تفاصيل الخبر

فـي الجــرود.. الإرهــاب يـأكـــل الـحـــــدود

05/02/2016
فـي الجــرود.. الإرهــاب  يـأكـــل الـحـــــدود

فـي الجــرود.. الإرهــاب يـأكـــل الـحـــــدود

بقلم علي الحسيني

 

العميد-المتقاعد-امين-حطيط على الرغم من الانشغالات المحلية في العديد من الملفات السياسية عاد التهديد الارهابي القائم في جرود بلدة عرسال البقاعية ليطل برأسه من جديد، لكن هذه المرة من بوابة الاشتباكات بين تنظيمي <جبهة النصرة> و<داعش>، ليطرح حوله الكثير من علامات الاستفهام والتعجب خصوصاً أن الأخير نجح مؤخراً في السيطرة سريعاً على بعض المواقع الخاصة بالجبهة مهدداً بذلك بالتقدم نحو الأراضي اللبنانية.

وقد تصاعدت المخاوف في الجانب اللبناني على اكثر من مستوى ليل السبت الماضي بعد أن تحدثت بعض المعلومات عن اقتراب عناصر <داعش> من عرسال، في وقت تقاطعت فيه الاخبار بين تأكيد ونفي وان الجيش اللبناني يسيطر على الوضع بنسبة عالية ولن يسمح بدخول اي تنظيم الى عمق الاراضي اللبنانية، إلا ان اصوات المعارك كانت سُمعت في تلك الليلة في كل بلدات البقاع الشمالي وخصوصاً في ضواحي عرسال، وهي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها معارك بين التنظيمين اللذين يتقاسمان احتلال جرود عرسال اللبنانية، ولكن هذه المعارك التي من المفترض انها توقفت منذ إعلان حزب الله عن سيطرته على نحو اكثر من تسعين في المئة من مساحات الجرود، عادت وتجددت منذ اسبوعين بسبب خلافات على مناطق تقاسم النفوذ في المنطقة ورغبة التنظيمين في اقامة معسكرات قريبة من بعضهما البعض، وقد رفض أبو مالك التلي أمير <النصرة> في القلمون تقدم <داعش> نحو مراكزه، فشن هجوماً نحو نقاط التنظيم انطلاقا من جرود الجراجير نحو جرود عرسال ما ادى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، كما عاد الخلاف وانطلق مجددا بعدما قامت <النصرة> بتجنيد شبان من بلدة عرسال بينهم بعض اللبنانيين والبقية من السوريين الذين كانوا في المخيمات، الأمر الذي اغضب <داعش> ودفع التنظيم إلى اقامة حواجز تضيّق على تنقلات <النصرة>.

حزب-الله-في-جرود-القلمون 

<داعش> والبحث عن منافذ

  

بعد هجوم <النصرة> تمكن <داعش> من شن هجوم مضاد استعاد من خلاله مواقعه في مرتفع قلعة الحصن وسهل عجرم والمخيم العسكري ومنطقة الملاهي في شرق بلدة عرسال، و تمكن من اسر عناصر من <النصرة> جرى نقلهم الى مراكزه الخلفية. ومقابل هذه المعلومات جرى الحديث عن ان السبب الاساس في وقوع الاشتباكات يعود إلى رغبة <داعش> بالسيطرة على منفذ حيوي بسبب ضرب الحصار عليه في الجرود وسط ظروف مناخية صعبة، وأن التحضيرات لهذه المعركة كانت قائمة منذ أشهر طويلة حيث كان من المتوقع أن تحصل بأي لحظة بسبب الخلافات القائمة بين الجانبين على أكثر من مستوى، وربما يكون التنظيم قد استغل الهجوم على مواقعه في جرود القلمون لتنفيذ هذا المخطط المُعد مسبقاً، خصوصا وان النصرة من خلال سيطرتها على المعابر المؤدية إلى عرسال كانت تستطيع الحصول على ما تريده من امدادات لاسيما بعد صفقة تبادل العسكريين اللبنانيين التي تضمنت ايصال المساعدات بشكل دائم الى مخيمات النازحين التي تسيطر على أغلبها، في حين ان <داعش> كان يفتقد إلى مثل هذا المنفذ في ظل الإجراءات الأمنية المتخذة في المنطقة، وكان من المستبعد أن يبقى إرهابيوه فترة طويلة من دون القيام بأي تحرك لتدارك الموقف، خصوصا في ظل الحصار الذي يفرضه عليهم الثلج والذي اصبح يطوقهم من الجهات كافة.

 

بين <النصرة> و<داعش>..  أين دور النظام؟

 

خلال الفترة الاخيرة برزت مجموعة مواقف لامير <النصرة> في القلمون ابو مالك التلي اعلن فيها الحرب على <داعش> حتى القضاء عليه، وكان يعتزم شن هذه المعركة بناء على معلومات استخباراتية افادته بأن تنظيم <داعش> ينوي شن هجوم واسع على معاقله في الجرود بغية طرده منها، وذلك بالتنسيق مع النظام السوري بهدف تسليم الجرود بشكل كامل إلى النظام مقابل نقل النظام لمسلحي <داعش> إلى الرقة. هذا الكلام نفته مصادر عسكرية في حزب الله لديها غرفة عمليات تجمعها مع النظام في منطقة القلمون. وتقول هذه المصادر: على الرغم من الاشتباكات العنيفة التي تحصل بين الحين والآخر بين مجموعات الفصائل المسلحة خريطة-الجرودسواء في جرود عرسال او القلمون، الا ان لهذه المجموعات هدفاً واحداً يجمعها وهو قتال حزب الله والنظام.

ومن المعروف ان جرود القلمون جرى تقسيمها على يد هذه الجماعات الى خمسة اقسام يسيطر فصيل على كل قسم منها، وهم: <داعش> و<النصرة> و<الجيش الحر> و<جيش الفتح> و<لواء ابناء القصير> الذي يتألف من أعداد كبيرة من شباب القصير الذين لجأوا الى القلمون بعد سقوطها بيد الحزب. لكن من جهة اخرى يُخبر احد القادة العسكريين الكبار في <الجيش الحر> ان الحرب في القلمون لا تخضع لقرارات مصيرية بالنسبة الى جميع الفصائل المسلحة، فجميعنا ابناء القرى ولنا فيها ما ليس لحزب الله. كل صخرة وكل تلة وجبل هي ملكنا نحن، والحزب يعلم تماماً معنى ان يدافع المرء عن ارضه وعرضه، وهو كان سباقاً في الدفاع عنهما في وجه اسرائيل.

 

ما يجمع بين <النصرة> و<داعش>

 وما يفرقهما

 

يجمعهما الارهاب، فكلاهما وجهان لعملة القتل والاجرام لكن الاختلاف على النفوذ وطريقة تطبيق عقيدة كل منهما جعلهما متناحرين. <داعش> و<النصرة> وجهان لعملة واحدة هي الارهاب، وهما طرفان يمارسان <سريالية> بلا حدود حيث يتنافس كلاهما يومياً في مستوى بخ السموم التي لا تتوقف عند حدود القتل بل تتعداها للتنكيل بأجساد الابرياء تماماً، كما تنافس كلاهما على ذبح عسكريين لبنانيين وعلى انتزاع اراضٍ من بعضهما البعض، والاثنان يعيشان عقدة الموت والسيطرة، ويبحثان عن أمن وأمان في جرود لا امان فيها لجهة أو لأخرى. هدفهما تأمين الممرات الآمنة لتنقلاتهما، لا يلهيهما المال بقدر ما يلهيهما حب البقاء على قيد الحياة والاستمتاع بالنساء وهما يأتيان من خلفية أن المرأة جارية ينطبق عليها كل ما يشعر الرجل باللذة وبوجوده على هذه الارض. لكن هذا كله لا يخفي تزايد حجم الخطر على الأراضي اللبنانية، لكن ثمة من يقول او يؤكد ان الجيش على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تحدٍ أمني جديد، لكن يبقى الخوف مشروعاً في حال تمكن <الدواعش> من بسط سيطرتهم على الجرود كافة.

مدفعية-الجيش-لا-تخطئ-اهدافها 

حطيط: تراجع مشروع <النصرة>

 لصالح <داعش>

 وفي السياق لا ينكر الخبير العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط ان الخطوة <الداعشية> الاخيرة في الجرود رفعت نسبة الخطورة لأنها تمكنت من السيطرة على ثلاثة معابر جديدة بالإضافة الى المعبرين اللذين في حوزتها، وهذا ما يرفع منسوب القلق. ووفق حسابات حطيط فقد استطاع <داعش> ان ينتزع 25 الى 30 بالمئة من الأراضي التي تسيطر عليها <النصرة> في القلمون، الأمر الذي يجعل الخطر <الداعشي> يتقدم على ذاك الآتي من <النصرة> من حيث قدرته على التوسع. ويعرض حطيط لطموحات الولاية <الداعشية> في لبنان والتي تبدأ بحلم السيطرة على مساحة 10452 كلم، لينخفض السقف بالسعي لتأمين الجزء الواقع شمالي خط عرسال - طرابلس، او اضعف الطموحات عبر امتلاك السيطرة على ممر بعرض 50 كلم في عرسال باتجاه عكار نزولاً الى طرابلس. ووفق حطيط فإن الضربات التي تلقتها <النصرة> في سوريا ولبنان ضيقت طموحات السيطرة لديها ليتقدم المشروع <الداعشي> في وجهها.

 

الجيش يعزل عرسال عن جرودها

 

حاجز-للنصرة-في-وادي-حميدمصادر مقربة من الجيش تؤكد انه وبعد اشتداد المعارك ليل السبت الماضي، قامت مدفعية الجيش اللبناني التابعة لـ<الكتيبة 65 في اللواء السادس> والمتمركزة في مرتفعات الطيبة بالقصف المدفعي بفعالية على <داعش> في جرود عرسال، وهي من المرات النادرة التي تشارك فيها تلك المدفعية، وذلك خشية من التقدم نحو مراكز الجيش في المنطقة الفاصلة بين بلدة عرسال وجرودها. ولفتت المصادر الى ان الامور عادت وتطورت ليلاً في الجرود، وقد انتشر عناصر حزب الله بكثافة في الجهة السورية مقابل مناطق الاشتباكات كما من الجهة اللبنانية خشية من تطور الامور الميدانية، مع التشديد على أن قوة كبيرة من الجيش اللبناني اتجهت من ثكنة الشيخ عبد الله في بعلبك الى جرود عرسال وعلى متنها مدفعية وعناصر مقاتلة لدعم المراكز وتعزيزها، بسبب سيطرة <داعش> على مراكز متقدمة لـ<النصرة> مقابل مراكز الجيش اللبناني، وسط خشية من تقدم <النصرة> نحو بلدة عرسال بما ان لا خيار لديها سوى التقدم نحو الأمام، ولكن الجيش اللبناني عزل البلدة عن جرودها وهو جاهز لصد اي تحركات أو عمليات تسلل.

عرسال الضائعة بين هويتها والمسلحين

في عرسال تنقلب الادوار وتتبدل مجريات الاحداث. هنا وعلى هذه الارض الشبه منسية تتحول الضحية الى جلاد ويُصبح اصحاب الارض مشردين لاجئين. العراسلة في حال ضياع دائم، فهم مطوقون من كل الجهات ويتلقون الضربات من الاتجاهات كافة، وبلدتهم تُعتبر من اكثر النقاط سخونة خلال هذه الفترة، فالصواريخ والقذائف لا تغادر سماء البلدة ولا حتى الطائرات الحربية التابعة لجيش النظام السوري. كل شيء على هذه البقعة يوحي وكأن الحياة قد غادرتها منذ زمن. حتى الناس تبدّلت ملامحها فأضحت بلون البارود والنار لا يُبرّدهما الصقيع ولا حتى لون الثلج المنتشر على الجبال والاطراف والذي يعكس بلونه نقاوة الاهالي وطيبتهم.

عند تخوم البلدة وفي وسطها يقف معظم مراسلي وسائل الاعلام اللبنانية بكل تقنياتهم وتلاوينهم السياسية حائرين امام ما يحصل في جرود البلدة. الجميع يستقي اخباره من الاهالي اذ أن الاخبار التي تصلهم من الجرود القاسية تباعاً إما عبر الرعاة او من خلال فلاسفة الحرب ومنظريها تجعلهم على اطلاع واسع على كل ما يجري خلف جبال عرسال ووديانها. اما ساحة البلدة فقد تحولت الى ملتقى يومي للأهالي حيث يتجمعون فيها قبل وبعد فترة الظهيرة ليتداولوا في آخر المستجدات المتعلقة ببلدتهم في ظل التهديدات المتواصلة التي تتعرض لها، وآخرها تهديد <داعش> باقتحامها وجعلها مركزاً له.

 

رئيس-بلدية-عرسال-علي-الحجيريالحجيري: طالبنا الدولة مراراً بإنشاء مخيمات

رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ينفي خلال اتصال معه كل ما يتم تداوله عن توترات خلفتها المعارك الدائرة بين <داعش> و<النصرة> في الجرود، في قلب البلدة او داخل مخيمات النازحين السوريين، ويقول بإن التوتر محصور في النقاط التي يتمركز فيها المسلحون اي على الحدود من الجانب السوري، ويدعو الى وقف الكلام الفتنوي في الاعلام عن عرسال لاغراض معروفة. ويؤكد ان الوضع في المدينة والمخيمات صعب لكنه هادئ، <فثقتنا بالجيش كبيرة، وهو منتشر عند اطراف عرسال وعلى الحدود لحمايتها ولا مصلحة لأي طرف مسلح في الدخول الى البلدة اليوم، وقد يكون هناك طرف ثالث مستفيدا من تطور كهذا للانقضاض على عرسال والنيل منها ومن اهلها>.

وختم: لقد طالبنا الدولة مراراً وتكراراً بإنشاء مخيمات للنازحين خارج عرسال في الجرود برعاية الامم المتحدة، على غرار تلك الموجودة في تركيا لأن هذا هو الحل، لكنها لم تتجاوب معنا، سائلاً: ما المطلوب منا اليوم؟ هل نرمي 100 الف نازح سوري في الشارع؟

البيعة والسيطرة في الجرود

يبلغ عدد المسلحين في الجرود نحو ثلاثة آلاف مسلح يتوزعون بين <داعش> و<النصرة>، أما البقية فهم إما مبايعون للاول او للثاني: <كتائب الفاروق> و<لواء فجر الاسلام> و<الكتيبة الخضراء> و<لواء الحق> و<لواء التركمان>، هؤلاء جميعهم بايعوا <داعش>. أما <الفرقة 11> و<لواء الغرباء> و<مجموعة العمدة>، فقد بايعوا <النصرة>.

من جهة أخرى شكلت معركة السيطرة على بلدة طفيل اللبنانية في ايار/ مايو 2014 مفصلاً رئيسياً في فصل جرد الزبداني في الريف الدمشقي عن جرود السلسلة الشرقية، وبالتحديد بدءا من جرود حام ومعربون اللبنانيتين على حدود سرغايا السورية وصولاً الى جرود عرسال وراس بعلبك والقاع في البقاع الشمالي، ومع هذا الفصل انحصرت الجرود التي يسيطر عليها <داعش> و<النصرة> من جرود عسال الورد في القلمون السورية وعلى الحدود مع جرد طفيل وصولاً الى اعالي جرود عرسال وراس بعلبك والقاع، بطول 56 كيلومترا. وتتوالى سيطرة المسلحين بعد جرود عسال الورد على جرود الجبة وراس المعرة وفليطا وجراجير فطلعة موسى وقرنة صدر البستان الجنوبية وصدر البستان الشمالية عند مثلث جرود نحلة وعرسال وسوريا، وتُعتبر قرنة صدر البستان الأعلى في السلسلة بعد جبل الشيخ تليها طلعة موسى، وتحاذي القمم الثلاث جرد فليطا السورية على الحدود مع عرسال. كما يسيطر المسلحون على جبل الباروح وهو النقطة الأعلى في جرد راس المعرة ويقع جنوب طلعة موسى.

مسلحوا-داعش-في-جرود-القاع

خطوط التماس مع الجيش وحزب الله

 

تمتد خطوط التماس بين <داعش> والجيش اللبناني من اعالي حاجز الحصن على اطراف عرسال مرورا بمنطقة وادي حميد بعد حاجز الجيش وقرون صيدة في عرسال المواجهة لحاجز المصيدة غرباً وصولاً الى تلة البعكور في جرد راس بعلبك، فخربة الدمينة في جرود القاع، اما سيطرة <النصرة> فتمتد على جرد عرسال وصولاً الى بركة الفختة الواقعة في الجرد نفسه على الحدود مع راس المعرة في سوريا ومنطقة الكيشك على حدود جرود عرسال مع نحلة. وتتواصل سيطرة <النصرة> بعد الحدود اللبنانية السورية الى جرود عسال الورد على الحدود مع طفيل اللبنانية. أما خطوط المسلحين من <نصرة> و<داعش> مع مناطق انتشار الجيش السوري وحزب الله، فتمتد من الجنوب بعد طفيل اللبنانية من ضهر العريض في جرود عسال الورد الى جرود راس المعرة وفليطا ثم قرنة البستان بالقرب من الجراجير، تليها خربة الحمرا أو تل المصيدة شمالاً بالقرب من البريج وصولا إلى جرود قارة وجوسيه. وبعد جرود قارة وجوسيه، تبدأ خطوط تماس المسلحين مع حزب الله وحده، وبالتحديد من بعيون في جرود القاع إلى خربة الدمينة شمالا في الجرود نفسها. وتبدأ خطوط تماس أخرى بين المسلحين وحزب الله في اعالي جرود يونين ونحلة وبعلبك وصولاً إلى بريتال وطفيل.

 

اين لبنان الرسمي؟

في ظل هذا الواقع الجديد تعود الاسئلة القديمة المتعلقة بالموقف اللبناني الرسمي إلى الواجهة مرة أخرى، فهل من المقبول الاستمرار في السياسة السابقة المتجاهلة لوجود مجموعات ارهابية على الحدود اللبنانية وفي داخلها؟ وهل بات من الضروري الذهاب نحو عملية عسكرية ضخمة تعيد بسط سيطرة الدولة على هذه الرقعة الجغرافية المهمة؟ ولماذا لم تصل حتى الساعة التجهيزات اللازمة إلى الأجهزة الأمنية المعنية؟

في المحصلة، الأجوبة قد تكون غير متوفّرة في الوقت الحالي، لكن منسوب الخطر يرتفع كل يوم اكثر فأكثر، وبالتالي من المفترض أن تكون هذه المسألة بنداً اولياً في مختلف المجالس الرسمية وغير الرسمية، وربما متقدّماً على بند الرئاسة.