تفاصيل الخبر

غسان سلامة وعرش ”اليونيسكو“!

08/04/2016
غسان سلامة وعرش ”اليونيسكو“!

غسان سلامة وعرش ”اليونيسكو“!

 

بقلم وليد عوض

ghassan-salameh-1

وزير الثقافة اللبناني الأسبق الدكتور غسان سلامة، وجه لبنان في مهمات الأمم المتحدة، يرى في نفسه الكفاءة المطلوبة في هذه المرحلة لاستلام منصب المدير العام لمنظمة <اليونيسكو> خلفاً للسيدة <ايرينا بوكوفا> التي تتهيأ لترشيح نفسها أمينة عامة للأمم المتحدة بعد انتهاء ولاية <بان كي مون> في العام 2017، ويؤيدها في هذا الترشيح مندوبو أربعين دولة.

ومجلس الوزراء اللبناني الآن حائر بين اسمين: غسان سلامة (65 سنة) أستاذ معهد العلوم السياسية الدولية في باريس، ومبعوث الأمم المتحدة الى بغداد سنة 2003، وصاحب المؤلفات ومنها <أميركا والعالم وإغراء القوة ومداها>، وبين اللبنانية الأخرى فيرا خوري التي تعمل مساعدة سفير <سنتا لوسيا> لدى <اليونيسكو>، وسبق لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن تبنى ترشيحها، قبل أن يتقدم غسان سلامة بترشيح نفسه للمنصب.

وغسان سلامة عندما يرتقي سدة مديرية منظمة <اليونيسكو> لا يمثل فقط وجه لبنان السياسي والثقافي، وجه جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والمعلم بطرس البستاني، ورواد الأدب والصحافة الأولين، بل يمثل أيضاً الوجه العربي في عالم الغرب، بكل ما فيه من اشراقة حضارية والتزام بشرعة حقوق الانسان التي ساهم في بنائها الدكتور شارل مالك، واعتزاز بأن الحرف الأبجدي ولد في مدينة جبيل، وكان الهدية التاريخية الى العالم.

ويواجه غسان سلامة في الترشيح لكرسي مديرية <اليونيسكو> المرشح القطري الوزير حمد الكواري الذي كان بين مستقبلي الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> عند زيارته للمدرسة الفرنسية في قطر. ويبقى على الحكومة اللبنانية أن تسميه لهذا الكرسي الثقافي العالمي، وان لم تكن هذه التسمية ضرورة لعبور سلامة الى هذا المنصب. فمدير <اليونيسكو> السابق الاسباني <فريديريكو مايور> لم ترشحه اسبانيا بل جاء الترشيح من الأرجنتين.

وإذا ارتقى غسان سلامة منصب الرجل الأول في منظمة <اليونيسكو> فعنده في حقيبته السياسية والثقافية مشروع يقوم على فكرة أن السياسة الدولية التي تولى تعليمها على مدى أربعين سنة متأثرة بتطورات ذات علاقة بالثقافة، أي بمشكلة الهوية والعلاقة بين الحضارات وبكل المشاكل ذات الصلة بالحضارات وبكل المشاكل المتعلقة بالنزوح والعلاقات بين الفئات النازحة والجماعات المقيمة.

وقال غسان سلامة لمندوبة <الحياة> في باريس رندة تقي الدين: ان هناك حوالى ستين مليون لاجئ في العالم اليوم، كما هناك عدد أكبر بكثير في حالة نزوح اقتصادي مما يفتح الباب لمشاكل بين الجماعات البشرية ويؤدي بعدد كبير من البلدان الى اشكال مختلفة من التأزم الثقافي وتأزم الهوية وهما يظهران في أشكال مختلفة بينها العداء للاسلام أو ما يسمى <اسلاموفوبيا>، وهناك أشكال أخرى كالشعبوية ونمو اليمين المتطرف في الديموقراطيات المتقدمة وأحد أشكاله أيضاً التطرف الديني في الدول الاسلامية.

والدور الآن للوعي العربي في التقاط اللحظة المطلوبة لوصول مرشح عربي لمديرية منظمة <اليونيسكو>، وهناك في المجلس التنفيذي لمنظمة <اليونيسكو> سبع دول عربية بينها سلطنة عمان ودولة قطر، وعلى تكاتف هذه الدول حول مرشح عربي واحد يتوقف مجيء عربي أو عدم مجيئه الى عرش <اليونيسكو>، وهي الفرصة التي يجب ألا تضيع كما ضاعت فرصة ايصال عربي الى رئاسة منظمة <الفيفا> عندما تزاحم على الترشيح أردني وبحريني، وكان الحظ لمرشح ثالث من أوروبا وهو <جياني أنفانتينو>.

ويلعب الآن مجلس الوزراء اللبناني ورقة وجود لبنان الثقافي، بترشيح غسان سلامة، وإلا نكون قد أضعناه وأي فتى أضعنا!