تفاصيل الخبر

جعجع يربط تحالفه المعارض مع الحريري وجنبلاط بالموقف من الاستحقاق الرئاسي في 2022!

30/04/2020
جعجع يربط تحالفه المعارض مع الحريري وجنبلاط بالموقف من الاستحقاق الرئاسي في 2022!

جعجع يربط تحالفه المعارض مع الحريري وجنبلاط بالموقف من الاستحقاق الرئاسي في 2022!

[caption id="attachment_77538" align="alignleft" width="350"] الثلاثي المعارض"غير المرح" كما التوصيف للموالاة: سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع[/caption]

 إذا كان رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، يطلق على التحالف القائم بين "التيار الوطني الحر" و"الثنائي الشيعي"، وصف "الثلاثي غير المرح" ويضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أحياناً في صف هذا "الثلاثي"، فإن الفريق الموالي ينظر أيضاً الى التحالف القائم بين جعجع والرئيس سعد الحريري والوزير السابق وليد جنبلاط بأنه مشروع "ثلاثي غير مرح" أيضاً لم يكتمل بعد فصولاً على رغم المحاولات المبذولة لتأمين ولادة "جبهة معارضة" ثلاثية في وجه الثلاثي "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" وحزب الله. والواقع أن ثمة محاولات تبذل من أجل تحقيق هذه الولادة، إلا أنها لم تصل بعد الى الهدف المنشود، وإن كانت "القوات اللبنانية" تلتقي مع تيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي في كثير من المواضيع المطروحة حالياً على الساحة اللبنانية وفي مقدمها الموقف من حكومة الرئيس حسان دياب التي تتعرض لهجمات غير مسبوقة من "الثلاثي المعارض" مجتمعين حيناً وبالمفرق أحياناً.

 لقد شكلت زيارة النائبين أكرم شهيب ونعمة طعمة من "اللقاء الديموقراطي" الى معراب الأسبوع الماضي، فرصة للنقاش في مستقبل العلاقات بين الطرفين وامكانية ولادة جبهة معارضة واحدة ومتضامنة بين الحزبين يتوقع أن ينضم إليها لاحقاً الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل"، وتلاها الكثير من الكلام عن "توافق" الثلاثي جعجع ــ الحريري ــ جنبلاط على اطلاق هذه الجبهة، إلا أن المعلومات التي توافرت أشارت الى أن البحث بين جعجع ونائبي "اللقاء الديموقراطي" لم يصل الى مستوى متقدم وإن كانت برزت نقاط مشتركة بين الطرفين يمكن أن تؤسس لاحقاً لصيغة جديدة للجبهة المعارضة، حتى إن جعجع نفسه نفى أن تكون هناك نية بعد لتشكيل جبهة معارضة متكاملة مع الحريري وجنبلاط لأن الموجود راهناً هو مجرد تشاور في الحد الأدنى مع "المستقبل"، وفي الحد المقبول مع التقدمي الاشتراكي، مع وجود "مودة" قصوى على المستوى الشخصي بينه وبين الحريري وجنبلاط. ويقر رئيس "القوات" بوجود فارق في الدرجات بين المعارضة التي تنتهجها "القوات" ومعارضة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ذهب الى الحد الأقصى، ومعارضة "المستقبل" التي تقع في خانة "بين ــ بين".

من المبكر الحديث عن معارضة!

 وتشير المعلومات الى أن جعجع عبر بطريقة غير مباشرة عن أنه من المبكر الحديث عن "جبهة معارضة ثلاثية"، حين أشار أمام ضيفيه الى أن الظرف الحالي ليس عادياً، ولذلك قررت "القوات" أن تعارض بشكل مدروس يرمي الى تحقيق نتائج عملية وايجابية وبالتالي ليس مطروحاً لدى "القوات" ــ أقله الآن ــ الدفع نحو اسقاط الحكومة أو شخص محدد على قاعدة قم لأجلس مكانك بل همنا يتركز حالياً على جوهر الملفات وضرورة تصويب نمط معالجتها إنما من دون أن ينفي ذلك في الوقت نفسه أن لدينا مشكلة أساسية مع القوى السياسية التي تقف خلف ستارة الحكومة، وتحديداً "الثلاثي غير المرح" الذي يبدو أنه لا يرجى منه خير. وفي سياسة جعجع أن التعامل مع الحكومة "سيكون على القطعة" بحيث تكون هناك معارضة حين تخطئ، وتأييد حين تصيب، في حين أن الحريري قرر التصويب على الحكومة مهما كانت الأسباب، وكذلك جنبلاط وإن بنسبة أقل، ويتساءل جعجع أمام زواره عن موقف الرئيس نبيه بري الذي يوحي حيناً بالمعارضة ويتصرف غالباً بالموالاة، ويقول لو كان الرئيس بري غير راض حقاً على الحكومة لطلب من وزيرين الاستقالة منها.

 في أي حال، نواة المعارضة لا تزال بحاجة الى متابعة حتى تصبح حقيقة قائمة، لاسيما وأن جعجع ليس في وارد الدخول في أي جبهة في الوقت الحاضر لاسيما مع الرئيس الحريري الذي يقول عنه في مجالسه المقفلة إنه "غير جاهز" ولا هو "صامد في خياراته، وإن كانت شروط "إعادة تأهيل" علاقتهما السياسية لم تختمر بعد لأن هناك ــ حسب جعجع ــ الكثير من الكلام الذي يجب أن يقال قبل أن يستعيد التحالف السياسي بينهما كامل نضارته إذ هناك فروقات وتباينات في وجهات النظر حيال المسائل الداخلية وطريقة ادارة الدولة ، أما في الأمور الاستراتيجية فيوجد تفاهم شبه كامل عليها. ولا ينكر جعجع، في هذا السياق، أن الصداقة مع الحريري شيء والتحالف السياسي معه شيء آخر لأن مصالح الدولة والمواطن لها الأولوية. وفي هذا السياق تقول أوساط سياسية إنه عندما يقول جعجع أن "تفعيل" العلاقة مع الحريري يحتاج الى الانطلاق من خطوات ثابتة والاتفاق على خطة كاملة انطلاقاً من مكاشفة ومصارحةـ لم تكتملا بعد، إنما يعني أنه من المبكر الخوض في إنشاء جبهة معارضة ثلاثية الأبعاد لأن ما يرسله الى الحريري من "إشارات"، يرسل نسخة منه الى جنبلاط وهذا ما لمسه موفدا "اللقاء الديموقراطي" خلال وجودهما في معراب.

عين جعجع على بعبدا!

 إلا أن مصادر سياسية تقول إن جعجع يحاول من خلال مواقفه المعارضة ضمناً وعلناً لولادة جبهة المعارضة أن ينتزع من حليفيه المفترضين (الحريري وجنبلاط) أكثر من وعد بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي المقبل لأن رئيس "القوات" يصوب منذ الآن الى بعبدا ليكون خليفة الرئيس عون انطلاقاً من قاعدة كرسها انتخاب "الجنرال" وهي أن الرئيس يجب أن يكون قوياً في قاعدته الشعبية، وجعجع يعتبر نفسه أقوى من زعيم "المردة" سليمان فرنجية نظراً لتمثيله النيابي الواسع (15 نائباً في كتلة "الجمهورية القوية")، وهو يحل ثانياً بعد "كتلة لبنان القوي" التي باتت تضم 26 نائباً ويتوقع جعجع أن يخرج منها العديد من النواب مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي بعد خروج كل من النائب شامل روكز والنائب نعمة افرام ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي...والحبل على الجرار! وتضيف المصادر السياسية أن جعجع حذر من موقف الحريري حيال الاستحقاق الرئاسي المرتقب مع زعيم "المردة" الذي يتوقع أن يكون المرشح الجدي في هذه الانتخابات، وبالتالي لن يسلم جعجع "أوراقه" لجنبلاط والحريري قبل أن يحصل على وعد لا رجوع عنه من الأخير بتأييده في الاستحقاق الرئاسي المقبل، على أن يطلب لاحقاً من جنبلاط موقفاً مماثلاً، إلا أن الحريري ليس في وارد كشف أوراقه منذ الآن وهو غالباً ما يترك خياراته الى الربع الساعة الأخير، وهذا ما "يزعج" جعجع ويجعله هو الآخر يحتفظ بورقة "جبهة المعارضة" حتى إشعار آخر...خصوصاً أن العلاقة مع الرئيس عون مقطوعة كلياً لاسيما وأن جعجع يضع رئيس الجمهورية ضمن توصيف "الثلاثي غير المرح"!