تفاصيل الخبر

جدار إسرائيلي عازل من الناقورة حتى كفركلا ومحاولة تمدد لـ”النصرة“ في تخوم شبعا والجوار!

05/01/2018
جدار إسرائيلي عازل من الناقورة حتى كفركلا  ومحاولة تمدد لـ”النصرة“ في تخوم شبعا والجوار!

جدار إسرائيلي عازل من الناقورة حتى كفركلا ومحاولة تمدد لـ”النصرة“ في تخوم شبعا والجوار!

 

مقاتلون من جبهة النصرة في القنيطرةقدر الجنوب اللبناني أن يبقى أهله قلقين على الوضع الأمني فيه على رغم وجود وحدات معززة من الجيش اللبناني يزيد عديد أفرادها عن 12 ألف عسكري بين ضابط ورتيب وجندي، وأكثر من 15 ألف عسكري من 40 دولة يعملون معاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتثبيت الاستقرار. وعلى رغم ما يؤكده جميع المعنيين بأن المنطقة الجنوبية تنعم بهدوء استثنائي إذا ما قيس الوضع الأمني فيها الى غيرها من المناطق اللبنانية إضافة الى الدول المجاورة للبنان، إلا أن ثمة تطورات أقلقت المسؤولين اللبنانيين ومعهم أبناء المنطقة الجنوبية نتيجة تزامن ممارسات اسرائيلية ملفتة على طول الحدود الجنوبية، مع تحركات مشبوهة لمسلحي تنظيم <جبهة النصرة> الإرهابي، ما أعاد الأذهان الى وجود <قواسم مشتركة> بين الإرهاب الإسرائيلي وممارساته، والارهاب التكفيري وعاداته.

وفيما تحرك لبنان لمواجهة الخطر المزدوج الذي لاح في الافق في الأسبوعين الماضيين، بدا أن <التناغم> في استحداث أجواء قلق في الجنوب يتفاعل يوماً بعد يوم، الأمر الذي دفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى إثارة هذا الترابط خلال لقاءاته الرسمية مع وفود أجنبية زارت لبنان مؤخراً، ولم يكتفِ بإثارة المسألة معها بل كشف عنها في الاعلام في محاولة للإضاءة عليها لردع اسرائيل عن المضي فيها.

وتورد مصادر عسكرية لبنانية بعض وقائع الحراك الاسرائيلي على طول الحدود، وذلك في معرض تعداد الخروق الاسرائيلية المتكررة على <الخط الأزرق> والتي بلغت 30 خرقاً في عشرة أيام ضاربة عرض الحائط بالقرار 1701، علماً أن هذه الخروق تحصل برا وجوا، فضلاً عن استهداف الأراضي الزراعية الجنوبية ومواصلة عمليات الحفر والتمديدات الكهربائية على الجدار الذي أنهت بناء بنيته التحتية في مقابل بلدة العديسة الحدودية منذ شهر تقريباً، والذي اعترض لبنان على إنشائه خلال الاجتماع الثلاثي بين الضباط اللبنانيين والدوليين والاسرائيليين. وتضيف المصادر نفسها ان هذا الجدار الذي تنوي اسرائيل مده على مسافة 48 كيلومتراً يرفض لبنان كلياً المباشرة به، خصوصاً أنه سوف يقتطع أراضي لبنانية في مناطق متحفظ عليها، إلا أن الجانب الاسرائيلي أبلغ القيادة الدولية لتبلغ قيادة الجيش اللبناني، بأن هذا الجدار يهدف <الى منع التسلل> الى أراضيها وأنها - أي اسرائيل - سوف تحرص على أن يبقى بعيداً مسافة متر وربع المتر عن <الخط الأزرق>.

وفيما يصر لبنان على رفض الخطوة الاسرائيلية، تواصل الجرافات الاسرائيلية حفر خندق قبالة بلدة العديسة كركيزة للجدار، فيما تم تركيب أجهزة استشعار وآلات تجسس الكترونية. وتقول معلومات المصادر العسكرية ان ارتفاع الجدار سيكون بين 6 و7 أمتار حسب طبيعة المنطقة الجغرافية، وسيجهز بكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار واستنفار ورصد وبث معلومات وربطها بغرفة عمليات عسكرية اسرائيلية في مستعمرة <مسكافعام> المقابلة. أما امتداد الجدار فهو من نقطة مقابل الناقورة امتداداً الى نقطة مواجهة لبلدات علما الشعب ورامية ومارون الراس ويارون ليتجه بعد ذلك الى نقطة تقابل بلدة العديسة وصولاً الى نقطة مواجهة لبلدة كفركلا. وسيكون الجدار مقطع الأوصال فيه فتحات متباعدة تسمح لإسرائيل بمواصلة مراقبتها للمناطق اللبنانية المواجهة للمستعمرات الاسرائيلية. ومعلوم أن اسرائيل كانت قد باشرت بناء قسم من الجدار في العام 2012 قبالة بوابة فاطمة الحدودية، وقد تذرعت يومئذٍ بحصول عمليات تسلل الى المستعمرات من تلك المنطقة.

 

محاولة تمدد <النصرة>

 

أما السبب الثاني لقلق الجنوبيين فيعود الى توافر معلومات لدى الأجهزة الامنية والحزبية، عن فرار مسلحين من <جبهة النصرة> نتيجة العمليات العسكرية الدائرة في سوريا، وتمركزهم في الجرود المشرفة على شبعا بعد الاشتباكات في <بيت جن> السورية القريبة من جبل الشيخ. وأشارت المصادر العسكرية المعنية الى أنه على أثر المعارك التي دارت في بلدات الغوطة الغربية بين الجيش السوري و<النصرة> والمعارك الدائرة في مزرعة <بيت جن>، فرّ قسم من مسلحي <النصرة> الى محيط المواقع الاسرائيلية في جبل الشيخ، وقسم آخر فرّ الى الجرود المشرفة على شبعا. وخشية تمدد المسلحين من تلك المناطق الى شبعا وحاصبيا، عمد الجيش اللبناني الى التشدد في إجراءاته الامنية العالية لمنع دخول أي مسلح أو جريح الى شبعا وجوارها، خصوصاً إذا ما فشلت الوساطات التي تهدف الى استسلام المسلحين للجيش النظامي الذي يصر على حسم المعركة والسيطرة على كل البلدات والتلال التي ينتشر فيها <الجيش الحر> و<النصرة> وهي: بيت جن، ومزرعة بيت جن، جباتا، مغر المير، تل المير، تل مروان وحضر الدرزية التي يسيطر عليها اللواء التسعون في الجيش السوري.

وفي إطار تعزيز الحضور الرسمي اللبناني في تلك المناطق، استحدث المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مركزاً جديداً للأمن العام على تخوم بلدة شبعا، وأناط بضابط و15 عنصراً مهمة التمركز في هذه النقطة لمنع دخول السوريين من بيت جن السورية نحو شبعا والعرقوب بناء على طلب الاهالي والفاعليات في المنطقة. ويسجل بشكل دائم اعتقال مسلحين يفرون الى منطقة شبعا، كما تعثر الأجهزة الأمنية بشكل دائم على اسلحة ومخازن.

في أي حال، تؤكد مصادر عسكرية لبنانية أن الحديث عن وجود تنسيق ظاهر بين اسرائيل و<جبهة النصرة> لم يعد مجرد معلومات تتداولها الأوساط الرسمية والاعلامية بل يكاد يكون حقيقة قائمة، لاسيما وأن ثمة وقائع ظهّرت هذا التعاون من بينها <تمرير> أسلحة وذخائر الى إرهابيي <النصرة>، ونقل جرحاهم الى المستشفيات الميدانية الاسرائيلية المجاورة، ناهيك عن تسهيل مرور الكثيرين منهم الى خطوط خلفية للجيش السوري النظامي في مواجهات سابقة معه. وثمة معلومات تؤكد أن شبكة اتصالات أقامتها اسرائيل لخدمة مقاتلي <النصرة> والتشويش على أجهزة الاتصالات التي يستخدمها الجيش السوري النظامي. وتلفت المصادر نفسها الى أن لبنان يعدّ ملفاً موثقاً حول <التنسيق> القائم بين اسرائيل و<جبهة النصرة> لمراجعة الأمم المتحدة في حال تمادى الإسرائيليون في محاولة تسهيل تسلل مقاتلي <النصرة> الى المناطق الحدودية اللبنانية نظراً للخطر الذي تشكله هذه المسألة في منطقة شبعا والجوار والتداعيات الأمنية التي يمكن أن تنتج عنها، لاسيما مع وجود قرار لبناني حاسم بمنع وجود أي مسلح إرهابي على الأراضي اللبنانية بعد معركة <فجر الجرود> التي انهت تمركز مسلحي التنظيمات الارهابية في الأراضي اللبنانية.