تفاصيل الخبر

فنانون نجوا بأعجوبة ...وآخرون ضاع جنى عمرهم

13/08/2020
فنانون نجوا بأعجوبة ...وآخرون ضاع جنى عمرهم

فنانون نجوا بأعجوبة ...وآخرون ضاع جنى عمرهم

بقلم عبير أنطون

[caption id="attachment_80158" align="alignleft" width="333"] سيارة كارمن[/caption]

ما طاول اللبنانيين يوم الثلاثاء الأسود مع انفجار المرفأ لم يستثن طبعاً الفنانين والاعلاميين خاصة وأن الكثيرين منهم يتمركزون في العاصمة بيروت، ويتخذون في قلبها مساكن لهم لأكثر من سبب، بينها أن "ست الدنيا" بتاريخها وآثارها وكنائسها وجوامعها وجامعاتها وأسواقها وأبنيتها التراثية والحديثة، وبخاصة عبر مرفئها تؤمن لهم ما يحتاجونه برمشة عين، وتقدم لهم ما يتمنّون..هذا المرفأ الذي كان لؤلؤة الشاطئ بأنواره وحركته والذي بني ما حوله ربطاً بمركزه حتى يكون الوصول اليه سهلاً، اختار البعض  أن يتخّذ منزلاً له قبالته ولو في منطقة أبعد، كما فعلت الممثلة القديرة كارمن لبس . فكيف خذلها المرفأ في تلك الليلة المشؤومة، وكيف زرع عنبره الثاني عشر الرعب والقلق في قلبها؟ كيف كانت آثاره الموجعة على اكثر من نجم ونجمة كنادين نجيم واليسا وهيفاء وهبي وراغب علامة والعديد من الفنانين والإعلاميين ؟

 "الأفكار" قامت باستطلاعها على أسماء تعتبر عينة لا أكثر من مئات العائلات التي دمرت منازلها وتهالكت أجسادها، وكانت البداية مع كارمن لبس التي طلبنا منها كلمة تقولها من وحي الكارثة التي ولّدها الانفجار الرهيب، فسألتنا باستنفار:

 كلمة ؟ هل من كلام يعبّر عن حجم الاجرام الذي ألمّ بنا ؟ ينعتونهم بالحيوانات، وأنا أقول إن الحيوان لما يحسّ بأسى صاحبه او حزنه، فإنه يشعر به، بعكس ما يحصل معنا نحن كمواطنين في لبنان. هل هم أصنام، أهل هذه الطبقة الحاكمة ؟ هل هم من حجر؟ والغريب كيف أنه بسحر ساحر بات بالامكان سحب العملة بالدولار من مكاتب التحويل، وفجأة تصل الكهرباء الى بعض المناطق..وفجأة وفجأة ..هل من يفسّر لنا ما حصل؟ هل من يشرح للشعب اللبناني كيف تطاير الناس في الهواء وتدموا وشرّدوا وخسروا جنى عمرهم ؟ هل من يفسّر لنا صوت الطيران الذي سمعناه؟ أيام وأيام للتحقيقات، لماذا ؟ منذ أية سنة هذه المواد المتفجرة موجودة في المرفأ؟ من أدخلها ولماذا ؟ يضحكون علينا، ونحن فعلاً شعب "غشيم" و"غنم" وقد أعدناهم هم أنفسهم الى السلطة، ولا تزال التبعيّة للزعيم هي الموجه الاول للكثيرين.

وتضيف كارمن بحرقة:

[caption id="attachment_80161" align="alignleft" width="247"] كارمن لبس ..وبيروت[/caption]

منذ حلّت الكارثة كتبت بعض التعليقات عبر مواقع التواصل بعيداً عن لغة الشتائم التي ارفضها قطعياً، وليس لكم إلا أن تتخيلوا حجم الاهانات التي تعرضت لها. فاجأني أحدهم، أنه لما عرف أن زعيمه في بيت الوسط لم يتأذ شكر ربه، معتبراً أن كل ما حدث فدى سلامته. والامر نفسه بالنسبة لمناصري التيار الوطني الحر ومناصري القادة والزعماء والأحزاب جميعهم من دون اي استثناء، في وقت طال الموت والجرح اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والميول وهلكوا جميعهم في معمودية دم واحدة.

وتزيد:

هل من أدلّ من زيارة الرئيس الفرنسي "ايمانويل متاكرون" الى لبنان بالكرافات السوداء حزناً على ضحايا الشعب اللبناني، في حين استقبله الرئيس عندنا باللون الازرق وعلى مثاله مختلف القادة؟ وفي حين جال "ماكرون" بين الشعب مشمراً عن ساعديه متفقداً ومبلسماً الجراح التي لن تتعافى بسرعة كان كفّا رئيسنا في جيبيه ؟ ما هذا الاستهتار بمشاعر الناس في هذه الظروف الأليمة؟

ولما نسأل كارمن إن كان تاريخ الرابع من آب (اغسطس) غير ما بعده، وهل تعتبره حدّاً فاصلاً ما بين لبنان الذي نأمل أن يكون بعدما روت ارضه دماء الشهداء من مختلف الطوائف تقول كارمن:

 ربما يكون ذلك فقط من خلال المساعدات التي نتلقاها من الخارج، إلا أنني اليوم في قمة الاحباط. "بقوم من التخت بقعد عالكرسي، وبرجع عالتخت، ومن ثم اجهش بالبكاء..إنها تراكمات وتراكمات من العام 1975 حتى اليوم. وضعنا املنا في الثورة فتراجعت، ثم جاءت الـ"كورونا" لتأتي من بعدها هذه الضربة الهائلة التي وقعنا جميعاً تحت وطأتها..لست ادري. اتمنى أن تكون الشعلة الكبيرة للتغيير. انا الآن في حالة ضياع كامل . لا اعرف ولست قادرة على التفكير.

جدار صوت؟

[caption id="attachment_80159" align="alignleft" width="401"] عادل كرم .. حسن النجاة[/caption]

لحظة الانفجار الهائل، كانت كارمن في بيتها المواجه للبحر عند منطقة جل الديب، وهو مواجه للمرفأ: "كنت في غرفة النوم فسمعت الصوت الهائل. وقع الزجاج وتناثر على الأرض فصاحت امي صارخة بأنها هزة أرضية فأجبتها بأنني أسمع هدير طيران وقد يكون جداراً قوياً للصوت سيعقبه ربما ضربة لمحطة الكهرباء القريبة منا، وطلبت منها الاختباء، وكانت الصدمة الرهيبة. مع هذا البعد في المسافة، شعرنا بالزلزال في بيتنا. فكم بالحري من هم اقرب؟ ادعو براحة النفس لكل الذين غادرونا والتعزية لاهالي الشهداء تقول كارمن في هذه العملية الاجرامية التي تترتب عليها مسؤوليات، وادعو بالشفاء الى كل الجرحى خاصة الممثلة نادين نسيب نجيم التي اصيبت وخضعت لعملية، متمنية لها التعافي باسرع وقت لتعود بيننا بكامل ألقها، كما أرفع صلواتي للاعلامية الصديقة هالة حداد التي تعرضت للاصابة ايضاً .

سيارة كارمن تضررت بالكامل وكذلك أجزاء من بيتها، وهذا يهون امام الارواح طبعاً. لكن هل ستبقى شركات التأمين على رفضها إقرار التعويض في مثل هذه الحالات ؟ وإلا لماذا المشاركة فيها سنوياً عبر مبالغ كبيرة ؟ السؤال برسم المعنيين.

نادين ..وعملية الست ساعاتّ

[caption id="attachment_80162" align="alignleft" width="250"] نادين نجيم مع ولديها ..النجاة باعجوبة[/caption]

الشفاء العاجل الذي تمنته كارمن لنادين نجيم ملكة الجمال السابقة ونجمة التمثيل، تمناه لها الكثيرون ايضاً بعد أن عاشت لحظات رهيبة في بيتها المواجه لموقع الانفجار والذي أنتقلت الى السكن فيه حديثاً في وسط بيروت، وهو يقع في الطابق الثاني والعشرين في مبنى ضخم يطل على البحر والجبل .

كانت نادين بقرب الزجاج في بيتها المواجه، حتى غنها راحت تصور ما حدث بعدسة هاتفها. وبحسب التقرير الذي نشره برنامج "اي تي" بالعربي "كانت الفنانة تقف بجانب زجاج منزلها لحظة وقوع الانفجار، مما أدى الى حدوث عدة إصابات في وجهها وكتفها، وأكد التقرير أن مصادر أفادت بأن الإصابات التي حدثت في وجها احتاجت إلى 40 غرزة".. وكان سبق ذلك انتشار خبر فقدانها لساعات مع ولديها.

 نادين نجت من الموت بأعجوبة، وروت بنفسها التفاصيل المرعبة التي عاشتها، واخبرت أن الله سبحانه تعالى اعطاها عمراً جديداً : "الكلام لا يمكن أن يصف المشهد الذي رأيته، ولا اللحظات التي عشتها . فكل من يدخل البيت ويرى الدم منتشراً والتكسير الذي طال كل شيء لا يمكن أن يفكر بأن أهل البيت بقوا على قيد الحياة". نادين اصيبت واضطرت أن تنزل 22 طابقاً حافية القدمين بين الزجاج والركام "مغطّسة بالدم"، كما وصفت، بين الجرحى والقتلى والسيارات المكسرة وصراخ الناس وبكائهم".

"أوقفت سيارة لا اعرفها تمر في المكان وطلبت من سائقها وهو ابن حلال فعلاً، أن يوصلني الى أقرب مشفى ، فلم يستقبلوني لعدم قدرتهم على ذلك جراء الجرحى المكدّسين، فعاد واوصلني الى مشفى المشرق حيث استقبلوني واسعفوني وخضعت لعملية استمرت ست ساعات. ما رأيته كان صعباً جداً. وكأنها قنبلة نووية انفجرت. أحمد الله أن اولادي بخير اذ لم يكونوا في البيت متمنية الشفاء للجرحى والرحمة للموتى والعزاء لأهلهم".

 تحت الحراسة الشديدة في الطابق حيثّ تقبع نادين في "مستشفى المشرق"، يُمنع الدخول سوى لعائلتها والأطباء. وبحسب المعلومات، فإن إصابتها تركّزت في الكتف والوجه والرقبة مع اصابات في مختلف انحاء جسدها. وفي تعليق لها عبر موقع «تويتر» قالت نادين : «دموعي ما عم تنشف والخوف سرق النوم من عيوني. بشكر الله كل ثانية ولادي بخير ويسوع عطاني عمر جديد، وجهي بيترمم، الجروحات بطيب بس النفسية ما بعمرها بطيب، عم فكر كل الوقت بالشهداء، بالأطفال، بالجرحى، بالأمهات، عم صلي للكل. أقسى تجربة وأصعب لحظة تشوف الموت بعيونك الله يكون بعون كل المصابين".

"أسود غامق" هذه المرة ..

الى نادين وتضرر بيتها ، تضرر أيضاً منزل النجمة هيفا وهبي وسقطت واجهته الزجاجية، وصودف أن كانت هيفا خارجه لحظة الانفجار، ذلك أنها كانت تصور مسلسلها "أسود فاتح" وكانت ‏بعيدة عن موقع الحادث، وقالت هيفا بحرقة قلب :

"اللي صار ببيروت بيبكّي، الله يرحم كل الضحايا، وكل حدا قادر يتبرع بالدم للجرحى ما يتردد ولا لحظة لأنن كتار".

كذلك، فقد تضرر منزل الفنان راغب علامة ايضاً، ومثله منزل اليسا الذي اصيب بأضرار كبيرة، وقد شاركت "ملكة الإحساس" متابعيها صور الدمار من داخله، وكتبت:"

"محروق قلبي من جوا ومقهورة ع بلدي من اللي صار. انا الحمد الله بخير. ان شاء الله ما يكون في شهدا وكل الجرحى يتعافوا. بيتي تكسر كلو بس مش مهم . المهم الله يحمي لبنان" ...

"ريس الأغنية": بدّن حرق ومشانق..

[caption id="attachment_80160" align="alignleft" width="444"] عادل كرم ..يا ضيعان العمر[/caption]

 بين من تضرروا أيضاً كان منزل الفنان ملحم زين وقد اصيب اولاده اصابات طفيفة. وقد طمأن زين جمهوره على حالته الصحية، وكشف عن تضرّر منزله الذي يبعد نحو 600 متر عن مرفأ بيروت، وأكد إصابة أولاده بجروح طفيفة، أما هو فكان حين وقوع الانفجار خارج المنزل.

الوالد المجروح على بلده وولده ،عبّر عن غضبه بكلمات موجعة موجهاً رسالة شديدة اللهجة الى السياسيين والشعب اللبناني: "نحنا بخير بس اللي مش بخير نحنا من جوا مش بخير، من برا سلمنا بس بلدنا مش بخير، أمننا مش بخير، نحنا محكومون من عصابة، من شياطين، الشيطان بيزعل.. أسوأ من هيك بقالنا 6 أو 7 سنين قنبلة مزروعة في وسط بيروت، وما حدا بيفكر يلاقي لها حل، ما ضل شي غير إنهم يضربونا بقنبلة ذرية "

وعلّق زين على ما حصل خلال زيارة الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" ورفضِه إعطاء السياسيين المال لأنهم سارقون، بالقول: "بهدلوا البلد ونحن لا شيء من دون محيطنا العربي. نحنا في بلد بنخسر فيها كل أصدقائنا، شاطرين بس في الشحادة ويطلبوا من الناس يقولوا ابعتولنا. هيدي مصيبة عنا طاقم بدو حرق وبدو مشانق".

أسّف ملحم لاقاه ايضاً أسف الاعلامي ريكاردو كرم الذي تضرر مكتبه بشكل كامل. روى أن كل ما تبقى من مكتبه في بيروت، هو بعض الصور العائلية وأيقونة ونظاراته الطبية وقطعة من الخشب كُتب عليها بالإنجليزية "سعادة".

وقد سأل ريكاردو بعد نكبة بيروت: "هل بلدنا ملعون؟

اللائحة تطول..

وتطول لائحة المصابين والمتضررين بينهم داليدا زوجة الفنان رامي عياش التي اصيبت بأضرار بالغة في يدها، كما طال الاجرام العديد من الإعلاميين بينهم موريس متى، زينة شمعون كما تضررت منازل الاعلامي مارسيل غانم، جيسيكا عازار، عادل وطارق كرم .

عادل كرم كتب وهو يقبع في منزله شبه المهدم: " يا ضيعان العمر والله يرحم كل الشهداء ويشفي الجرحى". فيما أخوه طارق، وباعجوبة سماوية وجد ابنه على قارعة الطريق غير مصاب، بعد أن نقلت المساعدات المنزليات في بيته الى المستشفى. ما حصل، جعل طارق مع عدد من الفنانين والاشخاص المعروفين، يفعّلون أكثر مبادرة "Lebanon of tomorrow" حيث تعهدوا باصلاح وإعادة الزجاج الى منازل الاشرفية المتضررة ومحيطها واضعين المبادرة في تصرف من هو بحاجة وما أكثرهم!.