على مثال <الماترا> التي حمّلها <مصطفى> في فيلم <النبي> كتاباته وأوراقه حتى تنشرها في العالم أجمع بعد إعدامه من قبل السلطات التي لا تروقها الكتابات الثائرة، أرادت النجمة اللبنانية سلمى حايك ان تنشر رسالة جبران خليل جبران في العالم أجمع. ومن لبنان أرض أجداد الفيلسوف العالمي، وحيث جذور سلمى حايك انطلقت الحكاية، حكاية فيلم كرتوني رائع، ضمّنه السيناريست الذي كان على رأس المخرجين العشرة للفيلم <روجر آلرز> ما كتبه جبران بروحه، فجاء تحفة على عدة مستويات، وهو للعائلة بكل أفرادها. فماذا عن الفيلم، وعن سلمى حايك فيه، وعن زيارتها الحدث، وهي الزيارة الاولى للبنان؟ في تحقيق <الأفكار> التفاصيل كافة...
12 مليون دولار..
بكلفة اثني عشر مليون دولار وفي إنتاج مشترك لجهات عديدة، انتهى فيلم <النبي> لـ <كليل جبران>. نعم هكذا كتب الاسم، وكان ذلك مدار بحث وجدل. فالكاتب الكبير عندما هاجر الى أميركا مع أمه كاملة واخوته، كتب له الموظف الرسمي في بلاد العم <سام> الاسم بهذه الطريقة فطارت <الخاء> العربية. الفيلم توقف عند هذا الأمر مع لجنة جبران الوطنية برئاسة الدكتور طارق الشدياق الذي شرح كيف ان منتجي الفيلم اتصلوا بهم لحيازة حقوق فيلم <النبي>، وهم الجهة الوحيدة المخوّلة بذلك ويمثلون أصحاب ملكية أعمال جبران.
من جهته، السيد جان رياشي من بنك <اف اف اي> اعتبر الأمر مغامرة عندما عرض عليه المساهمة بإنتاج الفيلم، ما خفف وقع التردد كان اسم سلمى حايك. فزوج سلمى الملياردير الفرنسي الشهير <هنري بينو> صديقه منذ ما يفوق الثلاثين عاماً اتصل به للتأكد من صحة الخبر، وهل ان سلمى هي فعلاً مستعدة لذلك، فأتاه الجواب ايجابياً، ما استدعى رياشي وزوجته لقاءً عاجلاً على الغداء في باريس مع سلمى وزوجها، اندهش خلاله رياشي لحماسة سلمى المفرطة في إنجاز الفيلم، ولما عاد قال للمساهمين معه: <فلنوقع المشروع>. ويذكر هنا ان ثروة <بينو> زوج سلمى تصل اليوم الى حدود 11.5 مليار دولار ورثها عن أسرته، وهو يبرز كأحد كبار أثرياء فرنسا وأكثرهم حباً للأضواء. فهذا الفرنسي الشهير هو ابن مؤسس شركة <بي بي آر> اكبر شركات التجزئة في باريس الذي أصبح فيما بعد رئيس المجموعة التي تعمل في مجالي عمل أساسيين هما: الفخامة واسلوب الحياة، ويضم علامات تجارية فاخرة مثل <غوتشي> و<ستيلا ماكارتني> وغيرهما، و كان متزوجاً ايضاً من ثلاث نساء قبل سلمى بينهن عارضات الأزياء جميعهن مشهورات.
الكرتون.. لماذا ؟
اختارت سلمى حايك لفيلم <النبي> ان يكون بطريقة <الانيمايشن> اي الرسوم المتحركة. انه أسلوب العصر الحديث، وهي تجربة مختلفة كلياً عن إنتاج اي فيلم عادي. جندت للمشروع الذي راودها منذ العام 2011 عشرة مخرجين، بينهم المخرج القطري محمد سعيد حارب مخرج مسلسل <فريج> الذي حظي بشعبية كبيرة في منطقة الخليج، ما جرّ لها تمويلاً من مؤسسة قطر للمشاركة في الانتاج أيضاً. تشرح سلمى ان ما دفعها للإنتاج هو هذه الرائعة لجبران، وهي من روائع الأدب العالمي الذي يشكل مصدراً للحكمة والإلهام بالنسبة للملايين من الناس في شتى انحاء العالم. وقالت: لأنني متحدرة من أصول لبنانية، كنت فخورة لكوني جزءاً من هذا المشروع الذي يقدم هذه التحفة الإبداعية للجيل الجديد بأسلوب لم يسبق له مثيل.
ما بين باريس ونيويورك، كانت سلمى تعيش لحظات صناعة الفيلم الذي أنجزته مع <كلارك بيترسون> و<رون سينوكووسكي> وقام بتمويله معها كل من مجموعة <مايغروب> اللبنانية، بنك <اف اف ايه> الخاص، <جاي آر دبليو انترتينمتن> و<كود بروداكشن>. غير إنتاجه، لعبت سلمى فيه بصوتها دور <كاملة> ام <الماترا> بلكنة اميركية لذيذة .لقد عاشت التفاصيل يومياً عبر الهاتف والاتصالات المختلفة، ما جعل ابنتها <فالنتينا> من الملياردير الفرنسي تعيش اياماً صعبة ومربكة. لكن لا بأس فلـ<فالنتينا> والجيل الجديد أرادت سلمى أن تقول: <إن جمالية هذا العمل لا حدود لها، والفيلم يقدّم درساً مفصّلاً للرسالة لكتاب <النبي> الأكثر شهرة في العالم من خلال فتاة صغيرة عمرها ثماني سنوات تلتقي بالمصطفى السجين السياسي في جزيرة متخيّلة وتعيش مرحلة التحدي والتحوّل لدى بطل الرواية والفيلم، المصطفى، بعد إطلاق سراحه من قبل حاكم الجزيرة وكيف يستطيع مساعدة الناس لحياة أفضل>.
أضافت سلمى:
- أعتقد أن الصور المتحركة هي فن لا حدود له وأمر جميل أن هذا العمل الكبير تعطي له «الأنيمايشن» بُعداً تحليلياً يسهّل تفسير الكتاب. <لقد تعلمت الحياة عبر هذا الكتاب. أردت ان أنقل فلسفة الحياة عبر نظرة طفولية. فهو يتكلم بأمور بالغة العمق وأردته بطريقة سهلة، لا بل ساذجة، وهذا ما لا يمكن ان يؤمنه الا الرسوم المتحركة. اننا في أمسّ الحاجة الى مفاهيم ومبادىء إنسانية يتربى عليها الجيل الناشئ، على الرغم من أن جبران هو كاتب وأديب لبناني إلا أن أعماله وأدبه وكلماته موجهة إلى كل العالم وأبناء البشر، فهو كان وسيبقى أكبر من بلده.
وتكمل المثيرة السمراء:
- يجب ان نذهب الى أماكن أبعد. لبنان يستطيع تصدير الفن الى العالم كله وهذا ما نثبته اليوم من خلال إطلاقنا الفيلم في وقته، لننافس إنتاجات كبيرة وسنربح. لقد دهشت بسحر هذا البلد، وأنا زرت فيه أماكن متعددة، وأستطيع القول بحق ان فيه مناظر من أجمل ما رأيت في حياتي. كذلك فإن الضيافة والحفاوة التي استقبلت بهما تمسّانني جداً وأنا سعيدة بالجولة التي قمت بها لمخيم اللاجئين السوريين في البقاع، ولمتحف جبران في بشري، وفي جولتي على <مركز سرطان الاطفال> والعشاء الخيري الذي أعد لدعمه. إلا ان بطلة <ديسبيرادو> فيلمها الاشهر مع <انطونيو بانديراس> لم تستطع زيارة بلدتها بعبدات التي كانت قد أبرزت بالوثائق عبر رئيس بلديتها الدكتور نبيل سلهب ان جذور سلمى حايك تعود اليها من والدها سامي - المعروف باسم سامي حايك دومينيغيز المدير التنفيذي في احدى شركات النفط والذي شغل منصب عمدة مدينة <كوتزكولكوس> المكسيكية في السابق-، وان جدها لوالدها هاجر الى المكسيك من بلدته الام بعبدات في أوائل القرن الماضي. اما والدتها فهي مغنية الاوبرا المكسيكية الشهيرة <ديانا خيمينيز مِدينا> وقد ورثت عنها سلمى حبها للفنون، في حين أراد والدها ان تدرس وتدخل مجال العلاقات الدولية. ويعرف الجميع اليوم ان سلمى لم تكن في طفولتها طالبة هادئة ومسالمة ولم تولِ أهمية كبرى للدراسة بقدر ما خصّصت وقتاً لتحضير المقالب للراهبات المسؤولات عن المؤسسة. ولعلّ أبرز هذه الحيل تأخير ساعاتهن ثلاث ساعات إلى الوراء، ما أدى إلى طردها بعد فترة وجيزة.
<ليام>.. و<غبريال>
نجم هوليوود <ليام نيسن> وضع صوته على شخصية <المصطفى>، الا انه لم يكن في الوفد المرافق لإطلاق الفيلم. في هذا الشأن، يقول واضع السيناريو والمخرج <روجر آلرز> الذي سبق وقدم الفيلم الكرتوني <ذا ليون كينغ>: <كان <ليام> يحضر لوضع صوته بحماسة فائقة ولم يكن يؤديها قراءة، فقد حفظ مقاطع كثيرة من كتاب جبران الذي يعرفه عن ظهر قلب>.
أما غبريال يارد فهو من وضع الموسيقى التصويرية لـ<النبي>، العنصر الاجمل ربما في الفيلم. من يستمع اليها بين النغمات الشرقية والغربية، يدرك ان واضعها مسكون بالموسيقتين الشرقية والغربية معاً. رائعاً كان فيه حائز <الاوسكار> عن فيلم <المريض الانكليزي>. تحيته لفيروز والرحابنة في إشارة الى موسيقى اغنية <ريما>. هو ايضاً كما سلمى تعيش فيه روح الشرق وعن ذلك قال:
- كما رأيتم سلمى حايك تقول انها من جذور لبنانية وأنا ايضاً، وهذا المشروع قريب من قلبي لأن كتاب <النبي> فيه سحر الشرق. يعتبر الكتاب الاكثر مبيعاً عبر التاريخ حيث بيع منه أكثر من مئة مليون نسخة منذ تاريخ نشره عام1923، ويعد كاتبه جبران خليل جبران ثالث الشعراء قراءة بعد <شكسبير> و<لاو تزو> وقد ترجمت أعماله الى أكثر من اربعين لغة. وكان جبران قد غيّر عنوان هذا الكتاب أربع مرات قبل ان يبدأ بكتابته وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1918 كتب الى مي زيادة يقول: <هذا الكتاب فكرت بكتابته منذ ألف عام>، وكرّس جبران له جل وقته وهو يحوي خلاصة آرائه في الحب والزواج والأولاد والبيوت والعمل والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والاخلاق والموت والحياة واللذة والجمال والكرم وغيرها..
الكبة الزغرتاوية و<التورتيلا>..
أهدت سلمى الفيلم لروح جدها اذ لطالما رافقه بالقرب من سريره، الا انها لم تستطع قراءته لأنه باللغة العربية، اللغة التي لا تستطيع سلمى التكلم بها لأنها للأسف لا تجيدها. من هذا المنطلق، وعند سؤالها عن دبلجة الفيلم الى اللغة العربية، بدل ترجمته فيها عند اسفل الشاشة باللغة العربية مع رفيقتها الفرنسية قالت: <لا أجيد اللغة اعذروني، انا محبطة بسبب ذلك، وفريق التوزيع والإنتاج يمكنه البحث في هذا الأمر>. كذلك فإن محاولات والد سلمى رجل الاعمال المكسيكي من أصول لبنانية في تقريبها الى بلدها الام فعلت فعلها فيها، اذ جذور حب أرض أجدادها في نفسها حتى ولو كانت في زيارة أولى له. في هذا الصدد، علقت سلمى ممازحة:
- اندهشت احدى السيدات البارحة كيف انني أحب الأكل اللبناني وأستلذ به وكأنني اتناوله للمرة الاولى، مجيبة: <سيدتي، انا أكلت الكبة الزغرتاوية قبل <التورتيلا> والاطباق المكسيكية جميعها>. وكانت حايك قد شاركت في غداء في مطعم <شباط> في بشري مع نواب بشري موطن قلب جبران، كما كان يصفها، بينهم النائب ستريدا جعجع التي رافقتها في زيارتها لمتحف جبران حيث عانقت تمثاله وكتبت في سجله الذهبي. وكانت قد تمنت عبر الوفد المرافق الذي نظم زيارتها الا يشارك في الغداء رسميون ما عدا نواب بشري، غداء تضمن أشهى المأكولات التراثية اللبنانية بما فيها خبز الصاج على التنور، علماً ان سلمى، وفي أوقاتها السعيدة تهوى تذوق النبيذ الجيد، وهي تحب الطعام جداً، كما انها لا تمارس الرياضة كما تصرح وقد انطلقت مؤخراً نحو <اليوغا> التي تبعث فيها شعوراً بالراحة لا يقاوم.
قصيرة وممتلئة بـ<الكاريزما>..
واذا كان إطلاق الفيلم في لبنان أولاً، ومن صالات <سينما سيتي> في وسط المدينة تحديداً، سيعقبه الافتتاح في السابع من آب/ اغسطس في الولايات المتحدة، فإن سلمى كانت قد مهدت له بشكل كبير في مهرجان <كان> السينمائي للعام 2014 حين أطلت على السجادة الحمراء بفستان وردي رائع. هناك حملت سلمى مشروعها لتسوقه وحرصت على ان تقدم في احتفال خاص مقاطع منه وهو بعد في طور الإنتاج، كما استضافت عدداً من النجوم ومن بينهم الممثل الفرنسي الشهير <جيرار دوبارديو> لتحية العمل وجبران، وكان قد وصل الى الشاطئ الفرنسي عبر طائرة <هليكوبتر> خاصة وذلك خصيصاً للمشاركة وقرأ من كتاب <النبي> بالفرنسية المقطع الخاص بالأطفال.
واذا ما لفتت سلمى الانظار بفستانها الوردي في <كان>، فإن اطلالاتها جميعها في لبنان كانت من توقيع مزين الشعر فيكتور كيروز، اما لمسات الماكياج للشاب المحترف الكبير بسام فتوح. من ناحية الازياء، فقد تولاها كلها المصمم ايلي صعب الذي شاركت بعشاء حميم جمع بعض الاصدقاء في بيته، ولم يعرف اذا ما رافقها والدها او زوجها اليه، اذ ان التكتم كان سيد الموقف. وسلمى السعيدة بإنجازاتها لا تعتبر نفسها جميلة ومغرية كما يروج البعض وهي قالت في أحد لقاءاتها: <أنا قصيرة القامة ومنحنياتي البارزة منعت عني بعض الأدوار.. ولمن لم يسبق أن رأوني في الحقيقة، فأنا قصيرة القامة (157 سنتمتراً). لديّ جسد متعرّج، ولا أناسب الصور النمطية المكرّسة عن النساء اللواتي يمكن أن يتابعن العمل من دون أن ننسى أنّني شارفت على عمر الخمسين، ما قد يحرمني من أعمالٍ كثيرة في أميركا>.
تعشق سلمى الثياب المريحة: <قد أبقى طوال نهاية الاسبوع بـ<البيجاما>. احب ما يريحني. حتى انني اتندر على محبات الموضة واللاهثات وراءها. لا أسعى اطلاقاً الى أن ألفت الانظار، حتى ان صديقاتي سألنني بتعجب كيف أبدى زوجي اهتمامه بي وأنا على هذه الحال؟ فأجبتهم: ربما هذه الطبيعية في وفي ملبسي وماكياجي ما جذبه الي. وهي تعتبر ان الزواج الناجح حتى يدوم، يجب ان يقوم على مساندة الشريك لشريكه، على تفهمه، على كرمه والتفاتاته الصغيرة ويبقى الاهم تمضية الاوقات بفرح معاً، واستهلاك هذه الاوقات السعيدة بغزارة>.
<كاملة> هي المثال..
تعتز سلمى التي تربت في جميع مراحل حياتها كلبنانية كونها امرأة لبنانية وعربية، فتمثل صورة هذه السيدة. حتى انها في زيارتها اللبنانية أشارت الى ضرورة ان تعطي المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها. واعتبرت أن حياة جبران بحد ذاتها عبرة يجب أن تلهم الناس وفي مقدمهم المرأة التي تتمثل بوالدة جبران التي استطاعت الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية مع أربعة أولاد من أجل تعليمهم وتحسين مستوى حياتهم..
عن <كاملة> قالت سلمى انها امرأة جبارة وذكية. وكذلك هي، اذ ان الممثلة الشهيرة تملك اليوم شركة إنتاجها الخاصة، تساعد من خلالها لاتينيات أخريات حتى لا يعشن تجربتها الصعبة في البدايات، وهي ناشطة اجتماعياً في مجال الدفاع عن النساء المعنّفات والتمييز والعنصرية ضدّهن وقد حازت مؤخراً جائزة من ملكة اسبانيا <ليتيسيا> حول أعمالها الانسانية والخيرية.
مع نادين لبكي..
فيلم <النبي> وهو 55 بالمئة منه لبناني من حيث الإنتاج لن يكون الأخير في مسيرة الكاتب العظيم، ولا في مسيرة سلمى حايك ايضاً. فقد أعلن عن التحضير لفيلم ضخم جديد من قبل رئيس <لجنة جبران الوطنية> الدكتور طارق الشدياق حول السيرة الذاتية لجبران هذه المرة، في حين فجّرت سلمى مفاجأتها المقبلة وذلك من خلال فيلم تتعاون فيه مع المخرجة اللبنانية نادين لبكي، من دون الدخول حتى الآن في التفاصيل.
وبعد لبنان، ماذا عن مشاريع <القنبلة الصغيرة> كما تلقب؟ لقد عرفنا احدها من والدها سامي حين أعلن أوائل هذا الشهر أثناء زيارته للسفارة اللبنانية في مكسيكو حيث أطلع فيها السفير هشام حمدان على تفاصيل زيارة سلمى لبلد الارز انها عقب انتهاء الزيارة ستتوجه للعاصمة الاميركية واشنطن لتسلّم جائزة جبران خليل جبران للعام 2015، جائزة الفيلسوف اللبناني الذي تعتبر سلمى انتاج فيلم عن كتابه بمنزلة رسالة حب الى <الشق اللبناني في قلبها> والذي تريد لابنتها <فالنتينا> ان تتعلق به.