تفاصيل الخبر

فيفيان انطونيوس: ”ثورة الفلاحين“ غيّر نظرتي ومفهومي لدور الممثل... وشخصيتي في ”حنين الدم“ أرهقتني!

14/12/2018
فيفيان انطونيوس: ”ثورة الفلاحين“ غيّر نظرتي ومفهومي لدور الممثل... وشخصيتي في ”حنين الدم“ أرهقتني!

فيفيان انطونيوس: ”ثورة الفلاحين“ غيّر نظرتي ومفهومي لدور الممثل... وشخصيتي في ”حنين الدم“ أرهقتني!

 

بقلم عبير انطون

على جبهتين دراميتين، يمكن متابعة فيفيان انطونيوس اليوم. فبعد غيبة عن التمثيل تعود بدورين، الاول غيّر المقاييس التي تنظر بها الى الدراما، والثاني يحمل تحديا ربحته. اما على خط الكتابة، فها هي تجتهد في انجاز <ليلة القدر> وتوقّع قريبا نصا كوميديا خفيفا من تأليفها. ادوارها المميزة لم تسع من خلفها الى احراز لقب <نجمة> لان هذه <امدها قصير>، وتفضل عليها اسم <الممثلة الناجحة>. وقد حمل مشوارها الفني ثنائيات عديدة مع كل من جورج خباز ووسام صباغ وطلال الجردي وباسم مغنية ويورغو شلهوب وبديع ابو شقرا، وهي لعبت بطولات لافتة في التلفزيون والسينما بينها ما يزال يحسب لها حتى اليوم، بعدما كانت من اولى الممثلات اللواتي لعبن دور مريضة مصابة بالسرطان حليقة الرأس في مسلسل <الى يارا>..

ماذا تقول فيفيان لـ<الافكار> عن سعادة النائب المقبل على شاشتنا؟ اي وجه جديد توقعت له نجاحا باهرا في عالم التمثيل، كيف وجدت الساحة بعد الغياب، وماذا تقول بزميلتي الدراسة كارين رزق الله وماغي بو غصن؟

الاجابات من فيفيان كانت صريحة كالعادة ومعها بدأنا برفع القبعة قائلين:

ــ تستحقين التهنئة على دور <قمرية> في مسلسل <ثورة الفلاحين>. هل عرض عليك دور آخر وشخصيات المسلسل النسائية عديدة فاخترته انت ام طلبت لأجله؟

- لا لم يعرض علي دور آخر، ولما اتصلت بي الكاتبة كلوديا مارشيليان والشركة المنتجة تم الحديث عنه. في البداية تردّدت كثيرا في قبوله، خوفا من ان لا انجح في تقديمه بالشكل المرجو. نقلت ترددي الى كلوديا، واعتبرتها جرأة من قبلها أن تطلبني لدور مماثل لانني معروفة بالادوار الناعمة الرومانسية او السيدة المرتاحة الغنية، أقله ليس بالصورة التي تظهر بها <قمرية> المشحبرة والوسخة و<المنكوشة> بشعرها المشعث. كنت اقرأ الدور واقول <لست أنا> الا انني اعتبرته تحديا رفعته، وبعد ذلك شكرت كلوديا لثقتها، لأنها غامرت بي. لا أنكر بأنني تعذبت في تجسيده، وقليلون يعرفون بأنني أخاف جداً من الحيوانات ومن المواشي، ولا اقترب منها أبدا اذ انني غير معتادة على حياة الجبل. لقد ساعدني جدا <بوب> مدرّب الممثلين، وكنا نذهب سويا نرى الراعي كيف يسير خلف ماشيته، وكيف يدير قطيعه، ماذا يفعل بيديه، كيف <يشحوط> برجليه وهذا تطلب وقتا وجهدا حتى تكون الشخصية مقنعة لأنني لم ارد ان افشل بعد فترة الغياب التي ابتعدت فيها عن الشاشة. ساعدني من حولي، المخرج فيليب اسمر، وكلوديا بثقتها بتسميتي للدور واصرارها على انني سأنجح به، ولما تم ّ ذلك فعلا، اتصلت بي مهنّئة.

ــ بغير شخصيتك كبنت للضيعة وراعية غنم، وكاراكتير الحشورة وناقلة الاخبار الذي شدّ الانتباه، شكل الثنائي الذي كوّنته مع مارينال سركيس بدور المحدودة عقليا كيمياء غريبة بينكما. هل تمرنتما سويا؟

- أحب مارينال جدا. وفي بداية مشواري في التمثيل بعمر السابعة عشر عاما وكنت حينذاك في سنتي الجامعية الأولى، اجتمعنا في مسرحية لشربل خليل وكان جورج خباز مشاركاً فيها أيضاً... تعرفت عليها وارتحنا جدا لبعضنا البعض لكن لم تشأ الظروف ان تجمعنا من جديد، وكنا مشتاقتين للعمل سويا فكانت فرصة جميلة في <ثورة الفلاحين>. مارينال طيبة جدا وقد ساعدتني بدعمها لاجتياز الخوف الذي تملكني من اداء دور <قمرية>، فمع العودة بعد فترة من الغياب عن الشاشة لم أجد الساحة الدرامية بالشكل الذي تركتها به.

ــ ماذا تبدّل في غيبة <الاعوام العشرة> وفي اي مجالات وجدت التغييرات هذه؟

- في أمور كثيرة أبرزها الانتاج، فقد اضحى هذا اكثر ضخامة، وعدد الأشخاص في مواقع التصوير بات أكبر وكل منهم موكل بعمل خاص به. أتذكر أنه في البدايات، كنا نأتي كممثلين بما يلزمنا ونعمل على تأمينه. نحن جيل عرف العذاب حتى وصل، خاصة وان الايمان بجيلنا هذا كان ضعيفا، ولم تكن المحطات التلفزيونية تؤمن بالدراما اللبنانية الامر الذي صعّب الأمور، وكان المنتج يتعب جدا حتى يحظى بميزانية مقبولة لعمله. اليوم تغير الوضع، وبات شأن التمثيل اعلى وأهم، حتى بات الفنانون على اختلاف ما يؤدونه يتجهون نحوه، حتى المغنين باتوا يريدون التمثيل لان القيمة ارتفعت للممثل اللبناني وباتت للقنوات التلفزيونية ثقة بالمسلسلات وبالممثلين اللبنانيين. لقد دخل الاحتراف الاكبر على المهنة خاصة مع شركات على غرار <ايغل فيلمز> المعروف عنها سخاؤها على اعمالها، والمنتج جمال سنان خاض مغامرة كبيرة في <ثورة الفلاحين> والمسلسل كان مكلفا جدا.

 

 تحت الارض..

ــ تشاركين أيضا في مسلسل <حنين الدم> وهو جميل الا انه لم يحظ بالضجة عينها التي عرفها <ثورة الفلاحين>، هل هي شاشة العرض او الترويج ام غيرهما من الاسباب؟

- لا اوافقك الرأي. <حنين الدم> الذي كتبته زينة عبد الرازق يشاهد بنسبة مرتفعة جدا ايضا، وجمهور عريض يتابعه خاصة ان فيه حبكة مشوقة وتم تصويره بين لبنان وتركيا.

ــ لنذكّر بقصته..

- يتناول العمل الذي تبدأ احداثه في اواخر السبعينات قصة عائلة مؤلفة من ابوين وولدين، كل ولد مختلف عن الاخر في كل شيء، فالأول يعمل بكد ونشاط بينما الثاني مدمن القمار والنساء ودائماً في شجار مع بعضهما البعض، الى أن يقوم والدهما بالذهاب إلى كاتب العدل ويسجل كل أملاكه باسم واحد منهما، هنا تبدأ الاحداث الكبرى... المسلسل مليء بالتطورات من تجارة غير سليمة الى مخدرات الى القمار الى العلاقات المشبوهة الى القتل، وأنا فخورة جدا بدوري فيه وهو لا يقل صعوبة عن دور <قمرية> وكلاهما مركبان.

ــ أين كانت صعوبة الدور؟

- <ندى> امرأة يحبسونها لعشرين عاما تحت الأرض، تتقدم في العمر ولا ترى أولادها، وأنا ألعب الدور في سني العشرينات والاربعينات. لقد تعبت جسديا ونفسيا فيه، وكنت اصل الى البيت من موقع التصوير وانا مرهقة. ففي <حنين الدم> صورت في ظروف صعبة جدا، وفي حين كان فريق العمل مثلا يضع الكمامات بسبب الروائح المنبعثة من المكان تحت الأرض كنت اختنق وأنا اؤدي دوري، فضلا عن الماكياج المنهك، وهنا أشكر خبير التجميل الايراني المحترف الذي جعلني ابدو اكبر عمرا ببشرة عجوز مجعدة. حجم الدور ليس كبيراً لكنه من أصعب الادوار النسائية في المسلسل والأكثر تعقيداً، وقد شعرت بحماسة كبيرة في أدائه.

ــ هل صورت المسلسلين في الوقت نفسه؟

- لا. لقد انتهينا من تصوير <ثورة الفلاحين> الصيف الماضي، فيما نستمر بتصوير <حنين الدم> حتى الآن وننتهي قريبا.

ــ مع خبرتك الطويلة في التمثيل هل بت تتوقعين نجاح دور وتميزه عن آخر، لنأخذ <قمرية> مثلا؟

- للصراحة توقعت لنجوم العمل في <ثورة الفلاحين> ان ينجحوا كل بدوره، لكنني لم اكن اتوقع لشخصية <قمرية> هذا الصدى وسط الباقة الهائلة من الأسماء الموجودة، لان دوري كما دور مارينال مساحتهما صغيرة على الورق وعدد المشاهد محدود، فنختفي في حلقات ونظهر بأخرى في مشهد او اثنين. خشيت ان نمر مرور الكرام، الا انني ومارينال استطعنا اقله ان نخرق لائحة النجوم الكبار جميعهم، من ورد الخال الى تقلا شمعون وباسم مغنية المميز في دور <رامح> والجميع من دون استثناء، وهذا مدعاة فخر لنا.

ــ كنت تنشدين مع عودتك الى الشاشة دور بطولة؟

- بالتأكيد، كل ممثل منا يحلم بدور بطولة.

ــ ولماذا لم يتم الأمر، طالما انك تكتبين المسلسلات ايضا وكانت لك مع لورا خباز تجربة ناجحة في مسلسل <شوارع الذل> كتابة وتمثيلا؟

- بعد <ثورة الفلاحين> باتت لي نظرة مختلفة الى الأدوار، وهذا له الفضل فيه المخرج فيليب اسمر والكاتبة كلوديا مارشيليان. كنت <أنق> دائما على صغر حجم المشاهد خاصة وأنني معتادة على أدوار البطولة، لكن بعد <قمرية> تيقنت ان ما من دور كبير او صغير والمساحة لا تهم. الجمهور حتى لا ينتبه اننا نمر فقط لمشهد او مشهدين في كل حلقة وهذا دليل اننا تركنا بصمة.

ــ هل يقف العمر حائلا دون ادوار البطولة وانت بدأت التمثيل في سن مبكرة؟

- ربما، ومع الغيبة تشهد ساحة التمثيل اسماء جديدة وكثيرة، لكنه ليس همي الأكبر. المرحلة الاولى من دوري في <حنين الدم> لم احبها كمرحلة الاربعينات. جميل ما يكسبه العمر من نضج على مختلف الصعد، وقد يجسد الممثل افضل ادواره في الخمسينات او الستينات. المهم ان يوفق بهذا <الدور>.

ــ غبت ليكبر الاولاد الاربعة. هل بينهم من ورث موهبة التمثيل منك؟

- كلهم يحبون التمثيل، ابني شاركني التمثيل في مسلسل <شوارع الذل>، وابنتي أيضاً في مسلسل <24 قيراط> وقبلهما في محطات مختلفة ايضا.

 

سعادته.. بوجهين

ــ تكتبين اليوم مسلسلا جديدا بعنوان <ليلة القدر> ماذا عن تفاصيله؟

- هو مسلسل تعبت عليه جدا، كتبته بشوق للكتابة، واشكر هنا المخرج ايلي المعلوف الذي يفتح لي هذا الباب ويسألني الكتابة بشكل مكثف. انا كسولة. عملنا مسلسلين لورا خباز وانا قبلا، وهذا نص جديد كتبته بمفردي بانتظار انتاجه الذي وعدني المنتج ايلي معلوف بالمباشرة به قريبا.

ــ ماذا عن خطوطه العريضة؟

- يتناول قصة نائب في البرلمان اللبناني يحبه اهل ضيعته جدا. القصة واقعية ولا تبتعد عما يجري في الواقع. الناس تهلل له وتتكلم بـ<الريس.. والريس> الا ان له مع زوجته وجهاً آخر، وتعيش معه العذاب والتسلّط. يلبس القناع امام الناس لاغراضه الانتخابية ولما يعود الى طبيعته ترى منه الويلات. القصة بوليسية فيها حبكة وجريمة وأحداث مشوقة، وفيها قصة حب جميلة جدا... الأحداث واقعية وقد استمديت ارضيتها من واقع شهدت عليه بنفسي كوني مقربة من شخصيات سياسية. تستفزني هذه الازدواجية وقد طرحتها وآمل ان تلقى صدى طيبا عند الجمهور.

ــ من تقترحين لبطولتها؟

- لا اسم محدداً.

ــ وانت تكتبينها الم تري ملامح بطل قصتك؟

- أتمنى ان يكون عمار شلق.

ــ شكلت معه ثنائية جميلة في <بوح السنابل>...

- صحيح، وافتخر بعمار جدا... كذلك فإن دوري في المسلسل استمتعت به ووجدت فيه تحدياً، ففيه تعرفت الى المرأة الجنوبية واحسست بوجعها وتمسكها بارضها وفيه تخليت عن الماكياج ولبست الحجاب... كان دورا لافتا الى جانب عمار شلق واحمد الزين.

ــ أين انت من المسرح اليوم وكانت لك فيه تجارب ناجحة؟

- لقد عرض علي منذ فترة الا انني اليوم بصدد كتابة مسلسل جديد لغير شركة ايلي معلوف وهذا الاسبوع يتم التوقيع بشأنه ما يبعدني عن المسرح، كما ستكون لي مشاركة في رمضان المبارك وسأختار بين ما يعرض الأفضل لأرسو عليه. أنا فعلا مشتاقة للتمثيل، اولادي كبروا وبات لدي متسع من الوقت والمرحلة المقبلة عنوانها الحضور الاكبر.

ــ المسلسل الجديد في اي اطار؟

- هي قصة لايت ــ كوميدي طلبت مني، لا اشارك في تمثيلها ويعلن عن ابطالها قريبا، علما انني لا اطرح نفسي ككاتبة.

ــ تذكريننا بكارين رزق الله التي انتقلت الى الكتابة ايضا الى جانب التمثيل. كيف وجدتها كممثلة درامية؟

- أحب كارين واهنئها بما تفعله. اصدقها في الدراما واصدق دموعها، وهي انسانة حساسة جدا، اشتغلت على نفسها وقامت بانقلاب جذري لا بل صاروخي. كارين رزق الله وماغي ابو غصن، كانتا زميلتي التخصص في الجامعة وهما اكاديميتان ويليق بهما ان تكونا نجمتين لأنهما ممن تعبن ودرسن. جميل ان نرى اكاديميات على الشاشة. انا لست ضد ان تدخل التمثيل من يأتينه من مجالات وخلفيات اخرى وكثيرات منهن نجحن والمثال الأبرز نادين نسيب نجيم التي تفوّقت، الا انني اشتاق أيضا لرؤية اصحاب وصاحبات الاختصاص فيكبر قلبي بهم.

ــ من من الوجوه الجديدة تتوقعين لها مستقبلا مميزا في عالم التمثيل؟

- ايميه صياح، هي موهوبة جدا، أحبها شكلا ومضمونا وهي ممثلة كبيرة، وكذلك سارة ابي كنعان لكن لا اعرف إن كان يمكن اعتبارها وجها جديدا... ايميه اتوقع لها مستقبلا زاهرا في المجال.