تفاصيل الخبر

فيروس ”اتش 1 ان 1“ ينتقل عبر الجهاز التنفسي من خلال السعال، العطس واللعاب بطريقة مباشرة...

30/01/2020
فيروس ”اتش 1 ان 1“ ينتقل عبر الجهاز التنفسي من خلال السعال، العطس واللعاب بطريقة مباشرة...

فيروس ”اتش 1 ان 1“ ينتقل عبر الجهاز التنفسي من خلال السعال، العطس واللعاب بطريقة مباشرة...

 

بقلم وردية بطرس

 

الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور ناجي عون: من الضروري اخذ الدواء في غضون أول 48 ساعة من الاصابة بانفلونزا ”اتش 1 ان 1“!

 

لا داعي للهلع من انفلونزا <H1N1> لأن علاجه متوافر... ولقد أصدرت وزارة الصحة العامة بياناً حول فيروس الانفلونزا تقول فيه:

في ما يخص فيروس الانفلونزا وانتشاره في لبنان يهم وزارة الصحة العامة ان تشدد على ما يلي: لقد أصبحت الانفلونزا <H1N1> جزءاً من الانفلونزا الموسمية منذ العام 2010 ولم تعد تسمى انفلونزا الخنازير. وقد بدأ موسم الانفلونزا في لبنان منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) 2019 وسجلت الأنماط الأكثر شيوعاً حتى تاريخه النمط <B> يليه النمط <H1N1> وما زالت المؤشرات الوبائية الخاصة بالانفلونزا ضمن المتوقع وطنياً، وتتم متابعة هذه المؤشرات اسبوعياً من قبل وزارة الصحة العامة، وان المضاعفات التي سجلت في بعض المستشفيات ناتجة بمعظمها عن حالات لديها سوابق مرضية مزمنة او خلقية، والمعروف في العالم ان الانفلونزا الموسمية قد تسجل مضاعفات لدى هذه الفئات من الناس. وتنتج الانفلونزا الموسمية عن فيروسات متوقع ظهورها وتشمل عوارضها المتوقعة الحمى، العوارض التنفسية الحادة مثل السعال وآلام الحنجرة، آلاماً في العضلات وأحياناً التقيؤ والاسهال، وفي حال تفاقم العوارض ينصح بمراجعة الطبيب. وينتقل الفيروس عبر الجهاز التنفسي من خلال السعال، العطس واللعاب بطريقة مباشرة، كما ينتقل بطريقة غير مباشرة عبر تلوث اليدين عن طريق المصافحة او لمس حاجيات المريض ومن ثم لمس الفم او الأنف او العين، وتنتقل العدوى من الشخص المصاب الى أشخاص آخرين خلال فترة تمتد من يوم واحد قبل بداية العوارض وحتى اسبوع بعد ظهورها، وان صدور نتيجة ايجابية للفحص المخبري لا يعني ضرورة أخذ دواء الانفلونزا <Oseltamivir – Flumivir – Tamiflu> الذي يجب تناوله فقط بوصفة طبية من قبل الطبيب المعالج لاسيما لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات والأطفال ما دون 5 سنوات والحالات التي تستدعي دخول المستشفى.

وتؤكد وزارة الصحة العامة على أهمية الوقاية من الانفلونزا والأمراض التنفسية الحادة عبر التقيد بما يلي: غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون خصوصاً بعد السعال والعطس، وبعد ملامسة الأسطح والأدوات الملوثة. اعتماد آداب السعال والعطس. تجنب مخالطة أشخاص مصابين بالعدوى. البقاء في المنزل عند الشعور بعوارض الانفلونزا خصوصاً أطفال الحضانات وتلاميذ المدارس. الحد من العادات التي تحفز على نقل العدوى مثل المصافحة والتقبيل. الحفاظ على الغذاء الصحي المتوازن والاكثار من تناول السوائل الدافئة والفواكهة الغنية بالفيتامين <س>. الحفاظ على النظافة العامة لاسيما في دور الحضانة والمدارس. أخذ لقاح الانفلونزا الموسمي للأشخاص الأكثر عرضة للاصابة والمضاعفات وهم: صغار وكبار السن، الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، النساء الحوامل، والعاملون في القطاع الصحي. كما تناشد وزارة الصحة وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي توخي الدقة والحذر في نشر المعلومات الصحية وعدم اشاعة الذعر والهلع بين المواطنين.

 

الدكتور ناجي عون والانفلونزا الموسمية!

فكيف تنتقل انفلونزا <اتش 1 ان 1> وما هي عوارضها؟ وكيف تُعالج؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور ناجي عون اذ يستهل حديثه قائلاً:

- نحن لا نريد ان نسميها فقط <اتش 1 ان 1> بل يجب ان نسميها <الكريب> الموسمية، هذه السنة لم تبدأ <اتش 1 ان 1> بل بدأت انفلونزا <ب> أكثر، لذا يجب توعية الناس بهذا الخصوص. ان الانفلونزا الموسمية مقسمّة الى اربعة اقسام ومن بينها <اتش 1 ان 1> وهي ليست مخيفة، ونصنّف الانفلونزا على هذا الشكل: <Influenza A, Influenza B, Influenza C> اذ ان كل من انفلونزا <ا> وانفلونزا <ب> تصيب البشر، وانفلونزا <ا> قسم منها انفلونزا <اتش 1 ان 1> ومنها انفلونزا <اتش 3 ان 2>. كما ان انفلونزا <ب> منها نوعان. من الناحية العلمية فنحن كأطباء نعرف ما هو نوع الانفلونزا في البلد والذي ينتشر في العالم لكي نطور العلاجات واللقاحات لها. وهناك فرق بين الانفلونزا التي تسبب الرشح والزكام، فعادة عند الاصابة بالزكام ننصح الشخص بتناول السوائل وتدفئة نفسه وان يرتاح لمدة يومين في البيت فيتعافى المريض، وعندما تكون هناك تدخلات كثيرة نعطيه أدوية لتخفيض الحرارة.

 

العوارض!

 

ــ وما هي العوارض التي تظهر عند التقاط فيروس <اتش 1 ان 1> وهل هناك حالات لا تظهر فيها العوارض؟

- عندما يلتقط الشخص الفيروس لا نعرف من العوارض اي نوع من الفيروسات قد التقط، فالأعراض التي نعرفها جميعنا هي: وجع الرأس، وارتفاع الحرارة، ووجع الجسم، وانسداد الأنف، ووجع الحلق اذ لا يقدر ان يبلع، ووجع الصدر وصعوبة التنفس، والسعال الجاف... وهناك 25 بالمئة من الأشخاص تحدث معهم العوارض مثل الاسهال، ووجع المعدة، والتقيؤ، واللعيان. وعندما يأتي المرضى في الأسبوعين الأولين من التقاط الفيروس نخضعهم للفحوصات لنقدر ان نحدد عما اذا كانت اصابتهم هي بانفلونزا <ا> او انفلونزا <ب> او انفلونزا <اتش 1 ان 1>، وقد اصبحنا نسميها الانفلونزا الموسمية ولم نعد نسميها الانفلونزا كي لا نثير الخوف لأننا أصبحنا نشخص الحالة، ونعرف انه عندما تبدأ الانفلونزا الموسمية فانها ستمتد لثلاثة أشهر، وعندما تظهر العوارض لدى المريض نشدد كأطباء ولجان طبية ان يُؤخذ العلاج في أول 48 ساعة، اي لا يجب ان ينتظر المريض اكثر من يومين لكي يبدأ بأخذ العلاج، وليس كما كان المفهوم القديم سائداً قبل سنوات اذ كان المريض ينتظر 48 ساعة قبل ان يأخذ الأدوية، ولكن الآن عندما يكون هناك سعال شديد وارتفاع في الحرارة وعوارض رشح شديدة او اسهال ووجع في المعدة فيجب ان نعطي المريض دواء الانفلونزا، فعندما يأخذ المريض الدواء في غضون 48 ساعة فانه يتحسن فوراً.

ويتابع:

- اذاً أثبتت الدراسات انه فوق الـ80 بالمئة من الأشخاص يستعيدون عافيتهم في اليوم نفسه اذا ما أُخذ الدواء في غضون أول 48 ساعة، ولكن المشكلة هي عندما يأتي المريض الينا بعد 48 ساعة، وبدورنا نعطيه الدواء لتخفيف المضاعفات ولكن لا يعود بامكاننا تخفيف العوارض، وأيضاً لا نعود قادرين على تخفيف الفترة الزمنية التي يكون فيها المريض مصاباً بارتفاع الحرارة، كما لا نعود قادرين على تخفيف المضاعفات والالتهابات في الصدر والرأس والقلب والرئة، فهذه كلها مضاعفات ممكن ان تؤدي لان نلجأ إلى حلول أخرى مثل <الانتيبيوتيك> او الدخول الى الانعاش، وهنا تكون مهمة الصحافة والاعلام بالقاء الضوء على الموضوع ، فنحن نذكّر كاختصاصيي أمراض الالتهابات ان أطباء العائلة الذين يعاينون المرضى أولاً وأيضاً أطباء الأطفال ليسوا كأطباء الرئة والالتهابات لأننا نحن نعاين بشكل اكبر هذه الحالات، وأيضاً نشدد على الصيدليات عندما يستشيرها المريض الا تعطيه ادوية مثل <البنادول> و<أدفيل> وغيرها التي لن تؤثر على تحسين وضع المريض، اذ بالنسبة الينا اذا كان الشخص مصاباً ببكتيريا في الجسم فنعطيه المضادات الحيوية، اما اذا كان مصاباً بفيروس فنعطيه <Antiviral> او مضادات الفيروسات ولا نعطيه <الباندول> و<الادفيل> وما شابه، فنحن بالأساس نعرف كيفية التشخيص ونعرف ماذا يتوجب اعطاء المريض من ادوية، وأهم ما في الامر ان يتم أخذ الدواء في غضون أول 48 ساعة.

 

طرق انتقال العدوى!

ــ عندما يلتقط الشخص فيروس <اتش 1 ان 1> كيف ينتقل منه الى شخص سليم؟

- ينتقل فيروس <اتش 1 ان 1> كمثل اي عوارض التهابات في المجاري الهوائية اذ تنتقل العدوى من الشخص المصاب الى شخص آخر عبر النفس والعطس واللعاب، لذا ننصح الشخص السليم بألا يزور المصاب بالفيروس في المستشفى، وعند ضرورة زيارته ننصح بوضع الكمامة على الوجه. ويجب ان يعلم الناس انه اذا اجتمع احدهم بشخص مصاب بالفيروس لمدة نصف ساعة مثلاً في مكتب او سيارة فانه سيلتقط الفيروس، وأيضاً اذا تواجد في أماكن مزدحمة بالناس مثل السوبرماركت والجامعات.

ــ ولماذا هناك أشخاص يلتقطون الفيروس ولكنهم لا يعانون كما غيرهم، في الوقت الذي نجد فيه أشخاصاً تكون العوارض لديهم شديدة؟

- هذا اهم سؤال ويجب الاضاءة عليه، أولاً التدخين وبخاصة النرجيلة لهما تأثير سلبي في هذا الخصوص، اذ نلاحظ ان الشباب الذين يدخنون النرجيلة تكون العوارض لديهم أشد وأسرع من أشخاص لا يدخنون وتحديداً النرجيلة، وبالتالي يجب ان نسلط الضوء على هذا الموضوع. ونحن نرى الشباب في سن العشرينات والثلاثينات وهم بصحة جيدة ولكن بسبب انهم يدخنون النرجيلة ــ ومن خلال معايناتنا منذ شهر كونه بدأت الانفلونزا الموسمية ــ فانهم يعانون بشكل اكبر من ضيق في التنفس، وارتفاع الحرارة، والسعال، والالم في الصدر مقارنة بالأشخاص الذين لا يدخنون النرجيلة. كما ان الأطفال ما دون السادسة يكونون اكثر حساسية، وأيضاً الكبار ما فوق الستين سنة لأن مناعتهم تكون ضعيفة. كذلك فان الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والسرطان والروماتيزم او الذين يأخذون أدوية مثل أدوية الكورتيزون، فتكون لديهم مضاعفات أكثر شدة من غيرهم.

 

الخوف من فيروس <كورونا> وليس من <اتش 1 ان 1>!

 

ــ يُذكر انه يتم احياناً التعتيم على فيروس <اتش 1 ان 1> في وسائل الاعلام فهل سُجلت حالات عديدة؟

- ان حالات الاصابة بـ<اتش 1 ان 1> لم تعد تختلف عما نسميه بالانفلونزا الموسمية، فكما ذكرت ان الانفلونزا الموسمية مقسّمة الى أربعة أقسام ومن بينها <اتش 1 ان 1>. واذا ما سألتني مما أخاف، فاقول لك انني أخاف من فيروس <كورونا>، لأن الانفلونزا الموسمية لها علاج وتشخيصها سريع والمصابين بها يتعافون بسرعة، بينما فيروس <كورونا> فليس له علاج ومن الممكن ان تتدهور صحة المصابين به بسرعة. اما كيف نفرّق بين الاثنين: فيروس <كورونا> مبدئياً يأتي من الصين ذلك ان اي شخص قادم من الصين ممكن ان يكون مصاباً بهذا الفيروس، وبالتالي أخاف جداً من فيروس <كورونا>. بينما عن الاصابة بالانفلونزا الموسمية او <اتش 1 ان 1> وانفلونزا <ب> فاوصي انه عندما ترتفع الحرارة بضرورة التوجه الى الطبيب واخذ العلاج الصحيح في غضون اول 48 ساعة والمكوث في البيت وعدم معاودة العمل في اليوم الثاني لئلا تُنقل العدوى الى الآخرين لأنه ما يحدث ان الشخص المصاب يعود الى العمل بعد 48 ساعة فتنتقل العدوى بسرعة، كما نطلب من أرباب العمل والمدارس ان يسمحوا بفترة تغيّب على الأقل 48 ساعة، ونشدد على ضرورة أن يأخذ المريض العلاج الصحيح وليس <الانتيبيوتيك> لوحده لكي نوقف العدوى لأنه اذا لم تتوقف العدوى ولم يؤخذ علاج <Antiviral> فستنتقل العدوى الى الناس.

ــ كما ذكرت ان المصاب اذا أخذ الدواء المناسب فسيتعافى ولكن اذا لم يفعل ماذا سيحدث وهل هناك حالات لا يتم فيها الشفاء؟

- ان كل الحالات التي تحدث فيها مضاعفات هي بسبب رفض المصابين بالفيروس تناول الدواء لأسباب ليست طبية، اذ يعتبرون انه ليست هناك مشكلة اذا انتظروا يوماً او يومين، ولهذا تحدث معهم مضاعفات ظناً منهم بأنهم قد يتحسنون دون الدواء، في الوقت الذي نشرح عن كل هذه الأمور سواء في وسائل الاعلام او المواقع الالكترونية الى ما هنالك بضرورة تناول دواء <Antiviral>، وللأسف هذه المشكلة ليست قائمة في لبنان فقط بل هي عالمية، اذ ذكرت احدى المجلات ان الأطباء في مستشفى <جورج واشنطن> في الولايات المتحدة تحدثوا بهذا الخصوص وقالوا ان لديهم مشكلة اذ لا يقبل المرضى بتناول الدواء بل يقولون انهم سينتظرون بعض الوقت وهذا خطأ كبير، ومن هنا ضرورة ان يكون هناك وعي كاف لدى الناس حول هذه الأمور.

وختم الدكتور عون حديثه قائلاً:

- من جهتنا ننصح دائماً بتناول الدواء في الوقت المناسب، وان يؤخذ اللقاح، وبالتوقف عن التدخين... واذا بدأت عوارض المرض فلا بد من اخذ الأدوية في غضون اول 48 ساعة، وطبعاً ننصح دائماً بغسل اليدين قبل تناول الطعام، وأيضاً اذا ظهرت عوارض انفلونزا <اتش 1 ان 1> فمن الضروري استشارة الطبيب، ولا بد من المكوث في المنزل خلال 48 ساعة لكي لا تنتقل العدوى للاخرين، كما يجدر تجنب زيارة الشخص المصاب بالفيروس منعاً لانتقال العدوى.