تفاصيل الخبر

جـمـعـيـــة ”إدراك“ تـضــــع مـســودة قـــانـون لـحمـايـــــة كبــار الـســن فــي لـبـــنان من الـتـمـيــيــــــز والـتـهـمـيــــش!

12/01/2018
جـمـعـيـــة ”إدراك“ تـضــــع مـســودة قـــانـون لـحمـايـــــة  كبــار الـســن فــي لـبـــنان من الـتـمـيــيــــــز والـتـهـمـيــــش!

جـمـعـيـــة ”إدراك“ تـضــــع مـســودة قـــانـون لـحمـايـــــة كبــار الـســن فــي لـبـــنان من الـتـمـيــيــــــز والـتـهـمـيــــش!

 

بقلم وردية بطرس

--الدكتور-جورج-كرم--a

حقوق كبار السن لا تختلف عن حقوق اي انسان... وللأسف، يُحرم كبار السن في بعض الحالات من حقوقهم الأساسية او يواجهون التمييز بسبب السن. ولتجنب اي إساءة او عدم احترام لحقوقهم، يجدر ابراز بعض الحقوق المهمة التي يتم تهميشها في بعض الأحيان، فماذا عن حقوق كبار السن في لبنان؟ وهل هناك اهمال وتمييز تجاههم؟ انطلاقاً من حرصها واهتمامها بكبار السن قامت جمعية <ادراك> بدعم من مبادرة الشراكة الأميركيــــة الشرق أوسطية بمشروع الحفاظ على حقوق كبار السن في لبنان، وأسفر المشروع عن صياغة قانون جديد يحمي كبار السن في لبنان من التمييز والاهمال في أعقاب مراجعة قانونيــــة شاملـــــة للقوانين المتعلقة بكبار السن في لبــــنان. وتتيـــــح مســـــودة القانــــــون الذي تقترحه الجمعية لكبار السن او لشخص يعاني من عوارض غالباً ما تكون ناتجة عن التقدم في السن من اتخاذ تدابير احترازية قبل ان تتدهور حالته الصحية ويصبح فاقداً لادراكه وأهليته شبه معدومة. وان رسالة الجمعية وأهدافها تركز بشكل خاص على كيفية حماية كبار السن الذين يعانون من أمراض نفسية او عصبية كمثل حالات المراحل الأولى لمرض <الألزهايمر> او الهذيان او الجلطات الدماغية وغيرها. وتشكل هذه الآليات سبيلاً ملائماً لتوسيع دائرة حماية هؤلاء من أشكال سوء المعاملة او الاستغلال التي يمكن ان يقعوا ضحيتها نتيجة وضعهم الصحي وتكفل لهم حرية الخيار وفرصة للتعبير عن ارادتهم في تسيير شؤون حياتهم بعد ان يفقدوا جزءاً او كامل ادراكهم. كما يهدف المشروع الى زيادة الوعي حول حقوق كبار السن من خلال حملة توعية وطنية لسكان لبنان... إذ من المهم الحفـــــاظ عـــــلـى حقــــــوق كبـــــار السن وهي التالية: الحق في المساواة وعدم التمييز على أساس السن. الحـــــق في الحماية من سوء المعاملة. الحـــــق في العيـــــش بكرامـــــة وأمــــــان. الحـــــق في الاندمــــــاج في المجتمع. الحق في ظروف معيشية لائقة والحصول على الغــــــذاء الكــــــافي والمــــــاء والملبس والمسكن. الحق في الرعاية الصحية والرعاية الصحية النفسية. الحق في الوصول الى ملفهم الطبي والحصول على معلومات عن تشخيصهم واتخاذ القرار بشأن علاجهم. الحق في الضمان الاجتماعي. الحـــــق في التعليـــــم وبنــــــاء القــــــدرات والتدريب. الحق بالتمتع ببيئة آمنة. الحق في المشاركة في الحياة العامة وأنشطة التنمية المستدامة.

القوانين المتعلقة بكبار السن

 

بالنسبة للمراجعة القانونية للقوانين المتعلقة بكبار السن في لبنان، فلقد أنجزت جمعية <ادراك> مراجعة قانونية شاملة للقوانين المدنية المتعلقة بكبار السن والتي تذكر قدرتهم العقلية. وقد شملت هذه المراجعة كل القوانين في لبنان، فضلاً عن المعايير والمبادىء الدولية التي تؤمن الحماية القانونية للمسنين، كما أجريت دراسات مقارنة في ما يتعلق بسياسات بلدان أخرى لحماية كبار السن، وقد سمح هذ المسح بتحديد الثغرات القانونية والفرص المتاحة للتعديلات، وساهم في وضع مشروع القانون من قبل <ادراك>. وفي أعقاب المراجعة القانونية الشاملة التي أجرتها جمعية <ادراك> والعديد من حلقات حوار والاجتماعات التشاورية مع معنيين في شؤون كبار السن، وضعت <ادراك> مشروع قانون يسمح لكبار السن او الأشخاص الذين يعانون من عوارض غالباً ما تكون ناتجة عن التقدم في السن من اتخاذ تدابير احترازية قبل ان تتدهور حالتهم الصحية ويصبحوا فاقدين لادراكهم وأهليتهم شبه معدومة. ويسمح القانون الجديد لكبير السن بتعيين شخص موضع ثقة في حين تكون لديه القدرة العقلية الكاملة لاتخاذ القرارات.

 

الاختصاصي في طب النفس عند الراشدين وكبار السن الدكتور جورج كرم ومشروع القانون

فما أهمية مشروع قانون يتيح لكبار السن بأن يتمتعوا بالحماية قبل ان تتدهور صحتهم؟ وكيف يقدر المسن ان يحمي نفسه من الشيخوخة؟ وغيرها من الأمور يطرحها الدكتور جورج كرم، اذ يعتبر انه انطلق من تجربة جمعية <ادراك> مع كبار السن وخصوصاً حالات اساءة معاملة ذوي القدرات العقلية المتناقصة من هؤلاء وحرمانهم حقوقهم الأساسية، وبأن منهجية تشاركية اعتمدت في تنفيذ المشروع اذ شكلت الجمعية مجموعات نقاش عدة مع الجهات المعنية بالموضوع لتحديد التحديات والثغرات التي يواجهها كبار السن ويقول:

- لقد أجرينا مراجعة قانونية شاملة للتمكن من وضع مشروع قانون يتيح لكبار السن او لشخص يواجه عوارض الشيخوخة بأن يتمتع بالحماية وباتخاذ التدابير الوقائية قبل ان تتدهور حالته الصحية وتؤثر على قدراته العقلية. ومن التدابير الاحترازية التي يلحظها القانون المقترح، على سبيل المثال تمكين كبار السن، قبل ان يفقدوا قدراتهم العقلية، من توكيل أشخاص يثقون بهم لكي يتولوا القيام نيابة عنهم بأعمال محددة سلفاً. ولقد نظمت الجمعية سلسلة ورش عمل لعرض القانون والسعي الى تأمين دعم الجهات الحكومية المعنية في اطار جهودها لحشد التأييد للمشروع بما يتيح احالته على مجلس النواب.

ويتابع:

- لأن لدينا خبرة بما يتعلق بكبار السن فقد عملنا على هذا المشروع، لاسيما أن المسنين في لبنان مهمشون او غير محميين قانونياً، وكنا نقوم بنشاطات عديدة في السنتين الأخيرتين وأردنا ان نعمل ضمن مشروع قانون لحماية المسنين في لبنان، فبدأنا منذ سنة تقريباً بمسح شامل لكل القوانين اللبنانية المتعلقة بكبار السن لنرى ما هي القوانين المتعلقة بكبار السن وإذا ما كان هناك تهميش ام لا، وكذلك قمنا بدراسة عن بعض البلدان مثل فرنسا وانكلترا وكندا حول القوانين المطبقة فيها بشأن كبار السن والتي لا يتمتع بها كبار السن في لبنان ونحاول ان نعمل ضمن هذا الاطار. وبعد المسح الذي قمنا به مع مجموعة متخصصة تركز على كبار السن والمشاكل اليومية التي يعانون منها، رأينا انه يجب ان يكون هناك قانون لحماية المسنين في لبنان، خصوصاً الذين بدأوا يفقدون الأهلية لاتخاذ القرارات، كما رأينا ان هناك سوء معاملة واستغلالاً تجاه المسنين، وعندئذ قررنا ان نعمل ضمن مشروع قانون، فقدمنا المسودة للوزارات وهي الآن تطلع عليها لتوقعها، وبعدها نقدمها لمجلس النواب لكي يصدر القانون لحماية كبار السن.

 

فقدان الذاكرة والكآبة

 

ــ وما هي الأمراض التي تجعل المسن غير مسؤول عن نفسه ويحتاج للمساعدة؟

- أولاً الأمراض التي لها علاقة بالذاكرة مثل <الالزهايمر> وكل ما يتعلق بفقدان الذاكرة وما شابه. ثانياً الكآبة اذ عندما يبدأ المسن بتناول أدوية تؤثر على تركيزه فتحدث معه جلطات. وهناك أمراض تؤثر على تركيزه فيفقد الأهلية وهنا يتعرض للاستغلال، لذا نعمل لكي لا يتعرض المسن للاستغلال، فكبير السن يقدر ان يقرر ما يريده بما فيها الأمور القانونية، ولهذا عملنا ضمن هذا القانون الذي لا يتعلق فقط بحماية المسنين بل بكل انسان حتى لو كان في الأربعين او الخمسين من عمره ولا يزال بكامل وعيه، فإنه يقدر ان يكتب وصية انه اذا فقد الأهلية فبامكانه ان يوكل شخصاً ما ليكون مسؤولاً عنه وينفذ ما يطلبه منه. فالشخص حتى لو لم يكن مسناً يمكنه ان يختار اي شخص ليتخذ القرار المناسب له في حال شعر انه بدأ يفقد الأهلية، وفي هذه الحالة يتوجه الشخص الموكل من قبله الى القاضي لتفعيل القانون، وعندما يقرر القاضي ما اذا فقد الشخص الأهلية ام لا، وطبعاً لا يتم ذلك بدون التقرير الطبي الذي يوضح ما اذا فقد الشخص الأهلية، عندذاك يقدم التقرير الى المحكمة واذا شعر القاضي ان هناك استغلالاً يقدر ان يطلب من الشخص الموكل ان يهتم بالأمور القانونية.

 

حملات لتوعية الناس

51b57028-6e61-4588-a46a-53c2b5920fe2_16x9_600x338--a 

ــ والى اي مدى تساهم الحملات التي تقومون بها بتثقيف الناس؟

- نقوم بتوعية الناس حول هذه الأمور، مع العلم انه لا يمكن القول ان هناك دائماً استغلالاً للشخص من قبل عائلته، ولكن هذا لا يمنع انه يحدث أيضاً، ولسوء الحظ ومن خلال الحالات التي نعاينها نرى انه يتم أحياناً استغلال المسن من قبل عائلته، ولهذا نطلب منه ان يكتب وصيته في حال اصيب بمرض او فقد الأهلية لكي لا يُستغل بأي شكل من الأشكال، وهذا الأمر يريح الأبناء أيضاً لأنه في بعض الحالات يصبح الأبناء في حيرة من اتخاذ قرار يتعلق بوالدهم او والدتهم، مثلاً اذا دخل الوالد في غيبوبة فربما يطلب أحد الأبناء من الأطباء ايقاف جهاز التنفس فيما الابن الآخر لا يقبل بذلك، وهنا لا يعلم الأطباء كيف يتصرفون حيال هذا الأمر، ولكن عندما يكتب الوالد وصيته فعندئذ يُتخذ القرار دون تردد بما يطالب به الوالد. وبالتالي يجب ان يحصل كل مسن على هذا الحق وبأن يتخذ الشخص الموكل القرار الذي طلب منه تنفيذه في حال اصيب بمرض او بغيبوبة الى ما هنالك، كما انه أحياناً تطلب الزوجة والأبناء من الطبيب الا يخبر الزوج انه مصاب بمرض ما وهذا لا يجوز، فمثلاً في أميركا يخبر الطبيب المريض عن حالته ولا يطلب منه أفراد العائلة اخفاء الأمر، علماً أنه في أميركا منذ 60 سنة مثلاً كان أفراد العائلة يطلبون من الطبيب الا يخبر الشخص انه مصاب بمرض ما ولكن اليوم هذا الأمر غير وارد، وبالتالي نحن نحاول في لبنان ان تسير الامور على هذا النحو اي ان يعلم الطبيب الشخص عن حالته الصحية ومرضه مهما كان مزمناً وخطيراً.

النشاط الاجتماعي والرياضة

ضروريان في حياة المسن

ــ هل ترى من المقبول ان الشخص بعد سن التقاعد اي بعمر 64 يلازم منزله وكأنه لم يعد له اي دور في هذه الحياة؟

- أولاً الشخص بعمر 64 يكون بعمر قادر ان يقوم بالعديد من الأمور، لانه بالنهاية العمر ليس فقط رقماً، فعلى الصعيد الصحي قد تجدين شخصاً بعمر التسعين نشيطاً وقوي البنية يقدر ان يقوم بالعديد من الأمور دون مساعدة الآخرين، بينما قد يشعر شخص بسن الستين بأنه مسن ويستخدم العكازة ولا يقدر ان يقوم بأي عمل دون مساعدة الآخرين، بمعنى ان التقدم في العمر لا يعني ان الشخص لم يعد قادراً على متابعة حياته كما كان يفعل من قبل، اذ يرتبط الأمر بمدى اهتمام الانسان بصحته، واذا لم يهتم بصحته فسيظهر وكأنه عجوز، فكلما اهتم الانسان بصحته أكثر تكون صحته أفضل ويعيش أكثر.

ــ وكيف يمكن اقناع المسن بأنه لا يزال شاباً ويقدر ان يعيش حياته بطريقة أفضل؟

- يجب ان يشغل المسن نفسه بأي عمل او نشاط، فبعد سن التقاعد يجب ألا يلازم المنزل وألا تنحصر حياته بين اربعة جدران ليشاهد التلفاز على مدار اليوم، اذ ليس سهلاً على شخص عمل لثلاثين او اربعين سنة أن يقال له لم يعد بامكانك ان تعمل واجلس في المنزل، وفي هذه الحالة تزداد نسبة الكآبة والاكتئاب لديه بنسبة 60 بالمئة، ولكن اذا شغل نفسه بأي شيء فلن يواجه هذه المشكلة، اذاً لكي يحمي نفسه عليه ان يشغل نفسه سواء جسدياً او فكرياً او اجتماعياً، وهنا لا اعني ان يبحث عن وظيفة او عمل آخر ليقوم به بل ان يقوم بأمور يحبها ولم يتسن له القيام بها خلال مسيرته المهنية نظراً لكثرة الانشغالات والمسؤوليات في صباه، فمثلاً العمل التطوعي مفيد جيداً لاسيما للمسنين اذ يشعرون بأنهم منتجون وفاعلون في المجتمع، فهناك العديد من المؤسسات والمراكز التي تحتاج الى متطوعين وبهذه الحالة يقدر الشخص بعد سن التقاعد ان يقوم بعمل تطوعي لكي يشغل نفسه ويشعر بأنه مفيد وفاعل في مجتمعه، ولا ننسى من جهة أخرى ان اي مؤسسة ستستفيد من خبرته وبذلك يخدم مجتمعه وبلده بطريقة رائعة.

وعن النصائح يقول:

- ننصح الناس دائماً ان يزاولوا الرياضة بأي عمر كانوا، وطبعاً ننصح المسن بذلك فتحريك الجسم أمر مهم ومفيد ويجنبه الاصابة بالمشاكل الصحية، كما ان النشاط الاجتماعي مهم أيضاً، فمثلاً اذا خرج المسن يومياً من منزله ليشارك في اي نشاط اجتماعي لمدة ساعتين، وزاول الرياضة لمدة نصف ساعة فإنه سيحمي نفسه من الاصابة بالكآبة والاكتئاب و<الالزهايمر>، وبالتالي يجب الا يجلس في المنزل دون الانخراط في النشاط الاجتماعي ومزاولة الرياضة والا يعرّض نفسه لأمراض الشيخوخة مما سيجعله يبدو عجوزاً، بينما اذا قام بهذه الأمور فسيشعر بالنشاط والحيوية ولن يواجه المشاكل كلما تقدم في السن.

ويختم الدكتور كرم حديثه قائلاً:

- الحملة الوطنية للتوعية حول حقوق كبار السن التي انطلقت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ستستمر الى ان يتم اصدار القانون لحماية كبار السن في لبنان، وتتضمن الحملة اعلانات تلفزيونية واذاعية وأخرى على لوحات الطرق وحملات على الانترنت من أجل تثقيف الناس وتوعيتهم حول هذه الأمور.