رحل عن هذه الدنيا ظهر الجمعة الماضي الفنان الكوميدي المصري الكبير سعيد صالح عن 76 سنة في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، وهو المستشفى نفسه الذي ينزل فيه الرئيس المخلوع حسني مبارك. وكان آخر ما عاناه سعيد صالح انفجار قرحة المعدة وأصيب بتورم حاد ألزم اخضاعه لعملية نقل دم. وكان سعيد صالح قد غادر هذا المستشفى سابقاً رغم نصيحة الأطباء ببقائه في المستشفى، لكنه طلب أن يكون العلاج في بيته. وكان الرجل قد عانى نفسياً من خلافات حادة وقعت بين زوجته الثانية وابنته هند التي تؤكد ان زوجة أبيها منعتها من زيارته أو العناية به.
وكان سعيد صالح قد لمع زمان السبعينات في مسرحية <مدرسة المشاغبين> الى جانب عادل إمام وأحمد زكي وحسن مصطفى وسهير البابلي، في دور التلميذ المشاغب مرسي الزناتي، وقد استولى على اعجاب المشاهدين. ثم كانت له عدة أفلام سينمائية أشهرها فيلم <سلام يا صاحبي> مع عادل إمام وسوسن بدر، وهو الفيلم الذي لا يزال يعرض في عدد من القنوات الفضائية المصرية، ويجسد صداقة شابين مغامرين عاهدا النفس على الوفاء والتضحية في وجه عصابة تفرض سطوتها على سوق الخضار والفواكه في القاهرة.
وختم سعيد صالح رحلته السينمائية عام 2012 بفيلم <زهايمر> من بطولة عادل إمام، ورغم أن دوره لم يتجاوز الست دقائق، كمريض في مستشفى المسنين لا يملك التحكم بالمبولة، بحكم اصابته بمرض <الزهايمر>، أو ما يتعارف عليه عامة الناس بالخرف، فقد برع في أداء الدور وهو بقميص المستشفى الأبيض، وحالة التوهان!
وقد كان المصاب صعباً على رفيق العمر عادل إمام فلم يملك حبس دموعه، كما فعل عادل إمام في فيلم <زهايمر> بعد زيارة صديقه المسن المريض.