نجمة منذ ميلاد اسمها، حققت الكثير من النجاحات البارزة حتى أصبح لكل ظهور لها ثقل يكفيها لتغيب من بعده وتعود بكل ثقة لتحقق نجاحاً جديداً.. في موسم رمضان الماضي سطع نجم فردوس عبد الحميد من جديد في دور الأم المصرية بما لديها من ملامح شرقية أصيلة.. دور والدة التوأم (رفاعي وناصر دسوقي) أو محمد رمضان في مسلسل <الأسطورة>. عن عودتها وكل الضجة المثارة حول العمل تحدثت الينا.
ــ غبتِ 3 سنوات وعدت هذا العام مع <الأسطورة>.. ما كواليس هذه العودة من بعد غياب؟
- الأعمال التي كانت تعرض علي السنوات الماضية لم أرَ فيها نفسي لدرجة أنني كنت أشعر بالغربة عند قراءتها على عكس مسلسل <الأسطورة> الذي شعرت معه بحميمية، وسعدت جداً أنني وجدت أخيراً موضوعاً يهم الناس ويخاطب المجتمع، والحقيقة أن شخصية <توحة أم الأسطورة> استفزتني بشكل كبير ووجدت فيها عدداً من التقلبات، وأعيش الآن حالة من السعادة لأن العمل حقق نجاحاً في الساحة العربية.
ــ لكن غيابك ثلاث سنوات متتالية عن الساحة الفنية يعد فترة ليست بسيطة بالنسبة لنجمة محترفة التمثيل؟
- أعتبر نفسي هاوية تمثيل ولست محترفة لأنني أعشق الفن والابداع وأرفض التمثيل من منطلق أنه مهنة، ولا بد أن أصادف دوراً جيداً أتمسك به ويكون كل هدفي أن أجسده بشكل جيد دون أن أناقش في الأجر، ويكون الدور هو في حد ذاته غايتي وسعادتي.
ــ ولكنك طالبت الشركة المنتجة لمسلسل <الأسطورة> برفع أجرك 300 ألف اضافية على تعاقدك الأصلي؟
- هذا كلام خال تماما من الصحة وتفسيري الوحيد لمن يؤلفون هذه الروايات أنهم كارهون النجاح.
ــ ماذا عن العمل مع محمد رمضان؟
- أنا سعيدة بالتمثيل أمام محمد رمضان، فأولاً على المستوى الإنساني هو شخص مهذب جداً ويعرف الأصول، ثانياً على مستوى العمل أستطيع أن أقول إنه فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث قام بمجهود جبار في استعداده للعمل على الشخصيتين التوأم ناصر ورفاعي وهما مختلفان تماماً، أحدهما متعلم والآخر جاهل، رمضان اجتهد كثيراً سواء في طريقة الكلام أو المشي، وأبدع في تقمص الشخصيتين، وهو لا يبخل أبداً على الدور حيث استعان بمزين نسائي على نفقته الخاصة. كذلك من مميزات رمضان أنه يساعد الممثل الذي أمامه لكي يخرج أفضل ما لديه من أداء وهذا ما حدث معي وأتمنى التعاون معه مرة أخرى.
ــ وماذا عن التعامل الأول مع المخرج الشاب محمد سامي؟
- سامي بالنسبة لي مفاجأة وقد أثبت أنه مخرج متميز ويجيد توفير جو مناسب للإبداع، وأنا شخصياً استفدت من سامي كثيراً وأفتخر بوجود مخرج شاب بهذه الامكانيات وأتمنى التعاون معه مرة أخرى ايضاً.
ــ ما حقيقة مجاملة محمد سامي لزوجته مي عمر على حساب مشاهدك؟
- دوري مختلف عن مي عمر، وبالتالي ليس من المنطقي أن يقوم محمد سامي بحذف مشاهدي لصالح زوجته، هذا عدا أنه انسان على خلق ومهذب، وأؤكد أن سامي مظلوم في تلك الاتهامات التي ترمي إلى تشويه صورته، ومي عمر كانت جميلة في دور <شهد> والجمهور قد انجذب إليها.
ــ ظهرت في دور <توحة> قوية تارة ومنكسرة تارة أخرى، ألا ترين أن هناك تناقضاً في الدور؟
- لا يوجد تناقض، على العكس هذا ثراء في المشاعر فـ<أم الأسطورة> تجمع ما بين الحسم والحنان وهذه الشخصية ليست غريبة فهي موجودة في الأسرة المصرية، وهي حريصة طوال الوقت على حماية أولادها بمنتهى الحنان وفي الوقت نفسه تصوب اتجاهاتهم الخاطئة بكل حسم، في الحقيقة أنا فخورة بالأم المصرية فهي نموذج للأمومة التي تغيب عن كثير من المجتمعات، فالأم هي التي تتحمل دائماً أعباء الأسرة على عاتقها دون كلل أو ملل.
ــ هل هناك وجه تشابه بين فردوس عبد الحميد و<أم الأسطورة>؟
- إلى حد كبير أنا شخصية قوية ويمكن الاعتماد عليها، وهذه جينات ورثناها من أمي أنا وأخواتي، حيث كنا ثلاث بنات.
المشهد المبكي
ــ مشهد مقتل <رفاعي> على يد <عائلة النمر> مشهد مؤثر للغاية، خاصة وأن أداءك أبكى الكثيرين، ماذا عن ذلك المشهد؟
- هذا المشهد يُعدّ من أصعب المشاهد في المسلسل وقد استغرق مني مجهوداً بدنيا وفكرياً كثيراً، فإنه لموقف صعب أن تجد الأم فجأة ابنها مقتولاً وغارقاً في دمه لتصاب بحالة فزع، وأثناء تصوير المشهد كدت أفقد الوعي من شدة انفعالي ومن شدة الصراخ، واستمررت في الصراخ بعد انتهاء المشهد إلى درجة أن <صوتي راح>.
ــ في رأيك هل أن محمد رمضان سيلقب يوماً ما بالأسطورة؟
- إذا استمر رمضان يعمل على نهجه نفسه من الاجتهاد والإخلاص في العمل ولم يغره المجد والشهرة والأضواء وكثرة المال فبالتأكيد سيكون الأسطورة.
ــ لماذا رفضت العودة لدور <انيسة> في الجزء السادس من <ليالي الحلمية>؟
- عندما عرض علي دور <أنيسة> مرة أخرى رحّبت بالفكرة جداً خصوصاً أن مجدي أبو عميرة من المخرجين المهمين جداً في تاريخ الدراما التلفزيونية، ولكنني تراجعت خوفاً من تعارضه مع دور <الأسطورة> بسبب ضيق الوقت.
ــ فردوس عبد الحميد وزوجها المخرج الكبير محمد فاضل يشكلان ثنائياً فنياً رائعاً، هل يزعجك أن يقال إن فاضل يأتي دائماً بفردوس بطلة لأعماله كونها زوجته؟
- لا أنكر أن هذه الأقاويل كانت تزعجني كثيراً في البداية خصوصاً وأنني قدمت أدواراً مهمة مع فاضل منها <ليلة القبض على فاطمة> مع فاتن حمامة و<عصفور النار> وغيرها من الأعمال، ولكن ذات مرة ذهبت إلى الراحل العظيم مصطفى أمين في أواخر أيامه باكية وقلت له: <أنا لم أفعل أي حاجة وحشة في أي شخص لماذا الصحافة تتعمد مضايقتي وتشويه صورتي>؟ فضحك وقال لي: <يحق لك أن تنزعجي عندما لا يقولون عنك شيئاً لأنك عندئذٍ ستكونين تافهة وليس لك وجود، 
والشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحجارة> ومن بعد ذلك الوقت لم أعد أهتم بما يقال.
ــ إذاً بم تصفين اختيار المخرج محمد فاضل لك في أغلبية أعماله؟
- اختياره لي ناتج عن ثقة في قدرتي كممثلة، ففاضل كمخرج كان يراني مناسبة للأدوار التي قمت بها في أعماله، وأعتقد انني قدمتها على أكمل وجه. كيف لمخرج مهم جداً مثل فاضل أن يضحي باسمه وسمعته الفنية من أجل مجاملة أقرب الناس له؟ بالطبع هذه استحالة، وأنا شخصيا أعيش حالة من السعادة عندما أكون على <بلاتوه> المخرج محمد فاضل، وأنني فخورة بالعمل معه وينتابني دائماً شعور بانني في أيادٍ أمينة وأتمنى العمل معه باستمرار.
ــ هل ثمة شخصية تتمنين تجسيدها؟
- أتمنى تجسيد شخصية <سميرة موسى> ولكنها تحتاج لإنتاج دولة لأنها شخصية من شخصيات التاريخ الحديث في مصر حيث كانت عالمة ذرة ومن أبرز العبقريات في ثلاثينات القرن الماضي، وقد قتلت في النهاية على يد <الموساد> الإسرائيلي.
يبقى أن نشير الى أن فردوس عبد الحميد لعبت شخصية أم كلثوم في مسلسل <كوكب الشرق> ولكنها لم تأخذ الوهج الكافي الذي أخذته الفنانة صابرين بالدور نفسه في مسلسل <أم كلثوم>.