تفاصيل الخبر

جـــاء بـــرد الشتـــاء حامـــلاً مـعـــه مـخـاطـــر«الالتهــاب  الرئوي» ومخاطر النفايات!

18/12/2015
جـــاء بـــرد الشتـــاء حامـــلاً  مـعـــه مـخـاطـــر«الالتهــاب   الرئوي» ومخاطر النفايات!

جـــاء بـــرد الشتـــاء حامـــلاً مـعـــه مـخـاطـــر«الالتهــاب  الرئوي» ومخاطر النفايات!

بقلم وردية بطرس

الدكتور-غادة-عيد <التهاب الرئة> او <الالتهاب الرئوي> <Pneumonitis> هو الإصابة البكتيرية او الفيروسية الحاصلة في كلتا الرئتين او احداهما. <الالتهاب الرئوي> هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين. وتتشكل الرئتان من أكياس صغيرة، وتلك الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص السليم. وعندما يُصاب المرء بـ<الالتهاب الرئوي> تمتلئ رئتاه بالقيح والمواد السائلة مما يجعل التنفس مؤلماً ويحد من دخول الأوكسجين. ويأتي <الالتهاب الرئوي> في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. فقد أدى الى وفاة 922000 طفل دون سن الخامسة في العام 2015، ما يشكل 15 بالمئة من الوفيات التي تُسجل في صفوف تلك الفئة في كل أرجاء العالم. ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل العالم.

وقبل اكتشاف المضادات الحيوية كان ثلث المُصابين بـ<التهاب الرئة> يموتون، ومع تطوّر علاج هذا المرض في أيامنا هذه، يُتوقع أن تنخفض هذه النسبة الى 5 بالمئة.

تحدث الإصابة في بعض الحالات نتيجة لاستنشاق قطرات صغيرة تحتوي على العضيات المسببة للمرض. فعندما يسعل او يعطس شخص حامل للمرض، تنتقل هذه الجراثيم الى الهواء. أحياناً أخرى تحدث الإصابة عندما يدخل شيء من البكتيريا او الفيروسات الموجودة اصلاً في الفم، الحلق، او الأنف عن غير قصد الى الرئتين. على سبيل المثال كثيراً ما يحدث أثناء النوم ان يستنشق الناس افرازات من الفم، او الحلق، او الأنف. في الأحوال الطبيعية، فإن ردة فعل الجسد بالسعال لإخراج الافرازات، بالاضافة الى ما يقوم به الجهاز المناعي، يمنعان العضيات المستنشقة من احداث التهاب في الرئة. إلا أن جسداً أنهكه مرض سابق، قد لا يقوى على المقاومة فيتطوّر الأمر الى التهاب حاد في الرئة. وتزداد احتمالية الإصابة بالمرض عند الأشخاص الذين عانوا من إصابة فيروسية منذ فترة قريبة، والمصابين بمرض رئوي، او مرض في القلب، او جلطات، او نوبات عصبية، او مشاكل في البلع. ومنذ ان تدخل العضيات الى الرئة فإنها تستقر في الحويصلات الهوائية، وتتكاثر بسرعة، ثم ما تلبث ان تمتلئ المنطقة المصابة بالسوائل والقيح فيما يحاول الجسم الدفاع عن نفسه.

وقد ينتشر <الالتهاب الرئوي> بطرق عدة. فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل او حلقه ان تصيب رئتيه اذا ما استنشقها. وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال او العطاس. وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولا سيما أثناء الولادة او بعدها بقليل. ولا بد من اجراء المزيد من البحوث بشأن مختلف العوامل التي تسبب <الالتهاب الرئوي> وطرق انتشارها، فلذلك أهمية بالغة فيما يخص العلاج والوقاية.

فكيف يحدث <الالتهاب الرئوي>؟ وما هي عوارضه؟ وهل تزداد نسبة الإصابة به؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الدكتورة غادة عيد اختصاصية الأمراض الصدرية والانعاش وأمراض الحساسية، وسألناها عن العوامل او المُسبّبات لحدوث <الالتهاب الرئوي> فتقول:

- <الالتهاب الرئوي> هو قسمان بشكل عام. فالالتهابات عادة تحدث في الجهاز التنفسي ونسميها الجهاز التنفسي العلوي (الانف والحنجرة والرئة)، وهناك الجهاز التنفسي السفلي (القصبة الهوائية والرئتين). وعادة 80 بالمئة من نسبة حالات الالتهاب تبدأ بالجهاز التنفسي العلوي اي الانف والحنجرة والرئة، اذ يبدأ الرشح، والاحتقان في الانف، ويشعر المريض بألم في الحنجرة قليلاً، وألم في جسمه، وألم في العضلات، كما يُصاب بارتفاع الحرارة. النسبة الأعلى للمسببات هي الفيروسات، <فيروس أدينو> وهناك 50 نوعاً من فيروس <ادينو>، والرشح. اذاً هذه المسببات الثلاث تؤدي لحدوث الالتهاب في الجهاز التنفسي العلوي، وهذه الفيروسات تتطلب اعطاء علاجات، فإذا كان الشخص يشكو من السعال وارتفاع الحرارة، فنصف له الدواء والفيتامين <سي>.

وتتابع:

- أما المضادات الحيوية فلا نعطيها للمريض لأنه في هذه الحالة لا تنفعه لأنها تسبب له ردة فعل، فالميكروب لا يتجاوب مع المضادات الحيوية اذا أُعطيت للمريض دون ان تكون هناك حاجة لذلك. لهذا عندما تظهر عوارض مثل السعال والاحتقان في الانف، و<البلغم> والشعور بالألم في الصدر، عندها لا تكون هناك حاجة لإعطاء المضادات الحيوية. وطبعاً ننصح دائماً عند ظهور عوارض الرشح وارتفاع الحرارة والسُعال بضرورة شرب السوائل لأن الجسم يُصاب بالجفاف اثناء الإصابة بالرشح والالتهاب، وبالتالي فإن السوائل تساعد في ترطيب الجسم، وبالطبع من الضروري شرب الماء لتخفيض الحرارة. ولكن اذا استمرت العوارض لأكثر من اربعة او خمسة أيام وظلت الحرارة مرتفعة، وتحول لون <البلغم> من أصفر الى أخضر، فعندها نُسمّي الحالة بـ<الالتهاب الرئوي>. وفي هذه الحالة لا بد ان يستشير المريض طبيبه ليخضعه للفحص للتأكد ما إذا كان التهاباً في الرئة ام أنها مسألة التهاب التشعبات الهوائية.

 

العوارض والتشخيص

 

ــ وما هي العوارض؟

- السُعال، الاحتقان في الأنف، الارتفاع في درجة الحرارة، الوجع في الرأس، <البلغم>، والوجع في المفاصل والعضلات. وهنا تجدر الاشارة الى انه يكون السعال جافاً ثم يبدأ ظهور <البلغم>.

ــ وكيف يتم التشخيص؟

- يتم التشخيص عبر الفحص السريري للمريض، لأن الفحص العيادي يساعدنا على تشخيص الحالة، كما ان السمّاعة تساعد على كشف الحالة، ومعرفة ما اذا كان هناك التهاب بالرئة ام انه فقط <برونشيت>. فمن خلال استعمال السمّاعة نقدر ان نعرف ما اذا كان المريض بحاجة لفحص الأشعة. ولكن اذا استمر المريض بالسعال لأربعة او خمسة أيام واستمرت الحرارة مرتفعة فعندئذ يكون مصاباً بـ<التهاب الرئة>، وإذ ذاك يجب اخضاعه لفحص الصورة، وفحص الدم للكشف عن الحالة ما اذا كانت إصابة ببكتيريا أو فيروس، ويساعدنا فحص الدم لنعرف ما إذا كان هناك التهاب، كما نأخذ عينة من الدم لكشف البكتيريا ونبدأ بتناول المضادات الحيوية وشرب السوائل لتخفيض الحرارة.

وتتابع:

- لكن ننتظر عملية الزرع فاذا كان غير مطابق فنقوم بدراسة الجرثومة وعندئذ تكون المضادات الحيوية فاعلة. والاهم من ذلك عندما يصف الطبيب للمريض ان يتناول المضادات الحيوية فعليه ان يكمل تناول أقراص العلبة، ولا يتوقف عن تناولها بمجرد أنه شعر بالتحسن، اذ ان البعض يأخذ المضادات الحيوية ليوم او يومين ويتوقف عن تناولها من تلقاء نفسه لمجرد انه يشعر ببعض التحسن، وهذا ما نواجهه كثيراً في الحالات التي نعاينها. كما يجب التنبه لأمر مهم الا وهو ان المريض يجب ألا يتناول اي مضاد حيوي بناء على نصيحة احد جيرانه او اقاربه، لأن هناك أمراً مهماً يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار الا وهو مشكلة الحساسية، لأن هناك نوعاً من المضادات الحيوية يسبب الحساسية للمريض وقد يضر به كثيراً وقد يتسبب بوفاته لاسيما اذا كان لدى المريض حساسية شديدة تجاه نوع معين من المضادات الحيوية.

ــ يرى البعض ان لانتشار النفايات على الطرقات تأثيراً على صحة الانسان وتحديداً الرئة، فهل لذلك علاقة بزيادة حالات الإصابة بـ<الالتهاب الرئوي>؟

- كما ذكرنا في سياق الحديث ان هناك عوامل او مسببات تؤدي لـ<الالتهاب الرئوي> وهي الفيروسات والبكتيريا، فعادة خلال الطقس البارد ونتيجة انخفاض الرطوبة تزيد نسبة إصابة الناس بالفيروسات، وهنا نتحدث بالتحديد عن الرشح و<الالتهاب الرئوي> خلال أواخر فصل الخريف وطيلة فترة الشتاء، اذاً فالطقس هو عامل للإصابة بـ<الالتهاب الرئوي>. اما ما يثير قلق ومخاوف الناس من ان النفايات المنتشرة على الطرقات وبالقرب من المنازل تسبب <الالتهاب الرئوي> فهو غير صحيح، فالنفايات لا تُسبّب <الالتهاب الرئوي>، ولكن طبعاً للنفايات تأثير سلبي على صحة الانسان اذ تؤدي للإصابة بـ<الكوليرا> وما شابه. ولكن الأمر المهم في هذا الخصوص انه عندما يتم حرق النفايات فالدخان الذي يتصاعد منها ويتنشقه الناس يسبب الالتهاب بالجهاز التنفسي ويؤدي للإصابة بالتهابات مزمنة، خصوصاً اذا كان الشخص مصاباً بـ<الربو> او يعاني من ضيق في التنفس فعندئذ سيتأثر سلباً.

دور الأطعمة

وتتابع الدكتورة عيد:

- كما يعلم الجميع ان حرق النفايات يؤدي الى انبعاث مادة <ديوكساين> والتي تعلق بالعشب والاشجار، وعندما يأكل الحيوان من تلك الأعشاب ومن ثم يقوم الانسان بتناول لحم الحيوان الذي تناول من تلك الاشجار او النباتات التي تعرضت لمادة <ديوكساين> فعندئذ سيُصاب على المدى الطويل بمشاكل صحية وهنا أقصد مشاكل في الجهاز الهضمي، لأن هذا الجهاز يتأثر سلباً بالأطعمة التي نتناولها وما اذا كانت سليمة ام لا، ناهيك عن احتمال الإصابة بمرض السرطان على المدى الطويل. اذاً كما يتأثر الجهاز الهضمي بسبب الطعام الذي نتناوله هكذا يتأثر الجهاز التنفسي عندما يتنشق الانسان هواءً ملوثاً بالمواد السامة وما شابه، وطبعاً لا يمكننا ان ننسى الدخان الأسود المتصاعد من المعامل والمصانع وانبعاثات السيارات الى ما هنالك، فكل هذه الأمور تؤثر على صحة الانسان، ولكن لا تسبب <الالتهاب الرئوي> لأنه كما ذكرت ان الفيروسات والميكروبات تتسبب بـ<الالتهاب الرئوي>، واذا كان لدى الشخص استعداد للإصابة بـ<التهاب الرئة> فهو حتماً سيتأثر بالعوامل التي ذكرناها.

ــ ما أهمية الوقاية بما يتعلق بـ<الالتهاب الرئوي>؟

- طبعاً الوقاية خير من قنطار علاج، فعندما يتقيد الانسان بالنصائح والارشادات الصحية فسيكون ذلك أفضل. ننصح بالوقاية دائماً خصوصاً للاشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفاً، والأطفال ما دون الخامسة من عمرهم، والمسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. تجدر الاشارة هنا الى اننا عندما نرسل أطفالنا الى الحضانة يجب أن نتنبه ما إذا كان أحد الأطفال مصاباً بـ<الرشح> فتنتقل العدوى للآخرين من خلال الرذاذ او لمس أغراض الطفل المصاب بـ<الرشح>، والأمر نفسه ينطبق علينا نحن الكبار، فعندما نستعمل أغراض شخص مصاب بـ<التهاب رئوي> او <الرشح> فستنتقل العدوى الينا، ولهذا ننصح دائماً بغسل اليدين لأنه يحمينا من التقاط العدوى، فغسل اليدين من افضل الطرق الوقائية لمنع التقاط العدوى والفيروسات والجراثيم، وننصح دائماً بأن يغسل الانسان يديه بعدما يعطس لئلا تنتقل العدوى الى الآخرين من خلال استعمال أغراض الآخرين او العكس. ويجب ان يغسل الأطفال أيديهم بعد اللعب واستعمال الألعاب وما شابه. و عندما يقضي الناس أوقاتاً طويلة في الشتاء داخل البيوت والنوافذ مغلقة تنتقل العدوى بشكل أسرع بينهم، وبالتالي يجب ان يقوم الناس بتهوئة منازلهم خلال فصل الشتاء لكي يدخل الهواء وأشعة الشمس.

 وطبعاً تبقى الوقاية هي الأهم، وأشير الى أن الأشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفاً او المصابين بأمراض مزمنة مثل <الربو> والسكري، وأيضاً المسنين والأطفال ما دون الخامسة من عمرهم فيجب أن العطسةيأخذوا اللقاح اذ يحميهم ولو بنسبة معينة.

«التجمع الوطني للسكري» وأهمية فحص الدم

عقد <التجمع الوطني للسكري> <DiaLeb> مؤتمراً في فندق <هيلتون> سن الفيل تحت عنوان <أهمية الفحص في تجنب السكري والسيطرة عليه>، وذلك بعد خضوع جميع الحاضرين لفحص سكري مجاني، وقد عُرض الاعلان التلفزيوني <شو رقمك> الذي شاركت فيه نخبة من المشاهير الذين يظهرون رقماً دُوّن على أيديهم للدلالة على معدل السكر لديهم، مشجعين الجميع على اجراء هذا الفحص بانتظام لتعزيز الوقاية.

وبعد كلمة ترحيب وتعريف من الاعلامية جاكلين شهوان، عرضت مؤسسة ورئيسة <DiaLeb> الدكتورة جاكلين معلوف الأهداف التي تسعى الجمعية الى تحقيقها منذ خمس سنوات على تأسيسها، أبرزها زيادة مستوى الوعي لمكافحة داء السكري، ونشر المعلومات الطبية والمواد التعليمية المناسبة، ومساعدة المرضى على تحسين حياتهم وتعزيز جودة الرعاية الصحية والغذائية. وتعتبر الدكتورة جاكلين ان سبب الاهتمام الشديد بمرض السكري يعود الى الأرقام المخيفة التي يسجلها هذا الداء الذي طاول أكثر من 380 مليون حالة في العالم في العام 2014، ويُتوقع ان يصل هذا الرقم الى 580 مليون حالة في العام 2035.

وعرضت الممثلة كارلا بطرس شهادة حياة تحدثت عن مشاركتها في الحملة الاعلانية <شو رقمك؟> اذ أعربت عن رغبتها المشاركة في هذا المؤتمر للتوعية ازاء مرض السكري وتعليم أولادنا أصول الأكل الصحي والسليم خصوصاً في ظل انتشار الوجبات السريعة. كما كشفت انها أُصيبت العام الماضي بالسكري من النوع الثاني، فاضطرت الى اتباع حمية غذائية معينة وأخذ دواء لفترة وانها تمكنت من تحسين حالها بنسبة 80 بالمئة، مؤكدة انه يمكن معالجة السكري والتعايش معه.

كذلك قدم الاعلامي محمد قيس شهادة حياة ترجم فيها معاناة والدته مع مرض السكري منوهاً بالدور الذي يقوم به <التجمع الوطني للسكري> لجهة منح مريض السكري الثقة بالنفس وعدم الرضوخ للمرض. ودعا الجميع الى فحص معدل السكر لديهم واتباع سُبل الوقاية، ولفت الى انه غير مصاب بمرض السكري ولكن بحكم ان والدته تشكو من هذا الداء فهو يعتبر نفسه معنياً.

كما قدمت اختصاصية الغدد الصماء والسكري الدكتورة مايا بركة لمحة سريعة عن المرض وقالت:

- هناك عوامل غير قابلة للتصحيح تزيد خطر الإصابة بالسكري، مثل تخطي سن الأربعين والاستعداد الوراثي، وهناك عوامل أخرى يمكن تعديلها مثل زيادة الوزن، والجلوس لساعات طويلة، والافراط في تناول الحلويات والوجبات الغنية بالدهون والسكر والملح.

الدكتورة جاكلين معلوف والإعلامي محمد قيس والفنانة كارلا بطرس والدكتورة مايا بركة في منصة المؤتمر الخاص بمرض السكري.