تفاصيل الخبر

فتــش عــن الرجفــــان الأذينـــــي وارتفـــــــاع الضغـــط الشــــــرياني والسكتـــــة الدماغيــــــة!

13/06/2014
فتــش عــن الرجفــــان الأذينـــــي وارتفـــــــاع الضغـــط الشــــــرياني والسكتـــــة الدماغيــــــة!

فتــش عــن الرجفــــان الأذينـــــي وارتفـــــــاع الضغـــط الشــــــرياني والسكتـــــة الدماغيــــــة!

الوفد الاعلامي مع الطبيب الاردني اياس الموسى

لأنه تبين ان امراض القلب والاوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفيات في معظم بلدان الشرق الاوسط على مدى العقود القليلة الماضية، فقد كان الهدف الاساسي لمؤتمر <بوهرنجر انجلهايم> للتبادل العلمي الخاص بالقلب والاوعية الدموية <Mind to Heart Cardio- Vascular Scientific Exchange> الذي اقيم في مدينة اسطنبول، والذي جمع 170 من كبار العاملين في مجال الرعاية الصحية المشهورين اقليمياً ودولياً بهدف تحديد الثغرات وسدها مما قد يساعد على الحد من أعباء امراض القلب والاوعية الدموية الى اقصى حد ممكن.

فمع التوقعات بازدياد عدد السكان بنسبة تتجاوز الـ60 بالمئة في الشرق الاوسط على مدى العقود القليلة الماضية، يبقى الرجفان الاذيني وارتفاع ضغط الدم من مشاكل القلب الرئيسية التي يُتوقع ازدياد انتشارها في المنطقة. فالرجفان الاذيني هو السبب الاكثر شيوعاً لدخول المستشفى في منطقة الخليج والشرق الاوسط، كما ستصبح السكتة الدماغية بشكل متزايد مشكلة صحية خطيرة، حيث يُتوقع ان تتضاعف الوفيات الناجمة عنها بحلول العام 2030. واظهرت الدراسات ان معدلات الانتشار تتراوح بين 29.8 بالمئة في السعودية وبين 57 بالمئة في البحرين.

من ناحية اخرى، يجب التنبه لنتائج ارتفاع ضغط الدم في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ففي حال لم تتم معالجته، يؤدي ارتفاع ضغط الدم الى الاصابة بالداء القلبي الاقفاري والسكتة الدماغية، وهما من الاسباب الرئيسية للوفيات والاعاقة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما ان التكاليف الاقتصادية لعلاجه هائلة. وخلال المؤتمر عرضت <بوهرنجر انجلهايم> بعضاً من احدث الاكتشافات التي توصلت اليها بعد الدراسة التي انهتها مؤخراً تحت اسم <RE-SPECT ESUS> للوقاية من السكتة الدماغية المتكررة لدى المرضى المعرضين لمخاطر صحية كبيرة. لقد اجريت هذه الدراسة على 6000 مريض، كما هدفت الى مساعدة الاطباء على التحكم بالعوامل التي تؤدي الى تكرار السكتة الدماغية لدى المرضى المعرضين لمخاطر صحية كبيرة. وبالتالي تعد هذه الدراسة اضافة للاستثمار المتزايد الذي تقوم به في تقديم علاج مبتكر في مجال الوقاية من السكتات الدماغية وامراض القلب. اما في الشرق الاوسط، فينتشر الرجفان الاذيني خصوصاً بين النساء اكثر مما هو شائع بين الرجال. باعتبار ان انماط الحياة المتسمة بقلة الحركة، والتقدم بالعمر، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومرض القلب التاجي هي حالات تتزايد في المنطقة، فان كل هذه العوامل المهيئة للامراض تؤدي الى ادخالنا في حلقة مفرغة من ارتفاع ضغط الدم، والرجفان الاذيني والسكتة الدماغية في الشرق الاوسط.

ولقد حضر المؤتمر اطباء بارزون يمثلون اكثر من 12 بلداً في المنطقة بما في ذلك دول الخليج، لبنان، ومصر، والاردن، وليبيا، والعراق. كما شارك متحدثون دوليون متخصصون في مجال امراض القلب والاوعية الدموية لمناقشة الانتشار المحلي للامراض وتحديد التدابير الوقائية اللازمة.

الطبيب السعودي ومحاذير البدانة

بداية يعتبر الطبيب السعودي الدكتور محمد الكردي استشاري امراض القلب والقسطرة التداخلية ورئيس مركز القلب في السعودية (وهو زميل الكلية الملكية الكندية للاطباء والجراحين، وعضو جمعية تصوير القلب والاوعية الدموية والاشعة التداخلية) انه وفقاً للاستقصاءات والسجلات المختلفة ان ارتفاع ضغط الدم والرجفان الاذيني من عوامل الخطر الاكثر شيوعاً التي يتعرض لها سكان الشرق الاوسط، مما يؤدي الى مضاعفات خطيرة مثل الاضطرابات الكلوية وامراض القلب والسكتة الدماغية ويقول:

- لقد بينت نتائج التقرير الذي صدر مؤخراً حول انتشار ارتفاع ضغط الدم والرجفان الاذيني ارتفاع نسبة انتشار هذه الامراض في البلدان العربية مقارنة بالولايات المتحدة والدول الافريقية جنوب الصحراء الكبرى.

صحيح اننا ناقشنا في المؤتمر مشكلة ارتفاع ضغط الدم، واستعرضنا حجم المشكلة في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي، ولكن يجب ذكر المشاكل الاخرى ومنها السمنة في السعودية مثلاً اذ يعاني المجتمع السعودي اليوم من السمنة التي تصل الى 60 بالمئة، وتصل نسبة الاصابة بمرض السكري الى 40 بالمئة وهي من اعلى النسب في العالم وايضاً في الكويت. فالأمر يصبح أكثر خطورة مع السمنة وارتفاع الضغط. لقد ذُكر في المؤتمر ان مصر اجرت دراسة عن علاج ارتفاع الضغط فتبين ان اكثر من 70 بالمئة من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يُعالجون بشكل صحيح وكأنهم لا يأخذون العلاج. وتبين الدراسات ان اكثر من 50 بالمئة من المصابين بارتفاع ضغط الدم لم يُعالجوا بالشكل الصحيح.

الأردن والرجفان الأذيني

وعن الرجفان الاذيني، يشرح الطبيب الاردني أياس الموسى (كبير الاختصاصيين في طب القلب والشرايين التداخلية في الاردن، ومقيم معتمد في مجلس اعتماد المؤسسات الصحية في الاردن، ورئيس اللجنة العلمية السابق لجمعية اطباء القلب الاردنية، واستاذ معاون في مستشفى الجامعة الاردنية ومدير عام سابق لمستشفى الاستقلال):

- إن الرجفان الاذيني هو اهم مسبب لارتفاع ضغط الدم، وهو من اخطر المسببات لحدوث الجلطات، ولهذا اذا عالجنا الرجفان الاذيني نحمي الشخص من السكتات. وبالتالي ننصح دائماً بأخذ العلاج المناسب عند الاصابة بارتفاع ضغط الدم. والتحدي الثاني هو الوقاية فأهم ما في الامر ان تُكثف الحملات حول الوقاية من الرجفان الاذيني. بالنسبة للاردن، ان نسبة الاصابة بارتفاع الضغط تتراوح بين 25 و30 بالمئة، ان نصف سكان الاردن ما فوق سن الخمسين مصابون بارتفاع الضغط وذلك وفقاً لوزارة الصحة الاردنية. والمشكلة ان الرجفان الاذيني يترافق مع ارتفاع ضغط الدم، وكلما تقدم الشخص في السن اي تجاوز سن السبعين والثمانين، تزداد نسبة الاصابة بالرجفان الاذيني، واذا كان الشخص مصاباً بالرجفان الاذيني فان تعرضه للجلطات الدماغية يكون خمسة اضعاف اكثر من الآخرين، لهذا يجب ان يتم التشخيص ومعالجة ارتفاع ضغط الدم. ان التحديات التي نواجهها في المنطقة هي ان نعالج المصاب بارتفاع ضغط الدم لاننا بذلك نمنع الرجفان الاذيني عن طريق السيطرة على الضغط باستعمال افضل الادوية. وطبعاً تبقى التوعية ضرورية وذلك بالتعاون مع وسائل الاعلام لنصل الى النتيجة المرجوة.

الطبيب اللبناني موريس الخوري

وعن الاصابة بارتفاع ضغط الدم والرجفان الاذيني في لبنان، يشرح الطبيب اللبناني موريس الخوري ( وهو يشغل حالياً منصب استاذ معاون في قسم القلب والفيزيولوجيا الكهربائية في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، واكمل زمالته في امراض القلب والاوعية في كلية الطب الباطني في الجامعة الاميركية في بيروت والزمالة السريرية في الفيزيولوجيا الكهربائية للقلب داخل مستشفى <غاي> في لندن):

- أولاً، لقد تم اكتشاف الرجفان الاذيني في العام 1900، فالرجفان الاذيني يترافق مع ارتفاع ضغط الدم. وطبعاً كل عشر سنوات نصل الى تطور ما في العلاجات والادوية، ففي الماضي كان المصابون بارتفاع ضغط الدم يموتون في الستين من عمرهم، اما اليوم فيعيشون مع المرض لسنوات اطول. ان الرجال معرضون للاصابة بالرجفان الاذيني بعد سن الخامسة والاربعين، اما النساء فيصبن به بعد سن الخامسة والخمسين. ويتبين ان 45 بالمئة من المصابين بارتفاع ضغط الدم يكونون اقل عرضة للاصابة بالجلطة اذ اخذوا الدواء. بالنسبة للبنان ان ما بين 27 و28 بالمئة من اللبنانيين مصابون بارتفاع ضغط الدم وهذا الرقم ليس صغيراً نظراً لكونه بلداً صغيراً وعدد سكانه قليل مقارنة بالدول العربية. احياناً يسألنا المرضى: هل هناك نوع من الاطعمة يساعد لئلا يُصاب الشخص بارتفاع ضغط الدم فنقول لهم: ليس هناك اطعمة تساعد في هذا الخصوص الا الكحول، لهذا ننصح بتقليل الكحول، والمشروبات الغازية، والشاي، والكافيين، والشوكولا، والشوربة المحفوظة في الاكياس. بامكان الشخص ان يأكل ما يشاء ولكن اذا كان لديه عوامل وراثية وما شابه فهو معرض للاصابة بارتفاع ضغط الدم اكثر من غيره، لذا من الضروري التنبه لهذه التفاصيل حفاظاً على صحة وسلامة الناس.

الطبيب لحام والغذاء غير الصحي

- إن امراض القلب هي مشكلة عامة، والعوامل المساعدة لحدوثها هي تصلب الشرايين، وارتفاع الضغط الشرياني، والتدخين، وارتفاع نسبة الشحوم، وامراض وراثية... ان ارتفاع الضغط الشرياني هو المسبب الاول للوفاة في العالم وفي المنطقة العربية ودول الخليج اذ تزداد نسبة الاصابة بسبب الغذاء غير الصحي. وللرجفان الاذيني ثلاث مضاعفات: يشعر المريض بازدياد نبضات القلب وطالما هناك رجفان اذيني فهناك امكانية التجلط وبالتالي الرجفان الاذيني مسبب الجلطات والحركة غير الفعالة اذ ركز المؤتمر على امل ان يساعد الدواء في العلاج، وطبعاً للادوية حسنات ولكن هناك مشاكل اذ قد يؤدي الدواء لاضرار عديدة. ولهذا ننصح بالخضوع الى فحص الدم وباستشارة الطبيب.اما الطبيب السوري سامر لحام (وهو معتمد من المؤسسة الاوروبية لادارة الجودة، وزميل في الكلية الاميركية للاطباء والكلية الاميركية لامراض القلب، والجمعية الاميركية لامراض القلب، ويشغل منصب رئيس ادارة الجودة في مدينة الشيخ خليفة الطبية في ابو ظبي، وهو الراعي التنفيذي الاول لبرنامج وطني متعدد التخصصات لتحسين جودة الجراحة خارج الولايات المتحدة وهو باحث وناشط نال جوائز عديدة) فتحدث عن طرق العلاج:

واعتبر الدكتور ياسر الشهاوي المدير الاقليمي للشؤون الطبية، قسم القلب والاوعية الدموية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وايران وباكستان في<بوهرنجر انجلهايم>انه رغم الجهود المركزة لتقديم علاجات جديدة متعددة، ارتفع عدد مرضى ارتفاع ضغط الدم المقاومين للعلاج بنسبة 62 بالمئة على مدى السنوات العشرين الماضية، مما يحتم على الاطباء في كل الاختصاصات العمل مع المريض على تحسين السيطرة على المرض. بالتالي يشكل هذا المؤتمر جزءاً من الجهود التي نبذلها لسد الثغرات المعرفية ودعم الحكومات، فضلاً عن دعم العاملين في مجال الرعاية الصحية لتحديد الاولويات، والتصدي للموجة المتزايدة من امراض القلب والاوعية الدموية وادارتها.

من-اليمين-الى-اليسار-الدكتور-ياسر-الشهاوي----الدكتور-محمد-ال  

لا بد من الاشارة هنا الى بعض الحقائق ومنها: تسبب امراض القلب والاوعية الدموية 45 بالمئة من حالات الموت المبكر في منطقة الخليج. يُقدر معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم الاجمالي بنسبة 29.5 بالمئة، مما يشير الى نسبة اكثر ارتفاعاً بين العرب مقارنة بسكان الدول الافريقية جنوب الصحراء الكبرى. في الدول الافريقية جنوب الصحراء الكبرى، يبقى ارتفاع ضغط الدم عامل الخطر الاكثر تهديداً حيث يتراوح انتشاره بين 15 و30 بالمئة عند البالغين. وقد اشارت 46 بالمئة من الدراسات الى الوعي بارتفاع ضغط الدم والذي تراوح بين 18 بالمئة (في الاردن) و79.8 ( في سوريا). تراوح معدل التحكم به بين 56 بالمئة (في تونس) و92 بالمئة (في مصر وسوريا).

كما تم الكشف عن المعلومات الاساسية التالية خلال النقاش الذي دار ليومين بين الخبراء في اسطنبول ومنها: تنتشر البدانة بشكل كبير في المنطقة (13 بالمئة عند الرجال، و24.5 بالمئة عند النساء)، فضلاً عن داء السكري ( 11.3)، والتدخين (30 بالمئة بين الرجال و5 بالمئة بين النساء) وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية عام 2012. وحالياً تنتشر امراض القلب والاوعية الدموية كواحد من الاسباب الرئيسية للوفيات في هذه المنطقة. تعتبر منطقة الخليج من المناطق التي تعاني من اعلى معدلات البدانة في العالم، لذا فهي تواجه حالياً تفشي امراض القلب والاوعية الدموية. فنسبة 50 بالمئة من سكانها على الاقل هم دون الخامسة والعشرين من العمر، ويشير ارتفاع معدل الانتشار الى تفشٍ هائل لامراض القلب والاوعية الدموية في السنوات الـ10 او الـ15 المقبلة. تسببت البدانة وسوء التغذية وارتفاع ضغط الدم في ازدياد عبء امراض القلب والاوعية الدموية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. كما تسبب امراض القلب والاوعية الدموية 45 بالمئة من حالات الموت المبكر في منطقة الخليج. ويعاني نحو 30 بالمئة من الرجال و44 بالمئة من النساء في السعودية من البدانة، كما ان ربع البالغين مصاب بداء السكري.