تفاصيل الخبر

غنّت للثورة من كلمات والدها المناضل... وتعدّ أخرى عن قصة حب من قلب الساحة!

24/01/2020
غنّت للثورة من كلمات والدها المناضل... وتعدّ أخرى عن قصة حب من قلب الساحة!

غنّت للثورة من كلمات والدها المناضل... وتعدّ أخرى عن قصة حب من قلب الساحة!

 

بقلم عبير انطون

 

الفنانة حنين أبو شقرا: استعراض ”حنين حول العالم“ جاهز ويبقى حلمي ان انطلق به من بلدي أولاً!

 

 

هي في حالة عشق لوطن <سنبنيه بأيدينا> بحسب ما تؤكد لنا. نراها في ساحة الثورة تهتف بلبنان الذي تتمناه عصريا جامعا لابنائه يؤمّن مطالبهم المعيشية، وتُفعّل فيه اجهزة الرقابة والمحاسبة على المواطنين كما وعلى المسؤولين. همها <اللبناني> لا يثنيها عن التوغل اكثر بعد في عالم الفن الذي من خلاله تعبّر أصفى تعبير بالكلمة واللحن والإداء عن الثورة وعن الحب، وانما ايضا عن جمال الغناء والموسيقى عبر جولة فنية من حول العالم من خلال استعراض شيق تأمل ان تنطلق به هذا الصيف من بلدها... فهل يتحقق حلمها، وماذا في جعبتها بعد؟

في حديث راقي مع فنانة تميزت بالجرأة في كلامها كما في اختياراتها الموسيقية على مدى مسيرتها الفنية كان لقاء <الأفكار> مع حنين، وكان حديث متنوع احتلت الثورة فيه حيزا كبيرا، وسألناها اولا:

ــ كان نشاطك لافتا في ساحات الثورة من حيث مشاركتك فيها. ما الذي دفعك الى المشاركة؟

- ليست المرة الاولى التي أشارك بها، وكنت أشارك في التظاهرات المطلبية منذ أيام الجامعة. الأساس ان القاسم الجامع بين المشاركين اليوم هي المطالب المعيشية وليس السياسية، وقد شهدنا جميعنا على تجاهل السلطة للناس، ما أوصلها الى<انفجار> 17 تشرين، فانتفضت في الساحات والشوارع.

ــ سبق للمجتمع المدني ان قام قبلا بتحركات لم تؤتِ ثمارها بحسب ما كان مأمولا منها، ما الذي حركك هذه المرة؟

- لست مناضلة في المجتمع المدني، وانا لا اشارك او اجتمع نهائيا بشكل منظّم مع اية مجموعة. أنظر الى ما يجري واشارك بشكل منفرد.

ــ هل عندك امل بالوصول الى تحقيق الأهداف المرجوة؟

- الامل الوحيد المتبقي هو أن تثور الناس. بالعكس، يُفقَد اي أمل إن بقيت الأمور كما كانت عليه. ومن يرَ حلا للتغيير غير الثورة، فليطلعنا عليه.

ــ سمعت سيدة تقول البارحة في الساحة: <اللي قاعد ببيته شيطان اخرس> بمعنى انه ساكت عن الحق. هل توافقينها؟

- لا الوم أحدا وكل شخص أدرى بظروفه، ومن يستطع النزول فلن يقصّر، لكن المشكلة تكمن بمن لا يريدون أي تغيير... وحتى هؤلاء اتفهمهم، فمن له مخاوف معينة لا يمكن ان تلوميه.

ــ الاسبوع الماضي قصدتم مدينة صور تحت شعار <لقاء الساحات>. كيف تم ذلك؟

- دعونا اليها من قبل مجموعة اشخاص في حراكها، احبوا ان نتلاقى ونتشارك ونتحدث ونغني وكانت جلسة لطيفة.

ــ هل تتخطى الساحات فعلا الابعاد الطائفية والمذهبية والمناطقية؟ ماذا تلمسين في خلال حضورك فيها؟

- شخصيا لست على أتمّ الاقتناع بأن اي فرد، حتى يشارك في الثورة، عليه ان يضع جانبا كل شيء، طائفته وعقيدته وقناعاته الحزبية وميوله وان يعلن انكاره لاي زعيم او سياسي يحبه... لكنني اتساءل حول من يعرضون عن النزول لان فيها مؤيدي فلان او علان، فهؤلاء المؤيدون لفلان او علان والموجودون في الساحات معذبون مثلكم، وان كان يزعجكم وقوفكم الى جانبهم قفوا على رصيف آخر.

ــ برأيك هل ستفرز الثورة قيما وطنية واجتماعية معينة؟

- ليس المهم أن تفرز قيما انما ان تظهر لجميع المواطنين ان متطلباتهم واحدة لحياة سعيدة، ومن بعدها يتجه كل واحد الى دينه وطائفته وحزبه بهدوء، ذلك ان المطالب المعيشية لا يختلف عليها اثنان.

ــ بدا الفقر والبطالة الجامعين الاكبر بين الكثيرين؟

- طبعا. نحن نريد دولة تكون مظلة لابنائها، تحارب الفساد، تُطبق فيها القوانين، وتُفعّل فيها اجهزة الرقابة على المسؤولين كما على المواطنين. لا تعني لي الاسماء بل ممارسة الأشخاص لمسؤولياتهم.

ــ يؤخذ على الثورة ان لا رأس لها او قيادة معروفة للنقاش والتفاوض معها. هل تجدين هذا المأخذ محقا؟

- لقد رد عليه الثوار بشكل ساخر لما اعطوا الطبقة الحاكمة نفسها كمثال بحيث ان المجتمعين في الحكم لا يتفقون بين بعضهم البعض على تشكيل الحكومة من خارج إطار المحاصصة ووسط غليان الشارع، فكيف تريدون من كل الشعب اللبناني ان يتفق على بضعة أشخاص للتفاوض والنطق باسمهم؟ الثورة لا تطالب باسماء بل بنهج اختصاصيين مستقلين، ومَن في الحكم يعرفونهم تماما ولا يعيّنونهم.

الفن.. طبعا!

 

ــ في وضع مماثل، هل من تفكير بالمجال الفني؟

- بكل تأكيد، وانا مستمرة الحن واغني كل يوم كما انني أغني كل اسبوع في احد الأمكنة في بدارو. لا استطيع ان ابتعد عن الموسيقى، ومن خلالها اعبّر اكثر.

ــ هل من جديد؟

- هناك أغنية لم اسجلها في الاستوديو بعد وقد اديتها بشكل مباشر عبر قناة الـ<ام تي في>. فذات نهار توجهت لـ<الصبحية> عند والدي، وهو مناضل قديم، وجدته كتب لي ما يشبه هتافا للثورة، شارحا لي انهم لما كانوا ينزلون الى المظاهرات في السبعينات كانوا يكتبون على هذا الوزن، احببتها جدا ويقول مطلعها: <يا ظالم وين بدك تخبّي مالك/ محكمة الشعب رح تسترجع اموالك>.

ــ هل سنصل الى هذه المرحلة، مرحلة المحاسبة والمحاكمة؟

- ان شاء الله. بالنهاية كل شخص بموقع المسؤولية عليه ان يرضي الناس ويقنعها، وانا اطلب من كل مواطن ان يتطلع الى المسؤول كشخص موجود لخدمته.

ــ هل تفكرين بتسجيل الأغنية؟

- نعم افكر، أقلّه حتى تبقى ذكرى. لما الثورة تنتصر، ونصل الى لبنان الذي نحلم به، ونبنيه بسواعدنا تكون ذكرى جميلة.

ــ لولديك، ابنك وابنتك، ماذا تقولين <وين رايحة>؟

- أشرح لهما الأمور من الناحية الانسانية، الغلاء، العوز، الصحة الخ.. بعيدا تماما عن اي تفكير فئوي، واشرح لهما بأن الناس في الساحات والذين يطالبون بحقوقهم ليس بيدهم مقدرات الحكم، وهم يصرخون من وجعهم... لقد سمعنا جميعا من يقول: لتسقط الاوليغارشية الحاكمة، والاوليغارشية هي حكم تكون فيه السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تتميز بالمال أو النسب أو السلطة تتوارث الحكم والناس <كلها برا>.

ــ الا يقع اللوم ايضا على الناس التي انتجت الطبقة عينها في الانتخابات منذ عام ونصف العام؟

- هناك جزء من الصحة في ذلك، لكن لما تكون الدولة غير ممسكة بزمام الامور يلجأ الناس الى الزعماء باعتبار انهم صمام الامان. ولهذا السبب، عندما يسري القانون على الجميع وتبنى الدولة بما يفترض ان تكون عليه بمعنى الرقابة والقوانين والمؤسسات لا يعود المواطن بحاجة للزعيم و<الوسايط>.

ــ هل تخافين على شقيقك الممثل بديع أبو شقرا؟ مواقفه جريئة ومباشرة جدا. هل تقولين له <خفف منها> فأنت فنان ويمكن ان يؤثر خطابك على عملك؟

- أبدا لا اقول له <خفف منها>. الأهم ان يصيب ما يقوله اوسع فئة من الناس وليس شريحة معينة.

ــ هل تنسقان النزلة؟

- احيانا واحيانا لا، ونلتقي في الساحة.

ــ أية أغنية تردّدين هذه الايام ولها عندك وقع معين؟

- <من اول ما تكوّن يا وطني الموج> للسيدة فيروز. لا وطن لنا غير لبنان، فنحن نحبه ونعشقه.

وتضيف حنين:

- الاغنية الثورية تحمس الناس، لكن الاغنية التي تحكي عن محبتنا للبنان وتعلقنا به كأغاني فيروز وصباح ووديع وزكي ناصيف كمثل <اشتقنا ع لبنان، وقلعة كبيرة، وع لبنان لاقونا>... وغيرها، تمس الناس في الصميم أكثر وتجعلهم يتمسكون بأرضهم على نحو أكبر.

ــ لماذا برأيك؟

- لانها تحكيهم عن لبنان المثالي وصورته الحلوة.

ــ قرأت في أحد المواقع عن المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني، إنّه صوّر طلب هجرة إلى كندا واحتفظ به، مشيراً إلى أنّه يفكّر بالهجرة مثله مثل كلّ اللبنانيين الذين يؤلمهم ما آلت إليه الأمور في لبنان.. لمّا يفكر سليل العائلة الرحبانية بترك لبنان، ماذا يُنتظر من الآخرين؟

- لا الوم احدا على اي قرار. لكل شخص اعتباراته الشخصية والانسان يفتش عن ارضاء طموحه وتقدمه. شخصيا أتمنى ان يبقى لبنان متسعا لكل اهله وناسه وفنانيه وادمغته ولكل مواطن فيه من الافقر للاغنى ولو ان ما أقوله بمثابة الحلم.

ــ ما هي نسبة الامل؟

- عالية. ليس مفترضاً ان يولّد التغيير المشاكل. هو حق للشعوب. الثورة حق.

ــ ثورات <الربيع العربي> لم تكن محمودة النتائج. اليس كذلك؟

- انا اتكلم عن الاساس، القاعدة العامة. من المفترض ان تحدث الثورة تغييرا ايجابيا.

ــ ولكنها تتطلب نفسا طويلا... هل نملكه؟

- لا اعرف. لا أفكر بنفس طويل أوقصير بل بتحقيق المكتسبات الواحد تلو الآخر فما ان يتحقق واحد حتى يتم الانتقال للذي بعده. ولما تنكفئ الثورة احيانا، فهي لا تنطفئ انما يكون ذلك بمثابة استراحة المحارب حيث تراقب وتقرر بانتظار ضغط جديد.

ــ بلدتك <عماطور> الشوفية تضم الكثيرين من المتعلمين وهي معروفة بنسبة الوعي الكبير التي فيها. ما موقف اهاليها مما يجري، وهل يعود ذلك بحسب الاشخاص والاجيال او الحاجة؟

- اعتقد بان الغالبية، وهنا أتكلم بحسب معرفتي باهل ضيعتي، وطنيون ويريدون دولة القانون، واهل القرى يشعرون بالازمة أكثر منها في المدينة.

حب من قلب الثورة..

ــ ماذا في كواليس اغنية جديدة تحضرين لها. اطلعينا على تفاصيلها.

- كتبت ولحنت اغنية عن قصة حب في الثورة نشأت بين شخصين التقيا في احدى الساحات فيغرمان ببعضهما البعض ويأتي كل منهما من بيئة مختلفة عن الآخر، وهي من كلماتي والحاني وغنائي.

ــ أوليسا أيضا من دينين مختلفين كمثلكما زوجك وأنت؟

- لم ادخل في هذا التفصيل. لكن غالبا، لمّا يكونان من منطقتين مختلفتين يكونان من دينين مختلفين.

ــ وماذا عن الاستعراض الذي اعددته؟

- هو <شو> بعنوان <حنين حول العالم> كان من المفروض ان يكون في مهرجانات السنة السابقة، لكن تعرفون ان الازمة بدأت تتفاقم منذ العام الماضي اي قبل الثورة بكثير وراحوا يحكون عن الطحين والدولار والبنزين وعن معاشات الموظفين وسلسلة الرتب والرواتب ويقتطعون من معاشات المتقاعدين العسكر والقوى الامنية، اي ان كل صمامات الامان التي <اندق> بها قبل الثورة هي التي فجرتها وكان آخرها الضريبة على الـ<واتساب>... لم تمح من أذهاننا بعد صورة العسكر وبينهم من بترت اطرافهم او فقدوا اعضاء من جسدهم في الحرب. كان مشهدا يستفز الحجر.

ــ لأي مهرجان كنت تنوين التقدم بها؟

- الى<مهرجانات جبيل> او واحد من المهرجانات التي تجري عادة كـ<بعلبك> او<بيت الدين> وغيرها، لكن وضع المهرجانات كان صعبا العام الماضي... آمل ان تكون الاوضاع قد هدأت في الصيف.

ــ طالما انه من حول العالم فهل يضم لغات وايقاعات مختلفة؟

- هو باللغة العربية ويضم انماطا موسيقية مختلفة مع راقصين وفرقة من 14 عازفا.

ــ وكلفة انتاجه، هل هي مرتفعة؟

- ليس فعليا، وسأسعى مع المهرجانات ان يكون ذلك في انتاج مشترك بيني وبينهم.

ــ هل تفكرين بطرحه على مهرجانات عربية او حفلات كبرى، فالسعودية مثلا تفتح الباب للحفلات الآن، هل يمكن ان تتقدمي به اليها؟

- يبقى حلمي ان انطلق به من بلدي اولا.

ــ أحد مديري التصوير قال انه لن يكون لرمضان المبارك نجم لبناني نشاهده من خلال مسلسل لبناني لان عجلة الانتاج متوقفة لشهر رمضان الفضيل. ما رأيك؟

- لا أدعي بأنني اعرف بقطاع التمثيل، واعتقد ان بين النجوم من صوّر سابقا. بأي حال فإن أي قطاع يتوقف فان فيه ضررا ليس لناسه فقط انما لنا جميعا. كل الأمل ان نعود للنهوض بالبلد كله من جديد... فمن اكثر منه يستحق؟