تفاصيل الخبر

فرص اللقاء بين عون وفرنجية... الى تراجع وكذلك انسحاب أحدهما للآخر... والمواجهة مستمرة!  

05/02/2016
فرص اللقاء بين عون وفرنجية... الى تراجع  وكذلك انسحاب أحدهما للآخر... والمواجهة مستمرة!   

فرص اللقاء بين عون وفرنجية... الى تراجع وكذلك انسحاب أحدهما للآخر... والمواجهة مستمرة!  

  aoun-franjieh-2 هل وصلت العلاقة بين رئيس <تكتل التغيير والاصلاح> العماد ميشال عون ورئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية الى نقطة اللارجوع، أم ان الزيارة المرتقبة للعماد عون الى بنشعي لا تزال واردة، وكذلك امكانية اللقاء بين المرشحين الرئاسيين الاثنين عند صديق مشترك؟

   هذه الأسئلة وغيرها كثيرة تطرح بإلحاح في اللقاءات والمنتديات ومساحات الحوار المفتوحة لتقييم مسار العلاقة بين <الجنرال> و<البيك الزغرتاوي>، لاسيما بعد المواقف التي أطلقها النائب فرنجية والتي لم تنزل برداً وسلاماً على الرابية، وكان أبرزها ما صدر عن النائب فرنجية بعد اجتماع <هيئة الحوار الوطني> الأسبوع الماضي، عندما تساءل كيف يمكن لمن يملك 70 صوتاً (أي فرنجية نفسه) أن ينسحب لمن لديه 40 صوتاً فقط؟ وكان سبق هذا الموقف قول نائب زغرتا ان عنوان بيته معروف في بنشعي، لكنه أردف ان أي زيارة مرتقبة للعماد عون لن تغير من الواقع شيئاً لجهة استمراره في ترشيحه لرئاسة الجمهورية.

   يقول مطلعون على مسار العلاقة بين عون وفرنجية ان التقارب الذي كان بينهما لسنوات خلت، تعرض لهزة قوية تركت تداعيات عدة قد يكون من الصعب تفادي سلبياتها في هذه العلاقة، لاسيما وان النائب فرنجية <كثف> من المواقف التي <أزعجت> العماد عون في وقت لم تصدر عن <الجنرال> أي كلمة أو موقف يؤذي فرنجية، لا بل ان عون طلب الى وزرائه ونوابه عدم الرد على النائب فرنجية أو الدخول معه في نقاش حول خياراته السياسية وما يتفرع عنها. إضافة الى ذلك يلاحظ زوار الرابية ان عون يبذل جهداً استثنائياً وحرصاً شديداً على عدم إثارة أي حساسية للنائب فرنجية ويكتفي عون بالابتسام كلما أُبلغ عن موقف أو تعليق أو خطوة ميدانية هي تتصل بالتحرك <الفرنجاوي> على أساس ان الطريق الى قصر بعبدا سالكة وآمنة و<مسهّلة>. وبقدر ما تزعج العماد عون <نتعات> الوزير فرنجية حول التحالفات والدعم المحلي والعربي والاقليمي الذي يلقاه ترشيحه، بالقدر نفسه يبدو منزعجاً مما يصدر على مواقع التواصل الاجتماعي بحق مبادرة رئيس <القوات اللبنانية> والنقاش الدائر حول هذا الموضوع من دون طائل.

 

عون عاتب على <ابنه>...

   إلا ان العماد عون، وفق زواره، لا يزال <عاتباً> على النائب فرنجية الذي ذهب للقاء مع الرئيس سعد الحريري في باريس من دون أن يضعه مسبقاً في صورة اللقاءات التي عقدها بل <نام> على حصولها الى أن تسربت في وسائل الإعلام. وعندما يقال للعماد عون إنه سبق فرنجية بإجراء لقاءات مع الحريري في أوروبا، ينتفض <الجنرال> ويقول: <أنا زرت الرئيس  الحريري انطلاقاً من كوني مرشحاً رئاسياً ويعرف القاصي والداني أنني مرشح ومن حقي أن أتصل مع رؤساء الكتل النيابية، فكيف إذا كان رئيس هذه الكتلة، هو الرئيس سعد الحريري رئيس <تيار المستقبل>. في حين ــ يضيف زوار عون  نقلاً عنه ــ ان النائب فرنجية ذهب الى باريس وهو غير مرشح لقوى <8 آذار> ولا بتكليف منها، وأتى الاعلان عن مضمون الزيارة وكأن الملف الرئاسي كان سيطوى بمجرد اعلان فرنجية عن ترشحه، أو تولي الرئيس الحريري ذلك. وفيما يصر العماد عون على استمرار وصفه لفرنجية بعبارة <متل ابني> يرى ان زيارته الى بنشعي أو الى أي مكان آخر يلتقي فيه فرنجية، لا يجوز أن تكون <دعسة ناقصة> أو <قفز في المجهول>، ولا بد من أن تسبقها تحضيرات ومقاربات ومناقشات كي تكون النتائج ايجابية، علماً ان النائب فرنجية أطلق سلسلة مواقف، مباشرة أو مداورة، تكاد تزيد الشرخ بين الرجلين، فضلاً عن ان عون يرى أيضاً ان الأرقام التي أوردها النائب فرنجية ناتجة عن <بوانتاج> خاطئ استند فيها الى معطيات سياسية غير دقيقة.

   ويلاحظ زوار الرابية ان العماد عون متمسك بموقفه الرافض قطعياً لجلسة يتواجه فيها مع النائب فرنجية، تماماً كما يرفض انتخاب رئيس لا يحظى بتأييد كل المكونات الطائفية. أما الحديث عن خطة <ب> يطالب فرنجية بأن يلتزم عون الموافقة عليها وتقضي بتأييده إذا كانت حظوظ <الجنرال> متعثرة، فهي غير واردة راهناً في قاموس العماد عون، وقد لا ترد اطلاقاً، لأنه يعتبر ان أمام الموارنة فرصة وصول الأكثر تمثيلاً لهم الى سدة الرئاسة، خصوصاً بعدما توحد موقف المرجعيتين الأكثر بُعداً أي <القوات اللبنانية> و<التيار الوطني الحر>، ومن غير الجائز بالتالي <كسر> هذه القوة المسيحية التي تسعى الى شراكة حقيقية مع القوى الاسلامية الأخرى لينهض لبنان من جديد في تعايشه المميز والفريد. وفيما يصف عون اتفاقه مع <القوات اللبنانية> بأنه يخدم <المصلحة الوطنية> وليس مصالح شخصية، يؤكد ان هذا الاتفاق لا يستهدف اتفاق الطائف الذي يحرص على تفعيله لتحقيق أهدافه كاملة، ولا يصب ضد النائب وليد جنبلاط، ويدعو الأفرقاء الآخرين الى الاستفادة من <هذه اللحظة المهمة التي قد لا تتكرر>.

   وانطلاقاً من هذه المعطيات سعى العماد عون في اتصال أجراه بالرئيس الحريري بعد <انجاز معراب>، الى تحريك الجمود في التواصل، لاسيما وان الحريري كان أبلغه في لقاء <بيت الوسط> ان الاتفاق <ضروري> مع الدكتور جعجع لإنجاز الاستحقاق الرئاسي. لذلك قال العماد عون للحريري ان الاتفاق مع جعجع قد أنجز فهل تحب أن تستأنف الحديث الذي توقف، فرد الحريري باقتضاب: <منحكي>، وقال عون: <الله يوفق>. ولا ينسى العماد عون وهو يروي لزواره هذه الوقائع أن يقول لهم إنه و<القوات> يمثلان 80 بالمئة وأكثر من المسيحيين ومن غير المنطقي الحديث عن <اجماع مسيحي> لأن هذا الأمر غير ممكن ولا توجد طائفة في لبنان تدعي انها تمثل الاجماع، لاسيما الطائفة السنية التي أشارت أرقام الانتخابات النيابية السابقة ان 30 بالمئة من السنة هم خارج تيار <المستقبل>.

فرنجية: أنا متفوق على <الجنرال>

   وفيما لا يجزم من في الرابية احتمال حصول زيارة <الجنرال> لبنشعي أو امكانية اللقاء عند <صديق مشترك>، تبدو الصورة في بنشعي قاتمة حيال مستقبل العلاقات بين عون وفرنجية خصوصاً بعد مواقف رئيس تيار <المردة> في عين التينة بعد انتهاء جلسة الحوار، و<لغة الأرقام> التي اعتمدها واصراره على الاستمرار في المعركة الرئاسية ومطالبته العماد عون بـ<الخطة ب>. لكن ذلك لا يمنع استمرار فرنجية على التأكيد على رغبته في عدم <كسر الجرة> مع عون، على رغم قناعة فرنجية ان حظوظه في الرئاسة أكبر من حظوظ العماد عون انطلاقاً من وقائع لا يمكن تجاهلها منها تفوقه <ميثاقياً> على <الجنرال> لأنه يحظى بتأييد المكون السني القوي (الرئيس الحريري) والمكون الشيعي الأساسي (الرئيس نبيه بري) والمكون الدرزي الأكبر (النائب وليد جنبلاط)، إضافة الى حيثيته التمثيلية على الساحة المسيحية. إضافة الى ذلك، يعتبر فرنجية انه يحظى بدعم عربي تمثله السعودية وبتأييد أوروبي تتقدم فيه فرنسا على ما عداها من دول، فضلاً عن <الترحيب> الأميركي بترشيحه و<الاهتمام> الذي يبديه الفاتيكان بهذا الترشيح. في حين لا يحظى العماد عون بأي دعم اقليمي أو دولي باستثناء إيران المتحالفة مع حليفه حزب الله. وعندما يُسأل فرنجية عن الشارع المسيحي يجيب سائله ان ثمة من يضخّم الحجم التمثيلي لـ<القوات> و<التيار> ويتجاهل حجم <المردة> والكتائب والمستقلين والحياديين وهؤلاء جميعهم أيدوا ترشيحه، ناهيك عن كونه أحد الأقطاب الموارنة الأربعة.

   ويقول زوار بنشعي ان النائب فرنجية ساءه ان يروّج نواب ووزراء واعلاميون في <التيار الوطني الحر> انه قدم تنازلات سياسية للرئيس الحريري خلال لقاء باريس في مقابل الحصول على دعمه، وان حقيقة عدم تنازله سياسياً أكدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال اطلالته الأخيرة يوم الجمعة الماضي ما يسقط أي حجة يوردها العونيون للحديث عن ان فرنجية <ذهب بعيداً> مع الرئيس الحريري خلال لقاء باريس واستعمال هذه المقولة للإساءة إليه والإضرار بحظه في الفوز بالرئاسة. ويضيف زوار بنشعي انهم سمعوا من فرنجية كلاماً <واضحاً> خلاصته بأنه لن ينسحب من المعركة الرئاسية مهما كانت الاعتبارات، وهو غير مؤمن بأن الضغوط ستُمارس عليه للانسحاب سواء من حليفه حزب الله أو من <صديقه> الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي فإن كل ما يقال في هذا السياق لا يعدو كونه اجتهادات لا أساس لها من الصحة، وهو مستمر في الدعوة للنزول الى ساحة النجمة حيث سيتأكد الخصم قبل الحليف بأنه يملك 70 صوتاً وأكثر خصوصاً إذا ما انضم نواب الكتائب الخمسة الى تأييده، إضافة الى <المستقلين> مثل النواب ميشال المر وبطرس حرب وفريد مكاري ونواب الحزب القومي وحزب البعث.

   ويجمع زوار بنشعي على القول إن النائب فرنجية كان يفضل ألا <يغوص> العماد عون في خط تحالفي مع رئيس <القوات> سمير جعجع لاعتبارات كثيرة. أما وقد فعل فلا بد أن يواجه عاجلاً أم آجلاً <تداعيات> هذا التحالف المستجد الذي <أفاد> جعجع أكثر بكثير مما استفاد عون منه وهذا ما سيظهر في المستقبل.

   وبين ما يتردد في الرابية، وما يُقال ويُسمع في بنشعي تزداد قناعة المطلعين بأن حصول لقاء قريب بين عون وفرنجية ليس بالأمر المضمون، لأن <الجنرال> يريد من هذا اللقاء انسحاباً من فرنجية لصالحه، وفرنجية يتطلع الى ان يلتزم عون بأن يكون هو المرشح البديل إذا لم ينل عون الأصوات التي تمكنه من دخول قصر بعبدا، خصوصاً ان فرنجية يذكّر كل من يزوره بأنه لطالما أعلن بأنه خلف <الجنرال> وإذا ما تعذر عليه الوصول الى بعبدا، فهو مرشح طبيعي من بعده، وهو بالتالي ما يزال عند قوله!