تفاصيل الخبر

في العيد الـ74 لمديرية الأمن العام.. عباس ابراهيم اسم من ذهب!

23/08/2019
في العيد الـ74 لمديرية الأمن العام.. عباس ابراهيم اسم من ذهب!

في العيد الـ74 لمديرية الأمن العام.. عباس ابراهيم اسم من ذهب!

تحتفل المديرية العامة للأمن العام يوم الثلاثاء المقبل بعيد التأسيس الرابع والسبعين عندما صدر مرسوم إنشائها رقم 3845 بتاريخ 27 آب (اغسطس ) 1945، بعدما كانت منذ العام 1921 تسمى بالمكتب الاول ليتعاقب عليها بالتسلسل منذ العام 1948 حتى الآن دزينة من خيرة المدراء العامين بدءاً من الأمير فريد شهاب، العميد توفيق جلبوط، جوزف سلامة، العميد الركن انطوان دحداح، الأمير فاروق ابي اللمع، زاهي البستاني، الدكتور جميل نعمة، اللواء نديم لطيف، ريمون روفايل، وهؤلاء كلهم من الموارنة على اعتبار ان هذا المنصب كان من الحصة المارونية حتى عام 1998 عندما اختار الرئيس السابق العماد اميل لحود العميد الشيعي في الجيش اللبناني النائب الحالي جميل السيد مديراً للأمن العام بعدما رفّع الى رتبة لواء، وبذلك اصبح هذا المنصب من حصة الشيعة، ليخلفه عام 2005 اللواء وفيق جزيني وتتوج هذه السلسلة بتعيين العميد الركن عباس ابراهيم في تموز (يوليو) عام 2011 مديراً لهذه المؤسسة ليحفر فيها اسمه خلال 8 سنوات من قيادتها بأحرف من ذهب رغم انه اعيد تعيينه عام 2017 من خارج الملاك بعد قبول استقالته من وظيفته وإحالته الى التقاعد بعدما بلغ 59 عاماً وبالتالي سيبقى على رأس المؤسسة حتى عام 2023 حين يبلغ سن التقاعد المدني وهو 64 عاماً.

واللواء عباس إبراهيم المولود في كوثرية السياد في قضاء الزهراني عام 1959 والمتدرج في المهام العسكرية والمخابراتية على انواعها حتى توليه الأمن الشخصي لمبعوث الجامعة العربية الى لبنان الأخضر الإبراهيمي، وأمن الرئيس الراحل الياس الهراوي، والأمن الشخصي للرئيس الشهيد رفيق الحريري عند ترؤسه الحكومة الأولى عام 1992، أثبت خلال قيادته مديرية الامن العام انه الرجل المناسب في المكان المناسب وكان اسمه بمثابة الحفر والتنزيل في هذا الموقع، خاصة وانه جمع ثقة كل اللبنانيين على مختلف مشاربهم واطيافهم وانتماءاتهم السياسية وكان عابراً للطوائف والمذاهب والمناطق، وحصل على ثقة المجتمع الدولي بكل تناقضاته ايضاً، ونقل المديرية نقلة نوعية مهمة على طريق الحداثة والفعالية، بحيث تحولت الى خلية نحل واصبحت المؤسسة النموذجية، حتى انه وعد ان تتحول المديرية عام 2021 الى مديرية من دون ورق، وحقق انجازات امنية وادارية كبيرة، لكن الاهم انه كان صلة الوصل بين القوى السياسية المتنازعة وحلال المشاكل و<المصلح> الحاضر على الدوام لتنفيذ المهمات السياسية الصعبة حتى على مستوى الوساطة بين الرئاسات والمكونات السياسية، والمساعدة في تشكيل الحكومات وتذليل الصعاب امامها، وكان يتحرك كالمكوك بين المقار الرسمية ومراكز الرؤساء والشخصيات السياسية على مدار الساعة لحل الاشكالات والازمات واقتراح المخرج الملائم، وصولاً الى دوره البارز في حل قطوع حادثة قبرشمون، فيما تقدم دوره في الشق الامني بدءاً من مطاردة فلول المتعاملين مع العدو والقبض على شبكاتهم ومكافحة الارهاب وكشف الخلايا النائمة.

 وامسك اللواء ابراهيم بداية بملفين اساسيين هما ملف المخيمات الفلسطينية وملف النزوح السوري ونجاحه في انجاز العودة الطوعية لأكثر من 325 الف نازح الى بلادهم، بل كان صلة الوصل الرسمية مع سوريا وسط الاشكالات اللبنانية حول العلاقة مع النظام، وساهم في اتمام صفقات التبادل بدءاً من عودة اللبنانيين التسعة المخطوفين من أعزاز إلى لبنان،الى إطلاق سراح راهبات معلولا، الى استعادة جثامين شهداء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين اختطفتهم الفصائل الارهابية من داعش والنصرة في عرسال عام 2014 وعمدت الى قتلهم فيما بعد، الى مساهمته في استعادة نزار زكا من ايران والمساعدة في اطلاق سراح اميركي وكندي من سوريا.

فهذا غيض من فيض هذا الرجل الاستثنائي الحاضر على الدوام لتلبية نداء الواجب الذي يجمع في شخصه خصائل الخير ويعمل بصمت وقناعة وبإنفتاح وصبر دون كلل او ملل من اجل وطنه وشعبه.

فتحية للمديرية في عيدها الـ 74، ويكفي هذه المؤسسة فخراً ان عباس ابراهيم على رأس قيادتها.