تفاصيل الخبر

في اليرزة وجوم الرؤساء رافق العرض الرمزي وفي ساحة الشهداء فرح وحبور واكبا العرض المدني!

29/11/2019
في اليرزة وجوم الرؤساء رافق العرض الرمزي وفي ساحة الشهداء فرح وحبور واكبا العرض المدني!

في اليرزة وجوم الرؤساء رافق العرض الرمزي وفي ساحة الشهداء فرح وحبور واكبا العرض المدني!

 

في الذكرى السادسة والسبعين للاستقلال، اختلفت الاحتفالات في لبنان عن الأعوام الماضية. الاحتفال الرسمي كان رمزياً في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة بسبب الظروف الراهنة التي يمر بها لبنان منذ انطلاع <ثورة 17 تشرين> والتي حالت دون إقامة العرض العسكري التقليدي في جادة شفيق الوزان في الوسط التجاري للعاصمة، في حين كانت ساحة الشهداء تشهد لعرض مدني هو الأول من نوعه في تاريخ لبنان نفذه المشاركون في <الحراك الشعبي> منذ بداية <الثورة> وسط احتفالية غير مسبوقة كرست مرة اضافية خصوصية <الثورة> من جهة، وتعاطف اللبنانيين معها من جهة أخرى.

وجوم في اليرزة!

 

فوق، في اليرزة، لم تكن عيون المدعوين شاخصة على الوحدات الرمزية المشاركة في العرض العسكري والتي ضمت فصائل من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك والصليب الأحمر والدفاع المدني الخ... بل على <الرؤساء الثلاثة> الذين التقوا للمرة الأولى مع بعضهم البعض في مناسبة عامة. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ترأس الاحتفال يحيط به رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء المستقيل والمصرّف للأعمال سعد الحريري والى يمينهم جلس وزيرا الدفاع والداخلية الياس بوصعب وريا الحسن، والى يسارهم جلس قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم، وخلفهم قادة الأجهزة الأمنية وعدد من كبار الضباط وقائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال <ستيفانو دل كول>...

أنظار الحضور ركزت كلها على الرؤساء الثلاثة علّ ترصدهم وهم يتسامرون أو يتكلمون أو يضحكون... لكن الانتظار طال وأمال الشاخصين خابت، فالرئيس عون لم يتحدث الى الرئيس الحريري إلا ببضع كلمات. فيما تبادل مع الرئيس بري تعليقات وضحكات... أما الرئيس الحريري فظل طوال الاحتفال متجهم الوجه خلافاً للعادة، فهو لم يبتسم ولم يصافح الحضور (باستثناء الرئيسين عون وبري والوزيرة الحسن) وبدلاً من أن يتبادل الأحاديث مع الرئيس عون، أمضى وقتاً من العرض وهو يتحدث الى قائد الجيش الجالس عن يساره متفادياً النظر الى يمينه كي لا تقع عيناه على عيني الرئيس عون... مشهد تكرر على مدى 35 دقيقة وهي المدة التي استغرقها الاحتفال الرمزي، لكنه عكس حالة النفور التي أصابت العلاقة بين الرجلين اللذين كانا في الأمس القريب أكثر من حليفين... بل الركنين التي قامت <التسوية> عليهما...

وفيما توقع الكثيرون، أن تلي الاحتفال خلوة رئاسية ثلاثية تشكل مدخلاً لحل الأزمة الحكومية، خابت الآمال مرة جديدة، إذ غادر كل من الرؤساء الثلاثة في سبيله من دون لقاء ولا من يلتقون... ما أكد ان الأزمة الحكومية تراوح مكانها وان لا حلول في الأفق المسدود والمفتوح في آن على كل الاحتمالات. فالرئيس الحريري <زعلان> من الرئيس عون المنزعج بدوره من مواقف الحكومة المتقلبة والمترددة، والرئيس بري <زعلان> أيضاً من الرئيس الحريري نتيجة غياب كتلته النيابية في

آخر لحظة عن الجلسة النيابية التي كانت مخصصة لانتخاب رؤساء وأعضاء اللجان، فيما الرئيس الحريري يرى ان <حليفه> الدائم <أبو مصطفى> لم يحلب معه صافياً في الأزمة الحكومية الراهنة.

والبرودة التي ميزت علاقات الرؤساء مع بعضهم البعض انسحبت أيضاً على العلاقة بين الرئيس بري وقائد الجيش العماد جوزف عون بعدما <نكث> القائد بوعده لرئيس المجلس بتأمين كل الطرق المؤدية الى مجلس النواب لتسهيل انعقاد الجلسة ومنع قطع الشوارع المؤدية الى مبنى البرلمان...

 

... وفرح في ساحة الشهداء!

أما تحت، في ساحة الشهداء، فقد اختلف المشهد كلياً، إذ حلّ الفرح على وجوه المشاركين في العرض المدني، بدل الوجوم الذي ارتسم على ضيوف احتفال اليرزة، وسارت مجموعات من الأطباء والمهندسين والفنانين والإعلاميين وغيرهم في عرض تم تحضيره خلال ثلاثة أيام وتفاوتت المعلومات حول كلفته بين من قال إن الكلفة كانت صفراً، ومن تحدث عن تكاليف دُفعت لتنظيم العرض بلغت مئة ألف دولار... لكن الأكيد ان العرض المدني في ساحة الشهداء كان مميزاً ولافتاً ومنظماً وانتهى اليوم الاستقلالي في الوسط التجاري بإعادة رفع شعار <الثورة> الذي أحرقه أحد الشبان الذي تسلل الى المكان فجراً وأشعل النيران في المجسم المرفوع على شكل قبضة يد، فتولى متطوعون إعداد شعار آخر بالمواصفات إياها، ولكن بزيادة في الطول، ومنصة من الحديد لتثبيته ومنع احتراقه... أو احراقه عمداً!

وفيما اقتصر حضور العرض العسكري الرمزي في اليرزة على أعداد قليلة من الضباط، كانت المشاركة في ساحة الشهداء كبيرة جداً بحيث امتلأت الساحة وامتد الحضور الى ساحة رياض الصلح.

وهكذا مرت مناسبة واحدة، وهي ذكرى الاستقلال، باحتفالين اثنين، كان القاسم المشترك الوحيد فيهما هو العلم اللبناني، وكل التفاصيل الأخرى كانت متشعبة ومتباعدة وكرست وجود منطقين وحالتين... وعيدين!