تفاصيل الخبر

فؤاد شهاب يتلوى في قبره لأن مجلس الخدمة المدنية تعطل على يد ”أكلة الجبنة“!

09/08/2019
فؤاد شهاب يتلوى في قبره لأن مجلس الخدمة المدنية تعطل على يد ”أكلة الجبنة“!

فؤاد شهاب يتلوى في قبره لأن مجلس الخدمة المدنية تعطل على يد ”أكلة الجبنة“!

 

رحم الله الرئيس فؤاد شهاب الذي لا بد ان يتلوى في قبره لو عرف ان مجلس الخدمة المدنية معطل بحجة ان نتائج المباريات في الفئات الدنيا لا تعكس التوازن الطائفي، وبدأ كثيرون التشكيك في صدقيته رغم انه باب الوظيفة للفقراء الطامحين والمجتهدين الذين يفتقدون المظلة السياسية، وهو مصفاة لإختيار الاكفاء واهل العلم والاختصاص، ولو كان حياً لأعاد تسمية اهل السياسة اليوم بـ <اكلة الجبنة> كما سبق واسماهم في عهده، واشتكى منهم لأنهم يعطلون قيام الدولة وعمل المؤسسات ويصرون على تقاسم المغانم والمحسوبيات تماماً كما يحصل حالياً، حيث يتناوبون على <شفط> حليب البقرة الحلوب ونعني بها الادارة رغم ان ضرعها جفّ، وكل الخوف من ان يتم ذبحها.

وهنا لا بد من القول ان الناجحين في مجلس الخدمة خُدعوا لأنهم صدقوا للحظة ان الفرصة جاءتهم على طبق من ذهب من خلال اعلان مجلس الخدمة عن اجراء مباريات لملء مراكز شاغرة في الفئات الثلاث فما دون، فحضّروا أوراقهم ومستنداتهم وشهاداتهم وصورهم وتقدموا بطلباتهم ودرسوا واجتهدوا ونجحوا بدرجات من الاول فما تحت واحتفلوا بالفوز مع الاهل والاصحاب وحلموا بالمستقبل الزاهر، وانتظروا طويلاً حتى يتم تعيينهم، فلم يحصل ذلك بحجة غياب التوازن الطائفي، فإعتصموا وتظاهروا وطرقوا ابواب السياسيين الى ان <دحشت> فقرة في قانون الموازنة تحفظ حقهم بالتعيين ولو بعد حين فظنوا ان الفرج آت، لكن هيهات ان يحدث ذلك لا بل تعرقل توقيع قانون الموازنة بسبب هذه الفقرة رغم ان هناك سابقة في تعيين الآلاف بمراسيم وزارية في الوزارات والمؤسسات والمصالح المستقلة من ازلام السياسيين ومحاسيبهم خلافاً للقانون رغم ان قانون موازنة 2018 يمنع التوظيف لمدة ثلاث سنوات.

فالناجحون اخطأوا التقدير وكان عليهم طرق ابواب المرجعيات السياسية والطائفية والمذهبية للدخول الى جنة الادارة حتى من دون اختصاص او كفاءة او شهادة بل عبر كتاب توصية ممهور بختم مسؤول مهم.

فهل هكذا تدار دولة القانون والمؤسسات، وهل هذا هو الاصلاح والتغيير، وهل هكذا يبنى لبنان القوي ويطبق فيه الدستور؟ وأي انتماء يرجى للوطن طالما بات الانتماء على اساس الطائفة والمذهب؟ والانكى ان المرجعيات السياسية هي واجهة الطوائف وقد حوّلت لبنان الى مزرعة يتقاسم خيراتها أمراء الطوائف والمذاهب وتحولت الوزارات والمؤسسات الى مشاعات ومحميات لهم ولأزلامهم ومحاسيبهم، وهم يبحثون اليوم عن تفسير للمادة 95 من الدستور (الطائف) الذي ركنوه على الرف ولم يطبقوا نصوصه بل خرقوا معظم بنوده بحجج واهية، ومن يعترض عليه ان يبحث عن وطن بديل!

 وكم كان الصحافي والروائي البريطاني موفقاً عندما قال بكل صراحة ان <السياسيين في العالم كالقرود في الغابة، إذا تشاجروا أفسدوا الزرع، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول>.