افتتح حلمي النمنم وزير الثقافة المصري أعمال <الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي> بحضورالمستشار وزير العدل احمد الزند والدكتورة ماجدة واصف رئيسة المهرجان، وعدد من الضيوف المصريين والعرب والأجانب، تتقدمهم النجمة الإيطالية <كلوديا كاردينالي> التي كرّمها المهرجان بمنحها <جائزة فاتن حمامة التقديرية> والتي ألقت كلمة في حب مصر، كما ألقى النجم حسين فهمي الذي نال الجائزة نفسها كلمة أكد فيها على دور مصر وعدم تأثرها بالمؤامرات التي تستهدفها واختتم كلمته قائلاً: <لقد سقطت الطائرة لكن مصر لن تسقط أبداً>.

كما شهد الافتتاح تكريم الفنانة الشابة نيللي كريم التي حصلت على <جائزة فاتن حمامة للتميز>، فيما أُعلن عن تكريم المخرجة ومصممة الاستعراضات الهندية <فرح خان> التي فازت بالجائزة نفسها لكنها تغيّبت وأُعلن أنها سوف تستلم الجائزة يوم 19 من الشهر الحالي (أي يوم أمس الخميس).

بدأ الاحتفال الذي أخرجه خالد جلال، باستعراض قصير أعقبه عرض لقطات سينمائية لكبار النجوم الراحلين: عمر الشريف وفاتن حمامة ونور الشريف، كما تمّ تقديم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى مديري البرامج الموازية وملتقى القاهرة السينمائي وورشة الشباب.

لجان التحكيم وجائزة <عمارة يعقوبيان>

نجحت إدارة المهرجان في إقناع عدد من مشاهير السينما العالمية والعربية بالانضمام الى لجنة تحكيم المسابقة الدولية، منهم: المخرج الجيورجي <جورج أوفا شفيلي> الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان <كارلوفي فاري> عام 2014، والمنتج البريطاني <بول وبستر> صاحب فيلم <أنا كارنينا> و<صيد سمك السلمون في اليمن>، بالإضافة إلى المنتجة الفرنسية <آن دومينيك توسان> التي أنتجت أكثر من عشرين فيلماً، والمخرجة المغربية ليلى المراكشي صاحبة فيلم <ماروك> (2005) و<روك القصبة> آخر أفلام عمر الشريف، فيما مثل مصر في لجنة التحكيم المخرج مروان حامد الذي حصد فيلمه الأول <عمارة يعقوبيان> العديد من الجوائز في مهرجانات السينما الدولية من بينها الجائزة البرونزية في مسابقة العمل الأول في مهرجان <مونتريال> عام 2006 وجائزة أحسن مخرج جديد في مهرجان <ترايبيكا> الأميركي ومهرجان <زوريخ> السويسري، كما حقق آخر أفلامه <الفيل الأزرق> إيرادات تجاوزت الـ35 مليون جنيه من العرض في مصر في العام الماضي وتؤازره في المهمة الممثلة داليا البحيري.

أفلام المهرجان

تنافس على <الهرم الذهبي> في هذا المهرجان 140 فيلماً من 64 دولة مختلفة، ومن الأمور البارزة حول دور المهرجان هذا العام هو عرض عدد من أهم الأفلام الحديثة التي نالت جوائز من مهرجانات لها ثقل على مستوى العالم، وهو الأمر الذي ينقل هذا الثقل لجدول عروض القاهرة السينمائي، منها <ديبان> الفرنسي للمخرج <جاك أوديار>، الذي نال جائزة <السعفة الذهبية> في <مهرجان كان السينمائي الدولي> هذا العام، و<عفارم> الروماني الحائز مخرجه <رادو جود> على جائزة الإخراج في <مهرجان برلين 2015>، و<قلوب جائعة> الإيطالي الذي حصد بطلاه <آدم درايفر> و<ألبا روهرواشر> جائزتي أحسن ممثل وأحسن ممثلة في <مهرجان فينيسيا> عام 2014.

كما يعرض المهرجان الفيلم التشيكي <رعاية منزلية> الذي مُنحت بطلته <الينا ميهولوفا> جائزة أحسن ممثلة في <مهرجان كارلوفي فاري الدولي> في تموز (يوليو) الماضي، وفي هذا المهرجان نفسه فاز <فيزار مورينا> بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه <بابا> وهو من إنتاج مشترك بين ألمانيا وكوسوفو ومقدونيا وفرنسا.

ومن الأفلام الفائزة بجوائز أيضا وتُعرض في <مهرجان القاهرة السينمائي> خارج المسابقة الدولية <بريدجند> الدانماركي الذي فازت بطلته <هانا موارى> بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان <ترايبيكا> الأميركي في أيار (مايو) الماضي، وكذلك الإيطالي <المراعي الخضراء> للمخرج الكبير <أرمانو أولمي> الذي اختاره أعضاء نقابة الصحافيين السينمائيين كأحسن إنتاج إيطالي لعام 2014، كما يُعرض الفيلم الأرجنتيني <النار> الذي مُنحت بطلته <بيلار جامبوا> جائزة أحسن ممثلة في مهرجان <مالاغا> الإسباني، والفيلم الباكستاني <دوختار> الذي فاز بجائزة الجمهور في مهرجان <كريتي> الفرنسي.

كما نجح المهرجان في الحصول على حقوق عرض الأفلام التي رُشح بعضها لتمثيل دولها في مسابقة أحسن فيلم أجنبي في سباق <أوسكار> 2016، مثل: <أوديسا عراقية> للعراقي <سمير> المقيم في سويسرا منذ عدة سنوات، ورشحته سويسرا لتمثيلها في مسابقة <أوسكار> عن أحسن فيلم أجنبي، وفيلم <متاهة الأكاذيب> الذي يمثل ألمانيا في المسابقة والفيلم البوسني <حياتنا اليومية> والفيلم الفنلندي <المبارز>، فضلاً عن <نظرة على سينما التحريك اليابانية> التي يُعرض من خلالها سبعة من أهم أفلام هذا الاستوديو الشهير، كما عُرض أيضاً الفيلمان الروائيان الطويلان <أختنا الصغيرة> للمخرج <هيروكازو كوريدا> و<رحلة إلى الشاطئ> للمخرج <كيوشي كوروساوا>، اللذان عُرضا لأول مرة عالمياً في مهرجان <كان> خلال شهر أيار (مايو) الماضي، وتشمل الوجبة الدسمة الكثير من الندوات والمطبوعات والتكريمات، بالإضافة إلى البرامج الموازية وورش العمل، تستضيفها قاعات الأوبرا المصرية تحت إشراف وزارة الثقافة.

بركان الغضب

انتابت حالة من الغضب الشديد عدداً من الفنانين الذين فوجئوا بعدم توجيه إدارة <مهرجان القاهرة السينمائي> الدعوة لهم للمشاركة في حفلة الافتتاح إلا صباح اليوم نفسه أي قبل بدء حفلة الافتتاح بساعات، وأكدت الفنانة رشا مهدي أن المهرجان تعامل معها بتجاهل شديد للعام الثاني على التوالي، موضحة أن إدارة المهرجان تواصلت معها للحضور في وقت متأخر للغاية صباح يوم الافتتاح.

بدورها عبّرت الفنانة هنا شيحة عن بالغ استيائها من ادارة المهرجان، وقالت: <إنه من غير اللائق التواصل معها صباح يوم الافتتاح فقط لاستلام دعوتها، فيما تحرص المهرجانات العربية على تقدير الفنان المصري بأسلوب أكثر احتراماً>. بينما أكد الفنان عمرو واكد أنه لم يتمّ توجيه أية دعوة له لحضور حفلة افتتاح المهرجان.

<شورت> انجي علي وزغرودة لبلبة

من المشاهد البارزة في الافتتاح، كان حضور الإعلامية إنجي علي وهي ترتدي <شورت سواريه> أثار انتباه حضور المهرجان.

إنجي علي أكدت في تصريح خاص: <أعلم جيداً أن ارتدائي لملابس قصيرة خلال حفلة الافتتاح سيكون مدار حديث الجميع خلال الأيام المقبلة وسيكون محور حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي>.

وأطلقت الفنانة لبلبة <زغرودة> أثناء استضافة لميس الحديدي وخيري رمضان لها على هامش حفلة الافتتاح، وجاءت زغرودة لبلبة تعبيراً عن سعادتها بالكلمة التي أكد فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي في قناة <cbc Extra> على دور الفن في المجتمع على اعتبار أنه القوة الناعمة التي لا يمكن الاستغناء عنها.

وقالت لبلبة إن الأهم أن المهرجان يحمل اسم مصر، مشددة على ضرورة وجود كل الفنانين المصريين للمشاركة فيه، وأكدت أن رئيسة المهرجان ماجدة واصف مخضرمة في المهرجانات الدولية، وكانت لمدة 22 سنة في معهد العالم العربي بباريس، كما كشفت لبلبة عن أن هناك مفاجأة تحملها للجمهور، وهي أنهم سيشاهدونها مع الفنان عادل إمام بمسلسل رمضاني عام 2016 سينال إعجاب المشاهدين وهو ينتمي للون الكوميدي. وأوضحت أن عادل إمام فنان رائع، وجمعتهما أعمال كثيرة سوياً، قائلة: <الناس بتحب تشوفنا مع بعض>، وقد قامت بتمثيل 12 فيلماً معه، ومسلسل واحد، وسيكون المسلسل الجديد هو الثاني.

وأشارت لبلبة إلى أن أزمة السينما تكمن في الكتابة، ولو كانت هناك كتابة جيدة سيكون هناك إنتاج أكثر، وأنه في مختلف بلدان العالم لا تنجح كل الأفلام، حتى في الولايات المتحدة الأميركية، مضيفة أن كثرة الانتاج تجعل الكل يبدع ويعمل ويقوم بأدوار جيدة، ولهذا يوجد فنانون كبار على الشاشة الصغيرة الآن.