تفاصيل الخبر

جامعة الكبار“ في ”الجامعة الأميركية في بيروت“ تستقبل طلاباً مـن عمـر الخمسيــن ومـا فــوق لـتـنـشيطـهــم ذهـنـيــاً وفكريــاً!

02/03/2018
جامعة الكبار“ في ”الجامعة الأميركية في بيروت“ تستقبل طلاباً مـن عمـر الخمسيــن ومـا فــوق لـتـنـشيطـهــم ذهـنـيــاً وفكريــاً!

جامعة الكبار“ في ”الجامعة الأميركية في بيروت“ تستقبل طلاباً مـن عمـر الخمسيــن ومـا فــوق لـتـنـشيطـهــم ذهـنـيــاً وفكريــاً!

 

بقلم وردية بطرس

4

مبادرة مميزة اطلقتها <الجامعة الأميركية في بيروت> منذ تسع سنوات الا وهي <جامعة الكبار>، اذ ما تقوم به الجامعة من خلال برنامج للتعليم الجامعي لكبار السن يهدف لخلق وجه جديد وايجابي للشيخوخة في لبنان، ويسعى البرنامج الى توفير فرص تعليمية وثقافية عبر مجموعات الدراسة والمحاضرات، برامج السفر الثقافية والأنشطة المتداخلة بين الأجيال. ويرتكز البرنامج على ثلاثة مبادىء أساسية: أولاً <الند التعليمي> اي التعلم عبر مشاركة المعلومات بين الطلاب وليس ضرورياً استقدام محاضرين مقابل أجر. ثانياً: بناء المجتمع وتطويره وذلك عبر تعزيز عضوية كبار السن كعناصر فاعلة فيه. ثالثاً: بناء علاقات تواصل بين الأجيال اذ ان الكبار عبر هذا المشروع يتفاعلون مع أشخاص من مختلف الأعمار وخصوصاً الشباب وهم طلاب أساساً.

<الأفكار> قصدت <الجامعة الأميركية في بيروت> وكان لنا حديث مع المسؤولين عن البرنامج والطلاب الذين انتسبوا اليه بداية كطلاب ومن ثم أصبحوا أعضاءً في اللجنة ويقومون بتحضير المحاضرات الى ما هنالك.

 ونسأل السيدة يولا صوان الجميل، المسؤولة عن برنامج <Academic Coordinator> التي أصبحت عضواً في البرنامج منذ خمس سنوات والآن تعمل ضمن هذا البرنامج، عن اطلاق الفكرة وتنفيذها فتقول:

- أطلقت الفكرة كل من <سنتيا منتي> وهي كانت أستاذة في <الجامعة الأميركية في بيروت>، وأيضاً الدكتورة عبلة سباعي. لقد بدأ البرنامج كنطاق صغير منذ تسع سنوات وتوسع اكثر فأكثر، اذ بدأ بأعضاء لا يتجاوزون عدد اصابع اليد، من ثم زاد العدد ليصبح حوالى 265 عضواً. ويحقق البرنامج نجاحاً أكثر بفضل برامجه المتنوعة اذ هو موجه للأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، وهم يتسجلون في البرنامج ويحضرون المحاضرات حول أمور ومواضيع مختلفة مثل المواضيع الصحية الضرورية لهم بهذا العمر والسياسة والاقتصاد وعلم النفس والفلسفة وغيرها... هناك صفوف يقدر ان يحضرها عدد كبير من الطلاب، وهناك صفوف متخصصة أكثر لكن العدد محدود لأنها صفوف للغات، وصفوف للكتابة، وصفوف لنادي القراءة باللغة العربية والانكليزية، ثم لدينا صفوف متخصصة مثل الرياضة واليوغا وحصص للطبخ والرسم والفنون، كما ننظم رحلات داخل لبنان وخارجه. صحيح ان هناك محاضرات مخصصة للكبار، ولكن أيضاً هناك محاضرات مفتوحة للناس اذ بإمكان الشخص العضو احضار صديقه او جاره او أحد أفراد اسرته او الطلاب في <الجامعة الأميركية> ومن مختلف الأعمار.

ــ على مدى تسع سنوات من اطلاق البرنامج ما الذي تغير خصوصاً مع تزايد عدد الأشخاص المنتسبين لـ<جامعة الكبار>؟

- لا شك ان البرنامج أصبح مرغوباً أكثر من قبل الأشخاص الذين ينتسبون الى <جامعة الكبار>، كما هناك تقدير لأهمية التقاء أشخاص تجاوزت أعمارهم الخمسين والستين والسبعين في مكان يتعلمون فيه ويتبادلون الأحاديث ويتشاركون في الأنشطة، اذ يشعرون بأنهم مرتبطون بهذا البرنامج لذا يتعلمون ويستفيدون من الوقت، اذ يلتقون ويتحدثون عن أمور عديدة وهذا يزيد الحماس والشعور بالانتماء، كما ان المواضيع تطورت مع الوقت وأصبح هناك غنى أكثر مع تقدير اهمية هكذا مشروع تربوي اكاديمي. وكما ذكرت انه عندما اطلق البرنامج كان عدد المنتسبين قليلاً ليصل العدد اليوم الى 265 عضواً. وفي البداية كان الأشخاص المقيمون في محيط <الجامعة الأميركية في بيروت> مَن ينتسبون لهذا البرنامج، ولكن الآن يأتينا أناس من مختلف المناطق اللبنانية والمستويات، فهناك أشخاص يأتون من جبيل وطرابلس وغيرها من المناطق فيلتقون بزملائهم قبل المحاضرة وبعدها اذ يتبادلون الأحاديث ويتناولون الغداء مع بعضهم البعض، والجميع يتمتع بثقافة وحب المعرفة اذ يعتبرون ان لا حدود للعلم والمعرفة، فالانسان يحتاج دائماً لأن يتعلم ويثقف نفسه. وبالنسبة للمنتسبين لهذا البرنامج فان عدد النساء المنتسبات اعلى من نسبة الرجال، ولكن يزداد عدد الرجال وندفعهم للمشاركة في العمل التطوعي.

 

2  

 

دروس وأنشطة متنوعة

 

ــ وهل هناك أوقات معينة في السنة يتلقى فيها المنتسبون الدروس والمحاضرات؟

- يتألف البرنامج من فصلين: فصل الشتاء، وفصل الربيع. ويُنظم كل فصل لمدة شهرين ونصف الشهر، ويُخصص شهران للاستراحة. كما انه يُنظم البرنامج بشكل ان تكون هناك محاضرات وصفوف وأيضاً رحلات ونشاطات متنوعة فمثلاً كل اسبوع تكون هناك خمسة نشاطات يقوم بها المنتسبون في الصفوف، وهناك أناس لا يرتبطون بالصفوف حتى لو كانوا متقاعدين اذ لديهم اعمالهم ونشاطاتهم. أما تكلفة البرنامج فهي رمزية لأن القصد من هذا البرنامج ليس الربح بل ايصال العلم والمعرفة، ففي كل فصل يدفع المنتسب 200 دولار واذا اشتركوا بالفصلين معا يُحسم لهم 50 دولاراً.

ــ الى اي مدى يحتاج الانسان كلما تقدم في السن الى المشاركة في مثل هكذا برامج وأنشطة؟

- من المهم ان يشعر الانسان انه منتج وفاعل في مجتمعه، وليس ان يقول انه قام بتربية أولاده وأنهى مهمته، لأنه بذلك يكون قد حكم على نفسه انه وصل الى النهاية. ففي كل يوم يقدر ان يقوم بأمر جديد، وان يجد هدفاً بحياته، وان يشعر انه منتج ويشارك الآخرين النشاطات وما شابه، فالانسان يشعر بانه نشيط ومفعم بالحياة وايجابي طالما يشارك في أنشطة ويتعلم ويثقف نفسه ويستفيد من وقته بشكل جيد. لقد اصبحوا كعائلة واحدة، وهذا أمر ضروري بهذا العمر لانهم يشعرون بفرح عندما يبدأون بالمحاضرات.

جرجي بشير متقاعد يدّرس التصوير للطلاب الكبار

جرجي بشير عضو في البرنامج منذ ست سنوات، وهو متقاعد، أب لأربعة أولاد ولديه حفيدان. لقد درس الجيولوجيا في <الجامعة الأميركية في بيروت> وعمل في دول الخليج لمدة اربعين سنة، وعندما عاد الى لبنان علم عن البرنامج وتسجل فيه منذ ست سنوات، وعن تجربته يقول:

- في البداية انتسبت الى البرنامج واليوم أحضّر البرنامج قبل كل فصل اذ ننسق مع المحاضرين حول المواضيع التي ستُطرح في كل فصل، والمحاضرون كلهم متطوعون، وفي كل فصل يشارك حوالى 30 او 40 محاضراً في البرنامج وكلهم متطوعون وليس بينهم موظفون، وطبعاً اللجنة تخدم في هذا الخصوص. كنت أعطي دروساً في التصوير اذ انها هوايتي ومعظم طلابي الذين درّستهم يقومون اليوم بتصوير أحفادهم بكل حماس وسرور، وطبعاً اشارك في المحاضرات والرحلات. عندما انتسبت الى البرنامج اعجبني كثيراً لأنه متنوع ويضم مواضيع متعددة، ومع مرور الوقت لمست اهتمام الكبار بالعلم المستمر وهذا أمر أساسي، كما ان كل فصل يختلف عن الفصل الآخر، والمواضيع مختلفة أيضاً وطبعاً الأنشطة متعددة. لا شك انه عندما انتسبت للبرنامج أدركت مع الوقت مدى اهتمام الكبار بالعلم المستمر وهذا أمر أساسي اي كل واحد منهم يرى ان لا حدود للعلم وأن الانسان يبقى بحاجة للتعلم طوال حياته، كما انهم يشاركون المحاضرين أثناء المحاضرة بكل حماس 3واهتمام، ويبدون اهتمامهم بكل المواضيع التي تُطرح سواء كانت مواضيع تتعلق بالصحة او السياسة او الاقتصاد او الفنون او الرياضة او المسرح.

وبالسؤال عما اكتسبه على الصعيد الشخصي منذ انتسابه للبرنامج لغاية اليوم يقول:

- لا شك انني اكتسبت الكثير من خلال المشاركة في المحاضرات او الآن عندما أحضّر البرنامج، فكل المواضيع التي ناقشناها وتحدثنا عنها تتعلق بحياتنا اليومية وبالتالي تعلمنا الكثير منها ناهيك انها تساعدنا لمواكبة العصر خصوصاً في يومنا هذا وهو عصر التواصل الاجتماعي، وطبعاً هذا يساعدنا أكثر للتواصل مع الآخرين وأبنائنا والمحيطين بنا.

ــ هل تنصح كبار السن بضرورة الانتساب لهذا البرنامج؟

- صحيح ان البرنامج أطلق في <الجامعة الأميركية في بيروت> ولكنه موجه لكل اللبنانيين، فكل شخص تجاوز سن الخمسين بامكانه ان ينتسب لهذا البرنامج، وكما ترين ان تكلفة التسجيل مقبولة لا بل رمزية لكي يُتاح للجميع التعلم والاستفادة من هذا البرنامج. وبالنسبة للمنتسبين فهم ليسوا خريجي <الجامعة الأميركية في بيروت> بل من مختلف الجامعات والمستويات والمناطق وبالتالي البرنامج ليس مخصصاً لمستوى معين. ما سأقوله ليس نصيحة بل انه من الضروري ان ينتسب الكبار لهذا البرنامج لأنه ليس لتمضية الوقت بل انه برنامج مفيد على جميع الأصعدة، ولا أعتقد ان أحدهم لا يجد ولو ساعة او ساعتين في اليوم للمشاركة في الصفوف والتعلم من كل المحاضرات والدروس والصفوف. وهناك صفوف في الفترة الصباحية وبعد الظهر أيضاً لكي يتسنى للجميع الاستفادة من البرنامج، لأنه من ضمن الطلاب الكبار الذين يتعلمون في هذا البرنامج مَن لا يزالون يعملون بدوام، وبالتالي اذا لم يتمكنوا من المشاركة في الفترة الصباحية فبامكانهم ان يتعلموا بعد الظهر.

 

منى مكتبي متطوعة في <جامعة الكبار>

السيدة منى مكتبي خريجة <الجامعة الأميركية في بيروت> اذ درست الهندسة الزراعية في <الجامعة الأميركية في بيروت>، كما انها درّست اللغة الانكليزية للأجانب في الجامعة ولا تزال تدّرس في الجامعة، وعن تدريس الطلاب الذين لديهم صعوبات تعلمية في الجامعة تشرح:

- أدرّس الطلاب الذين لديهم صعوبات تعلمية والذين لديهم مشاكل ذهنية ضمن برنامج مدته ثلاث سنوات في <الجامعة الأميركية في بيروت> اذ أدرّسهم <Life Skills & Social Skills> وبعدمــــا ينهــــون الــــدراسة يحصلــــون على الدبلوم ويستعدون للانطلاق الى سوق العمل، اذ نفتح الباب لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ليتعلموا ويتخرجوا من الجامعـــة، ولدينـــا 12 طالبـــاً أصغــــر طالب بينهم عمره 20 سنة وأكبر طالب بينهم عمره 29 سنة.

1وبالسؤال عن سبب انضمامها الى برنامج <جامعة الكبار> تشرح:

- منذ ثلاث سنوات انتسبت الى البرنامج اذا كنت قد بلغت الخمسين من عمري، ولكن قبل ذلك لم اكن اود الانتساب الى البرنامج وقلت انني لست متقدمة في السن، ولكن في ما بعد انتسبت، ثم نظمت وشقيقتي رحلة لمجموعة من الطلاب (حوالى 21 شخصاً) الى ايران وكانت رحلة مميزة اذ تكونت علاقات جيدة بين بعضنا البعض، واعتبرها تجربة مميزة اذ اصبح لدي علاقات معهم، حتى انني أمضيت وقتاً طويلاً معهم أكثر من أصدقائي الذين هم من عمري. كنت احضر الصفوف والمحاضرات بعد الظهر، وعندها قال لي الطلاب في برنامج <جامعة الكبار> انني أدرّس اللغة الانكليزية فلماذا لا أدرسهم اللغة الانكليزية، اذ ان البعض منهم يود ان يحسّن لغته الانكليزية والبعض الآخر ثقافته فرنسية ويريد ان يتعلم الانكليزية ليتواصل مع أولاده وأحفاده خصوصاً عندما يسافرون الى الخارج لتمضية العطلة مع الأحفاد والأهل فيحتاجون للتحدث باللغة الانكليزية، وبالتالي في الفصل المقبل سأخصص برنامجاً خاصاً لتعليم اللغة الانكليزية للطلاب الكبار لكي يستفيدوا من استخدام اللغة الانكليزية أثناء السفر والتواصل مع الآخرين وأيضاً خلال تقديم طلبات الفيزا وما شابه، وسأدرّسهم الانكليزي العملي لكي يستخدموا هذه اللغة في حياتهم اليومية.

وبالسؤال عما تعلمته من هذه التجربة تقول:

- تعلمت العديد من الأمور، لقد تعلمت منهم الصبر والتحدي وعدم اليأس، وان الشخص يتعلم دائماً ويكتسب أموراً جديدة، كما انني استفدت من المحاضرات المتنوعة ومن نادي القراءة اذ كنا نقرأ سوياً ونناقش ما نقرأه وما شابه. والأهم ان يدرك الانسان انه ليس هناك نهاية لأي شيء، فهناك دائماً استمرارية خصوصاً بما يتعلق بالمعلومات الاضافية التي يتعلمها الانسان. كما هناك فرصة للمشاركة في نشاطات اللجنة مثل شرب القهوة الصباحية، والغداء، وهناك سيدات ينظمن نشاطات بين بعضهن البعض مثلاً يشاركن في الرحلات، ويزاولن تسلق الجبال، او المشي على شاطىء البحر.

 

علي ياسير يفتخر بالانتساب إلى <جامعة الكبار>

<لا عمر محدداً لمن يريد ان يتعلم ويثقف نفسه>، هكذا بدأ السيد علي ياسير حديثه قائلاً:

- قضيت 9 سنوات في انكلترا خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ثم انتقلت الى كندا وبقيت هناك 28 سنة، وقررت ان اعود الى لبنان لأنني احب هذا البلد. لقد علمت عن البرنامج من خلال ابنتي سلمى لأنها سبق ان انتسبت للبرنامج، لذا انتسبت للبرنامج السنة الماضية. صحيح انني مهندس وعملت لسنوات طويلة في هذا المجال ولكنني مهتم بالمحاضرات والفنون والثقافة. لقد استمتعت بكل المحاضرات والمواضيع المتنوعة سواء مناقشة الكتب أو اللغات، وصفوف <اليوغا> والكاراتيه، كما استمتعت بالرحلة الى ايطاليا. انصح كبار السن ان ينتسبوا لهذا البرنامج لأنه من المستحسن ان يستفيدوا من المحاضرات والصفوف بدل ان يلازموا البيت ويشاهدوا التلفاز وما شابه...