تفاصيل الخبر

جبـــران خليـــل جبـــران، فيـــروز، صبــاح، وديــع الصافـــي وملحـــم بـــركات... علــى أوراق الألـــف ليـــرة لبنانيــــة...!

21/09/2018
جبـــران خليـــل جبـــران، فيـــروز، صبــاح، وديــع الصافـــي  وملحـــم بـــركات... علــى أوراق الألـــف ليـــرة لبنانيــــة...!

جبـــران خليـــل جبـــران، فيـــروز، صبــاح، وديــع الصافـــي وملحـــم بـــركات... علــى أوراق الألـــف ليـــرة لبنانيــــة...!

 

بقلم عبير انطون

<اذا لم يتعرف المشاهد للوحتي على الشخص المرسوم فيها بأقل من جزء من الألف بالثانية واستغرق وقتا أطول فإن ذلك يعني بانني فشلت>. بهذا الشكل يقدم ابراهيم سلطاني نفسه. مفتونا برسم <البورتريهات> التي صقلها بالتدريب المستمر عليها، قرر طالب الهندسة الداخلية في الجامعة اللبنانية - الاميركية <ال اي يو> ان يقرن اساطير الفن والوجوه اللبنانية المعروفة بفئة الالف ليرة. مشروعه لا يدعي الكثير وان أخذ بعدا وطنيا تحت شعار <خلي الليرة ترجع تحكي> اذ شعر للمرة الاولى ان الجميع معنيون بالامر. فكيف يختار ابراهيم صور <البورتريهات> لرسمها على فئة الالف ليرة لبنانية التي جمع مئة منها تعود لسنوات التسعينات؟ على اية اسماء ووجوه وردته تعليقات سلبية جدا وما رأيه بذلك؟ اي السياسيين يمكن ان يبصر رسمه النور على لوحته <المالية> وكيف استطاع جمع المتناقضات؟ من هم اللاحقون على لائحة رسوماته واي رياضي اختار اولا؟

مع ابراهيم كان حديث <الافكار> وسألناه عن بطاقته الشخصية اولاً:

ــ كيف تعرفنا بنفسك؟

- أنا من بيروت، عمري 21 عاما وادرس الهندسة الداخلية وفي سنتي الجامعية الاخيرة.

ــ وهل درست الرسم او الفنون؟

 - لا، لم ادخل في اي اختصاص في هذا المجال.

ــ أهلنا عاشوا أيام الليرة وعزها ويخبروننا عنها لكن انت من الجيل الجديد... ما الذي جعلك تفكر بالليرة والألف وتعيد عزهما من خلال مشروعك؟

- عدة نقاط. اولها انني أرسم <البورتريه> منذ سنوات ولكنني اردت تقديمه بطريقة جديدة. منذ حوالى السنتين صودف بانني كنت أشتري من دكانة قريبة، فرد لي <الدكنجي> خمسمئة ليرة من النكل تعود الى العام 1994. لفتتني فكرة ان هذه الـ500 اكبر مني بسنتين، و لها عشرون سنة تلف في لبنان حتى وصلت الى يدي. منذ ذلك الحين بدأت بتجميع العملة من فئتي الـ500 والـ250 التي تعود الى التسعينات، ثم انتقلت الى تجميع فئة الالف ليرة الى ان وصلت الى مئة الف ليرة الفا وراء الف. في هذه الأثناء لفتني تصريح لفنان <البوب> الاميركي <اندي وارهول> بعد ان سأل الناس مرّة مدّه بأفكارهم ليرسمها. وعندما سألته سيدة صديقة له عن أكثر ما يحب رسمه في حياته أجابها: <رسم النقود>، وكانت هذه الشرارة التي

بدأ

فيها عمله على ذلك. لقد عنى <وارهول> رسم النقود فيما فكرتي هي بأن ارسم على النقود>.

ويضيف ابراهيم:

- هذه الافكار الثلاث فضلا عن سؤالي ماذا سأفعل بالنقود التي جمعتها جعلتني ابتكر فكرة رسم <البورتريهات> على فئة الالف ليرة لبنانية، فرسمت السيدة فيروز (في شكلين مختلفين افقيا وعاموديا) على الالف منذ سنة ونصف السنة، وتحديدا في كانون الاول (ديسمبر) من العام 2016. وضعت رسمتي على وسائل التواصل فتلقيت سيلاً من التعليقات الايجابية وعبارات دعم كثيرة للفكرة التي وجدوها سباقة، فتشجعت ورسمت <بورتريهات> الكبيرين صباح ووديع الصافي. ومنذ عدة أشهر، قرّرت العودة الى الفكرة وتطويرها بشكل اكبر، فرسمت زياد الرحباني، نادين لبكي وجورج خباز.

ــ كيف شرحت للناس فكرتك بجمعك ما بين الفن والمال، بين الأيقونات والمادة؟

 - منذ سنة ونصف السنة، لما قدمت <بروتريهات> فيروز وصباح كتبت مقطعا باللغة الانكليزية أشرح فيه الذي فعلته. فأنا ارسم <البورتريهات> على النقود لأنهما فكرتان متناقضتان. كيف ولماذا؟ لان العملة اللبنانية لم تعد لها القيمة التي كانت تعرفها قديما لدرجة انني ارسم عليها من دون ان أضع يدي على قلبي واحسب الف حساب، وبهذا الشكل احاول ان أرد لها قيمتها. هذا ما دفعني لان ارسم عليها اساطير لبنان، فيروز وصباح ووديع وغيرهم من العمالقة الفنانين.

ــ كيف تختار صورة الفنان من بين العشرات لا بل المئات التي تعود له، لتنقلها على <الفِك>؟

 - لا خاصية معينة أسير وفقها بشكل محدد. اجمع الصور والتي اراها افضل للرسم اختارها.

 

الجمع لا التفرقة...!

ــ على اي اساس تختار الوجوه؟

- اختار الوجوه التي تعني لجميع اللبنانيين وتجمع في ما بينهم.

 ــ تقنيا، هل الرسم اصعب منه على القماشة المعهودة المعدّة للرسم؟

- أصعب من العادة بكثير، ولا <يكمش> اللون عليها بسرعة.

ــ قلت بأنك لم تدرس الرسم؟ كيف اتقنته ولماذا <البورتريهات> تحديدا؟

- ارسم منذ نعومة اظافري، وقد اكتشفت موهبتي في المدرسة.في صف الرسم، ومع كل ما كانت تطلبه المعلمة كنت اقوم به للتو وبسهولة بالغة فيما يكون زملائي في الصف لم يبدأوا بعد. كانت المعلمة تتفاجأ بذلك ويتجمع التلامذة من حولي. ردة الفعل هذه جعلتني اعرف ان ما اقوم به مميز، وليس باستطاعة الجميع القيام به ما ينمّ عن قدرة مميزة. في رسم <البورتريهات> اشعر بتحد لانه يقوم على الدقة والتناسق والتفاصيل.

ــ هل فكرت بصقل موهبتك في معهد خاص بالرسم؟

- لا بل رحت امرن نفسي ولم ارتد اي معهد للفن او الرسم كما سبق وكتب عني.

ــ ما هي المواد التي استخدمتها في رسوماتك المختلفة؟

- انها الغواش.

 

<مصاري>...!

 

ــ ما هي علاقتك بالمال، ما الذي يعنيه لك؟

- المال يعني لي. وهذا ما جعلني أجمع الآلاف.

ــ لو طلبت منك السلطات المختصة رسما جديدا لفئة الألف ليرة مثلا، هل تجد نفسك مستعدا وماذا تستوحي لها؟

- اكيد مستعد... أنا حاضر. هذا حلم اما ماذا استوحي لها فاتركه لحينها.

 ــ بعد الوجوه اللبنانية، هل تفكر بالانتقال الى كتابة شعارات او جمل وطنية مثلا؟

- منذ سنة ونصف السنة، كما سبق وقلت، شرحت ما قمت به في مقطع كتبته باللغة الانكليزية ولما عاودت الكرة مع رسم زياد الرحباني لاحقا وضعت المقطع عينه. الا انني فكرت باختصار المقطع الى جملة تشرح الفكرة بمجملها فاختصرته بواحدة تختصر المغزى كله، وكان شعار <خلي الليرة ترجع تحكي>، تحكي فنا. من خلال الوجوه المعروفة، حاولت ان ارد لها قيمتها. لا اعتقد بانني سأنتقل من رسم <البورتريه> الى امر آخر فهذا ما اقوم به واستمتع منذ العام 2009.

ــ هل تفكر برسم سياسيين لبنانيين؟

- نعم ولا في الوقت عينه. لقد رسمت <بورتريه> الممثل والمقدم عادل كرم، وهو ليس معنياً بالسياسة فجاءتني ردود فعل سلبية بنيت على أساس حياته الشخصية، ومن فترة أيضا رسمت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فوصلتني بعد ردود فعل سلبية أكبر، فاستخلصت بشكل مباشر ان الناس تربط رسم اللوحة بالشخصية المرسومة، وهم لا ينظرون الى الفكرة والتنفيذ بل الى الشخصيات المرسومة وما الذي تعنيه لكل واحد منهم فيبنون نظرتهم على أساسها. من ناحيتي، الحياة الشخصية لمن ارسمه لا تهمني ولا أكترث بما فيها. ما يهمني هو الاضاءة على الشخصية التي انجزت. فبعد رسمي <البورتريهات> لايقونات لبنانية وجدت ان لا وجوه كثيرة في هذا المجال فانتقلت الى من يعتبرون اصحاب وجوه معروفة او اصحاب انجازات او نجاحات لا يمكن التنكر لها مهما كان الموقف من منجزها. ومن منطلق ردود الفعل السلبية التي تلقيتها على بعض الاسماء اتساءل ماذا لو رسمت سياسيين لبنانيين؟

وبعد تفكير بسيط يضيف ابراهيم:

- شخص واحد بين السياسيين قد ارسمه لا غير وعلى فئة المئة الف ليرة.

ــ ومن يكون؟

ــ الشهيد رفيق الحريري رحمه الله.

ــ هل اهديت لأحد ممن رسمتهم لوحة <الألف> الخاصة به؟

- قريبا، أخطط لذلك.

ــ ومع نفاذ آلافك المئة، ما الذي تنوي فعله؟

- الامر ليس مرتبطا بعددها انما بلائحة الأشخاص الذين اود رسمهم والذين اضعهم في خانات من موسيقيين الى سينمائيين واهل اعلام ورياضة. منذ فترة مثلا، رسمت المصمم العالمي ايلي صعب عن فئة الازياء، وفي الفن والتلفزيون رسمت المسرحي شوشو والفنان ابراهيم مرعشلي..

 -أيها كانت الرسمة الاصعب؟

- اعتقد انها جميعها بمستوى الصعوبة نفسه. ربما <بورتريه> الشحرورة صباح كان الأصعب في الصورة التي اخترتها لها وخشيت من عدم ابرازها بأفضل شكل.

ــ كم يستغرق انجاز اللوحة من وقت؟

 - ما بين اربع او خمس ساعات.

 

كلنا معنيون...!

ــ هل تعتقد بأن مشروعك <خلي الليرة ترجع تحكي>، وهو الامر الذي تروج له العديد من المصارف اللبنانية اليوم ايضا، هو مشروع وطني ابعد من قصة <بورتريه> على الف ليرة؟

 - لست ادري ان كان يجب اعطاء مشروعي ابعاد كثيرة. لكن نعم، اشعر بانني اقوم بأمر لاول مرة بحياتي لي ولمن هم من حولي. كان اهلي وأصدقائي يفرحون لما يرون رسوماتي و<البورتريهات> التي اقدمها لكن مع مشروعي هذا أشعر بانه يحرك فيهم احساساً اكبر... يشعرون بأنهم معنيون مباشرة بالعملة المتداولة بين ايديهم في كل يوم. المشروع وطني نعم : انا لبناني والعملة لبنانية والشخصيات لبنانية. لبنانية من كل النواحي.

ــ هل تفكر ان تجمع رسوماتك هذه في معرض واحد، وما الشكل الذي سيأخذه؟

 - سيكون كله متعلقا بالليرة اللبنانية وبالفن الذي اقدمه على النقود، كما ان مشروعي يلقى ترحيبا من اشخاص يتواصلون معي لشراء بعضها.

 ــ هل تحضر العديد من النساء في لائحتك بين الشخصيات اللبنانية؟

- للصراحة هن لسن كثيرات وكنت على يقين بان هذا السؤال سيطرح علي. لا أتقصد أن اختار الذكور لكن الشخصيات اللبنانية المعروفة هي بغالبيتها كذلك، والآن ابحث بشكل معمق عن اسماء سيدات لهن مكانتهن.

ــ هل تقوم ببحث معين حول الشخصية التي تختارها؟

- الاسماء التي اخترتها حتى الآن لم تتطلب مني بحثا. هي وجوه جامعة موحدة وشخصيا انا على مسافة واحدة من الجميع.

ــ من سيأتي تاليا على لائحتك بعد؟

 - افكر طبعا بالسيدة ماجدة الرومي، جوليا بطرس، ليلى كرم واسماء اخرى، اما رياضيا فأفكر بفادي الخطيب.

 ــ هل ترسم أشخاصا لا يستهوونك شخصيا؟

- نعم لسبب واحد وهو انني لا ادخل مشاعري الشخصية هنا أبداً.