تفاصيل الخبر

فيينا تشهد توقيع اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي بين ايران والدول الست الكبرى!

16/07/2015
فيينا تشهد توقيع اتفاق تاريخي حول البرنامج  النووي بين ايران والدول الست الكبرى!

فيينا تشهد توقيع اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي بين ايران والدول الست الكبرى!

nucleaire توصلت ايران والدول الست الكبرى (دول <الفيتو> الخمس في مجلس الامن وهي اميركا، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا زائد المانيا) الى توقيع اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الايراني في العاصمة النمساوية فيينا يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بعد 12 سنة من الخلافات والصراع المفتوح مع ايران وحصارها وفرض عقوبات عليها عبر مجلس الامن الدولي، وإثر محادثات ماراتونية استمرت لمدة 22 شهراً في اكثر من بلد اوروبي لاسيما في سويسرا وسط ترحيب دولي منقطع النظير وتفاؤل كبير عبر عنه الرئيس الأميركي <باراك أوباما> ونظيره الإيراني حسن روحاني بفتح صفحة جديدة في المنطقة والعالم، الا ان الاتفاق أثار غضب الجمهوريين الأميركيين، حتى ان رئيس مجلس النواب الجمهوري <جون باينر> قال صراحة انه سيعمل على عرقلة الاتفاق كونه يسهم في انتشار الأسلحة النووية حسب رأيه، لكن الرئيس <اوباما> حذر الكونغرس من مغبة العرقلة وقال انه سيستخدم حق النقض <الفيتو> ضد اي قرار من الكونغرس يعارض الاتفاق، في وقت نزل الإيرانيون إلى شوارع طهران للاحتفال بالاتفاق، وتوجهوا بعيد الإفطار إلى جادة <ولي عصر> وهم يطلقون أبواق سياراتهم.

 وأعلن الاتفاق بعد توقيعه وأخذ الصورة التذكارية بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي <فيديريكا موغيريني>، حيث أعلن الاول ان الاتفاق النووي حدث تاريخي وصفقة جيدة، فيما أشارت <موغيريني> إلى أن الاتفاق ينص على سلمية البرنامج النووي الإيراني، وعلى حزمة من التدابير التي تضمن أن لا تسعى إيران إلى إجراء بحوث أو تطوير برامج تمكنها من الحصول على سلاح نووي، موضحة أن نص خطة العمل المشترك الشاملة وملحقاتها الخمسة، ستقدم خلال الأيام القادمة إلى مجلس الأمن من أجل تبنيها. ووصفت نص الاتفاقية بـأنه تقني ومفصل ومعقد، إلا أنها قالت عن الاتفاقية إنها صفقة جيدة ومتوازنة، وأن هذا الاتفاق ليس نهاية العمل، بل هو بداية لمرحلة جديدة من التعاون المشترك بين إيران والأطراف الدولية.

نقاط الاتفاق وبنوده

وهذا الاتفاق ينظم رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ عقود، ويسمح لها بتصدير واستيراد أسلحة، مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية، وقبولها زيارة مواقعها النووية، وبالتالي يحد من طموحات طهران النووية مقابل رفع العقوبات التي يتأثر بها الشعب الايراني اضافة الى الاقتصاد، حيث يمكن رفع أولى العقوبات اعتباراً من النصف الأول من العام 2016 إن التزمت طهران بتعهداتها. وفي حال انتهاك الاتفاق يمكن فرضها مجدداً. كما يتطرق الاتفاق في صفحاته الـ 109 الى كل التفاصيل المتعلقة بالبرنامج النووي بدءاً من مدة إنتاج مادة انشطارية، حيث ان الهدف هو جعل المدة اللازمة لإيران لإنتاج ما يكفي من المادة الانشطارية لصنع قنبلة ذرية، سنة كحد أدنى، على مدى عشر سنوات على الأقل، وجعل مثل هذه الخطوة قابلة للكشف على الفور، الى تخصيب <اليورانيوم> بحيث يخفض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران من أكثر من 19 ألفاً حالياً، منها 10200 قيد التشغيل، الى 6104 - أي بخفض الثلثين- خلال فترة عشر سنوات، وسيسمح لحوالي 5060 منها فقط بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3,67 في المئة خلال فترة 15 سنة. كما ستخفض ايران مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10 آلاف كلغ حالياً إلى 300 كلغ على مدى 15 عاماً.

rohaniووافقت ايران حسب الاتفاق على عدم بناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم طيلة 15 عاماً، على ان يصبح <نطنز> منشأتها الوحيدة للتخصيب، وأن تبقي فيه 5060 جهاز طرد فقط، كلها من نوع <آي آر-1>، أما أجهزة الطرد من نوع <آي آر-2 إم> ستسحب وتوضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وستكلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة جميع المواقع النووية الإيرانية بشكل منتظم مع تعزيز صلاحياتها إلى حد كبير، وسيوسع مجال صلاحيات هذه الوكالة لتشمل كل الشبكة النووية الإيرانية، بدءاً من استخراج اليورانيوم وصولاً إلى الأبحاث والتطوير، مروراً بتحويل وتخصيب اليورانيوم. وسيتمكن مفتشوها من الوصول إلى مناجم <اليورانيوم> والى الأماكن التي تنتج فيها إيران «الكعكة الصفراء» (مكثف اليورانيوم) طيلة 25 عاماً.

كما وافقت إيران أيضاً، على وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل محدود الى مواقع غير نووية خاصة العسكرية منها في حال ساورتهم شكوك في إطار البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي التزمت إيران بتطبيقها والمصادقة عليها.

ويهدف الاتفاق إلى جعل إنتاج إيران لمادة البلوتونيوم 239 أمراً مستحيلاً، على ان مفاعل المياه الثقيلة الذي هو قيد الإنشاء في أراك ستجرى عليه تعديلات كي لا يتمكن من إنتاج <البلوتونيوم> من النوعية العسكرية، ولن تتمكن طهران من بناء مفاعل جديد للمياه الثقيلة طيلة 15 عاماً.

وفي المقابل يفترض أن يصدر مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً للتصديق على الاتفاق وإلغاء كل القرارات السابقة ضد البرنامج النووي الإيراني، على ان تبقى العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الأسلحة خلال خمس سنوات لكن يمكن لمجلس الأمن أن يمنح بعض الاستثناءات. وتبقى أي تجارة مرتبطة بصواريخ بالستية يمكن شحنها برؤوس نووية محظورة لفترة غير محددة.

 

ترحيب العالم بالاتفاق

ورحب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالاتفاق النووي مؤكداً أن إيران حققت كل أهدافها. وقال إنه اتفاق متبادل، وان كل أهدافنا تحققت في الاتفاق الذي يسمح برفع العقوبات والاعتراف بالحق في برنامج نووي مدني، مشدداً على ان إيران لن تسعى بتاتاً لحيازة السلاح النووي، وقال إن مثل هذا السلاح مخالف لديننا وهو يتناقض مع مرسوم للمرشد علي خامنئي الذي يحظر مواصلة الأبحاث لحيازة القنبلة الذرية، موضحاً أن برنامج إيران النووي لم يسع بتاتاً إلى الضغط على الدول المجاورة وأن ذلك لن يحصل مستقبلا، معتبراً ان الاتفاق نقطة انطلاق لبناء الثقة بين بلاده والغرب

ورحبت دول العالم كلها بالاتفاق النووي، حيث أكد الرئيس الأميركي <باراك أوباما>، أن الاتفاق النووي مع إيران يتيح الفرصة لاتباع مسار جديد في العلاقات مع إيران، لكنه وعد إسرائيل المشككة في الاتفاق بعدم التخلي عنها، وقال «خلافاتنا حقيقية، لا يمكن تجاهل تاريخ من العلاقات الصعبة بين الأمتين، وهناك إمكانية لتغيير هذا الاتفاق يوفر فرصة للمضي في اتجاه جديد علينا أن نغتنمها، واعداً برفع العقوبات الأميركية عن إيران التي لا تزال العلاقات الدبلوماسية مقطوعة معها منذ 35 عاماً.

nucleaire-1وحذر <أوباما> الكونغرس الأميركي من اتخاذ قرار غير مسؤول برفض الاتفاق، مؤكداً أنه سيستخدم الفيتو في حال محاولة عرقلة الاتفاق.

واعتبر الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> أن الاتفاق هو خيار قوي من أجل الاستقرار والتعاون، لقد تنفس العالم الصعداء وقال أن موسكو ستفعل كل ما بوسعها لضمان نجاح الاتفاق.

ورحب الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند> بالاتفاق واكد انه يدل على أن العالم يتقدم، داعياً طهران إلى مساعدة التحالف الدولي على إنهاء النزاع في سوريا.

وأشادت المستشارة الألمانية <انجيلا ميركل> بالاتفاق بوصفه نجاحاً مهماً للسياسات الدؤوبة، وناشدت جميع الأطراف بسرعة تنفيذه.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن التطبيق الكامل للاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست ضروري لسلام وأمن واستقرار المنطقة.

ورحبت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية بالاتفاق الذي قالت إنه سيسهم في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز نظام منع انتشار السلاح النووي.

ورحبت الصين بالاتفاق النووي، وقال وزير خارجيتها <وانغ يي إن> الاتفاق النووي الايراني سيحمي نظام حظر الانتشار النووي العالمي ويثبت ان العالم بوسعه ان يحل قضايا ملحة من خلال التفاوض.

وأشادت أفغانستان بالجهود الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، في حين قالت باكستان إن تدابير بناء الثقة بشأن البرنامج النووي الايراني نذير خير للسلام والأمن في منطقتنا.

 ووصف رئيس الوكالة الدولية <يوكيا أمانو> الاتفاق بأنه خطوة مهمة الى الأمام، مشيراً إلى أنه سيسمح للوكالة للقيام بعملية تقييم للقضايا التي تتعلق بوجود أي أبعاد عسكرية محتملة في البرنامج النووي الإيراني بحلول نهاية عام 2015.

 عربياً هنأ الرئيس السوري بشار الأسد إيران بالتوصل بالاتفاق، معتبراً ذلك نقطة تحول كبرى وانتصاراً عظيماً للشعب الايراني، فيما وصفت وزارة الخارجية السورية الاتفاق بالتاريخي، وقالت إنه دليل على حكمة القيادة الايرانية وانتصار لدبلوماسيتها وحنكتها في معالجة قضاياها المهمة.

 وقالت السعودية إنها تؤيد اتفاقاً لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكنها أكدت أهمية وجود آلية تفتيش صارمة، مع آلية لإعادة فرض العقوبات، فيما قال مسؤول سعودي إن اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية سيكون يوماً سعيداً للمنطقة إذا منع طهران من امتلاك ترسانة نووية، لكنه سيكون سيئاً إذا سمح لطهران بأن تعيث في المنطقة فساداً.

وأملت مصر في أن يؤدي الاتفاق إلى منع نشوب سباق للتسلح في منطقة الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إنه يأمل في أن يكون الاتفاق شاملاً متكاملاً، ويؤدي إلي منع نشوب سباق للتسلح في منطقة الشرق الأوسط، وإخلائها بشكل كامل من جميع أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية. كما أعرب عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

ورحبت الامارات  العربية المتحدة بالاتفاق  واعتبرته  فرصة لفتح صفحة جديدة في المنطقة .

ورحب  العراق بالاتفاق ، وبارك رئيس الوزراء  حيدر العبادي لشعب الجارة ايران، ولشعوب المنطقة والعالم خطوة الإتفاق المهمة، وقال: إننا نتطلع الى غاياته في تجنيب المنطقة ويلات وكوارث الحروب والصراعات، في وقت تشتد فيه الحاجة الى الأمن والسلام، والى مزيد من العمل والتعاون في محاربة الإرهاب، ولا سيما في مواجهة عصابات داعش، التي تهدف الى تمزيق المنطقة والعالم واغراقهما بالفتن والدماء.

في المقابل، ندد رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري <جون باينر> بالاتفاق، وقال إن هذا الاتفاق سيوفر لإيران المليارات من خلال تخفيف العقوبات مع إعطائها الوقت والمجال لبلوغ عتبة القدرة على إنتاج قنبلة نووية من دون خداع، معتبراً انه بدلاً من وقف انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، فهذا الاتفاق سيطلق على الأرجح سباقاً على التسلح النووي في المنطقة.

وانتقد <إد رويس> رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي الاتفاق وقال إنه لا يلزم طهران بتفكيك تكنولوجيا تصنيع القنابل.

واعتبر رئيس وزراء العدو <بنيامين نتنياهو> الاتفاق حول النووي الإيراني بأنه خطأ تاريخي وقال: إن إسرائيل غير ملزمة بالاتفاق وإنها ستدافع عن نفسها، مشيراً الى انه تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا التي كان من المفترض أن تمنع إيران فيها من امتلاك القدرة على حيازة أسلحة نووية.

obama

الاتفاق لبنانياً

 لبنانياً علق سياسيو لبنان على الاتفاق النووي، إذ اوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري انه مرتاح الى توقيع الاتفاق النووي، مُستشهداً بردود الافعال الايجابية التي صدرت عن زعماء العالم في اعتبار هذا الاتفاق يشكّل انفراجاً دولياً، وقال: إنّ لبنان واليمن هما أوّل من يجب ان يستفيد من هذا الانفراج الدولي الذي يشكّله الاتفاق، الا انّ تلك الاستفادة لن تحصل بين يوم وآخر، لكنها لن تتأخر طويلاً.وسبق ان قال الرئيس بري عن الاتفاق: <ليس ما بعده كما قبله>.

وقال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام: <تابعنا باهتمام نبأ إعلان الاتفاق حول الملف النووي الايراني بين مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وبين جمهورية ايران الاسلامية، وإننا نأمل أن ينعكس هذا التطور في شكل إيجابي على الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما يساعد على خفض التوترات وإشاعة السلام والاستقرار>.

وسأل الرئيس السابق ميشال سليمان في تغريدة عبر <تويتر>: <هل أصبح الاتفاق النووي بين أميركا وإيران اسهل من الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟>.

ورحب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بالاتفاق النووي واعتبر انه يمكن ان يؤثر على الاستحقاق الرئاسي، فيما غرد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عبر <تويتر> قائلا: <نتمنى ان يكون للاتفاق الاميركي-الايراني وما يحيط به من جوّ دولي داعم انعكاسات ايجابية على لبنان والمنطقة امنياً واقتصادياً>.

وعلق رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على الاتفاق، حيث قيل له <مبروك الاتفاق>، فقال مبتسماً: <باركوا> للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقال: <ان الاتفاق النووي يضع المسمار الاخير في نعش العالم العربي وفي نعش اتفاق (سايكس بيكو)>. أضاف: <ان مصالح الدول الكبرى التي صنعت هذا الاتفاق أقوى للأسف مما تبقى من عرب>.

كما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان الاتفاق النووي سيؤدي الى تجميد مرحلي للبرنامج العسكري النووي الايراني في انتظار المستجدات، مستبعداً ان يلقي هذا الاتفاق بثقله إيجاباً على الحوادث في الشرق الاوسط، بل ربما يُصعّب بعضها لان ايران ستكون في وضع أكثر ارتياحاً، وإمكانياتها ستكون أكبر للتدخل في قضايا المنطقة.