ستتم زيارة المدارس للتأكد من أن التلاميذ يطبقون ما تعلموه، ومن كيفية استعمال الأشياء البلاستيكية المستهلكة او علبة <الكلينكس> وما شابه، كما أن التلاميذ سيتعلمون أيضاً استعمال <Organic waste> او النفايات العضوية. بالنسبة الينا لم نقدر ان نقف مكتوفي الأيدي ازاء ما يحصل في البلد من تلوث ومشاكل بيئية بسبب النفايات، واعتقد ان الحل الوحيد للتخلص من هذه المشكلة هو ان نبدأ مع الصغار وان نعلمهم كيفية الحفاظ على البيئة والا نقول انه ليس بوسعنا القيام بشيء، فإذا أردنا ان نحافظ على بلدنا فيجب ان نعلم أبناءنا كيف يحافظون على البيئة.

ــ اليوم انت والسيدة باسكال شويري تعملان سوياً لإطلاق حملات من هذا النوع، فهل ستنضم اليكما سيدات للعمل والتعاون معاً؟

- منذ البداية حتى الآن عملت وباسكال ضمن هذه المشاريع والحملات وحدنا ونأمل ان تنضم الينا السيدات، مع العلم ان هناك متطوعات يشاركننا النشاطات أيضاً، وأحياناً يساعدنا الشبان والشابات الجامعيون في هذه النشاطات مثل حملات التشجير وما شابه.

لارا-حنا-دبس------A-سوسن-بو-فخر-الدين---فادي-يرق---باسكال-شويري-ســ برأيك الى اي مدى يقدر المجتمع المدني ان يقوم بمثل هذه المبادرات التي تفيد البلد؟

- لطالما كانت المبادرات الفردية في لبنان متميزة، فالمجتمع المدني يعمل جاهداً لتقديم المساعدة والدعم للبلد على مختلف الأصعدة. والمجتمع المدني يقدر ان يحرك القضايا التي تتعلق بالوطن سواء البيئية او غيرها. وطبعاً هذا حقنا فنحن لا نطالب بشيء الا حقنا المشروع الا وهو ان نعيش في بلد نظيف وغير ملوث لأن الأمراض تتكاثر بسبب تفاقم أزمة النفايات من جهة، ونأسف لعدم الحفاظ على البيئة ككل من جهة أخرى. لقد استفزني مشهد النفايات كثيراً والبعض يشعر بالاستسلام وبأنهم لا يقدرون ان يفعلوا شيئاً ازاء تفاقم هذه الأزمة، ولكن هذا ليس مبرراً كي لا نعمل يداً بيد لانقاذ بلدنا. فعندما بدأت الأزمة تتفاقم أكثر فأكثر فكرت بأن اغادر مع اولادي الى الخارج، الا انني أعدت التفكير وقلت: لماذا سأرحل؟ فاذا لم يكن هناك حلول فسأسعى بنفسي لتقديم اي مساعدة بما يتعلق بالجانب البيئي لانني خفت ان أخسر لبنان ولهذا قررت البقاء والمثابرة بالرغم من كل شيء.

ــ وهل تتفاءلين اليوم في العهد الجديد؟

- لقد سمعنا عن ان هناك مشاريع لإنشاء مصانع اعادة التدوير، أتمنى ذلك ولكن حتى الآن لم نرَ تطوراً على أرض الواقع ولكننا ننتظر ما ستحمله الأيام المقبلة.

ــ وهل تتعاونون مع الاتحاد الأوروبي وغيره من المنظمات الأوروبية التي تمول مثل هذه المشاريع التي تهتم بالبيئة والصحة والانسان؟

- طبعاً تعاونا أولاً مع <جمعية الثروة الحرجية والتنمية>، الا اننا عملنا أيضاً مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي <UNDP> حيث قمنا بحملة توعية في المدارس حول المياه وضرورة الحفاظ على كل قطرة ماء.

ــ هل من مشاريع مستقبلية؟

- طبعاً يسعدني انني اهتم بكل ما يتعلق بالبيئة، إلاّ انني اعمل ضمن مجال آخر أيضاً الا وهو تصميم الأسوار التي اصنعها بنفسي وابيعها وما اجنيه اقدمه لجمعية (Chance Association) - (Children against Cancer) اذ بدأت بصنع الاسوار كهواية وللتسلية، ثم وصلني شيك بمبلغ كبير فحولته الى <مركز سرطان الأطفال> عندئذٍ قلت في نفسي: لم لا اقوم بهذا العمل بشكل متواصل؟ وبالفعل بدأت اسافر واشتري الاحجار واصنع الاسوار وأبيعها واقدم المال للجمعيات. ولا بد من الاشارة هنا الى ان شريكتي وصديقتي باسكال شويري تملك مجلة <Beyond> التي تصدر باللغة الانكليزية وهي تُعنى بشؤون البيئة، وباسكال هي رئيسة التحرير وتنشر كل الأخبار والنشاطات التي نقوم بها.