تفاصيل الخبر

فيروس ”كورونا“ يهدد البشرية... ودول العالم تعيش حالة من الهلع!

13/02/2020
فيروس ”كورونا“ يهدد البشرية... ودول العالم تعيش حالة من الهلع!

فيروس ”كورونا“ يهدد البشرية... ودول العالم تعيش حالة من الهلع!

بقلم وردية بطرس

 

الدكتورة غنوة الدقدوقي: فيروس ”كورونا“ من سلالات قديمة وكان مسؤولاً عن انتشار حالات مرضية متعددة ومنها فيروس ”سارس“!

العالم في حالة من الهلع والذعر من فيروس <كورونا> الذي انطلق من مدينة <ووهان> في مقاطعة <هوبي> في الصين فتحولّت هذه المدينة التي كانت تعج بالحياة في وسط الصين الى مدينة موبوءة معزولة عن العالم بعد تفشي فيروس <كورونا> الجديد الذي انطلق منها وتحديداً من سوق <هونان> للمأكولات البحرية بالجملة، لتُعزل بالكامل وتصبح هي والمدن المحيطة بها أكبر حجر صحي في التاريخ البشري وتُوصف بأنها مدينة أشباح. وقد رجحت السلطات في الصين ان هذا الفيروس ينتمي الى عائلة فيروسات <كورونا>، وهي عائلة من الفيروسات تتكون من ستة أنماط تنتقل عدواها بين البشر حتى الآن، وبانضمام الفيروس الجديد يصبح عددها سبعة.

ولقد اتسعت اجراءات الحجر الصحي والقيود عبر الصين وخارجها للقضاء على وباء فيروس <كورونا> المستجدّ، فيما ارتفعت حصيلته الى نحو 630 وفاة. وبعد وضع مدينة <ووهان> ومقاطعتها <هوبي> وسط الصين تحت الحجر الصحي عملياً، فرضت مدن أخرى في شرق البلاد قيوداً على عشرات الملايين الاضافيين من السكان، كذلك قالت السلطات الصحية في تقريرها اليومي انه تم تسجيل 2987 اصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع بذلك عدد الاصابات الاجمالي الى أكثر من 28 ألفاً عالمياً. وفي الأثناء تم كشف نحو 200 اصابة خارج الصين في عشرين بلداً، وقد سُجلت حالة وفاة واحدة نُسبت الى فيروس <كورونا> في الفيليبين. وقبالة اليابان، في يوكوهاما سيبقى 3700 شخص من جنسيات مختلفة عالقين لفترة 14 يوماً على الأقل في سفينة الرحلات السياحية وذلك بعد اكتشاف عشر حالات اصابة بالفيروس في السفينة. وفي <هونغ كونغ> عزل 1800 شخص في الميناء، حتى اجراء فحوص طبية، وذلك بعد اكتشاف ثلاث حالات اصابة على السفينة التي تقلّهم.

منظمة الصحة العالمية والاجراءات لاحتواء انتشار الفيروس!

من جهتها اعتبرت منظمة الصحة العالمية ان فيروس <كورونا> المستجدّ لا يشكل وباءً عالمياً، رغم ان تدابير مشددة لا تزال تتخذ على الصعيد العالمي. وقالت منظمة الصحة ان الاجراءات الكبيرة التي اتخذتها الصين لاحتواء انتشار الفيروس حالت الى حد كبير دون انتشار العدوى في الخارج. وقال المدير العام للمنظمة <تيدروس أدانوم غيبريسوس> خلال اجتماع في جنيف ان 99 بالمئة من عدد الاصابات بالفيروس وحصيلة عدد الوفيات جراءه سجلت في الصين، في حين ان 176 حالة وفاة فقط سُجلت خارج البلد الآسيوي، وتحديداً في أكثر من 20 بلداً، مبيناً انه لا داعي الى الخوف والهلع. وقال ان الوضع الراهن لا يعني ان الأمر لن يسوء، ولكنه أشار الى ان هناك فرصة سانحة للعمل على وقف انتشار الفيروس من خلال تضامن الدول والمشاركة على مستوى نقل البيانات الحيوية المتعلقة بانتشار الفيروس. في السياق ذاته أكد رئيس استراتيجيات العمليات الطارئة في منظمة الصحة العالمية <سكوت بندرغاست> ان منع الانتشار العالمي للوباء يتطلب دعماً مهماً للدول التي تشكو أنظمتها الصحية ضعفاً.

لا حالات اصابة بفيروس <كورونا> في لبنان!

ولقد أعلنت منظمة الصحة العالمية في لبنان في بيان انه لم يتم تأكيد اي حالة لفيروس <كورونا> الجديد في لبنان، ومع ذلك ترصد وزارة الصحة العامة وتتابع الوضع عن كثب للكشف المبكر عن اي اصابة بفيروس <كورونا> بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية 20051، وأشارت الى انه بدعم من مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان تقوم وزارة الصحة العامة بجهود كثيفة والعمل عن كثب لزيادة تدابير التأهب والجهوزية ومراقبة الوضع للحد من خطر دخول فيروس <كورونا> الجديد الى البلد علماً ان الوضع يشهد تطورات سريعة. وأضافت:

تقوم وزارة الصحة العامة بمراقبة وترصد المسافرين القادمين الى بيروت من خلال نظام مراقبة درجة الحرارة في المطار، وتقوم أيضاً بتوزيع قائمة المخاطر على جميع الوافدين بشكل مباشر او غير مباشر من البلدان التي تم تأكيد وجود الفيروس فيها. بالاضافة الى ذلك ستتم متابعة اي شخص يُشتبه في تعرضه لفيروس <كورونا> الجديد عبر الهاتف من قبل قسم الأمراض المعدية في وزارة الصحة العامة.

الدكتورة غنوة الدقدوقي ومصدر فيروس <كورونا>!

 

فما هو مصدر فيروس <كورونا>؟ وما هي عوارضه وطرق انتقاله؟ وغيرها من الأسئلة أجابت عنها الاختصاصية في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتورة غنوة الدقدوقي ونسألها:

ــ لأي عائلة فيروسات ينتمي فيروس <كورونا>؟

- فيروس <كورونا> هو مجموعة سلالات، وهو فيروس قديم وليس جديداً ومعروف منذ سنة 1960 في العالم، وكان مسؤولاً عن انتشار حالات مرضية عدة في التاريخ ومنها فيروس <سارس> الذي تسبب بحالات وفيات متعددة، ومنه <متلازمة الشرق الأوسط التنفسية>. اليوم الجديد في هذه السلالة انها سلالة مستجدة ولهذا يسمونها بفيروس <كورونا> المستجد 2019 لأنه تبين ان هناك اختلافات عن الفيروسات السابقة الذكر، ولكن بحسب الدراسات الجينية والتي لا تزال تحتاج لتعمق أكثر فانه يتطابق مع فيروس <سارس>، ولهذا فان العلاجات هي تقريباً نفسها، اي العلاجات لـ<كورونا> ليست خاصة بـ<كورونا> ولكنها استعملت سابقاً لعلاج الـ<سارس>.

ــ وما هو مصدر فيروس <كورونا>؟

- فيروس <كورونا> هو من مصدر حيواني، واجمالاً مصدر فيروس <كورونا> المستجد هو من الخفافيش، ولهذا يقولون ان الفيروس انطلق من مدينة <ووهان> لأنهم يأكلون الخفافيش والأفاعي والحيوانات غير المألوفة.

طرق انتقال العدوى!

 

ــ وما هي طرق انتقال العدوى؟

- بالنسبة لطرق انتقال العدوى فلا شك انه مرض حيواني المنشأ او المصدر، بمعنى انه ينتقل من الحيوان المصاب الى الانسان، وهناك حالات تم اثباتها ولم تكن لها علاقة بذلك السوق الذي انطلق منه المرض ولكنه انتقل من انسان الى آخر. اذاً ينتقل هذا الفيروس من الحيوان الى الانسان ومن ثم ينتقل من انسان الى آخر. وطرق انتقال الفيروس ليس سريعاً اي انه انتقال بطيء وهذا أمر مطمئن بما يتعلق بالفيروس. اما عن كيفية انتقال الفيروس فان ذلك يتم عبر الجهاز التنفسي اي من خلال الرذاذ الذي ينطلق من الشخص المصاب اذا عطس او سعل، او عبر الاحتكاك ولمس الأغراض الملوثة بهذا الفيروس اذ ان هذا الفيروس يعيش من 3 الى 5 ساعات على المسطحات ولهذا فان تنظيف المسطحات أمر ضروري لأنه يحمي كثيراً.

 

الأعراض ومعالجتها!

 

ــ ماذا عن الأعراض؟ وهل تختلف من شخص لآخر خصوصاً اذا كان جسم الانسان ضعيفاً؟

- ان الأعراض السريرية لدى الشخص المصاب بفيروس <كورونا> هي أولاً أعراض تشبه عوارض <الانفلونزا> ومنها ارتفاع الحرارة، آلام في العضلات، والصداع، والسعال، واحتقان أنفي، ووجع في البلعوم. وهذه الأعراض قد تتطور الى التهاب في الجهاز التنفسي فيحدث قصور في عمل الجهاز التنفسي وقصور في الكلى، واذا حصلت هذه الاشتراكات فقد تؤدي الى الوفاة. طبعاً لا يزال مبكراً التحدث عن فيروس <كورونا> المستجد ولكن اذا أردنا ان نطابق هذا الفيروس مع فيروس الـ<سارس> فاننا نرى ان الاصابات كانت تأتي بشكل اشد واصعب عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية اي الأشخاص المصابين بقصور بعمل القلب او السكري او ضعف المناعة او انهم يتناولون أدوية الـ<كورتيزون> فتكون عوامل مساعدة لتطور سلبي للفيروس.

ــ العلاج غير متوافر حتى الآن ولكن تتم معالجة الأعراض فقط...

- هذا صحيح، لا يوجد علاج خاص بفيروس الـ<كورونا>، ولكن هناك بعض المضادات الفيروسية التي تُستعمل لفيروس التهابات الكبد الوبائية من نوع <س> او حتى التهابات فيروس نقص المناعة <الايدز> والتي أثبتت فعاليتها لعلاج بعض المرضى المصابين بالالتهابات، ولا شك ان العلاج كبداية هو علاج الأعراض وليس أكثر من ذلك.

ــ هل تحوّل هذا الفيروس الى وباء؟

- ربما يمكن القول انه نظراً لعدد الحالات المتزايد في الصين اذ لغاية الآن اذا تابعنا تطور الحالات فان نسبة الاصابات هي بالاغلب مسجلة في الصين او هي حالات لأشخاص قدموا من الصين او احتكوا مع أشخاص كانوا موجودين في تلك البلاد، اي ان أغلب الحالات كانت على هذا الشكل، وبالتالي نقدر ان نقول انه فعلاً اذا استمر هذا الانتشار فهو وباء، ولكن لم نقل بعد <جائحة> اذ ان منظمة الصحة العالمية لم تصنف هذا الفيروس كجائحة (تُعرف الـ<جائحة> على أنها فاشية لعامل جديد مسبب للمرض ينتشر بسهولة من شخص الى آخر على مستوى العالم) تعم العالم كله، بالرغم من ان هناك حالات في أوروبا وكندا وغيرها.

اجراءات وزارة الصحة في لبنان والارشادات الصحية!

ــ ليست هناك حالات اصابة بفيروس <كورونا> في لبنان ولكن اتخذت الاجراءات اللازمة بحال وصل هذا الفيروس الى البلد...

- هناك اجراءات مشددة تتخذها وزارة الصحة العامة عبر المطار، وهي الاقتراحات التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة مراقبة العدوى العالمية بان اي شخص يصل الى المطار تُقاس حرارته بواسطة <Scan> وبالتالي اذا تبين ان اي شخص حرارته مرتفعة وهو قادم من منطقة في الصين او منطقة اثبتت فيها حالات اصابة بالـ<كورونا> فانه يُعزل من يومين الى 14 يوماً، اذ ان فترة حضانة الفيروس هي مبدئياً التي اعتمدت بحالات الاصابة بـ<السارس>، وبالتالي يتم عزل الشخص لنرى تطور الأعراض السريرية لدى الشخص، وفي حال كان هناك اي داع لاي علاجات يُعطى له العلاج.

ــ وماذا عن الارشادات الصحية والوقاية؟

- طبعاً الارشادات الصحية مهمة وضرورية بهذا الخصوص، وقد ألقيت محاضرة في احدى المدارس لأن لجنة الأهل أرادت ان تقوم بحملة توعية للأهالي فدعت لهذه المحاضرة، وهذا أمر جيد وضروري ان تُقام حملة توعية حول فيروس <كورونا> لأننا وجدنا ان هذا النوع من الفيروسات التي ليست لها علاجات خاصة يجب ان تكون الوقاية هي الأساس بمثل حالتها. واننا نركز على أمور عديدة بهذا الخصوص ومنها انه يجب غسل اليدين بطريقة صحيحة بالماء والصابون وليس بالماء فقط ولمدة لا تقل عن عشرين ثانية. ثانياً: عندما يعطس الشخص او يسعل يجب ان يغطي السعال بمحرمة وتُرمى في الحال وبعدها يغسل يديه. ثالثاً: اذا كان الشخص مصاباً بارتفاع الحرارة يجب الا يذهب الى العمل او المدرسة، ولا يجب ان يضع يديه على عينيه او فمه بعدما يلمس أغراض غيره، وعليه ان يأكل طعاماً مغذياً وبشكل جيد، وان يشرب كمية كبيرة من الماء وأيضاً عليه بشرب السوائل لتقوية جهاز المناعة ليقدر ان يكافح الفيروس الذي يدخل الى جسمه، وهي الوسائل نفسها التي ننصح بها الناس عند الاصابة بالـ<انفلونزا>.

ــ­ حصل هلع وذعر في العالم فهل هذا مبرر او مبالغ به خصوصاً بعدما بُثت المشاهد المرعبة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي؟

- برأيي لا يجب ان نصل الى درجة الهلع، ولكن يجب ان نخاف من تطور هذا الفيروس اي يجب ان نأخذه بعين الاعتبار، ويجب ان نبدأ باعتماد أساليب الوقاية في مدارسنا، خصوصاً ان لبنان بلد منفتح يقصده الناس من مختلف البلدان وبالتالي يجب اتخاذ الاجراءات اللازمة والوقائية. وأود ان أذكر هنا انه اجمالاً لا ينتقل الفيروس من خلال الطعام وانما من خلال التعاطي مع الحيوان بشكل مباشر، ولكن يُفضّل في ظل هكذا ظروف وأزمات الا يأكل الانسان اي طعام نيء بل يجب ان يُطهى الطعام جيداً، وأيضاً لا يجب استعمال السكينة نفسها لتقطيع اللحوم والخضار بل ان تُستعمل سكينة خاصة للحوم وأخرى للخضار والفاكهة، وبالتالي على الناس ان يتناولوا أطعمة مطبوخة بشكل جيد.

ــ واذا لم يُوجد لهذا الفيروس العلاج فالى أي مدى سيهدد الحياة البشرية؟

- اذا استمر هذا الفيروس بالتطور والانتشار بين البشر، فالخوف هو من ان يصبح <جائحة> اي وباء يعم العالم، هذا هو الخوف والتخوف لأن هذا الفيروس موجود في العناصر الجائحة فهو موجود في الحيوانات وينتقل من الحيوانات الى الانسان، وقد بدأ بالانتقال الى البشر، مما قد يهدد العالم وأشدّد على كلمة <قد> لأن لا أحد يعرف فلربما تتوقف المشكلة هنا... وطالما اننا نتحدث عن فيروس فيجب ان نتبع وسائل الحماية كما ذكرت بغسل اليدين، فالوقاية ثم الوقاية...